الجمعة، 25 أبريل 2014

متى نتلاشى !

في الهدوء ....

عندما أنظر للسماء ... للربيع الذي أزهر حول بيتي .... لفراشات تداعب تلامذتي ... لسويعات تقضيها الفراشات مرحا في الحياة ثم تموت في سلام ....

للضحكات التي تبهجنا ... للندى ... قطرات الندى الحيِـيَّـة ...

لأولئك الذين يذهبون ..... لألحان الموسيقى التي تسري حتى تسكن هناك ..... في الفضاء ... للكلمات ....

لشعور السعادة ... للشعور ... للنبضات .....

للأشياء التي تذهب ولا تبقي أثرا بعدها ... قد تدب فيه الحياة !

كنت أفكر بالموت .... حينما كان بابا ومأخذا إلى حيث لا بشر .... ولا ألم ...

الفضاء أجمل بكثير من الموت .... الموت يجعلنا نتحرر من أجسادنا وارتباطها بالمكان فنسبح بعده في الفضاء ... وندور .

عندما سألتني كم أظن أنك تحبني ....... كنت في السماء ...... كنت أرى أجمل الأشياء نجمات السماء !

الحب يحررنا كما الموت ........

لكن كلاهما يبقينا هنا بأجساد على الأرض !

أتسائل

متى نتلاشي ؟

متى أموت ولا أصبح جسدا ؟ ولا أصبح شيئا ؟ ولا أشلاء حتى ؟ ولا حفنة من تراب القبور ؟

متى أذهب من هنا ؟ بعيدا عن هنا ! لن أذهب معك .... لن آخذك تلك المرة ... أخشى أن تعود بي إلى هنا .. أو تعود دوني !

متى نتلاشيء كفكرة لم تسطر في كتاب ؟

ككلمة عشق لم تنطق .... بل خرجت في تأوه ... وتنهيدات ؟

كبسمة لحلم لاح في أذهاننا فأطرب الفؤاد ذكره فابتسم !

متى نتلاشي ....... نفقد الذاكرة ....... نفقد الأثر ........ نصبح كالعدم بعدما كنا ......... لا نذكر شيء ولا يذكرنا أحد ...

متى نتلاشى فلا يبقى منا شيء يلامس الأرض ... فالأرض تحمل ذاكرة الأشياء ... خلية واحدة منا تحمل ذكرى كل شيء ! 

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

جنون الفراشات !

وتدري ... لا شيء مثل جنون الفراشات .... يبقين بداخل الشرنقات ...

تبدو من بعيد كلفافات الموتى ... تنمو الأجنحة بداخلها ... تضيق بها ... 

 العالم بالخارج موحش حقا بالنسبة للفراشات ... لا يعرفن منه سوى صوت النسيم الذي يبدو من داخل الشرانق كصفير الرياح العاتية ... يبدو البستان كغابة مقفرة وأعواد الزهر كأشباح يخفن الفراشات بشدة ... يرتعبن ... ظلال الزهور عندما تداعبها نظرات القمر فتنعكس على جدران الشرانق ... مع حفيف أشجار يبدو كصرير أبواب في مهب الرياح ترتطم فتحدث جلبة عظيمة ... ووسط هذا تهتز الشرنقة بقوة .

تخاف الفراشات .... لا يعرفن أنهن بالخارج سوف يشهقن عندما تدب بقلوبهن الحياة .... سوف يشهقن عندما يرمي الربيع بكلمات الحب بآذانهن ! سوف يعرفن أن الحياة تبدأ من هناك !

صار العالم بالنسبة لهن خارج الشرنقات مرعب حقا .... الشرنقة أكثر أمانا ودفئا واستقرارا !

لكن الأجنحة تنضج ... يرتعبن من فكرة الخروج !

عليهن المواجهة إذن .. تفكر إحداهن .. ماذا سيحدث ؟ الموت قادم لا محالة ؟ سأواجه مصيري بالخارج ... يخفن ... يمتن كل ليلة من الخوف بداخل الشرنقة ... شرنقة قبيحة كلفافات الموتى لا تناسب روعة ألوان الأجنحة ...

 تتنفس بعمق ... تحبس أنفاسها ... تغمض عينيها ... تدرك أنها حينما تضرب بأجنحتها جدران الشرنقة وتكسرها وتتحرر لن تعود ... لن تكون الشرنقة مناسبة للمأوى من جديد ... هي الآن  مستعدة تماما للخروج ... تضرب بأجنحتها الشرنقة 


 ..... وتضرب بأجنحتها الهواء .... تشهق ..... إنه النسيم ... إنها لم تمت ... تفتح عينيها برعب شديد ... ستواجه قبح البستان لأول مرة ... لتجده الجنة ... كان الخروج من الشرنقة ميلاد لها ...ليستقبلها النسيم و يهمس بأذنها ... اشتقتك .... أحبك .... تشهق ثانية ... كأنما ولدت من جديد ...

تفتح عينيها لتجد أشباح الشرنقة هي عيدان الزهور الباسمة .... تتلقاها وردات الربيع والأزهار والنسيم ومداعبات الشمس والرحيق وعبير الزهور ... كلهم يوجهون أنظارهم نحو الشهقة الوليدة ! نحو الفراشة !

تدور حول الشرانق الأخرى ... تخبر رفيقاتها .... أن الخروج ميلاد جديد .... وأن الحب .... ميلاد آخر ...
ويتلقاهم الربيع ... كفراشات الحب ... ببهجة وفرحة .... لم يكن يدركنها داخل جدران الشرنقة .

ليتني كنت مثلهن ! ... ليتني كنت شجاعة كالفراشة ... وليتك كنت النسيم .... أقع في الحب وأشهق بميلاد جديد ... تماما مثلما أشهق عندما تقول أحبك  .... ليت كان عمري كالفراشة  بضع أيام أو أسابيع أقضيها في أحضان الربيع ... أحلق والنسيم يداعبني ويلهو معي لساعات عمري القليلة ...
ليتك كنت البستان وكنت فراشته الوحيدة ... يتحين خروجها من الشرنقة .. ويرسل النسيم فيهمس شوقا .. ويزهر الوردات فتفوح عبيرا وعشقا وأظل أنا بين وردات الربيع ... أموت في هدوء .... لا يغيب عني النسيم طرفة عين !
ليتني أحلق كالفراشة لساعات عمري القليلة حولك ... فلا ندري ... هل الفراشة تضرب بأجنحتها النسيم فيتحرك .. أم النسيم يداعب جناحات الفراشة فيحملها ويطير !
جنون الفراشة شجاعة القرار بالميلاد ... ماذا سيحدث أسوأ ... ماذا سينتظرنا ؟ الموت ؟ لا شيء أقسى ! 

الأحد، 13 أبريل 2014

لأنه لا ينتظر !

لأن شيئا لا ينتظر

لأن الزمن لا ينتظر

لأن العمر ... الغد .... الحب ..... حتى شمس الصباح لا تنتظرنا !

أصبحت أجري بسرعة .......... تتسارع خطواتي كثيرا في الفترة الأخيرة ..... ألهث .... أجلس تعبا ..... أغمض عيني ثم أشهق ... لقد تأخرت .... أسرعي !

لأني أدركت الأمر بشيء من فزع ...... لعلي أسرع في أشياء .... لعلي أبطيء في أشياء كثيرة

قرارات علي الحسم فيها ولا أفعل ! وأمور أظن أنها أخذت أكثر من وقتها ! ولكن لا أحد يرتدي نظارتك !

لأن العمر لا ينتظر !

صرت أبكي ........... ولا أنتظر هدهدات الزمن .... صرت أضحك بصوت عال جدا ! أحيانا أقف أمامه وأسأل متى تعلمت الضحك بصوت عال هكذا !
صرت لا أواري الحب عن عيني !

العمر لا يتنظر !

فكرة مرعبة .............. أن يبتتعد أحد أصدقائك قبل أن تدرك حاسة شمك عطره المميز لأنكما تتقابلان سريعا في المطاعم غالبا حيث يغلب رائحة الطعام !

أن يرحل عزيز عن الدنيا قبل أن تخفي وجهك في حضنه وتقول له كم تحبه ! لآخر عمرك لن تنس الأمر ! لن تنسى أنه كان يجب أن تطيل استنشاق تلك الرائحة المتمردة كامرأة غجرية في ثوب ثائر !

أن يقف اللاشيء حائلا بينك وبين حبك .......... أن ترى الناس حولك يصطرعون فتقول لهم .. اهدأوا هذا العالم لا يستحق ... هذا العمر لن ينتظر خلافاتكم أن تحل وسماكم أن تصفو !
وعندك أنت ............ تبكي في خفاء الليل لأن الوقت لا ينتظر ......... ولأن القدر وحده يقف بينكما !

الربيع لن ينتظر أن تشرق شمسي وتزهر ورداتي ........ سوف يزهر هو ... ويذبل ويرحل !
لهذا قد أبدو متعجلة .......... لأن الوقت لا يعود للوراء ........ لأن وردات الشتاء لا تحمل الفراشات !

لا شيء ينتظر .......... نحن من ينتظر ............. ساعته متى تحين .......... وساعة عمره متى تنفد ........ ودقة القدر متى تأخذ روحه وترحل !

ارتشفوا الحياة .. وأسرعوا ... لا تتجرعوها ..... ولا تتركوها جانبا .... لا شيء ينتظر


أحبوا

اسبحوا

أخبروهم ......... وأصدقوهم ....... لا الحياة تستحق الخداع .......... ولا العمر يحتمل الخطيئة وتصحيحها ........ قم بالصحيح من أول مرة ........... الفرصة ليس فقط أنها قد لا تأتي مرتين .... الفرصة قد لا تأتي أصلا !

لهذا ........... سوف أدخل في هدوء إلى كهفي الصغير ......... أنتظر أنا ......... دقة ساعتي الأخيرة .......... وجدارية عمرك أمام عيني أبتسم لبراءة الخطوط بها ! 

الجمعة، 11 أبريل 2014

الــغــربـــال

في القرى المصرية منذ القديم وحتى اليوم في تلك النجوع البعيدة تقوم المرأة ( الفلاحة تحديدا ) بعد حصاد زوجها الحبوب واستعدادها لطحن الحبوب المخزنة لخبزها عيشا أو غيره من الأطعمة التي يقتاتون عليها طوال العام حتى موعد الحصاد القادم بغربلة تلك الحبوب .

الغربال هو ذاك الوعاء المسطح له حواف خشبية تمسكها السيدة وله فتحات واسعة نسبيا تقوم بوضع حبوب القمح أو الذرة بها وتغربلهم ... الحبة الخفيفة الفارغة تسقط كما يسقط القش والأترة وتلك الحصوات الصغيرة .

تستخدم بعدها غربالا آخر أدق لتسقط منه تلك الحبات التي لم تنضج وكانت صغيرة جدا أو مقسومة

وبعدها تبدأ عملية التنقية بالنظر ثم الغسيل والتجفيف والطحين ......... لتأكل بعدها ألذ مخبوزا قد تطعمه في حياتك :)


مقدمة طويلة ! ربما ... أعلم ذلك ... لكن النظر إلى تلك المرأة التي تجلس القرفصاء أحيانا في وضعية الاستعداد للقيام بين لحظة وأخرى أمر حقا ممتع .... هدوءها وصبرها وهي تغربل الحبوب ... وحينما تظن أنها انتهت وأن الحبوب أمام عينينك جاهزة تماما تفاجئك تلك المرأة المحنكة أن الأمر بدأ للتو !

ما حدث قبل 2011 في الخامس والعشرين من يناير لم يكن شيئا !

كنا فقط نجلس وراء الصفحات المطبوعة والإليكترونية نشاهد المقاطع المصورة عن التعذيب .... كنا نبكي ربما نصرخ بصوت مكتوم ... نخاف أهلنا أكثر من خوفنا السلطات .... نخاف أن نشارك حركة 6 إبريل أية وقفة .... نخاف التفوه بأسمائهم ... يطالعني أبي على مطبوع لحركة كفاية ذات يوم ويقول بابتهاج أن زميله كان مشاركا في وقفات كفاية ..... لكنه يخشى على نفسه وعلينا أن يفعل فليس له أخ قد يقف معنا إذا حدث له شيء .... كان بائسا كثيرا أن الوضع يتغير حتى أنه لم يعد يفكر في الأمر ..... لم يفكر أبي في النضال أو الثورة مادام الأمر لا يمسنا .... لكن على الأقل كان يمتلك بعض الشجاعة التي يقف بها أمامنا بعد أن أدركنا سواد الوضع المصري ليقول هذه الدولة ولا شك فاسدة .... الحكومة فاسدة .... ولكن من يملك القوة أو الشجاعة ليفعل .... آخرنا هنسقف في الدرا للي يقول !

في الخامس والعشرين من يناير .... كان الكيل قد طفح .... كان علينا أن نقول للسلطة أنتم فاسدون ونحن نعلم بالفساد أمامكم فرصة لإثبات العكس ..... كنا نظن أننا بذلك نغربل الأفراد في مصر ... كنا نظن أن الثورة بأيامها البضعة عشر  قادرة على غربلة الأشخاص ... جلسنا أسابيع نكرر سقطات المشاهير عن الثورة وعن مبارك ... جلسنا نظن أننا نغربل الشخصيات والمسلمات والمثل !

لكننا لم نكن نفعل ...... وضعنا الغربال جانبا لثلاث سنوات .... كنا نظن أننا في الحادي عشر من فبراير انتهينا ... لأن عودنا أخضر .... لأننا حقا نفتقد الحنكة .... لم نكن نفهم أننا للتو بدأنا !!!

( والدنيا تشيلني وتهبدني طاخ طوخ طيخ طخ )  وبدأت الأقنعة كل يوم تسقط ونحن نصرخ من فجعة الصدمات ... نهتز بشدة .... يتزلزل داخلنا ... حتى أن البعض فقد الله .... والبعض فقد المثل .... والبعض ألقى بقيم الثورة في أقرب صندوق للقمامة ... وجعلهم يقفون للدنيا بسيف الانتقام فقط .... وقد دخلنا من نفس الباب في التحرير لنقول .... الهدم .... للبناء ... الثورة .... للحرية وللعدالة .

المباديء لا تتجزأ ....

نحن حقا جزعون بشدة من تساقط الأقنعة .... الأمر أشبه بالطوفان .... حتى مغنوالثورة .... حتى الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي تربينا في السر على أغنياته مع الشيخ إمام .... كنا نستمع إلى تلك الأغنيات كأننا نستمع إلى أفلام إباحية محظور علينا المساس بها ... كنا نربي أنفسنا لأجل الثورة ... لأجل الحرية والخلاص من حاحا !!!!

هو ..... أشاد بالعسكر .... أشاد بهولاء الذين ينتهجون نفس نهج قائدهم الذي قال له بالحرف وغنى أغنيه ( أحا لا تتنحى )

ليطل علينا ملهم الثوار ..... الخال ..... يشيد بالظلم والاستبداد ... يمسح الجوخ

يا حضرة الظابط إنت كداب

والأبنودي لما عـ***ـك كداب

يا عم الأبنودي انت كداب
وجيلك كله كداب
مسح الجوخ ما عملتم غير
ولا استرجى منكم خير
انتم كلاب الحاكم
واحنا الطير
انتم بقايا وزارة الارشاد التوجيه
واحنا الثورة جاية سيل
بنفاقكم فتحتم بيوت
واحنا شباب مش لاقي القوت
وها نفضل احنا الصوت
لما تبيعوا القضية وتحبوا الدنيا سكوت

احنا شعبين
الاول عواجيز معرصين
والتاني شباب ميت او في الزنازين
وادي خط الدم ما بين الاتنين بيفوت
انتم بعتم الثورة بشهدائها وناسها
وفي ميدان التحرير فكيتوا لباسها
بانت وش وضهر
بطن وصدر
ريحة عفنكم كتمت انفاسها
واحنا ولاد الكلب الشعب
احنا بتوع الحرية وطريقها الصعب
ضربونا بالنار والغاز والكعب
وكأننا بنحارب حرب

لكن انتم راكبين الفلك
طبلتم للملك
ايديكم نعمت من كتر ما كتبت اغاني تقنعنا ان ليالينا مش حلك
غلبت اللي طبلوا للانجليز والترك
اشوف فيكم يوم يا صاحب الملك
انا المطحون مش انت يا كذاب اللي مسجون
تاريخي مركوب مش مركون
انت كتبت قصايد مدح فرعون
وانا كتبت على حيط الزنزانة بمسمار ما فتحش الكالون
قول في حسابك كام مليون

* الناشط : وائل عباس .



لماذا اليوم نشعر بغصة أنهم كلاب الحاكم ؟ لماذا نظن أن العيب في العود الأخضر ؟ القش حولكم لا خير فيه ولا نفع سيطير مع أول هبة ريح .... الفلاحة تظل تغربل الحبوب التي تظهر انها قوية لساعات طويلة ..... نحن الآن يا أعزائي في وسط الغربال

أتدرون لماذا ... ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) ليظهر ويصمد ويبقى من يدافع عن الحرية ويسقط من يدافع عن مصلحته

ليبقى من يصمد بوجه الظلم .... ومن يصمد أمام الكاميرات وفقط !

ما عاد هناك مسلمات ..... الأمر أشبه بإعادة توجيه الأشياء 

لا شك في ذلك ! 

الله ليس موجود 

حقا الله ليس موجود 

إن لم تبحث عنه بذاتك

لا المسيح نزل بالسماحة والسلام

ولا محمد بعث بمكارم الأخلاق 

الدين لن يسقى لكم بالملعقة

ولا المثل والقيم العليا 

ولا المباديء ستتشبث بكم إن أفلتم منها

لا شيء سيبقى إن لم تحاربوا من أجله

كل شيء يبدأ من جديد ........... لا تضجروا ..... فقط نظفوا الجروح جيدا .... نظفوا الزنازين ..... نظفوا الساحات والميادين ... غربلوا الأفكار والأشخاص .... لا وقت لدينا للندم والنواح والبكاء .... اقتلوا التسليم بالأشياء في دواخلكم الكل مذنب والكل قبيح والكل شائه بصورة جنونية .

لا تقفوا كثيرا أمام الأمر 


سوف أظل لآخر عمري أغني أغنيات نجم والشيخ إمام وأتفل على القبور التي ضمت مسوخا لم يفهموا الحرية التي غنوا لها عشرات السنين فوافقوا على إيداعنا السجون بحكم قانون التظاهر 

تظاهر !!!!   عند أمك 

وعندنا ...................... غربال سوف تسقط منه عاجلا أم آجلا 



*عفوا إن وردت بعض الألفاظ التي قد تخدش حياء ( أشك أنه بقي في ظل العهر المجتمعي على حاله ! ) القراء ! 

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

فراشة النور ... وبذور الأمل !





في تلك العصور المظلمة.....  حيث يقتل الطاغية كل عود أخضر زاهٍ....  تناضل فراشات الربيع نحو النور.....  فتحيا الزهرات بنور الامل! 

وكما هي عادة الطغاة....  يحبون اغلاق الشبابيك...  لكن هذا الامر لا يعني أن الشمس بالخارج ليست ساطعة!  
أن مواسم الربيع والمطر لن تأتي! 

 يسئمون من مرح الفراشات حول نور الحب ....... يكرهون طنين نحلات العسل  ... وكأن عبق الزهور يخنق عفونة أنوفهم  ... لا الفراشات تقع في الأسر .... ولا نحلات العسل يتوقفن عن الطنين .. يحرقون زهرات العمر ويدمرون الحقول

جرافات ضخمة......... يركضون وراء النور يريدون أسره......... النور يا حمقى لا يحتد بالسجون......... النور يا حمقى لا يقتل بالحجب! 
وفراشات النور.....  كل صباح.....  ينثرن ثريات الأمل في أماكن اغتيال الزهر.......... فتشرق الحقول من جديد ببراعم النور والحب

كل صباح.........تدور نحلات اليقين على براعم الزهور .......... يصبح طنينها معزوفة عشق جديد ......... يصبح طنينها مثل غذاء روحي عميق الأثر ..... لتشرق الزهرات بالنور من جديد...... لا الأمل يقتل و لا النور يذهب في زجاجات الطغاة! 

يجرفون كل يوم أرض الحقل ....... يسكبون مخزون العسل .... يحرقون أجنحة الفراشات من شدة لهيب اليأس
لكنهم لا يعرفون أن اليقين الذي تحمله نسمات الربيع المفروض على الجميع
يعيد بناء كل شيء أقوى وأسرع من عبث الطغاة!
عندما يأخذ الحزن منا مأخذه .... عندما نظل نحارب ونعدو هنا وهناك ، نلاحق أسهم الشر وألسنة النيران أن تحرق كل شيء

نقف في المنتصف ... نسعل من تدافع الدخان ..... تطال النيران أحبائنا .... يطال الدخان صدورنا ..... ينالنا جانب من بطش الجبناء .........

كمجنون يظن أنه بحرق بساتين الربيع سوف يمنع الربيع من المجيء !
برشاشات المياة العاتية سوف يوقف الشمس عن الظهور !

بالحجب والمظلات لن تطال الأرض الميتة إحياءة الغيث وضربات المطر يظن أن مقادير الكون بسيفه وسوطه !

في خضم الجنون ............. تطير فراشات النور تنثر الثريا في انتظار المطر لتشرق الأرض من جديد ........... تعزف النحلات سيمفونية اليقين والصبر والعمل الدؤوب ..... تبتسم البراعم الصغيرة في وجه الجميع !

يزداد الجنون .............. يفتح النيران من جديد ......... يأمر باعتقال النور .........ز لا يفهم الأحمق أنهم يزرعون النور في رحم الظلام فتشرق الدنيا كل يوم بفجر جديد وأمل جديد ونور جديد وكأن الأرض كل صباح عندهم تخلق في خلق جديد !

يطال اللهب أصحابهم ........... فيشرقون ........ يطال اللهب مسارات دروبهم ........... فيتغلبون بطنين النحلات وغناء البراعم .......... يسلط اللهب على أحبابهم .......... فيغضبون ...... ولكنهم مازالوا يزرعون الأمل كل صباح في وجه الربيع الساكر .

يدفع الطاغية كل جلاديه لإجبار فراشات النور على التضحية بأجنحتهم ........... يزيد من قوة النيران كل يوم على أحبابهم .....



وفراشتي المسكينة .......... تحارب كل يوم في كل اتجاه .......... تهرب من الدخان كي تنثر عناقيد النور في الأنحاء .... تقف اليوم ......... تنظر والدخان يخنقها إلى براعمها النقية ........... تتوقف عن التحليق وتبكي ........ تنزل إلى الأرض وتقرر المسير ........... تضم جناحيها وبحزن تسير .......... لعلها تبحث في بواقي الحقل المحترق عن مقعد تجلس عليه وتنتحب .... أو تموت في هدوء ......... لعلها ستحاول إطفاء النار بالجناحين وتحترق ........ لعل الموت يحمل الأشياء البعيدة بعيدا ..... ويقتل الوجع القريب !
وفراشات النور ......... يدركن يا عزيزتي .... كم أن أجنحة الفراشة الملونة هي أقوى من سوط الجلاد !
كم أن لمعة الأمل في خطوطها هي أكثر سطوعا من نيران الطاغية !
كم أن عناقيد النور تشرق كنور الشمس ............ ولا تأسرها زجاجات السلطان !
يعرفن أن الجلوس والنيران تحيط بالبرعم هو استسلام ........... استسلام لجلاد يقتله نور الجناحات الرقيقة ........ ويخنقه عبير الزهور !
يعرفن أن النيران لا تغلب النور ......... يعرفن أن الدخان لا يقتل عناقيد الثريا ..... يعرفن أن الربيع قادم رغم عواصف الخماسين ...... يعرفن أن طنين النحلة المكافحة أعلى من صريخ السلطان في الجنود من أعلى المنابر . يعرفن أن الأمل المستمر والعمل الدءوب والتحليق فوق النار والسمو بالزهور والرقص تحت المطر يقتل الطغاة من كمد !

يعرفن أن الدموع والانتحاب بالعينين وللجناحات تحليق مستمر ......... يعرفن أن الغناء يدوم .......... يعرفن أن الأصل في الدنيا الشموس ....... يعرفن أن الظلم والقهر يحده كل شيء الزجاجات والأسوار والسجون ، يعرفن أن إشراقة البسمة أقوى لأنها ............. الحق والأصل J

فراشات النور .......... يدركن أن قوتهن تكمن في الأمل .......... تتغذى من رحيق أزهار الربيع !


السبت، 5 أبريل 2014

صندوق الذاكرة .. !

في هذا الركن البائس المقفر من الذاكرة
نلقي تلك الأمنيات القديمة كقطع الخردة
نتمنى كل يوم زوالها .... ولكن لأنا مثل الأطفال في تعلقنا بالأشياء نرفض وضعها بمكب المهملات !
فنظل نلقي شيئا وراء الآخر

تتراكم الأشياء في الركن البئيس
وعندما يقتلنا الواقع لا نجد سوى صندوق الدمى القديم

نتقوقع فيه فنعود صغارا

نعود بالزمن لأشياء مضت وصور لأناس فارقوا الحياة إلى عمر بهيج آخر ليس على سطح الأرض .
نجلس كطفل كسر دميته يبكي ...... يحتضن الأشياء ويبكي ... كيف فرطنا في تلك السنون نجمع الخردة في ركن مقفر أسود ؟

التراب من حولنا

يخنقنا

وحدها بسمات الذكريات الصافية تجعل السعال أشبه بموت باسم

ثعبان ملون

أفعى ناعمة تعتصر القلب بهدوء بالغ ..... مسلمين لها كامل الأمر بثبات عجيب .
كم يوما نقضيه في الخرابة ؟ لا ندري ... نجلس هناك وفقط ... نغلق منافذ النور .... نغوص ..... تشيكنا الأطراف المتكسرة للأشياء ... نتألم من جديد ... يعاودنا نفس الوجع عندما كسرت تلك الصورة ... وعندما تمزقت تلك الرسمة ... وعندما ذبلت تلك الزهرات ..... نستنشق الرحيق ثانية محملا تلك المرة بتراب كالعلقم ... لكنه سريعا ما يخبو ... مع ربيع يشرق باسما ... نعود معه كآلة زمن إلى لحظتها ... فنضحك .... ونتقافز كفراشات الربيع ...... ونتعب من الجري ... نجلس لنستريح ... باسمين للذكرى .... ونغمض الأعين في نشوة عارمة ......... لنفيق على ...... صندوق الخردة المقفر والمكفهر !

وفي أمس الحاجة إلى النسيان .............. نجلس بكامل قوتنا في صندوق الذاكرة !

وفي أمس الحاجة إلى ضعف ذاكرتنا ........... تظهر هي شامخة في عنفوانها !

تبدو الأشياء يها أكثر اكتمالا ..... الأوان أكثر نصوعا ..... الأشياء أكثر سطوعا ! ماذا حدث !
قد كان مقفرا منذ لحظات قليلة ..... الأشياء هناك تخنقها خيوط العنكبوت ! لماذا تبدو أكثر شبابا وازدهارا ؟

كنسمات باردة تثير حفيف الأشجار تسبق العاصفة يأتي احمارا متدرج حول أشفار العين منذر بإعصار من البكاء والانتحاب ...... بأطراف الأنامل ......... تمر على خصلات شعر ترجعها للوراء رغم أنها تسكن في هندام عجيب ... كأنه لا مطر ولا رعد ولا برق أوشك على الوصول ...... أمام المرآة ........ لن أستسلم تلك المرة لعنفوان الذاكرة العاتي !

لا شيء مثل مرارة القهوة في تلك الأيام التي نهرب فيها !

لا شيء مثل  قطعة موسيقى مجنونة اللحن ! أو رصينة أكثر مما يجب !

لا شييء مثل القلم

مثل صفحات صفراء من ورق

مثل ركن هاديء مظلم


مثل غروب الشمس الذي ننتظره مع إشراقة كل صباح كي يطوي صفحة ...... نظن أنها بسلة المهملات ...... لنجدها مطوية حزينة .... بجوار الأشلاء ...... في صندوق الذاكرة  .... مع قطع الأحاجي والدمى !