الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الاختباء !

ويعتمل بالقلب ما يعتمل

ليس هناك مفر من ألم الدنيا

ليس هناك مفر من الأحبة ... من مرضهم وألمهم ... من فقدهم على حين غفلة وسهواً !

فجأة .... نجد من تعودنا منهم الحياة بلا حياة

يتركوننا ويذهبون

إلى حيث لا رجعة ولا ميعاد !

كأسطر الدمى

واحد تلو الأخر يسقط

نتألم

لا سبيل لتقاسم أعمارنا معهم !

لا سبيل لتقاسم نبضات القلب فنحييهم من جديد

يبدو الأمر محزن جدا ومظلم

كم هذه الدنيا قاسية !

لكن

الرب رحيم :)

في لحظة جنون ، نقرر الاختباء .... نعم ... الاختباء !

نختبيء من كل ما يختلج في القلب

نختبيء من الأحبة والأصدقاء

نرفع القوقعة فوق رؤوسنا كالسلاحف وندخل فيها

لا ندري أن القلب هو مكان الحزن والألم !

نسير بداخل قواقعنا ، نظن أننا نتحرك لكن الزمن هو الذي يسرع بنا !

يشتد الألم ، لا نستطيع المواجهة ، ليس كل ما يعرض لنا مجسد ... لو كان الحزن والغدر والكذب رجلا لقتل كل رجل فيهم بسيف الآخر

لكن ليس هكذا تجري الأمور

كلما زادت أوجاعنا الداخلية ، كلما تشبثنا بالقواقع أكثر ..

كلما زاد غدر وكذب المحيطين كلما وجدنا الدفء في الوحدة

كلما كسر الأحباب جزءا فينا كلما أدركنا أن الحب وهمي وهش

هل الأمور كذلك حقا ؟

أم أنا نريد الاختباء من فشلنا وإخفاقنا المتكرر ؟

هل الغدر طبيعة البشر ؟ هل الكذب هو شيمتهم الأولى ؟

أم أنا وضعتنا جلّ ثقتنا في أناس كاذبين كانوا لنا العالم وشمسه وقمره ؟ فلم نعد نرى سوى ما فعلوه بنا ؟

أم أنا وضعنا جلّ محبتنا قبلا فيمن رحلوا عن عالمنا ؟

المريخ

يا عزيزي

تظل أملا بعيدا طالما كنت خاليا من خيالات البشر ... من روائحهم ... من نفوسنا الشهوانية ... من قذارتنا ... من العفن الذي نما كالطحالب الخضراء حول أرواحنا ...... من قطرات العرق الممزوجة بالخطية والاثم .... من عوادم نفوسنا المتقدة بنيران الإثم ... من مخالبنا التي تحمل بقايا دماء أحدهم أو جلده أو شعره ... من الذئب بداخلنا ... من الفاسق والعاهرة بين ضلوعنا ... ومن المستبد الديكتاتور ... ومن المغتر كالطاووس وهو أشعث الذيل ... ومن الأنياب ... ومن رائحة الدماء التي تتصاعد ... دماء العروق ودماء بكارة الجواهر التي ننتهكها يوما بعد آخر ... من دموعنا وملوحتها .... ومن بسماتنا الصفراء ومرارتها ... من كلمات الحب الزائفة ... ومن كلمات المجاملات المستهلكة .... من أصابعنا التي تنثر الورد وتقترف الآثام كلها .... تزرع الروح والصدقة وتسرق حياة آخرين ... تسيل منها دماء صارخة ... كما يفوح منها عطر باريسي فخم .... من لعابنا ... سال على جسد أو عرض من أعراض الدنيا الزائلة .... من عيوننا المطفية ...... من الشغف المستعار ........ من الحماسة المصطنعة ........ من الضحكة الميتة ......... طالما أنا يا عزيزي خاليا منَّا ..... أجدني أستحقك لأجل الاختباء .... وأجدني لا أستحق رائحتك لأني أحمل كل قاذورات العالم على كتفي وفي لساني وأنفي وأصابع كفي الواحدة وقدماي وروحي وشعيرات زندي ... أجدني ملوثة تماماً مثل أولئك الذين ضيقوا عليَ قلبي وحياتي وخنقوني بقبح فعلهم ...... أجد أني أقبح منهم وأقذر لأني لا أجد بداخلي تلك الروح الطاهرة السمحة التي كانت تعفو عن تلك الرذائل وتشرق من جديد ... أقبح لأن نفسي صارت ضيقة جدا لا تحويني حتى تحوي نقص أفعالهم ... ولا تتفهم نقصي حتى تغفر ترهات نقصهم .... ولا تشرق بوجهي حتى تبتسم لهم صباحاً فتشرق الروح من جديد .... ولا تطال الذي رحلوا فترحل ولا تتطهر مع الذين يتطهرون من آثام قلوبهم وأوجاعهم بنور الإله فتطهر ... ولا تلقي بنفسها في نور الصغار فتعود من جديد .... طفلة ذات شريطة حمراء أو خضراء أو بنية ... تعرف العصافير وتلاعب الفراشات وتخلد إلى نوم تكمل فيه قصة الأرنب والسلحفاة والحملان الصغيرة ... لا تذكر ضغينة لأحد .... ولا تبال بما فعله الآخرون ... لا تخطيء فتجلد نفسها ... ولا يُتَعَدّى عليها فتصبح جلادا للآخرين !

فيبقى لنا الاختباء

بالصور والذكرى والتراب والعزلة والضحك والموسيقى ........................... والكذب :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق