الجمعة، 31 أكتوبر 2014

إذا ما التقينا .........


إذا ما التقينا عزيزي القادم يتحسس الخطوات إلى مملكتي ، خلسة يحاول الدخول ، يتقدم خطوة ويعود إلى الوراء خطوتين ،تتشكك في أمر امرأة لا تعرفها ، لا تعرف عنها سوى ما تريد هي أن تبثه ، تبدو لك كثيرا ككتاب مفتوح سهل القراءة ، وأحيانا أخرى كشرك نصب لك في نصف الطريق .
ما عدت تدري هل تخوض الجنون الذي تفعله ، وتلتقيها وتتأرجح معها على شباك أفخاخ الدنيا !!! أم تهرب بما تبقى لديك من بقايا العقل المتعب الأثيم ! وتبدو كأنها زهرة فواحة وكلما اقتربت وجدت بها أشواك الصبار وعلقمه وصبره ، وجدت نزيف الدماء الذي يبدو في بقعته الكبيرة جدا كسراب عميق ، تخاف السؤال ، وتخشى أكثر ما تخشى الإجابة ، نظرتها التي تخترق حصونك عبر كلمات الكتب ، وارتجافك الذي يهز بيدها صفحات الكتاب ، ما أعجب أن نعشق شيئا ولا نلتقيه سوى بالخيال ، صعقات اللقاء لا تناسبنا ونخشى جلَّ ما نخشى روعة اللقاءات !
لأنا فقط قررنا الخوف واتخذناه طريقا صحيحا آمناً ،

ضمني إليك ...... لأنسى بتجويف صدرك كيف كان الخريف مريرا ، وكيف تساقطت أوراق عمري رغماً عني ودون الوعي ، لتمطر السماء غيثاً سعيدا لأن الجفاء صار غراب البين بأرضي الحزينة ، ليصبح الصبار أوراق ورد !
فشمس الشتاء رائعة الظهور .... كأميرة تطل بنظرة عطف بين حراس الغيوم ، كامرأة عطوف تلمس وجه المساكين بنور الحب ، فتضفي على وجهوههم البئيسة لمسة حب ، وعلى تلك القلوب الكسيرة بطيب الدواء !

وخذ بجنون خيالي إلى العقل ، ودعني أراود وحش المخاوف الذي يأكلنا بسوط جمالك ، فأنت عزيزي كغيمة صيف وردية ، وأنا أجلس وسط صحراء بثغر الهجير !

إذا ما التقينا ..... فلتكن أنت الحقيقة وسط الكذب ، وأنت النور بقلب الظلام ، وكن كبتلات زهر بين أشواك الحياة التي مزقتني ، وكن أنت عقلا وسط جنوني الذي لا ينتهي ، وكنت أنت صوتا ، صوتا يخاطب قلبي الوحيد بصوت نقي ... بصوت عذب الملامح صادق القول ، كنت أنت ذاك الجنون الذي ذهبت للبحث عنه وسط تلاطم أمواج القدر !

إذا ما التقينا ..... خذني مني قبل الغرق .... قبل أن أتيه بتلك العواصف ... قبل أن يحملني الإعصار لأشلاء ذكرى امتصت دمائي عن آخرها ...

إذا ما التقينا ............ كن لي حياة ! 

رقصات الموت ......

تتقافز

تدور

تذهب عشوائيةً في كل اتجاه ....

تقفز ثانية كأنما تعانق شيئاً هناك بالسماء

صرخات لا تميزها

لا تشبه البكاء

لا تشبه الضحك

تسكن وتتحرك

تنطفيء وتشتعل

تبرق وتخفت

كل في آن واحد

دوران بلوري كرقصات البالية

كفراشة نور تؤدي طقوس الاحتراق الأخيرة .

تفسر الأمر أنه بالنهاية رقص !

رقص لا يشبه شيئا إلا الرقص وفقط

لا شيء واضح به

لا حزن ولا سرور يثير تأكيد الأمر

تقافز

نغمات أغنية

صريخ

نشوة مجنونة

تهاوي

ثم إيماء نحو القمة

ثم تحليق غريب

هدوء

تسكن

ثم تدور

كبجعات بحيرة تعاند تعريجات الماء المستديرة

في وجه الجميع ... ترتسم ابتسامة انبهار

بوادر الثغر تفصح عن ما يشبه التبسم

التقافز يشي بالحياة

الدوران ينشر النشوة

كم هو مفعم هذا القلب

بالجنون

والتعب

كم هو مفعم بالموت في آخر الرقصات !

لتحترق الفراشة في هدوء

بجانب إحدى شجيرات الضفة الأخرى

حيث بجعات النهار السوداء في البحيرة

حيث كان يتألم كثيرا

حيث لم يعد الوجع يطاق

حيث أن صدره بات سجنا

حيث أن الجلد يضيق بنا أحيانا

يتلوى

بدا كأنه خصلة شعره تائهة في مهب رياح على رأس أشعث

تعلو وتهبط

تنطوي

وتفرد جناحيها للريح

كاد يخرج قلبه من بين الضلوع ليقذفه

كان يجري بين الشجر يصرخ من شدة الألم

يبكي لا شيء يخرج بالدموع

يجري بلا اتجاه كالممسوس

يقف

يلتقط أنفاسه

يركع

يضرب بقبضتيه على صدره

متى يتوقف هذا الوجع

كل تلك الأصنام تسمع ألمه ولا تعيه

كل تلك الرؤس تتربص مقتله وهي الأحق بالقطع

كالثور الهائج

ينطح جذوع الأشجار ويزأر

يصرخ

ثم ينتهي بالعواء

يفرد ذراعيه

يتخبط بها في الأشجار

عاريا يجري المجنون

ينطوي

ويمتد للسماء

يجلس كالمحار في القوقع

ويتمدد كالحلزون خارجه

لا شيء يسعه

لا أرض ولا سماء

يدور حول نفسه

الأصنام كأنه نقطة ارتكاز بلا وعي منه

يهرب منها فتواجهه في كل ناحية

يزداد ضعفه وعجزه

وتزداد بهما نوبات جنونه أكثر

من بعيد

قفزات بهلوانية تسبق تداخله من حالة لأخرى

يشتعل وينطفيء

يبرق ويخفت

يمتد وينطوي

يمتشق وينكسر

يرقد ويقفز

يجري ويرقد كالسيف

يصرخ في السماء ويغني وسط الدمع

كراقص محترف

كأمير البجعات

من بعيد

هكذا بدا

من بعيد

في دوائر كثيرة

يدور كل حول مركزها

يزأرون ويصمتون

يضحكون بجنون ويبكون بقهر

يتقافزون كالفراشات وكالبهلوان

يدورون

يرقصون

يزأرون

ينشدون بأصوات يخالطها البكاء ويغلب

يتمايلون

وفجأة يقفون كأعمدة مشدودة كالسيف

الأرض كما السماء مسرحهم

يدورون عليها ويتدحرجون

يتقافزون ويصرخون

يجرون

يقطع الأمر نوبة من صراخ أو نشيد بشجن

ينامون كالمحار

يقفزون

لكنهم دائما في حدود دوائرهم

يدورون كقوم أصابهم المس

من بعيد

بَـــدَو كرقصة استثنائية

بَـــــدَو كحلقات ذكر

بدت كلوحة سيريالية مجردة

بدت كالخيال

بدوا كأنهم أشياء كثيرة

وكأنهم معنى واحد

بدت كل الأشياء حولهم تشاركهم رقصهم المجنون

حتى تلك الأصنام التي يزأرون فيها

بدت تبادلهم

رقصات الموت !

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

وكلانا خسر ...... !


هل يمكن ان يكون صوت أنفاسك التي أعرفها هو ما وصل إلي من بعيد ؟

لأول مرة يختلج قلبي هكذا !

يصدق أنه أنت !

لا فرضا

لا أملا

لا شيء !

على وشك أن يهمس ........... أنت ؟

راهنتَ أن أنسى ( بهروبك ... بالجرح .... بالوقت )

وراهنتُ أنك عشقت ! ( كل حيلتي أني صدقت قلبك )

والآن ......... كلانا يا عزيزي خسر !

لم أنسَ !

ولم تعشق !

كلانا يا عزيزي خسر ..........

الأيام لا تأتي بالسكون

أصبحت أحب المشي كثيرا

ربما لأني أخرجك في المشي

في قطرات العرق تتسرب من دمي من جلدي من كامل جسدي الضعيف !

لربما في تتابع أنفاسي وتلاحقها ( في النهجان )

لربما أن سـرَّ الأمر في التعب ........ أنك تخرج مني بالتعب !

الموت والميلاد

الروح تسحب حتى آخر شوكاتها

تعود بروح أخرى

أو تذهب تماما !

أو تظل تعذبنا جيئة وذهاباً ...

كم قال من قال ....... احذر من امرأة عاشقة !

و المرأة إن أدرات قلبها لا تستدير مهما بدا غير ذلك ......

والقلب إن لم يسلم نفسه ........ لا يستكين وإن قيده ألف قيد !

وكلمة الحب قيدي الأعظم

ولقد ظننت بأنك منحتي مفتاحه وانه استكان !

أي قيد كنت تظن نفسك تلبسه !

لا شيء يقيد القلوب كاستسلامها للحب !

عزيزي البعيد بما أراد

كلانا يا عزيزي خسر !

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

هذا العالم لا يحبنا يا أمي .... !

وهذا الجمال الذي علمته إياي يقتل يا أمي !
وهذا الخلق الحسن قاتل يا أمي !
وإيمان المتفائل بعدالة القضاة قاتل يا أمي !
ونعومة بشرتي في عالم خشن صارت تقتل يا أمي !


إليكم ما قالته الحسناء : " عزيزتي شوليح، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي. ألا تظنين بأنني كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم خجولة أنا من حزنك. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟


سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عاماً. وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها. كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف على جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضاً أنني تعرضت للاغتصاب. القاتل لم يكن ليتم العثورعليه لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم. ومن ثم كنت ستقضين حياتك في معاناة وعار، وبعد سنوات قليلة كنت ستتوفين نتيجة هذه المعاناة، وكان كل شيء سينتهي هناك.

رغم ذلك، ومع تلك الضربة اللعينة، تغيرت القصة. جسدي لم يلق جانباً، ولكن في قبر سجن إيفين وعنابره الانفرادية، والآن في السجن الذي يشبه القبر في شهرراي. ولكن تعرفين جيداً أن الموت ليس نهاية الحياة.

لقد علمتني أن أحدنا يأتي إلى هذا العالم لاكتساب الخبرات وتعلم درس، وأنه مع كل ولادة توضع مسؤولية على كتف شخص ما. لقد تعلمت أنه على الشخص أحياناً القتال. أتذكرين عندما قلت لي انه لخلق قيمة ينبغي على المرء أن يثابر حتى لو كان عليه أن يموت.

أنت علمتني أنه عندما أذهب إلى المدرسة ينبغي علي أن أكون سيدة في وجه النزاعات والشكاوى. هل تذكرين كم كنت شديدةً بشأن الطريقة التي نتصرف بها؟ وكانت تجربتك صحيحة. ولكن عندما وقع هذا الحادث، تعاليمي لم تساعدني. تقديمي إلى المحكمة جعلني أبدو وكأنني قاتلة بدم بارد ومجرمة بلا رحمة. لم أذرف الدموع، لم أتسول، لم أبك في داخلي منذ أنني كنت واثقة بالقانون.

ولكنني واجهت تهمة أنني غير مبالية في مواجهة الجريمة. معاملتي للحيوانات فسرت على أنني أميل إلى أن أكون صبيا، والقاضي حتى لم يكلف نفسه عناء النظر إلى حقيقة أنه في وقت الحادث كان لي أظافر طويلة ومصقولة.

كم متفائل هو من كان ينتظر العدالة من القضاة! لم يشكك حتى في حقيقة أن يدي ليست خشنة مثل يد ملاكم. وهذا البلد الذي أنت من زرعت حبه في داخلي، لم يكن يريدني أبداً، ولا أحد دعمني عندما كنت تحت ضربات المحقق أبكي وأسمع أكثر المصطلحات إهانةً. وعندما نزعت عن نفسي علامة الجمال الأخيرة وحلقت شعري، كوفئت بـ 11 يوماً في الحبس الانفرادي.

عزيزتي شوليح، لا تبكي على ما تسمعينه الآن. في اليوم الأول الذي قام به وكيل الشرطة بإذائي من أجل أظافري فهمت أن الجمال ليس أمراً مرغوباً في هذا العصر. لا جمال المنظر، جمال الأفكار والرغبات، الكتابة اليدوية الجميلة، جمال العيون والرؤية، ولا حتى جمال صوتٍ جميل.

أمي العزيزة، لقد تغيرت أيديولوجيتي، أنت لست مسؤولة عن ذلك. كلماتي لا تنتهي، وأعطيتها كلها لشخص ما حتى عندما أعدم من دون وجودك ومعرفتك، يعطيها لك. ولقد تركت لك الكثير من المواد المكتوبة بخط اليد كتراث لي.

ومع ذلك، أريد شيئا منك قبل موتي، وعليك أن تقدمي لي هذا الشيء بكل قوتك وبأي شكل من الأشكال. في الواقع هذا هو الشيء الوحيد الذي أريده من هذا العالم، هذا البلد ومنكم.

أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز علي في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحولوا إلى غبار. توسلي بحيث أنه بمجرد أن يتم شنقي، سوف يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي.

أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء علي. وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة. وامنحيني للريح لتأخذني بعيداً.

العالم لم يحبنا. والآن أنا استسلم لذلك وأحتضن الموت. لأنه في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين، وسوف اتهم القاضي، وقضاة المحكمة العليا في البلاد الذين ضربوني عندما كنت مستيقظة، ولم يمتنعوا عن مضايقتي.

في العالم الآخر، إنه أنا وأنت من سيوجه التهم وغيرنا هم المتهمين. دعينا نرى ما يريده الله. أنا أحبك.

"

البعض انشغل أنها سنية !
البعض انشغل أنها مسلمة !
البعض انشغل أنها امرأة !

لم يقتل هذا العالم فينا كل مظاهر الجمال ؟

فتاة شابة قوية ، أتمت تعليمها وصارت بمنزل محترم في المجتمع ، تحمي جمالها من تآكل الأيام ، تحمي شرفها من نهش الذئاب .
ما العيب أن تحمي فتاة جسمها ؟

ماللقبح أن تصقل أظافرها وتطيل شعرها ؟ لاموها لأنها امرأة ، حلقت شعرها ، ألقوا بها في حبس انفرادي ! #اللعنة !

ماذا يريد الظلم منا ؟

معتقل بالسجون المصرية

يؤخذ على ظلم من بيته

يزأر في القفص كأسد جريح

يضعونه في زنزانه باردة

يضرب عن الطعام احتجاجا !

يخبرونه في إحدى العيادات ... سنتركك تموت جوجا كالكلب الضال !

لماذا يا أمي لا يحبنا العالم هكذا ؟

لماذا أخبرتنا في الصغر أن الإنسان يحقق في العالم الحق والخير والجمال ... تلك الجواهر الثلاثة التي نظل طوال العمر نبحث عنها ونصقلها ونشيعها بين الأمم ؟

لماذا أيها العالم ان كنت تكرهني جعلتني امرأة !

ولكنك تكره الرجال أيضا ؟ ولكنك تعذب الرجال أيضا ؟

لماذا إن كنت تعشق السلطة جعلت منا السادة والعبيد ؟

لماذا توجد القوانين إن كان لا أحد ينفذها ولا أحد يهتم ؟

هذا العالم يا أمي لا يحبنا ............ ورغم أنك أخبرتني عن الحق ( الذي دافعت به عن نفسي ) وعن الخير ( الذي دفعني لأتخلص من أيقونة شر كانت ستحرق عشرات الزهرات خلفي ) وعن الجمال ( الذي بدافعه هذبت شعري وجسمي وأظفاري ... هذبت أخلاقي وكبريائي وجمالي ... هذبت قوتي وحريتي وشعوري بالاعتماد على نفسي والاستقلال عن القبح والضعف والشرور ) إلا أن أحدهم يا أمي لم يمنع حبل المشانق عن رقبتي الدقيقة ، أحدهم يا أمي لم يمنع الجلاد عن ظهري البريء من الآثام ، أحدهم يا أمي لم ينظر لقلة ثروتي وقلة قوتي وقلة نفوذي ... أحدهم يا أمي انتظر مني أن أواجه القدر بنفس القذارة التي تحلى بها القاضي والجلاد والمقتول حقا في شرفي ! 

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

أدراج الرياح ...


سؤال مجنون يعتصر عقلي وروحي ، يخنقني كرقة بالية ملفوفة بإحكام حول عنقي وصدري بنفس الوقت ، فإن مر شهيق تسللا إلى صدري لم يجد مكانا يسعه فيعود أدراجه أو يحتبس ................. كيف أطوي ما كان بيننا ؟ وكيف ينسى المرء اشتعال روحه واشتغالها بروح أخرى ؟ 
هل يمكن أن يذهب كل هذا الحب سدى ؟ هل يمكن أن ينطق أحدهم ما ليس يحويه فؤاده ويصدقه ؟ هل يكذب الإنسان في مقولة الحب والإخلاص ؟ كيف ينسى ما ترك طابعه ورحقيه عالقا بجنبات روحه ؟ الجسد يشتهي ويصوم يرغب وينفر ويتغير تبعا لحاجاته المادية ، أما الروح .. تلك الجوهر المكنون بالدواخل ، يصيبها الغبار وتلونها الأبخرة ، ألوانا عابرة جدا ، تأثيراتها في عمر الأرواح لحظية ، ويبقى المعدن وأصالة الجوهر مهما مر بتلك الروح من خطوب ، وتعلق بالروح أشياء رقراقة أصدق ما نقرأ وأنقى ما نجرِّب وأكثر الأشياء حقيقة وصدقا هو ما يعلق بأرواحنا ويطبع قبلته الوردية على جوهرنا فيصير منها ، فكيف يُمحى ويُنسى ما تعلق بالروح ويذهب أرداج الرياح ؟

كان هذا التساؤل يعتصرني ، يقتلني ، يجعلني أختنق ، أشهق ، أحاول سحب أية أنفاس للداخل ، وكأني أسحب روحا جديدة للحياة ، أفشل ، أزفر طويلا ، أنشج وأبدأ في بكاء مرير ، بكاء العالق بين الحياة التي لا تشبه أية معاني الحياة إطلاقا ، وبين موت صار كأمنية عزيزة التحقق ، حتى التقيت اليوم مقولة الروائي " باتريك موديانو - الأفق"

هل يُمكن فعلا أن تذهب الكلمات التي تبادلها عاشقان خلال لقائهما الأول أدراج الرياح، كما لو أنها لم تلفظ قط؟! هذه الهمسات، هذه الأحاديث الهاتفية عبر الزمن، آلاف الكلمات، هل تضيع كل هذه العبارات اللامعة التافهة ويكون مصيرها النسيان؟!"



أرتعب أن يكون هذا هو ما حدث بيننا ! أثور بداخل رأسي ، أدور ، أذهب مجيئة ورواحا ، أكاد أجن ، كيف بك تنسى وتتجاوز كل الأمر ؟ بلا رمشة جفن لك ؟


ثم ! إن كانت الأشياء تعلق بالروح ولا تمحى من الذاكرة ، كيف كنت تقول أنك نسيتهن ثم أني كنت أصدقك ! ثم أنك اليوم تنساني !


ثم إن كنت تكذب ... كيف لأعشق رجلا يحمل من بقايا النساء شيئا بداخله ؟ وقد استوطن قلبي وعاث فيه فسادا كيفما حلا له !


ثم ....... لربما ......... لربما كان ما كان بعيدا عن روحه خاصتي ! وهل كنتِ أنتِ الروح خاصته ؟ فكيف إذن يترك المرء روحه ويهرب ؟ وكيف تصبح كلمة الحب مشاعا لا تتخطى الألسنة ؟ وكيف تتخطاها وتترك في الوراء كي تذهب أدراج ريح عابثة ؟ ثم كيف لا يرتبك القلب كلما سمع تكرار العبارة على شفاه عاشقين آخرين ؟ كيف لا يضطرب قلبه وتعود إليه كل تلك الروائح والملامس والأصوات والصور ؟ كيف لا تعود ألوان الذكرى ساطعة في عمق روحه ؟ إن كان تعمق ؟


ثم ! كيف يكون الحب حبا إن لم يقترن بين روح واخرى ؟ إن لم يكن وسيط تعرف توائم الأروح ببعضها ؟ إن لم يكن تلك المرآة التي يلتقي كل واحد منهما فيها نفسه الأخرى ؟ وكيف أراك نفسي ولا تراني ولا تكون ؟


أصابني العمى كل تلك السنون ؟ أم أن كل ما خبرته في الحياة لم يخلص منه في وجداني وواقعي إلا العبث المحض ؟


أشياء تصطرع ، وما عدت أملك إلا محاولة الهروب منها ،إجاباتها قياسا على الأمر الحادث سوف تفقدني آخر أسباب الحياة ...... كلمات تدور ... لا أجد ثوبا من الألفاظ يحملها إلى الخارج ويظهرها كما هي .... لا شيء أصعب من صراعات الروح .






يكتبون ويكتبون ... يفتح كل سطر جرح آخر ... ينهش في ذاكرة مؤلمة .... لماذا تختار البشرية أصعب طرق الألم ؟ وأسهل طرق التخلي والهرب ؟ لماذا لا يصبرون قليلا ؟ لماذا لا يختارون الأصعب ؟ قمة الجبل دائما ما تحمل رؤية التفاصيل الرائعة ... ما الممتع في قاع مخزٍ ومؤلم ؟ .... أتسائل كطفلة صغيرة ...... أين ذهب الفرسان يا أمي ؟ لماذا لا يحارب أحدهم قليلا ؟ قليلا فقط ؟ لماذا لا يصمد أمام تلك الرياح التي لم تهز شعره ؟ لماذا لا يقرر خوض المعركة ؟ لماذا يا أمي يكتبون الحب .... يزينون عباراته ... ثم يتركون رسائلهم في مهب الريح ؟






قد كنت لمتني أني لا أقول الحب في كلمة ....... هذا لأن ما كنت أشعر به ما كانت لتحويه أصوات متقطعة !

السبت، 18 أكتوبر 2014

طبيب نفسي !


جلست أمامه صامتة ...... تنتظر إشارة البدء كي تتكلم !

نظر إليها من خلف نظارته الطبية 

وجهه البشوش مريح جدا 

هي تعرفه ذاك الطبيب المشهور الذي له كهفه الخاص وعالمه ولهذا أخذتها الجرأة أن تذهب بإراتها إلى حيث صومعته .

بابتسامة خفيفة تعلو محياه الودود .... تريدين الذهاب أليس كذلك ؟

نعم ! 

إذن تفضلي :)

تنظر للأرض في توتر بالغ .... أريد ... لكني لن أفعل !

لماذا ؟

لأني جئت إلى هنا في أمر مهم ... كابوس ... مرض يجب أن أضع له نهاية ... أو أكتب له نهايتي كوسام انتصار !

همممم ..... حسنا تكلمي !

تنظر للأرض ثانية 

لعينيه مباشرة 

تدور عينيها ألف دورة 

تتحرك شفتاها ولكن لا تنطق بكلمة تدور على الكرسي كأنما تهم بالخروج من هنا 

أي جنون أتى بك إلى هنا هيا اهربي !

يهمهم الطبيب .... حسنا ... أ...

تقاطعه بصرامة .... أحبه ... تتلعثم .. تصدر أصواتا غير مفهومة لثوان ... تعود لرشدها 

جئت هنا كي أكرهه !

يتراجع على كرسيه ... يضع قلمه في فمه ... يواري ابتسامة حانية ... يقول بهدوء بالغ مستفز ... لو أنك ترين عينيك الآن !

إلتماعة عين عاشقة لم تأت للكره أبداً .... لربما تقصدين ... وقبل أن يكمل النسيان ... قاطعته بقسوة ..

انظر .......... لا أحب تلك النبرة ... عينياي لا تلتمعان عندما أتحدث عنه ... عيناي لا تخجلان بسببه ... وجهي لن يحمر مطلقا .. لا شيء من تلك الأمور السخيفة يحدث سوى في خيالاتكم أنتم ...... أي لمعان تقصده لذكر رجل لم يقرأ شيئا في عيني وما إن يظهر حتى يرحل ! ... لا أحبه ... لا شيء يلمع .... لا شيء يبدو مختلفا بعيني عندما أذكره ... عادي ... شخص عادي مثل أي شخص

لا تبدأ معي هكذا ......... كلكم تعرفون كل شيء ... فقيهون ... لا أحد يفهم شيئا 

تثور

تلتهب

يبتسم أكثر

بعيون أب حان يميل إليها كي تهدأ بعد أن تركت الكرسي وبدأت تدور حوله 

لدقائق طوال كانت تجلس كجرو تائه وخائف على الكرسي أمامه حتى أنهى بعض الأوراق خاصتها ليتابع فيها حالتها !

ثم هي الآن كثور هائج !

ملامحها الهادئة تنم عن أدب جمّ ! لكن ثورتها تظهر شيئا آخر !

لربما الألم حقا يفعل كل شيء بنا !

بصوت يملؤه الحب وربما الشفقة ... شفقة حكيم خابر جنون الشباب ... همس ... اجلسي يا بنتي ! :) 

تهدأ قليلا

تنتبه أنها قامت ودارت حول الكرسي ! 

تجلس كأنها كانت أخرى وعادت لنفسها

آسفة !

لا عليكِ .... أكملي

لا شيء

ابدأي من أي جزء أردتِّ 

لا أعرف .........

تفر الدموع رغما عنها ... تعود جروا تائها في طلاسم الصخور والجبال .... تبكي كقطة صغيرة ... ترتعش كعصفور ... تتلعثم بالكلمات كطفل يتعلم صوت الحرف فيقلده ولا ينطق !

اهدأي ... بابتسامة ودود ... يتحرك ... يجلس أمامها مباشرة ... يربت على يدها بخفة وسرعة ... يعرف بخبرته هذا النوع من معدومي الثقة بالدنيا ... يتراجع بالكرسي قليلا ... مجالها النفسي واسع ولا تحب القرب الزائد ..... 

ها ؟ .... يبتسم 

تشهق كطفلة ... تعاود الكلام 

لا أعرف من أين يأتي هذا الشعور بداخلي .... كيف يتوهج وكيف ينطفيء ... كيف أشعر بنصل السكين يجتاحني يمنة ويسرة ، وكيف أشعر بنيران الثورة والحرب والغضب ؟ كيف يجتمع الحنو والقسوة ؟ كيف يأتي الشوق ويستعر الغضب ؟ كيف تأتيك كل الأضداد بلحظة واحدة !

تحبينه ؟

نعم 

لماذا يا ترى ؟

لا أعرف !

كأني خلقت هكذا ! كأني استيقظت يوما فوجدت نفسي أعرفه وأحبه ! وما أعرفه الآن أني أريد أن أكرهه !

أي شيء يميزه عن الرجال ! لعل في الآخرين شيئا لم تلحظيه ؟ ثم ... لم تحاولين الكراهية مادام هناك سبيل للنسيان !!

النسيان أفضل يا بنيتي ... النسيان أسهل كثيرا وأفضل لروحك من نيران الكراهية ! 

إنه نفس الممر الضيق الذي يتردد حولها منذ سنوات 

هل يأخذها إلى ذاك الممر الضيق كي يوصلها بالنهاية إلى ما يريد من أساليب العلاج ؟ 

أم هي التي تأخذه هناك لتصل به إلى العمق السحيق الذي تريد ....... وترى إن ينجو بها أو يغرق وحده ؟
 حيث تعرف سراديب القاع وأصدافه ! 

السبت، 11 أكتوبر 2014

شخبطة شعر :)

دعوة حب 

وبَدعيلهم 

يدوقوا الحب ويَّـا هناه 

يقولوا آمين !

وأقول جوايا ... أكيد سامع

مَلَك واتنين

يقولوا آمين 

وليكـِ بمَـثْـل أو مِـثْـلين

يسرَّع دعوتي لله

كلام مَـلَكين

بإني ألقاه 

بشوق واقف كما الخنجر

ما بين ضلعين

بقيت بدعي لطوب الأرض 

لو يعشق !

لكل اتنين ليتقابلوا 

لكل حبيب لو يرتاح

في حضن اللي بات عاشْـقُـه 

وتصبح

طيور الأرض متصالحة 

مع الأشجار

مع الورد ومع الياسمين

وبدعي حتى للمطرة

تعانق على الزهرة

قطر الندى .... وتتباهى 

بحب يعرفه العاشِقين 

ويحلفوا بيه !

وتفضل دعوتي في قلبي

بإني يارب لو عاشقاه

تنوِّل قلبي وصْل هواه

بإني يارب لو شاردة

في علم سيد الأكوان

وسالكه طريقي من غيره

مع السالكين

تقَدَّرني يارب أنساه !

وأنسى لوعتي وجواه

وأنسى شوق ضلوع صدري

لنبضة قلبه من جُـوَّاه

وإمتى أصحى متصالحة ؟

على نجوم ليل كانت ويَّاه

بتحكي وتتحاكى باسمي

وهو يقول حكاويها

لقمر الليل

وسهر الليل

لنسمة جاية تتسحب

وشايله من عبير ريحته

وتحكيلي

وأنا .... بنساه !

بإن الشوق واكل عقله

وإني في الحكاوي معاه

وإني ودمعتي المرّة 

عيال خايبة

ما تعرف إن ليل العشق 

فيه سِـرُّه

وفيه شوقه مع أمله

أكون وياه ! 

دي دعوة حب محتارة 

لرب كريم حكيم في سماه

يزيل حيرتي يزيل تعبي

ينور بالهدى بصيرتي

ويديني أمل يمكن

أعيش معنى جديد وحياة 

وأهي دعوة 

بكل الحب يا سامعين

ينول كل مشتاق حب

ينولكم حلاه ... آمين