الجمعة، 7 مايو 2021

كيف؟ 2

 كيف أخبرك أن صوتك الذي يشبه النعاس اللذيذ في يقظتك يأخذني؟


وأني استيقظت يومًا لأجد نفسي أشتاق إليه؟

وكيف يسطر المشتاق سطورًا لن يقرأها غيره! وكيف يضع الكلمات بسبيل الصدفة أمامك ولا طريق!

وكيف يكون القلب في جهة والعقل في جهة؟

وكيف نستسلم لتلك القوى المفرطة فنتجه إلى اللامكان لنلتقي!

كيف الخطوط بيننا الآن؟ في هذه اللحظة تحديدًا؟ متوازية تماما إلى اللانهاية؟ أو أنها ستتقاطع مرة عن عمد وقصد! 

كيف لا تعرفني؟ لكني أعرفني وأعرفك

في مئات من المرات تحادثنا، في مرات ينكشف على أطراف لسانك ما تجاهد في إخفاءه، لكنه لم يخف، أنا فقط غضضت الطرف عنه، لا تعري إلا بالرضا، لا سهوا ولا عرضا!

وأكثر ما أعمى أمامه ... أنه قد كان "خطأ"


يغريني العمد .. يشقني إلى داخلي..يشعرني بالحياة..دع المصادفات للحكايا والخيال!

أكثر ما عرفت عن نفسي أني امرأة مقاتلة، أحب المواجهات، أحب أن ألتقي بك بكلّـي، لا أتسلل حولك، ولا آتيك من ظهرك، ولا أنقض عليك من خلاف!

إن كنت حبيبي فأجمل ما قد أهديك لهفتي وشوقي وتسابق خطواتي إليك، عليك أن ترى هذا بوضوح، وعلي أن أهديك حبي بصدق، وتراه جليًّا أمامك واضحًا، معدًّا ومنمقًا لك، يأتيك بكل جماله، بكل عطوره، بكل بهاءه، لا أقطره لك لأنني لا أقع في الحب أنا أسير إليه، ولأنني لا أخون في الحب أنا أثق به وبك، فلماذا لا يتسابق شوقي ولهفتي؟ ولماذا أحجب عنك أنني أحبك .. أحبك أنت؟ وأحجب عن الكون أمرًا لا يحتمل الستر ولا التأجيل!

أن أنظر في عينيك فترى كل تلك الفرحة، وأن تتابع خطواتي فتشعر بكل المرح، وأن أواجهك بمحبتي معناها أن أفتح ذارعي قلبي قبل ذراعي جسدي، أن أحضنك وأنا أعي، لا أن أسكر من النشوة فلا أعمد إليك بل أُسَاق! أنا لا أساق! هل فهمت الآن كيف يغريني العمد؟

لا أعرف إن كنت أخبرتك

كيف أني أحب السماء والفضاء والهواء والنسائم تصفع وجهي لا فقط تتلمسه في الظلام!

كيف أني أحب أن أقترب من الخطر وأنا أربط نفسي بوسائل الأمان، فكأني أقول للموت لماذا لا نتصادق؟

في الألعاب الخطرة التي أخطو نحوها بثبات في مدن الملاهي، منذ صغري، أتقافز نحوها، أقف في الصف بثبات عجيب، أبتسم للعاملين، متحمسة جدا، لأول مرة يرون طفلة متحمسة بجسد ضئيل لألعاب خطيرة، أجلس بجوار غريب أو صديق لا يهم، أنتظر الثواني قبل الانطلاق بفارغ الصبر، أضحك من شدة الحماسة، عضلات وجهي تؤلمني من شدة التبسم، متحمسة، أضرب الأرض بقدمي في قلة صبر، فإذا ما ارتفعنا، يغلق جسدي عيني بفعل فطري لا إرادي، أما أنا فأقول لهما انظرا، ما أجمل شكل الأرض من العلو، ما أجمل الفضاء، أنا الآن عصفورة، أنا الآن أطير بلا أجنحة!

دائما ما يقولون النشوة تجبرك على غلق عينيك! النشوة في النظر، النشوة في أن أقدم على الأشياء وأنا أعيها تماما، وأرتشف المتعة عن آخرها، وأنظر إلى عينيك لآخر لحظة .. حتى ... لا أظن أني سأشبع!

لنعود إلى سؤالنا الأول 

كيف

أنا لا أعرف كيف

كيف التقينا ولا كيف ستتقاطع الطرق

كيف تجافينا ولا كيف تعود المياه إلى مجاريها

كيف يجتاحني الشوق فجأة ولا كيف يأتيني الغضب كإعصار عاصف

كيف يزعجني الشعور بتباطيء خطواتك نحوي، ولا كيف كان يغريني صوتك الناعس على كل حال

كيف تسحقني أنفاسك، أو كيف تشعلني كلماتك بالغضب والثأر

كيف تكون بحرًا فيحيلني الأمر لحورية، أو كيف يتحول مدك إلى جذر فأشعل البركان!


أصلي كل يوم ... لا أعرف كيف المفر ولا كيف تعود الأمور إلى نصابها


الله يعلم

إن يعلم الله فيكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم!