الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الاختباء !

ويعتمل بالقلب ما يعتمل

ليس هناك مفر من ألم الدنيا

ليس هناك مفر من الأحبة ... من مرضهم وألمهم ... من فقدهم على حين غفلة وسهواً !

فجأة .... نجد من تعودنا منهم الحياة بلا حياة

يتركوننا ويذهبون

إلى حيث لا رجعة ولا ميعاد !

كأسطر الدمى

واحد تلو الأخر يسقط

نتألم

لا سبيل لتقاسم أعمارنا معهم !

لا سبيل لتقاسم نبضات القلب فنحييهم من جديد

يبدو الأمر محزن جدا ومظلم

كم هذه الدنيا قاسية !

لكن

الرب رحيم :)

في لحظة جنون ، نقرر الاختباء .... نعم ... الاختباء !

نختبيء من كل ما يختلج في القلب

نختبيء من الأحبة والأصدقاء

نرفع القوقعة فوق رؤوسنا كالسلاحف وندخل فيها

لا ندري أن القلب هو مكان الحزن والألم !

نسير بداخل قواقعنا ، نظن أننا نتحرك لكن الزمن هو الذي يسرع بنا !

يشتد الألم ، لا نستطيع المواجهة ، ليس كل ما يعرض لنا مجسد ... لو كان الحزن والغدر والكذب رجلا لقتل كل رجل فيهم بسيف الآخر

لكن ليس هكذا تجري الأمور

كلما زادت أوجاعنا الداخلية ، كلما تشبثنا بالقواقع أكثر ..

كلما زاد غدر وكذب المحيطين كلما وجدنا الدفء في الوحدة

كلما كسر الأحباب جزءا فينا كلما أدركنا أن الحب وهمي وهش

هل الأمور كذلك حقا ؟

أم أنا نريد الاختباء من فشلنا وإخفاقنا المتكرر ؟

هل الغدر طبيعة البشر ؟ هل الكذب هو شيمتهم الأولى ؟

أم أنا وضعتنا جلّ ثقتنا في أناس كاذبين كانوا لنا العالم وشمسه وقمره ؟ فلم نعد نرى سوى ما فعلوه بنا ؟

أم أنا وضعنا جلّ محبتنا قبلا فيمن رحلوا عن عالمنا ؟

المريخ

يا عزيزي

تظل أملا بعيدا طالما كنت خاليا من خيالات البشر ... من روائحهم ... من نفوسنا الشهوانية ... من قذارتنا ... من العفن الذي نما كالطحالب الخضراء حول أرواحنا ...... من قطرات العرق الممزوجة بالخطية والاثم .... من عوادم نفوسنا المتقدة بنيران الإثم ... من مخالبنا التي تحمل بقايا دماء أحدهم أو جلده أو شعره ... من الذئب بداخلنا ... من الفاسق والعاهرة بين ضلوعنا ... ومن المستبد الديكتاتور ... ومن المغتر كالطاووس وهو أشعث الذيل ... ومن الأنياب ... ومن رائحة الدماء التي تتصاعد ... دماء العروق ودماء بكارة الجواهر التي ننتهكها يوما بعد آخر ... من دموعنا وملوحتها .... ومن بسماتنا الصفراء ومرارتها ... من كلمات الحب الزائفة ... ومن كلمات المجاملات المستهلكة .... من أصابعنا التي تنثر الورد وتقترف الآثام كلها .... تزرع الروح والصدقة وتسرق حياة آخرين ... تسيل منها دماء صارخة ... كما يفوح منها عطر باريسي فخم .... من لعابنا ... سال على جسد أو عرض من أعراض الدنيا الزائلة .... من عيوننا المطفية ...... من الشغف المستعار ........ من الحماسة المصطنعة ........ من الضحكة الميتة ......... طالما أنا يا عزيزي خاليا منَّا ..... أجدني أستحقك لأجل الاختباء .... وأجدني لا أستحق رائحتك لأني أحمل كل قاذورات العالم على كتفي وفي لساني وأنفي وأصابع كفي الواحدة وقدماي وروحي وشعيرات زندي ... أجدني ملوثة تماماً مثل أولئك الذين ضيقوا عليَ قلبي وحياتي وخنقوني بقبح فعلهم ...... أجد أني أقبح منهم وأقذر لأني لا أجد بداخلي تلك الروح الطاهرة السمحة التي كانت تعفو عن تلك الرذائل وتشرق من جديد ... أقبح لأن نفسي صارت ضيقة جدا لا تحويني حتى تحوي نقص أفعالهم ... ولا تتفهم نقصي حتى تغفر ترهات نقصهم .... ولا تشرق بوجهي حتى تبتسم لهم صباحاً فتشرق الروح من جديد .... ولا تطال الذي رحلوا فترحل ولا تتطهر مع الذين يتطهرون من آثام قلوبهم وأوجاعهم بنور الإله فتطهر ... ولا تلقي بنفسها في نور الصغار فتعود من جديد .... طفلة ذات شريطة حمراء أو خضراء أو بنية ... تعرف العصافير وتلاعب الفراشات وتخلد إلى نوم تكمل فيه قصة الأرنب والسلحفاة والحملان الصغيرة ... لا تذكر ضغينة لأحد .... ولا تبال بما فعله الآخرون ... لا تخطيء فتجلد نفسها ... ولا يُتَعَدّى عليها فتصبح جلادا للآخرين !

فيبقى لنا الاختباء

بالصور والذكرى والتراب والعزلة والضحك والموسيقى ........................... والكذب :) 

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

صباحات القهوة الرائعة :)

تلك الصباحات التي أقوم فيها مشتاقة لرائحة القهوة

رائحة البن والحبهان ( الهيل )

أفرغ اللبن في كوبي ... ثم أحضرها ... سيدة الفناجين على مهل

تشرق الصباحات وقتها من بكرج القهوة :) من بسمتها فوق النار تنضج وتتعاظم وتصبح شمساً أخرى في مطبخي وفنجاني ويومي :)

عشق :)

والصباحات الرائعة هي تلك التي تختار أن تتناغم بلحن رائع مع رائحة القهوة

أخبرني صديقي ( إبراهيم ) والذي ظهر فجأة كقوس قزح الذي يبدو في السماء بعد شتاء عاصف ، فيهيء قلبك لشروق الشمس من جديد ويبث تلك المبهجات الجميلة على سماءك وأيامك :)

أن هناك أغنية حلوة .... ثم هناك أغنية بعد الأغنية الحلوة ... ثم أحلاهن والتي تأتي فيما بعد :)

اليوم ... بدأت الأغنية الحلوة ... تلك الطريفة التي أرسلها لي يوما ( على ما يبدو - جوليا بطرس ) تدور الأغنية .... تأتي بعدها الأغنية الحلوة أيضا (  someone  like you - Adele  ) ومع تصاعد رائحة القهوة ، تتأمل كلتانا الأخرى .. أقلبها كأني أدغدغ طفلتي فتشرق أكثر وتضحك أكثر ويزداد رغم كل شيء وقارها وثقلها أكثر ... تلعب الأغنية الأحلى .... طل وسألني ... الناي ... الصوت الساحر .... ( بعدك على بالي - فيروز )

تذكرت حكمة صديقي الصباحية :) بعد الأغنية الحلوة فيه أغنية أحلى !

صارلي زمن يا ست فيروز مقاطعتك ..... عشمتيني بالورد .. بالزهر ... ضليت ناطرته هالمجنون وما إجا ... ما بقي معي إلا الشمسية .... ما بقي إلى كسور المزهرية ... قاطعتك .... عاقبته فيك وكأني أعاقب نفسي وأعاقبك ....

بدا اليوم جميلا منذ بداياته

بدا جميلا بكل ما يحمله

بدا رائعة كالقهوة :) ككقوس قزح ... كالربيع الذي هو شتاء داقي ... كربيع جديد كأنه لم يعرف قلبي الربيع قبلا !

صباحكم سكر .. رائحة القهوة ... أجنحة الفراشات الجميلة ... وزهور ترسل قبلاتها لموائدكم :) 

السبت، 27 ديسمبر 2014

علمتني

علمتني أركب  لمشاعري لجام


عمرك شفت فراشة بلجام ؟

 الله يسامحك !

علمتني أربط أحلامي بــ وتد

بقى فيه أحلام بتعيش في الأرض ؟؟

علمتني أحط من تاني أبواب وأسوار

عمرك شفت طير يدخل بكيانه قفص ؟

علمتني أفكر هي مشاعر ولا حالة ولا ايه

زي اللي بيسأل نجوم السما امتى بتنطفي

عمرك شفت نجوم بتموت ؟

علمتني أكتم أنفاسي

أنظمها

لا أفرح ولا أنفعل ولا أشهق بالحب !

عمرك شفت جماد بيحب

عمرك شفت قلب خايف مالنبض ؟

وكانه هيقف يقرا المعوذتين على دقاته

وكأن حياته بقت مسّ ! 

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

تراها ماذا تكون ؟

تلك التي ......... هي ؟

ماذا عساها أن تكون ؟

لهفة ؟

وكيف تكون اللهفة ، وما هو الاشتياق ؟

ما الشوق ؟

ما ارتعاد القلب من المخاطر المحيطة ؟

ما نبض الفؤاد ؟ ولماذا نبض ؟

وما الحلم الذي تلوح فيه أطياف جديدة ؟

إن لم تكن أطياف فماذا تكن ؟ 

إن لم تكن تلك التي ترتسم على وجهك بسمة فماذا تكن ؟

الساعة ؟

تراها ماذا تكون تلك المكنونات التي تتحرك من جديد ؟

تتحرك في أي اتجاه ؟

تتحرك إلى حيث دفءا تنشده ؟ أم إلى حيث قبس من نور تراه ؟

لا يهم

إنها تتحرك بعد ظن أنها ماتت للأبد

إنها تتحرك في اتجاه آخر غير ذاك النفق المظلم 

:)

إنها تتحرك نحوك

نحو الحلم

نحو الشمس

نحو واقع لم تعرف أنها ستراه العقل

أشياء بالداخل تتحرك

لا أعرف ماهيتها

رغم أني أعرفها جيدا

أخشاها

وأشتاقها

وأرتعب منها

وأتمنى صدقها

وكلما اقتربت

كلما أردت الهروب بعيدا عنها

لكنها دافئة ورصينة

تراها ماذا تكون ؟

السبت، 20 ديسمبر 2014

بعثرة صباحية :)

إن أولئك الذي يضحكون ....... تنظر وراء قلوبهم فتنظر الألم ممتقعا هناك

أشدهم تفاؤلا وحبا وصبرا أشدهم أملا !

يجعلون من حزني العظيم ذرة غبارة سارحة تحت أقدامهم لشدة صبرهم

ينظرون السماء فيرون بها الطيور

ينظرون الورد رغم أن الشوك أذاهم لكنهم ممبتهجون دائما بالفراشات الرحيمة

إن أولئك الذين يكتبون عن روعة الحب هم أكثر من ذاقوا مرارته وذله وعلقمه

هذا الذي أرفق الفنجان بقصائده

نظم عطور معشوقته أحرفا

شبهها بالوردة والريحانة والياقوتة

نعتها بآخر قصائده الزرافة

لهو من أشد معذبيه بفقدها

وإن ذاك الذي كتب عن ليال العشق الصيفية

تتوارى عيونه عن الخلق حينما يتحدث عن حياته الآن

ويكأنه يعشق امرأة من خيال

ويكأنه يهرب من عيون الشريكة التي تتفرسه عبر الكتب والأميال

إن الذين ينشرون الفرح

هم أفقرهم إليه

يعرفون قيمته

يشعرون كيف أن الفرح مثل أقواس قُــزَح

أولئك الذين يحضنون أبنائهم ليلا

كانوا ينامون عراة عن الحب بالأمس

ذاقوا لسعة البرد المسمومة

فعرفوا قيمة الأشياء الدافئة

إن أولئك المرضى هم خير من يتكلمون عن الصحة

إن أولئك الغرباء هم أشد من يتكلمون عن الوطن

إن المعذبون هم أصدق من يتكلم عن الرحمات

وإن البؤساء هم أقدر البشر على تقييم التبسم والفرح

وجوههم وعيونهم تسطع الآن أمامي من بين الحروف

عيون تلك المها البرية

تلك الفراشة الملونة

تلك النجمة من صدفات البحر ورماله

عندما أحزن ونتحادث .... عندما تبسط لي فرشها الوردية .... عندما أظن أنها لا تحزن

فيمرر الزمن لي تلك الصور الخلفية

أن الألم يجتنفها

طهر روحها حتى تسامت فوقه :)

عزيزتي .......... انعمي بصباح هاديء

انعمي بالحب :) 

ماذا عساها تفعل

 بلا أجنحة تسير 

تطير !

تهرول من زهرة لأخرى 

آهٍ من تلك القفار ! 

الأشواك تحيطها وتفترسها 

بعدما أنفقت زادها من النور 

بعدما صارت الظلمة أكبر منها

بعد أن نزعت نباتات القفر أجنحتها

بعد أن أصابتها شراك الأفاعي والعناكب

بعد أن فقدت قدرتها على نثر بذور الورد

بعد أن رأت بعيونها بوار الأرض التي كانت تلفظ كل شيء

بعد ان انتزعت منها جرة النور وأجنحة الأمل وعبق الصدق الكذوب

ماذا عساها أن تفعل سوى جر أذيال الحياة خارج تلك القفار البائرة الخربة ! 

لا تنبت للفراشات أجنحة جديدة ، لا تنبت الوردات قرب الأرض ليزحفن إليها .. لكنها تظل حتى آخر العمر ملونة بألوان قوس قزح !

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

أحيانا فقط !

نبتعد جدا عنهم لأنهم أكثر من فهم عنا !

نظن أنفسنا عرايا أمامهم

يزعجنا الأمر فنهرب

ما نلبث أن نعود ثانية .... لا نقوى على التعري أمام غيرهم .... هم صناديق قلوبنا السوداء ... مخبأ السر والحكايا ... هم السر

أحيانا ........ لأننا فهمنا جيدا ........ غصنا بداخل تلك الأعماق السحيقة ....... فهمنا الأغوار وفككنا طلاسم الطريق إلى العمق العميق هناك ..... نعرف جيدا ما يحتاج هذا المرء سماعه لا ما يريد !

يشعر الصديق بهذا بحساسية فائقة ......... نتأفف لدى سماعنا .... نهرب ....... ندعي كذبا عليه أنه لم يفهمنا .... لم يعرفنا ... رغم أننا أقسمنا عشرات المرات صدقا أن لا أحد قرأنا عرايا كالمواليد الجدد مثله !

في غمرة الألم ... لا نسمع سوى أصواتنا الداخلية العقيمة .... التي قد تصمّ آذاننا بحق ... نريد سماع كلاماً ناعما معسولا ، لا يثير التساؤلات المجنونة أكثر ولا يجيب شيئا .... يعجبنا التيه بشكل أو آخر .... ظلمة المحنة تجعلنا نخشى النور فقط لأن النور وقتها يصبح مجهولا جدا بالنسبة لنا

كأجنة أدمنت ظلمة الرحم ولا تعرف أن الحياة في الخروج من هنا ! نريد أي كلمة تظمئننا هنا .... لا تخرجنا من الظلمة بل تبرر لنا وجودنا فيها !

لأني أحبك !

أخبرك عن النور كثيراً

أخبرك أن خارج ظلمات الرحم ميلاد آخر

أخبرك ما أنت بحاجة لسماعه لا ما تريد سماعه

أخبرك ما يزعجك ... وأنا أعرف هذا تماماً ... ليس جهلا مني ولكن لأني فقط أصدقك ما تحتاج !

أخبرك ما يزيد تقلصات فكرك ليدفعك خارج كيسك الجنيني للحياة من جديد

تزعجك التقلصات ؟ الألم يزداد ؟ يتضح ؟ إذن فقد بدأ لتوه بالانتهاء !

من نحبهم ...... يسمعوننا ما نريد سماعه منهم فقط !

من يحبوننا ...... يخبروننا من نحتاج إلى سماعه كي نقف من جديد !

يصدموننا

يوجعوننا

ثم يفتحون أحضانهم كي نرتاح قليلا بعد هذا المخاض العَسِر !

#تَفَكّر !

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

بتلك البساطة !


تقابلا في مقهى هاديء على ناصية شارع بأحد تلك الأحياءالراقية

جلسا متقابلين

يغالب كل منهما لهفته واشتياقه

يرسمان على وجوههم ابتسامات مصطنعة وجمود زائف يخفي التهاب وجناتهم

ينتظر كل منهما تلك الكلمة التي تلوح في الأعين فكرة أن ترتسم على شفاه من أولا؟
 
من يمسك صوته فرشة الألوان وأوركسترا الحالة الرائعة

توتر يضطرم داخلا

وشفاه تبتسم بثقة زائدة

رسميون جدا
حتى في ارتشافهم قهوتهم
تأنقهم الزائد! هل هو تأنق؟ أم خوف مقنع؟

كلاهما ينتظر
كلاهما يأبى أن يأخذ شارة البدء فينطلق سباق من مشاعر متأججة تنتظر صافرة الانطلاق

يبتسمان بشيء يملؤه التكلف

يمتلآن بالأفكار والمعاني

يمتلآن بأشياء كثيرة حرصا أشد الحرص على دفنها في القاع

تدور في رأسه كل الكلمات دفعة واحدة وهو ينظر لها ببرود وثبات لا يدلان على النيران التي تكاد تشيب رأسه ، قوية ... ترى بم تفكر الآن ؟ تبدو غير مهتمة ... ذكية ... تلك النظرة القوية في عيونها لا تجعلني قادر على قراءة أي فكر يدور بداخلها ... تبدو كصخر صلد ... غير تلك التي شعرت منها بشيء من رقة الإناث ... متأنقة جدا ... رسمة عينيها توحي بأنها تريد أن تدير رحى المعركة تجاهها ... لن أترك الزمام أيتها الحلوة مهما حدث ! نظرتها للفنجان ساحرة ..... لو أني لست أنا لرجوتها أن تنظرني نصفها ... ولو أنها ليست هي ... لركعت أمام قوتها وسحرها وذكاؤها أطلب أن ترافقني الرقصة التالية ! لكنها ...... عنيدة ومكابرة ... يعجبني الأمر ... لكني لن أنحني له ! بالطبع ... أجيد ثقافات عدة لكنني شرقي حتى النخاع ... [ يتلفت حوله مقلبا شفتيه بجوله سريعة للمكان ] ولا هذا المكان الغربي يجعلني أتنازل لأقول لها كالأجانب رقصة ! لتطلب ... عيونها تكاد تطير إلى ساحة الرقص هناك ..... وأنا ... فلتتكلم ... أليست من رتب هذا اللقاء ؟ فلتكمل قوية وجريئة حتى النهاية .

يبادلها بسمة .. بدت حمقاء جداً لأنها لم تنتبه لها تقريباً ... برصانة وهدوء تهز رأسها عجباً بالموسيقي الهادئة التي تدور ... عازف الكمان يأسر سمعها ، لو ما استبدلوه بعد دقائق بالبيانو لما كانت اعطتهم أي اهتمام !

بطرف عينها نظرت له ... متحفز تماما كأسد جسور لمعركة قوية ! ... بسمة هادئة منها عادة تنهي كل شيء ... امرأة قوية ؟ نعم .. طالما نعتها زملاء العمل بالصلبة والجامدة والباردة أيضا لا بأس من كل تلك النعوتات .... تنظر بشغف لفنجان القهوة الذي شارف الانتهاء ... رشفة أخرى وستضعه جانبا .......... يا له من جذاب ! هذا الصمود الذي يبديه لم أره من رجلٍ قبل .... يعجبني أداؤه القوي ... أحب المعارك الساخنة ... التي يظل فيها الرجل بطلا للنهاية ثم يسقط كخاتم في إصبعي ! لكنه لا يبدو كذلك .. ولو ! سيكون ..... ثم ... لن أكسر صمتك ....... أشتاق لصوته حقاً لكني لا أدفع كل بطاقتي ... ولا أكشفها !

نظرت له ... ابتسمت لأول مرة بلا تصنع ... ابتسم ببلاهة ..

قال لها بصوت طفولي عالٍ قطع تلك البسمة والنظرة البسيطة عليهما ... تيجي ترقصي معايا هناك ؟

بصوت أشبه بالأزيز ... صغير وبريء ... اوك !

جذبها من يدها .... هرولا تجاه الساحة الصغيرة .... أفسح الكبار لهما مكاناً ..... رقصا !

بتلك البساطة .......

وقف ...... عدّل بزته........ خلع عنه كل الشرقية وكل الحماقة وكل الفكر المسبقة  .... همس ... تسمحيلي ؟

تنازلت عن غرورها العقيم .. وضعت ذاك الكبرياء تحت قدمها .. قالت بتسم أشبه للضحك كطفلة... فكت ضفائرها للتو .. طبعاً !

بتلك البساطة ! :)

لأن الأمر بسيط منذ البداية :)

لأنه طفولي جدا كالصبي والصبية ...

لأنه بريء وجميل وراق !

تلك السرابات

وسط ظلمات الروح المتتابعة

وسط تلك البؤر الأكثر ظلمة عن غيرها

تسير .... تحاول تفادي كل بؤرة ... تسقط بإحداهن ..... الأسود كاحل جدا ... المكان أكثر برودة ... الأشباح تترائى من كل اتجاه .

رائحة الرطوبة ممتزجة بعفن التربة هناك ... عفن بعض الذكريات ... وخزها .... ألمها هناك يتضاعف .. يعود كما كان لبواطن القلب لا للجدران الخارجية كما اعتاد في السبل المحيطة .

الألم

وحش آخر وسطهم .... يبدا في التحرش بنا .... بعقولنا ساعة .... وقلوبنا ألفا !

يلتمع شيء يسيرٌ هناك

تقترب ... بعد دوامة الألم المريرة ... تمد يدك ... تمدها أكثر وأكثر ... تسير بحذر ... ثم يبدأ الأمل العقيم المجنون بالتسرب إليك .... لربما هي نافذة نور ... تمد يدك بقوة ... بأقصى ما يحتمل أسير خرج لتوه من غرفة تعذيب محكمة ..... تطل برأسك ... ترتسم على وجهك بسمة بلهاء ... تسقط ... تجد نفسك في قعر بؤرة من تلك البؤر اللعينة ... كنت تظنها نور !

تلك السرابات التي تطل من كآبتنا ... تلك النفس المتعبة ... التي بدأت ترسم لنفسها النور بعد أن فقدته الروح ..... تسقط فيه من جديد .

هوة سحيقة .... تكسرنا أكثر ... تجلونا عن أنفسنا أكثر ... تجردنا أكثر ... فتصبح قلوبنا هشة جدا ... وأرواحنا شيئ من خيال !


تلك السرابات .... التي تلهمنا النور .... والتي تلهينا عن نتاج التجربة .... أن النور شيء من خيال ... أن النور هو أكذب تلك السرابات .... أن النور ليس هنا ... ليس على تلك الأرض !

نستسلم لها ........ نسلمها رقابنا ........ ماذا سنخسر أكثر من انكسار روح مشرقة ؟ لا شيء !

نستسلم لبؤر الحزن السحيقة ... ولطرقاته التي تصبح أكثر رفقا من بؤره ... نتعايش العفن .... نعتاده .... نحبه .... نجد أنفسنا أحق به من غيرنا .... العفن الذي كنا ننفر منه جدا ... لا نراه ... لأن النور كان ينسج أجنحتنا .... العفن الذي صار جزءا من الواقع بعدما سلم النور عدته للظلام واستسلم .

لماذا اقتربنا من تلك البساتين الخادعة ؟ لماذا بذلنا النور وظننا أنا سنحصد نورا ؟ لماذا لم نخف من الظلام واعتبرناه صديقا مالم نضره فكسرنا أكثر ؟ لماذا لا يمتد شيئا كثيرا مثل الألم وتبعاته وسراباته اللعينة ؟

الأحد، 14 ديسمبر 2014

وجدتها

من أعذب قصائد الغزل التي قرأتها

من أبلغها مطلقا في رأيي


من أصدقها حبا وشوقا ولوعة


منذ  أيام كان يمر برأسي بيت منها ... كنت درست بلاغته وعلى ما أذكر كان من أفضل ما فيه التضاد في اللفظ الذي جعل المعنى جليا واضحا جميلاً ....... فعلق برأسي هذا البيت جدا .... لكني لم أستطع تذكر مطلع القصيدة ... وكنت واثقة أن تلك القصية أعجبتني ، 

وقد كان البيت

بيضاءُ باكَرَهَا النَّعِيم فَصَاغَهَا ......... بِلَبَاقةٍ فأدقَّها وأجلَّها !

قد أنسى الكلمات ... لكني أبدا لا أنسى شعوري تجاه الأمر !


فرغت الآن من بعض العمل المهم


زنَّ البيت برأسي ... لمَ لمْ أبحث عنه ؟ .... وجدته :)


وجدتها تلك القصيدة جميلة ... أذكر أني كنت أحفظها لبعض الوقت من جمال عبارتها وصدق قائلها وجمال الصورة فيها


ليس دائما تجد في الشعر كلاما ثلاثيّ الأبعاد يحمل صوتها وصورة ورائحة وشعوراً صادقا بنفس الوقت ، غالبا ينشغل الشاعر بتجميل الصورة فيفقد الحب بريقه فيها ! أو ينشغل بالشعور ولا يهتم للفظة الشعر ، تلك الأبيات كانت عفوية وجميلة


ربما أكون مخطئة .. أكتب بناء على ذاكرة ضعيفة جدا أنعشتها رشاقة الأبيات وشذاها .. الشاعر الرائع عروة بن أذينة !


وأذكر أني وقتها قلت لصديقتي لعل في اسم عروة شيئاً :) فلا يخفى عروة بن حزام وغزلياته العذبة :)

وإن لم يكن صدق الوداد طبيعة .... فلا خير في ود يجيء تكلفا :)


إليكم الأبيات: 

 المصدر 



إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّهاخلقت هواكَ كما خلقتَ هوى ً لها
فِيكَ الذي زعمتْ بِها وكلاكُمايُبْدِي لصاحِبه الصَّبابَة َ كُلَّها
وَيَبِيتُ بينَ جَوانِحي حُبٌّ لهالو كانَ تحتَ فِراشِها لأَقَلَّها
ولعمرها لو كان حبّك فوقهايوماً وقد ضُحِيَت إذاً لأظلّها
وإِذا وَجَدْتَ لها وَساوِسَ سَلْوَة ٍشَفَعَ الضميرُ إلى الفؤادِ فَسَلَّها
بَيْضاءُ باكَرها النعيمُ فَصاغَهابلباقَة ٍ فأَدَقَّها وأَجَلَّها
لمَّا عَرَضْتُ مُسَلِّماً لِيَ حاجَة ٌأرجو معونتها وأخشى ذلّها
حجبت تحيَّتها فقلتُ لصاحبيما كان أكثرها لنا وأقلّها
فدنا فقال : لعلّها معذورة ٌمن أَجْلِ رِقْبَتِها فَقُلْتُ لَعَلَّها


ولا تعليق

روعة الكلمات تكفي ......... الصمت في حرم الجمال واجب :)

السبت، 13 ديسمبر 2014

الغريب

الغريب
وكيف لنا بغريب يقترب؟ بعد أن قتلت الفرقة أمانينا

سيكون غريبا في البداية

سنحذره كلما لمس أشيائنا
سنأخذ منه هذه، ونقول له أن تلك لا تخصه
سنسأم من كثرة التكرار

سيدهشنا حرصه

يوما فآخر.... سيوقعنا كلامه في براثن سرد الحكاية.. فنحكي ..... ونتيه وسط الحكي.... فنلمس معه الأشياء

ونجد أنفسنا نخرج له خوابئ النفس

ونضحك ونحزن ويربت على كتفنا فيعاودنا الابتسام

ويقترب

كالموج في ساعة المد يقترب

ويضرب شواطئنا في رفق

نهتز طربا

عشقا

بهاء وفرحة!

لا ندري

نشعر بشيء مختلط

شيء لا يشبه الأشياء التي أسعدتنا ولا التي أبكتنا بعدها

شيء في قمة جموحه..... وشدة تحفظه

شعور مليء بالراحة والاضطراب
بين السكينة والخوف
شعور مطارد بين نوازع النفس وبين اساور العقل
والقلب حائر بين الجميع كمحار يتازع رمل الشاطئ وجنون الجذر فيرتطم ويريد التخلص من قيد الرمال فيتخبط!
فلم يعد يدري أيهما أأمن! المكوث في جفاء الرمال؟
أم المغانرة في روعة الموج؟
ثم الشاطئ أكثر أمنا مقارنة بغدر الأمواج
ثم أنه اعتاد قفار الشطآن!
ثم الموج لذيذ حقا! ممتع حقا! يلف المحار بهمسه فينام هادئا في حضنه.... محار مسكين.... يفتقد الأحضان وترعبه الفرقة!
وفي هذا الخضم
الصخب
تلاطم الشعور
طلاسم الفكر في غيب مجهول
يقف غريب الأمس بجوارنا...... ممسك بجوهرة القلب وحده..... نأتمنه عليها! لا نصرح بهذا.. ولكن ما معنى أن نتركها بين يديه؟
ندور دورات كاملة
في نصف دائرة
في ربع
نروح ونجيء

ويقف هو مكانه مبتسما لا يتحرك

هو يدرك تماما مكانه من الزمن....... من إحداثيات الأرض...... لايدري أننا اخترنا كهفا مظلما لنا دون سوانا

انا سنجبره على الوقوف حسب إحداثياتنا نحن

سيرفض

سيظل مكانه

سندور

نروح ونجيء

سيدور دورة حولنا

سيعود لإحداثياته ثانية

سنغضب لصموده

لن نحتمل تسمره والأرض في أفكارنا تدور

لن يفهم

لن يغير موقفه

لن نتوقف عن الذهاب والإياب في توتر وهلع

لن يتحمل

لن تستمر بسمته

تتسمر مثله على شفتيه

تموت ببطء
تنتهي

ويتحرك باتجاه النور

سيذهب

ومعه بقايا الجوهر

ويتركنا بالكهف

نبدأ من جديد تقوقع المحار

صراع شواطئ المد والجذر

جنون القاع

وقفار الشاطئ

لم تعد لدينا أشياء متكسرة

أخذ الغرباء أشيائنا ورحلوا منذ الأزل

وكان آخرها

جوهرة بكف ذاك الغريب! 

من سنة :) أول يناير 2014 .... كيف يدور الزمن دورته ويتركنا كما نحن ؟ 

بحثت عنها صباحاً ..... لأنا لا ندرك في البداية كم يقترب منا هذا الغريب ... كم يصمد ؟ ..... وماذا يسرق في رحيله ! 

الغريب الذي ألهمني التدوينة لم يسرق شيئا .... ولم يرحل .... ولم يعد غريباً :) ..... وصار يلهمني تلك الحكايا عن كيف نصبح أصدقاء أو أحباب أو عشاق أو أرواح ممتزجة دون أن ندري ! 

صباحا ... أيقظتني رسالة صديقتي المغربية العزيزة ... تلك الفتاة التي تشبه رمال سواحل البحر وملوحة المحيط الرائعة .... نبهتني كيف بدونا غريبين في بدايتنا منذ سنوات .... كيف الآن تمتزج آلامنا سوية حتى كأنا قدر واحد وشخص واحد ! 

تلك الحدود والمسافات التي لا يدركها العقل .... ولا يفهم تتابع الإحداثيات المجنون .... تلك الأرواح المهاجرة حيث أتعبها الألم والوجع وجعها ... وصار الحزن يقويها أكثر ويقربها أكثر فتمتزج تلك الأرواح بأخرى وأخرى وتصبح روحاً جديدة جدا لها بريقها الخاص ! 

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

فراشاتي التي .........

صوتك الذي يأتيني في المساء

رسالتك التي تبهج صباحاتي

لقاء يعبر بمهجتي أمواج الحزن الكثيرة الهوجاء

تلك المحاولات التي تتابع لإخراج فراشاتي من بيات شتوي عميق .

تغيب الشمس

أنكمش بعيدا عن الكل

وأنت مازلت تصارع نسيج الشرنقة وتدخل

كل الغيوم التي أعتبرها كحلوى غزل البنات ....

تمر بهالاتٍ سوداء كثيفة ...

أبتعد ويبتعدون وتبقى أنت !

أحاول التقوقع حول ذاتي كثيراً

أرد على هاتفي بملل شديد

صوتك الذي تملؤه الحماسة وكأنه لا شيء يحدث خارجا على هذا الكوكب المحزن !

( ماما .......... إزيك يا ماما عاملة ايه .... )

الحمد لله كويسة انت كويس ؟

آه ... مالك يا ماما ايه مش هنتقابل ...

ثم إيه التي تتبعها أشياء عجيبة وغريبة وغير مترابطة تجبرني على الحديث كل مرة !

أحاول إغلاق النوافذ

مخنوقة شوية ... هقعد لوحدي شوية

احكيلي ... !

احكيلي ! ....... تلك الكلمة التي يتبعها موجات من الزن المتواصل للحديث :)


متى وكيف ........ يتتبع تعريجات النسيج ليدخل ... ليبدأ ... مرات أقاوم بشدة ... أغلق هاتفي ... يتابعني برسائله

كمن يفتح ستائراً سوداء لإجبار الشمس على الدخول من جديد !

غابت فراشاتي عن الصباحات

صارت صباحات الخريف غائمة جدا

في الساعات الأولى

هاتف يهتز

رسالة بها بعض الورد

كلمات أغنية لطيفة

أو شمس أخرى خلال الحروف !

بعد إهمال كبير للهاتف صرت أنتبه أنه لربما هذا الصوت يشير إلى صباحات محمد !

التي غالبا ما تجيء بوقتها تماما !

فراشة أنت من فراشات الأمل الجميل :)

وهي

تغيب عني أياما ... تنشغل لأمر ما

صوتها في الهاتف يكتشف حالة الفراغ والملل الروحي التي تجتاحني من فترة طويلة

لالا ! مالك ؟
مفيش
طب يللا ناكل شاورما !

عاوز\ة أشوفك

وحشتيني

متزعليش

أنا هنا

احكيلي

عيطي

متخافيش

الصمت الذي أحتاج تماماً عندما تتعثر الأفكار في رأسي وأحتاج للحكي وفقط .. أو للبكاء وفقط ....

كلمات متكسرة وغير مترابطة

أنفاس هادئة تبث بعض السكينة لروحي

حضن نهال وطبطبات الأم التي تتعملق فجأة لتحتويني !

كلمات محمد أغنيات محمد رسائل محمد وألش محمد :)

بهجة اللقاءات الجميلة

حالة الاحتراق التي تكتنفهم معي

السكون والصخب الغناء والبكاء النسائم والعواصف الفراشات التي نتبادلها جميعا تجعلهما أجمل تلك الفراشات !

وهذه الأيام !

كلتانا بحالة وهن ! أخاف أن يؤلمها عبثي وجنوني ... أنغلق

ويأتي هو ........ كإحدى وردات المريخ :D

لا شيء يجعله يغلق هاتفه مساء سوى سكوني من عواصف الألم ... واستلهامي لمنام هاديء

كأب يهدهد طفلته حتى يضعها في الفراش !

فراشاتي ...........

أحبكما ! هل تكفي ؟ :) 

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

متى .. ؟

عندما تمر الأيام متشابهة

لا فرق بين أول الأسبوع ونهايته

فجأة تجد نفسك أمام شهر جديد

أيام قلائل وتقف على أعتاب عام آخر !

منذ متى فقدنا الشعور بالتوقيت ؟

السفر العزيز

بدا مخيفاً جدا وشبحاً لا أفهمه

تلك المغامرة الرائعة التي طالما حلمت بها

أقف أمام الباب عاجزة عن الولوج !

منذ متى فقدت الشغف بالأشياء ؟

منذ متى فقدت الشعور بالأمل

لحظات التيه الجميلة

لحظات اليأس والسقوط

لحظات وفقط

أببكي فيها بشدة ... أصرخ وأقع ... أنام لساعات أطول ... أفقد شهيتي أو آكل بنهم شديد ... أنام أكثر ... أنعزل أكثر

ثم !

تشرق شمس صباحي مجدداً

أبتسم لها وترسل لي تحية الصباح

أنظر بالمرآة بعزيمة سوف نكمل الطريق

لن أنهزم بتلك السهولة

أحمل حقيبة الأحلام

معاول الأمل

وزاد اليقين

وأمضي !

فيبتسم الكون ... وأعبر تلك الحوائط الضخمة ... وأنتصر انتصاراً صغيرا يشبع مهجتي

وأرتطم من جديد ... أتعثر ... أصرّ ... ( أعافر ) ... أمرّ :)

ويبدو الأمر ضخماً .... ثم يهون ويهون ويهون

ماذا حدث !

لماذا لا أستطيع الوقوف ؟

ولماذا لم أعد أرى الشمس صباحاً ؟

ومتى نفذ زادي ؟

ومتى يجتاحني الأمل كما كان

يجتاحني بشدة

يهزني ويجعلني أتقافز

متى فقدت أجنحتي ؟

ومتى ذهب العبق بعيدا عن خاطري ؟

فلا ذكرى تَــســرُّ ولا مستقبل يبرق ؟

ومتى استسلمت لهذا الأمر ؟

وما هو هذا الأمر الذي يجعلني فريسة يأس مرير وقاتل ؟ 

سيدة الزنابق والياسمين !

تفوح منها رائحة فلسطين الحبيبة

رائحة البرتقال ، واخضرار عود اللوز كما كان يخضر في الطنطورة وينور عن حباته اللذيذة اللاذعة ،
تفوح منها رائحة البحر ، كبحر الطنطورة الذي لا مثيل له .

كالخزامى ... التي زينت بها نوافذ غرناطة ، وأصيلة كشجرة التين وسط الدار تبث الدفء حولها للكل .

ست الكل

رحلت الزنبقة الحلوة !

رحلت في صمت ، رحلت وسط صخب الكلاب والذئاب ، رحلت بعدما سطرت يداها كيف أن الظلم أسود .
بعد أن علمتنا من جديد ما هي فلسطين وكيف كانت ، بعد أن سطرت شكلا آخر وألواناً مختلفة جداً للتهجير القسري للفلسطينين .

بعد أن خطت بنعومة قلمها الصارم ألم اللجوء ومرارة المخيم ، كيف تجسد التاريخ يا سيدتي في امرأة !
كيف للقلم معك صوت وطعم ورائحة وألوان وتجسيم ؟

كيف تجعلينني ألمس معك زهرات مريم .......... تذكرين مريمة ؟ كيف تجعلين الحبر أسود في يد الوراق فيصبغ أنملي وأنا ألقب معك الصفحة ؟

حمامات الأندلس الفواحة برائحة الياسمين ، وحمامات الحنون في فلسطين .

موج البحر الذي يأسرنا سويةً ، فلا رائحة كبحر الطنطورة يا سيدتي .

تلك القرى الصغيرة

تلك التفاصيل الحيية

تلك التعبيرات التي طبعت على قلبي يا ست رقية ، فأرى الصغار أمامي يفوقونني طولا فأقول يلعب الزنبرك دوره في ركبهم !
ويعدلون علي تبرجي أو ملبسي فأذكر مناوشاتك في المطبخ مع فنجان القهوة وعبد ومريم يتبادلون السخرية من صرامتك معهم الموضة القديمة !

الزنابق !

لأجلك أبحث منذ مدة عن زنابق :)

سألت طالبا فلسطينيا لدي عنها ... قال سأسأل أبي ... سأل وعاد وقال سأحضرها لك من أمريكا قريبا !
ابتسمت وشكرته .... تذكرتك ... زنابق الإسكندرية ليست كزنابق الطنطورة ....... ولا بحرها .

اليوم

رحلت يا زنبقة فلسطين ووردة مصر

رحلت قبل أن نلتقي ........ وكلما فاتني لقاء قلت لعلنا نلتقي في فرصة أفضل !

قاتل الله التسويف !

رحلت ........ قبل أن أجلس تحت قدميك أستقي الحب والقوة والحرية والكرامة !

رحلت قبل أن أخبرك بشيء مهم !

أرسلت للعزيز تميم يوما رسالة لكِ ( يارب يكون وصلها )

كنت أتمنى لو أقول لكِ كم رأيت فيك حلماً ، امرأة مصرية تكتب بقوة وعمق وثقافة ، عشق فلسطيني ، ولد كمثل والديه لا يخشى في الحق شيء !

أتعرفين أن أول ما أردت كتابته كتجربة لتكون رواية كانت بهذا الشكل ! ... سمعت قصتك كنت مازلت صغيرة .. عرفت السيد مريد أولاً ... ثم أنت ... أخبرتني صديقة أن بداية الرواية التي أكتبها تشبه قصة امرأة هي رضوى عاشور زوجة مريد البرغوثي !

يا للبهجة ... ويا لجهلي بك كم تأخرت !
عرفتك ....... عرفت ولدك ......... قرأتكما وسمعتكما وتعلمت الكثير الكثير الكثير

عرفتك يا زنبقة الزنابق يا وردة ليلة .... حنون وقوية صارمة وتتفاوض وكأنك لست امرأة واحدة !

كنت أريد أن أجمع أجزاء قصتي الحزينة وأجيء بها إليك يوما ... أجلس كتلميذة ... في مهد الكتب أتعلم ... فوجدت هذا جل ما يعبر عنك وعن شعوري عندما أذكر رضوى عاشور !

لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور
أمي اللي حَمْلَها ما ينحسب بشهور
الحب في قلبها والحرب خيط مضفور
تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى
ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى
تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين
طفلة تحمّي الغزالة وتطعم العصفور
وتذنِّب الدهر لو يغلط بنظرة عين
وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور

وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر يا حاجّة ترّد يا بنتي
تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي

وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها
تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرْها
وتقول يا حاجة إذا ما فرحتي وحزنتي
وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس
تفضل رسايل غرام للي يقدّرها ............

وهذا ما سطر تميم :) وهذا ما قرأته في كلماتك في كل الشخوص ... وهذا أبلغ ما قيل ... وهذا أنت يا جميلة الجميلات ... يا سيدة السير والحكايا ....... 

مشتتة أنا جدا !يهرب الكلام ........ يتصارع بداخلي ............ ما بين حب وألم وندم أني لم أبذل مجهودا أكثر كي أصل لك سريعا فكان القدر !

سأكتبك كثيراً

وأتحدث عنك كثيرا ما حييت

سأخبر أبنائي عنك

سأخبر تلاميذي

سأخبر كل أصدقائي كلما تحدثنا عن فلسطين

سيرحل الظلم وتبقين أنت

ويرحل الألم وتبقين أنت

ويرحل الصهاينة وتبقين أنت

تحاورين وتجادلين القدس والقاهرة

وترحل الشموس لظلام عتيد ، وتبقين شمعة صدق في ذاك الظلام ، ويبقى كلامك ، ويبقى تأريخك لكل تلك الأشياء التي تربينا عليها مموهة جدا بسطوع ألوانك بتلك الكتب !

ويرحل الربيع وتبقين أنت .... لوحة ألوان بين سواد الكتب

ويرحل البحر وتبقين أنت كملح الأرض

ويتغير يا أمي وجه القاهرة كل يوم وتبقين وجهاً يحفظ تلك الملامح جيداً ، لا يزور ولا يخون !

ويبقى كلامي كثيراً

يذهب ويجيء

ويبقى كل الذي بداخلي وكأن خلاصة الأمر دمع !

ويبقى الكلام طفوليا جدا ، صغيرا جدا حائرا جدا ما دام عنك .

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

لماذا .... الحب ... الوطن ... وأشياء أخر !

لماذا نكتب كثيراً عن الحب ؟

عن أشباهنا على هذه الأرض ؟

نبحث مطولا بين السطور عن حلم ضائع أو شغف خائن ؟

لماذا يشتد بنا الألم عندما يصبح التيه مسكنا ؟

لأنا ربما فقدنا الوطن ؟

فبتنا نبحث عن أوطاننا الأخرى في أرواح البشر ؟ لربما !

ولربما لأن أحلامنا كانت سكنا يعلو على السلطة والسلطان ... كانت ملكنا وحدنا ... كانت الشيء الوحيد الذي يملكنا بإرادتنا والشيء الوحيد الذي نملكه بإرادتنا أيضا وباختيارنا .... ربما لأنا مارسنا هذا الاختيار لأول مرة في الحب ... الهوى ... يختار .... لا يجبرنا أهل على تقبل إخوة  ... أو أصدقاء معينين ... لا يجبرنا أن نعشق تلك الروح لأننا ملزمون بإنهاء مشروعٍ ما معهم ! ... لا يحسرنا في مقاعد وعلب .... لا حدود لذاك الهوى الذي يجتاح تلك المدن .... ولا شيء يقيدنا عندما نعشق لأول مرة ونبوح ... لا الأرض تسعنا ولا السماء تحبسنا ... نطير وفقط ... ربما نحلق فوق كل الممكن ... نرى المستحيل ونلمسه ... يزداد شغفنا أكثر وجموحنا أكثر ... الأدرينالين يكون غذاؤنا الأكبر نحو ... نحو ماذا ؟ ... لا شيء محدد ربما نحو كل شيء بنفس الوقت ... تلك النشوة التي لا تنسى ولا تتكرر .... شعور ساحر ... يخلب الألباب .... ويخطف الروح بعيدا بعيدا ... حيث الدوران حول اللاشيء ... حيث المتعة المطلقة .... شيء لا يحد .... شيء لا تطاله رصاصات الشرطة ... ولا تقيده حواجز الجيش ... ما الذي يمنعني عن المبيت بحضن صوتك الليلة ؟ لا شيء ..... ما الذي يحبس حلمنا بالموسيقى والنغم الحنون ؟ .... أصوات العالم لا تصلنا هناك .... أحلامنا بالهرب من هنا ... أحلامنا بالزرع بالورد بالمحيط بكل شيء .... لا محاكم تفتيش في العشق ... ولا جلاد يقرأ بطاقات الهوية جيدا ويفتري عليك أنك لست من مدن الهوى ........... لأنا وجدنا في العشق وطننا المسلوب حقيقة وحقا ! ......... لأنا وجدنا أحضان الأحبة وطن رائع القسمات ..... يضمنا ونضمه ونمتزج حتى نصير روحاً واحدة !

في الحب ....... لا تداول للسلطة .......... لا حزب يعلو ولا حزب يخبو ..... كل شيء بدا مستحيلا يجعلنا الحلم به ضرب من تحدٍّ
لا ثورات سوى على أزقة الفشل .... ودروب العنكبوت ؟

لربما لأنه لا شرطة سوف تبحث ورائنا عن أحبتنا الذين هجروا والذين خانوا والذين عبثوا بأشيائنا ؟
ولن تهتم بأولئك الذين يزينون ثغرنا بقبلة في الصباح تنبيء عن ظهور شمس جديدة ، ترسل شذاها لباقة ورد يحملونها فوق مائدة الإفطار الشهية بالأمل والسكن والراحة العميقة حتى سواد الروح الداخلي ؟

لربما لأن الحب ...... متاح قليلا في تلك الأوطان البئيسة ؟

لكن ......... قبلة عاشقين في الصباح ستجرهم إلى زنزانة مظلمة !
ومسحة ورد على الشرفات قد تعكر صفو أحدهم الكاكي !

لكن ........ قيود المجتمع تكبل الأحباب بشدة ، فيتراجعون عن الحب أو المبدأ أو أنهم ... يهربون بالحب ويهجرون الوطن !

لماذا مازلنا ننكسر من ذاك الوطن ونثور نثور لأجل الوطن ؟

ولا شيء في الوطن يحيا لنا ؟ لماذا نردد يحيا الوطن ؟

ولا شيء في الوطن راقٍ لنا ؟ لماذا نبحث به عن سكن ؟

وهذا الوطن ....... فيه تكسر آخر حلم ......... كنا نربط بالحلم سحابة بيضاء تغيم بالسماء إذا اشتدت الشمس فوق رؤسنا ... وكنا نلوح لها كما الأطفال صباحاً وندعها مساء بمأمن عن كل عاصفة أو شر .. وكانت تحمل باقي الأشياء فيها ... كبالون أبيض رائق الوجه !

قال لي وطني يوما ....... دعيني أنظف بالونتك ....... دعيني أراها ......... هل تحبني ؟ ...... أحبك جداً ... أنت السكنى بأرضي المقدسة ........ كطفلة حملت بالونتي لذاك الوطن ...... ويا للعجب ... بنصل إبرة كان الوطن يمزق سحابتي !

وقال الوطن يوما لشاب صغير الملامح ........ جميل الطلعة ........ دعنى أحمل عنك شيئا من ذاك الثِقَل ........ فقال الشاب لماذا ؟ دعني أحفظ أحلامي بعيدة عن تلك الذئاب ..... أحفظها لك .... تعدني يا وطن ؟ ...... أعدك جداً ........ فرح البائس الصغير وهرع ...... بفرح الصغير مد بيده بطرف الخيط لذاك الوطن ........ أمسك طرف الخيط بيد وكانت الأخرى تلوح بإشارة مفهومة جدا لذئاب الوطن ..... فأرداه ذاك الحلم قتيلا !

لماذا يا ترى نهرب بالكتابة ؟ حتى جعلنا الكتابة حبا لذاته وطنا لذاته وطنا آخر لا يعرف سوى ملامحنا نحن وفقط ؟
أنانيون جدا صرنا .... وباتت الكتابة رفيقة أولئك البائسون ! وبات الورق وبات القلم وباتت تلك المدونات الصاخبة تحفظ كل سر أفشاه على ألسنتنا ذاك المسخ المسمى وطن !

وبات الورق يعرف كثيراً من تشوهاتنا !

لماذا لم نمت أجنة في رحم الأرض ؟

لماذا ولدنا أجنة شائهة برحم الحلم المريض ؟

لماذا زينوا لنا كل شيء وكل الذئاب ذئاب الأرض تمسك خيوط الماريونيت منذ القِــدَم ؟

وإما أن تصبح وطنا أنت الآخر وتموت بنهاية المطاف بئيسا لأن الثورة تموت دائما في مراحل العدم

وإما أن تصبح مسخا قميئا ... يقوم أحد الشائهون بعضه ... كذئب .. أو مستذئب ... ويسرق سحابة حلمه الجميلة ويذهب ... فيصير بعد مخاض عسير ..... ذئباً صغيرا !

أو

تظل تكتب

تكتب وفقط

تكتب ولا تنتظر من يقرأ ومن لا يقرأ

تكتب ولا تعرف ملامح وجه قارئيك

تكتب ولا تبالي بمن صار وطنا ومن سرق حلما ومن بات مثلك مكسور جريح ينتظر الموت ويقاوم الموت في آن واحد عسير

تكتب ولا تبالي بمن عرف ماذا ومن قال ماذا

تكتب ولا تتذكر ماذا كتبت !