الثلاثاء، 24 مارس 2015

1- الحرية ..... بلا رجل .... بلا قيد !

بلا رجل ...... بلا قيد !

يملؤها الامل

تشعر فجأة بالحرية

تسير بلا قيد

يا إلهي !!! ما أجمل المرأة بلا رجل !

ما أجملها بلا حب

ما أجملها بلا اشتياق يأكل جنبات قلبها ويحمّها !

ما أجمل قدميها !

صغيرتين تتقافزان كأرجل عصفور لا يستقر على سير ولا طيران .

ما أجمل بسمتها

تلمؤها ألوان الربيع الزاهية ، كأن ثغرها يطل بجمال الورد ، وكأن صوتها يعزف ألحان البلابل والطيور المتألقة بدفء الربيع .

ما أجمل عينيها !

تشع نوراً متألقا

لكنها مخيفة جداً

أي قفص يحتوي امرأة حرة ؟

أي قلب يحتوي امرأة تحررت من قيد قلبها وخلعت أجنحتها وفضلت القفز على الطيران حول مركز رجل لا غير

ترى الدنيا من شبابيك عينيه وفقط ؟



السبت، 21 مارس 2015

كلاكت 2 ..... اليأس وأشياء أخرى !

منذ متى يستبد بي اليأس هكذا ؟

منذ متى يأكل في روحي وقلبي ويتركني معلقة بين الحياة والموت ؟

منذ متى لا يأبه لروحي المشتعلة بنور الأمل ؟

لتلك الفراشة بداخلي ؟

منذ متى أصبح العجز أقرب الأشياء إلي ؟

مازلت أتحدث بالأمل القريب .... بالأحلام القابلة للتحقق .... أشاركهم فشلي وأضحك ... أخبرهم أني اليوم أفضل كثيراً عن ذي

ستتحسنون عما قريب ... لا بأس عليكم اليوم .

مازلت أخبرهم أن الأيام الجميلة مخبأة تحت سواد الغيم ... الغيم يحمل المطر .... ثم الشمس تشرق ... مقدر هذا الأمر شئنا أم أبينا ... ثم ؟ قوس قزح نتيجة حتمية لكل ما في الأمر :)

لماذا لا تصدقون ؟ الشمس تشرق في عالمي ... وأقواس قزح تتراقص حولي

لي أصدقاء مثلكم وأخ كريم ، ووالدين يقطفون لي نجوم السماء كل ليلة كي أنام هنية في أحضانهم !

يغتالني اليأس كثيراً هذه الأيام

يغتالني في عباءات الأمل

منذ متى أسلمت لليأس مفتاح الخزانة فانتقى أشهى ملابسها ؟

منذ متى صرت أتوجع وأنا مفعمة بالربيع أن زهراته ليست لي ؟

منذ متى لا أحب زهراته حتى وهي في أيدي الآخرين ؟

أبتسم للزهر للورد لكونه هنا وفقط .. لكونه متفتح ومشرق ...... أطير فرحا به كفرح الفراشات ... وهل كل فراشة تغتنم جميع زهور الحقل والبستان ؟ كلا بالطبع !

تحادثني الحبيبة عن حبها

تقلب معي صفحات الذكرى

تتذكر وتذكرني بما كان مرّ

هل حقاً نسيت أم أني لم أنسَ ؟

هل حقاً أنا مستعدة للشروق ؟

أعود بذكراي الحميمة إلى حيث مخاوفي

إلى حيث تلك الأصنام التي وهبتها عمري وحطمها حبيب عمري أمامي

إلى العشق الذي عبدته من دون الدنيا والحياة من دون نفسي

إلى الحلم الذي كنت أتسائل ليلاً .... هل يارب مذنبة أنا لأني مأخوذة به كل هذا القدر ؟

هل يارب مذنبٌ قلبي لأنه يتنفس هذا الحب ؟ يدق به وله ؟ يبتسم به وفقط ؟ مذنبة ؟

مذنبة لأني ألهو عن كل فروض يومي وقلبي يختلج بهذا الحب وفقط ؟

وكأن النبض زادي وزوادي وكأنه التقى الذي سأقابل ربي به ؟

ثم !

أعي

لا شيء يأخذك عن الطريق سينفعك بالطريق !

تلك الأشياء اللامعة تثقل عاتق المسافر في بلاد غريبة مقفرة

سوف تقتلك الرحلة قبل الوصول

بل الأدهى ... سوف تقتلك الرحلة وأنت ضالة بالطريق !

ملتفت لا يصل

ما بالك بمن استبد به العشق لأوراق شجرة ظللته في الشتاء وأخلت بوعدها في قيظ الصيف ؟

ملتفت لا يصل !

سننسج أحلاما جديدة ، من خيوط الطيف .. من ألوان الطيف ....

ثم !

يحاصرني عجز جديد كل ليلة ، ويأتيني يأس جديد كل صباح مع كل قصة تحفر في أصنامي المحطمة ، وتشكك في ألوان قوس قزح!

هل أكلني اليأس ؟
واغتالني العجز عن الأحلام ؟

هل توهمت برعم صغير لحناجات جديدة ؟

هل يخونني الربيع القادم كما قتلني الشتاء من قبل ؟

هل يخونني الطيف كما أغرقني المطر حد الموت ؟

هل أعود لإشراقاتي ؟ أم أنه الأمر هكذا ؟

أنا والكتب والأوراق .......... أبكي كلما قرأت قصة زاهية ...... أقول يارب لا توجع تلك القلوب    ولا تكسرها ؟

هل سينتهي الأمر في الجحر ؟ بعدما بدأ بكهف واسع عريض تدخله الشمس حينا وتأكله الرطوبة أحيانا ؟

لا أعرف 

الثلاثاء، 17 مارس 2015

في حب اسكندريللا

فرقة اسكندريللا

تلك الفرقة التي تغني بالعود والحناجر

دق الطبول الخفيفة

أصوات القلب تلك التي تعزف

تلك الحكايا التي غفل عنها آباؤنا ( بالعبري الفصيح .. اسمعني :)

تلك الحكايا التي نود معرفتها ... لنقصها على أولادنا  ( الحرية من الشهداء .. اسمعني :)

تلك الحكاايا التي حسدنا عليها أهل درويش وأهل الشيخ إمام وأجيالهم  ( حيُّوا أهل الشام ... اسمعني :)

تلك الأوتار التي تعزف على القلوب الحرة

توجعنا الكلمات

ولكني

أبتسم :)

الحمد لله

هناك من يملك صوتا حرا في بلدي

هناك من خرج من ظهر انتفاضات سابقة ... يخوض ثورته بالعود .. بالصوت ... بالغناء ... بالوعي ... بالفكر

أحبهم

أحبهم بشكل خاص :) من قبل الثورة ... منذ غزو العراق .... منذ سمعت كلماتهم المهندمة الرنانة الثورية الصادقة

تحمل الوجع وتحمل القوة وتحمل الأمل وتحمل التاريخ الذي يُقْـرَأ في وجوه البشر لا في اعلام الحاكمين :)


الأحد، 15 مارس 2015

عندما ينشز الكينج !

عزيزي الكينج .... أصبحت نشازا !

نعم .... تنشز في أغنياتك التي تربينا عليها .... عمرنا أصغر من عمر ألحانك المميزة جدا ... لكنك نشزت !

الليلة .... تأتي صورتك في بث مباشر لحفلة المؤتمر الاقتصادي المزعوم في شرم الشيخ ، تقف عالمسرح لا كعادتك الوقوف ، تبدأ في الغناء ... ترفع أمي الصوت .... أسمعك

صوتك لم يعد صوتك

لم أسمعك منذ أصبحتَ شخصاً غيرك

منذ لم تكمل في تهورك معارضة السلطة .... منذ أصبحت أغنية حدوتة مصرية بلا كلمة " يا ناس يا ناس يا مكبوتة هي دي الحدوتة حدوتة مصرية "

عندما أصبحت أنت لا الجهاز الرقابي يقتطع هذا الجزء الثوري المحض منها على إرادة منك ومهادنة !

منذ متى أزيل الكبت عن الناس المصرية يا كينج حتى أزلتها ؟

لم أعد أسمع أغنياتك التي أحببتها وحفظتها ، منذ انفصلت عنها وكأن غيرك هو الذي غناها !

الليلة

كنت منفصل عن كلمات أغنياتك ... كان نشاز في صوتك يشي بأنك لست هو ... كانت بحة غريبة عليك ... أوتارك لا تصدق كلماتك والعكس صحيح ... نفاق يشي بك أو يشي به صوتك

لم تكن متسقا مع الأغنية ولا سياق الحفلة

لم تكن تقف على المسرح ملكا كما تعودناك

لم تكن الكينج يا كينج

كنت في مكان آخر ، تثبت حضورك جسديا ، كتلميذ يؤدي فرضا منزليا في مادة الجغرافيا السخيفة كي لا يكتب في كشوفات الرسوب !!

كنت منفصل عن ذاتك ، تتصنع كل شيء ، الغناء والاندماج والتبسم ، زيف يطل من عينيك ، شعور بالغربة عنك انتقل إلى !

مريض ؟ هل أنت مريض ؟

منذ متى لم تعاني وجعا أو ألما

الليلة ما رأيته هو أوجاع روحك المسجونة ، تخرج في تقطع الكلمات ، لم تعد كسلسال الذهب عندما تنطقها !

ترقص ؟

لم يكن صوتك يرقص

لم تقف كما النخل باصص للسما

لم يتقافز صوتك بالكلمات التي تكسر القيود

كان صوتك مقيدا كأنما يغني تحت تهديد السلاح

يا سيدي

لا يصح منك غناء للحرية في حكم العسكر ولا تحت سماء العسكر ! وأنت من غرّد أول ما غرّد من أجل الحرية

البلابل لا تصدح في الأقفاص .......... وإن كانت أقفاص من ذهب

#تـحَــرَّرَّ 



إن الذين يكتبون لا يموتون  ، لا يمرضهم الصمت  ، ولا تأكلهم الوحدة   ، مهما بدا غير ذلك ..... 

العزلة .... الكتابة ..... وأشياء أخرى !

لا يعيش الإنسان وحيدا ، وإنما هو اجتماعي بطبعه ، ولذلك يميل إلى تكوين جماعات تتشابه في سلوكها ، وتنشيء ما يسمى بالعادات والأطر المجتمعية ، يتفقون فيما بينهم عليها ويتعارفون ، وهنا تنشأ المجتمعات .

هكذا أذكر ، من خلال قراءات أمي خريجة الآداب قسم الفلسفة عندما كانت تقرأ شيئا في علم الاجتماع بصوت عالٍ ربما أو نتناقش فيه لدقائق ، فتسترسل بأسماء كابن خلدون وتنشغل بالفلسفة أكثر فتعود إلى ديكارت ونيتشه وابن سينا وابن الهيثم ولربما تتجلى في ذكر الإسلاميين فتذكر الإمام الغزالي مثلا ... أسماء اللاتينيين لم أكن أحتفظ بها ، لم تستهويني الدراسة الأدبية كنت دوما أميل للعلوم للرياضيات الرائعة والكمياء الرائعة أيضا ، لا شيء كان يضاهي حبي للكمياء والرياضيات البحتة .. لربما مقطوعة موسيقى ولربما أيضاً أبيات رقيقة من الشعر الأندلسي ..

لم تخبرني أمي يوما أن هناك من ينفصلون عن المجتمع ولا عن أنفسهم ، لربما لأننا نشأنا وعشنا في مجتمع شبه مغلق ، مدينة جديدة تعد فيها الأسرات على الأصابع ، يعرفون بعضهم في دوائر تتشابك ، الأطفال في المدارس وذويهم إما يعملون في التدريس أو الجهاز أو المستشفى القريبة ، معظمهم يعملون بخدمات المدينة ولهذا نعرف بعضنا بسهولة ...

كبر هذا المجتمع فجأة وتنامى ، طُردنا غصبا خارجه من أجل الدراسة ، وعدنا وهو كثيف وكبير جدا يمتليء بالأغراب .

كبرنا .... وأصبحنا بلا إرادة منا جزءاً من الكجتمع الكبير ... مصر ... التي تجمع كل التناقضات .... 

صرنا ننتقد التقاليد ونصدم بالأفكار كل يوم ... تلك الجنة الوردية التي حافظت أمي عليها في صغرنا لم تعد موجودة ... بتنا نختلف مع أمي وأبي ... صرنا نشعر بأنا لا نتناغم ولا نتسق مع المجتمع الخارجي ..

مع كل شهر ... مع كل حدث ... وأحيانا مع كل يوم ... يتنامى هذا الشعور .... الغربة !

هؤلاء الأصدقاء لم يعودوا كذلك ....... هؤلاء الأقارب ليسوا كما كنا نظن ..... زملاء العمل .. لا يجب أن يتعدوا خطوط الزمالة .. الزمالة وفقط !

الحب ...... هذه القصة الوردية التي نختزنها إلى ريعان عمرنا ... نخاف أن نلمسها كي لا نفسد جمالها وعطرها الفواح ... نحلم وفقط .... ونحتفظ بكل التفاصيل كما هي ..... مغلقة وجديدة وناصعة 

لا نفتح الصندوق لأحد ...  نظهر عكس ما نخفي كي لا يسرق أحدهم الصندوق ويجري .... وعندما نفتح الصندوق سيكون مثل صندوق الدنيا .... يحمل الفراشات والعطور والفرح ... سيمتليء عن آخره بزهراته اليافعة التي نغرس ونخبيء بذورها منذ سنوات .

ثم ........ لا حب ...... فراشات تطير بأجنحة مكسورة ........ يعبث بالصندوق ويذهب ...... يبكي ......... يخبر أنه سيندم ..... لكن ما فائدة الندم إن كسرت ما ليس لك ؟ ... لا شيء ... لا تعود .

ثم

تلك القيم والأخلاق .... تلك الكلمات الرنانة والقوية ... الصدق مثلا ... الإتقان ... الأمانة ... الشجاعة ... الرجولة .... الشهامة ... المروءة ...

تلك التي تربينا علينا صغارنا ، لا تفرق أمي بين صبي وصبية ، الحق سيف فوق رقابكم ، الصدق منجاة ... الكذب لا أرجل له ولا ساق ولا جذر ، أحسن كما أحسن الله إليك .... ثم ... خالق الناس بخلق حسن وعاملهم كما تحب أن يعاملوك .

يرقصون فوق الدماء .... ويشعلون النيران في بعضهم .... يفرحون بالموت كما نفرح بالحياة .... يخلطون كل شيء ... يكذبون بفجاجة ثم يقسمون أنهم ما خابروا الكذب قط ... تمر الأيام كالرياح التي كشفت سوءة آدم عن أوراق التوت .... تكشفهم ... يتجاهلون أو يستمرون ... قد يضحكون ... ألن تكبري ؟ كل الكبار يكذبون !

لن أكبر !

تسير وسط العالم تحمل عزلتك في قلبك ... بين جنبيك ... غريب عن هؤلاء الأشباح ... تحادث أحد الأصدقاء ... تشعر كأنك تلقي بنفسك في حضنه ... كمسافر في هجير الصحراء يلقي بنفسه فوق عشب نديّ من شدة التعب .... ثم تضحك ... كأن شيئا لم يكن !

تصبح الكتابة مهربا

الكتابة صخب

الأفكار تروح وتجيء

تكتب وتنشر كل شيء يدور ببالك ... يشاركونك ولو بالتأوه الخافت مآسيهم ... يقرؤنك من بلاد أخرى ... يقولون يا إلهي كيف يكتب عنا هكذا 

تقرأ

تقرأ كثيرا

تشتاق للكتب وتجوع لها ........... ثم تنهم ... تأكل الأوراق في نهم شديد .... تمتليء .... فتفرغ صخب رأسك فوق الورق 

العزلة

هل نكذب وقتما نقول أنا نعتزل ، ثم نفرغ كل جنوننا فوق الورق " مجازا" وننشره هنا ؟

هل نكذب عندما نغلق أبواب العالم على أنفسنا ، ثم نشارك الآخرين كلماتنا وعبثنا وخوفنا وعزلتنا ولول مشاركة صامتة .... نعلم جدا أنهم سيقرأون ويسكتون بالنهاية كلانا يستريح للحكي !

هل هذا لأن الانسان حيوان إجتماعي ؟ أم لأن الإنسان حيوان كاذب ومكابر يدعي دائما ما ليس فيه ؟
هل نحن مدعون ؟

قطعا ... بصورة أو أخرى !

الخوف

هل هو الذي يدفعنا للعزلة ؟ أم التعب ؟

هل أخشاك ؟ أخشى أن أقترب أكثر ؟ أخشى أن أتعود الوجود ؟ هل صرت أخشى الاقتراب ؟ أخشى التعود ؟ أخشى أن ينقلب التعود إلى حب ؟

هل أخاف الحب ؟ منذ متى وأنا أخاف الحب ؟ منذ متى وأنا أخاف هكذا ؟ منذ متى ؟

تلك المتهورة المجنونة التي كانت تعبر الطريق وهي تتقافز وتضحك لا تنظر يمينا ولا يسارا يظل من يمشي معها يدور حولها كطفلة يخشى عليها الحوادث ... ثم لا فائدة ... يمسك يدي بقوة ... انتبهي ... أتزمر بشدة ... لا تمسك يدي هكذا لست طفلة ... بل واعية ماشاء الله ... أي كبيرة في عمرك لا تنظر للطريق ؟ ... 

سنوات قليلة

أتعثر في عبور الشارع !!!!!!! ....... أنظر يمنة ويسرة ..... أخاف العبور ..... كطفلة حقا !

مكان جديد ؟
هيا ..

هل تعرفين المكان ؟ كلا لكن لماذا لا نسأل ؟ التيه شيء ممتع عندما نتوه سوف نكتشف أماكن أخرى ... تسرع الخطا ... يوشك من يسير معها على الصراخ في وجهها ... قد يصلون إلى نفاذ الصبر ... تتقدم كقائد للأفكار المخربة ... ثم يا للحظ قد تصيب ... تضحك عاليا وصاخبا ... ألم أقل لكم ... ثقوا بحدسي ... أو ... يلفون حول أنفسهم في دائرة ... أخرجينا يا " لمضة " تضحك ... حسنا فكروا بهدوء ... ثم ... تسأل بكل أريحية أحد العابرين وأخر وآخر ... نقارن الإجابات ... نخمن الطريق ... نسير :)

سنوات 

لا أجرؤ على الذهاب لمكان جديد منفردة .... لا أسير بشوارع جديدة ..... لا أريد معرفة أناس جدد .. أخاف أن أتيه ... لا أسير وحدي كما كنت !

هل هذه هي العزلة التي تكبر بداخلي ؟ أم الخوف الذي يأكلني ؟ أم الصخب الذي أتعثر به كل لحظة ؟

السبت، 14 مارس 2015

الشريدة . . .

تبدو في داخلها غريبة

تلك الغربة التي تأكلها وتنهش بقاياها الحية التي تحاول الصمود

حتى متى تصمد ؟ لا تدري

تلك الغربة التي طالما شكتها لك ، هؤلاء المتحولون التي طالما حدثتك عنهم وبكت ، هؤلاء المسوخ الذين يخيفونها ، وكنت تراها في كل أمرها طفلة .

أحيانا تجتنفك قوة فتهدهدها كطفلتك

وأحيانا تكون سهام الواقع نافذة فيك فتنزف بجوارها في صمت .

كيف كانت تلك الراحة التي تجدها في داخلك

بك تستريح كأنضر واحاتها وأينعها ، كطفلة هاربة من عويل الذئاب كانت تبحث عنك لتحتمي

منذ متى قررت التخلي ؟

فباتت شريدة

تعرف أنها لن تموت بدونك

وأنت تعرف أنها لن تموت

أنت تعرف أنها أقوى من ضعف أجنحتها المتكسرة ، أنها إن لم تعد تطير فلن تجلس ... ستتحامل وتتقافز

أنت تعرف أن الفراشات لا تموت في هدوء ... بل يمتن في أحضان النور دوما مقاتلات

أنت تعرف أنها كانت تود أن تحترق فيك

تلك الأغنيات

تلك الكلمات المسافرة عبر الزمن والألم

تلك الأشياء التي تغير مساراتها في اضطراب غير مفهوم لها

لا تعيدها للوراء ولا تدفعها ، إنها فقط تحكم وجودها في قوقعتها ... ذلك الحلزون الذي توحد مع جسمها الصغير

تساءلت كطفلة عن طيف ما عاد هنا ولا عاد هناك شيء من أثره ولا حتى في خيالاتها الصغير

أين هو ؟

هل اشتاقته ؟

نشتاق للموتى فكيف بربك نشتاق للعدم ؟ وكان طيف خيالاتها عدم

تلك الحكاية التي رسمتها .... والتي تركت لك بعض تفاصيلها ... والتي لعب القدر فيها أن تشابهت فصول حكاويكم ... كيف راحت؟

كيف ذهبت كأنها يوما لم تكن ؟

كيف تصبح اليوم شريدة حتى في ذكراها ؟

لا تذكرها ولا تتفاعل معها أيما تفاعل ؟

كيف تصبح غريبة عن قصتها


عن حياتها

عن نفسها

عنك أكثر وأكثر وأكثر كأنها فقدت ذاكرتها

وفقدت صوتك

وفقدت عطرك

وفقدت كلماتها

وفقدت حتى تلك النبضات

كيف انها لا تذكر إن كان قلبها نبض ؟

كيف ينبض القلب أصلا ؟

لا تذكر كيف تصبح بدايات الحكايا ؟

كيف تبدأ من جديد

كيف أخذها نور شعاع جديد عن نفسها

صارت تتبعه .... تلتمسه .... ترتاح له ... ثم تقف فجأة

تخاف

تعود للوراء ألف خطوة

ثم هو دافيء

ثم يصبح كالصقيع !!

ثم

طيفها الذي خطفها

مقلم الألوان أشعث

ثم

امرأة لا تعرفها

وطفلة باتت غريبة عنها جدا

حتى  بات من ياقبلها في الطرقات أعرف إليها من تلك المسكينة !

وردة المريخ .... :)

ولأن البشريين شريرون جداً جداً فقد منحته لقب .. " وردة من المريخ " .. :)

هذا الذي بدا غريبا جدا ومألوفا جدا منذ عدة سنوات .... طفلا لم يتجاوز المرحلة الثانوية ... غامض .... لا يتكلم ... لا يبتسم .... لا ألتفت إليه وإن طبع الوجه في ذاكرتي

وكعادتي .... أتجاهل الغرباء مهما بدو ومهما أظهروا ! أتمحور حول واجبي الذي علي القيام به وحول من يرشدني وحول صديق\ـة ألتمس من وجودهم الدفء والألفة للمكان والوقت .

تمر سنوات قليلة .... يتابعني على " فيس بوك " لا أنتبه

محاولات كتابية ... أرى بعضها جديراً بالاهتمام وبعضها يلتمس الفن .... كيف أنصب نفسي حكماً على أعماله الكتابية البسيطة ؟ لا أعرف ... لربما الغرور :D

له ميول سياسية :D بدأنا نتعرف بقى فيها سياسة :D

وقفة هنا ... ثم وقفة هناك .... يعرفني إليه صديق مقرب لإحدى صديقاتي ( أصبح زوجها فيما بعد :D ) نتحدث أنا وهذا الصديق حول السياسات الحالية .... ثم ... لو لم أكن موجوداً فهو هناك لا تقلقي !

حسناً

مضطرة لمعرفة شخص جديد .... يا للحظ :D

دوائر الأصدقاء المتداخلة .... مواقفه السياسة ... صغر سنه وجسمه وخفة حركته ... لمعان في عينيه يشي بالأمل الذي بتنا على وشك فقدانه .... ثم !

نتعرف أكثر .... يقترب أكثر ... يحاول أن يجعل تلك المعرفة صداقة .... أنزعج !

حسناً

أوقاتي وعالمي المتخم بالأشياء المتراكمة والمكسورة والمبعثرة في كل مكان

أعيش في فوضى داخلية عظيمة

أوقاتي ملأى بأشياء عدة

تائهة في اللاشيء وفي كل شيء

يقترب وفقط !

أدفعه

أقول له صراحة " بناقص تلك الصداقة " يبتسم ... يسكت ... يقول حسناً لك ما تريدين !

ثم

نتحدث بعد يومين كأن شيئا لم يكن

كيف تدور عقارب الساعة بتلك السرعة ؟ للتو تعارفنا .... كيف يصبح كل منا خزينة أسرار الآخر ؟ كيف يصبح كل منا يحمل أشياء كثيرة عن الآخر ؟ كيف يصبح كل منا يعرف تفاصيلا صغيرة جدا صارت شيئا وكأنه اعتيادي !

ثم ...

يصبح أقرب صديق من كوكب المريخ إلي ! :)

يصبح ابني .... ثم كل مناقشة قد تنتهي بجملة

" إيه اللي انت عملته ده ؟ انت عبيط حد يعمل كده ؟
وأنا مالي أنا مش تربيتك يا هانم ؟
جتها نيلة اللي عايزة خلف يا شيخ ! "

" صباح الخير ... إزيك يا ماما .... يا ست الكل ..... يا ست البنات "

" محمد .... أنا مخنوقة ... تعبانة ... بطني بتوجعني ... الدواء وحش ... الدكتور بايخ .... الشغل مقرف ..... × مزعلني .... × حشرية ..... أنا هنفجر في وش حد دلوقتي .... عاوزة آكل بيتزا .... يللا ناكل كب كيك .... مخنوقة يللا نتقابل ... حاسة بملل ... محتاسة مش عارفة أتصرف .... فيه حاجة شريرة بتحصل .... دور معايا على عربية .... هاتلي عنوان دروس سواقة ... عاوزة كمانجة ... ايه رأيك لو عملت كزا ولا كزا ولا كزا ولا ..بلابلابلابلابلا ..... " قفلتي الفيس بوك ليه ؟ " قرفانة .... عاوزة أقعد لوحدي ... هو إنت ليه هنا ؟ .... مش قلتلك مش عاوزة أعرفك تاني ؟ ..... يوووه هو انت لسة هنا ؟ .... سيبني لوحدي .... انت سايبني لوحدي من الصبح .... عاوزة أتغدا برة .... لأ مش هاكل بطني واجعاني .... سناني .... هتنزل المظاهرات ؟ متنزلش .... تولع .... لو نزلت من ورايا هقول لطنط .... هخاصمك .... هبلغ عنك ... لو حصلك حاجة ؟ ... مش مهم تستاهل .... محمد هو أنا شريرة ؟ " :D

أعتقد ... أعتقد بشدة ... أن محمد لو كان ابني الفعلي لكان أخبر الأجهزة المختصة بوجود مختلة عقليا تعيش معه بنفس البناية

ثم بعد كل هذا الجنون يقول " مبسوط إننا اتقابلنا .... ربنا يخليكي يا ماما .... أنا مش عارف كنت هعمل ايه من غيرك "

" يا أخي أنا مش عارفة انت ونهال متحملين إزاي معايا !! "

ثم !

وردتي المريخية

كل عام وأنت بخير

كل عام وأنت مثلما أنت ... مبدع .. رغم صغر سنك ... رغم صخب من هم حولك ... رغم الصعاب التي تعرقلك كل يوم ... كل عام وأنت تحاول وتصر وتحفر بالصخر كي تصل إلى ما تريد ...

كل عام وأنت تتفتح مثل زهرات مارس البهية ... وفراشاتها العذبة الجميلة .. التي تزين الجو بعد غيوم الشتاء

كل عام وانت تفكر خارج صندوق الواقع إلى صناديق الممكن ثم إلى حيث صناديق " ولم لا ؟ " الرائعة

كل عام وأنت تحاول أن تصل ... تحاول رغم كل شيء ... تنظم أشياءك بدقة ... وتعيش عالماً منظماً أسخر دائما منه في جلِّ فوضويتي التي تثير سخطك وتنظيمك الذي يثير سخريتي !


وردتي المريخية

أنت حقا وردة :)

تحملت معي الكثير ... صديق وأخ وابن ... وكثيرا كنت مثل المعلم ... تعلمت منك أشياء كثيرة .... تعلمت أن أبوح أكثر أن أخرج كل أحزاني في حين تصير أحزانك أنت في صندوق محكم الإغلاق ... تعلمت أن لكل شيء نهاية وأن نهاية الأشياء بدايات لأشياء أخر ... لعلها أكثر روعة وجمالا

تعلمت أن بنهاية الشتاء القارس يبدأ الربيع ... بفراشاته وأزهاره وشمسه الدافئة ..... أنه حتما سيظهر في سمائي قوس قزح بعد اضطراب المطر .... أنه بالنهاية سوف يسطع يوم جديد .

تعلمت أن العمر قصير ... وثمين .... أن أفيد من حولي ... أن أحاول مسح هذا الحزن الذي يكسو القلوب ... أن أضحك :)

وردتي المريخية

طول شهور أدفعك بعيدا كالغرباء

طول نوبات بكائي وعصبيتي التي كانت لا تنتهي ولا تنذر بقدومها

طوال الشهور التالية التي كانت تنابني فيها عثرات أو بسمات

كنت هناك ... تقف هناك ... ابتسمت لوجودك أم هربت منه ... وقفت إلى جوارك أم تقوقعت حول نفسي ... كنت لا تمل .. كنت تقف وفقط ... تبتسم ... وتغني ... وتقص عليا حكايا مفبركة صحيح ولكنها كانت تضحكني " بتجود يعني يا محمد مالآخر الطاطش بتاعك"

كنت إحدى نجمات سمائي عندما مر الليل غير عابيء بالظلمة !

شكرا لأنك كنت هنا :)

وشكرأ لأن مارس سيظل يذكرني بميلادك الذي يأتي مع ميلاد الربيع :) 

السبت، 7 مارس 2015

هلاوس الطريق ... !

تبدو الحياة أبدية الوجود لمن لا يتأملها جيدا

لكن المتعمق قليلا ... يجدها كالرحلة .... طريق يسيره البشر بلا عودة بالزمن يوما !

العمر يتقدم ولا شيء يعود للوراء

لا تعود الشجرة بذرة كما كانت أبداً

في بعثرات الحياة وعثراتها ، ينحرف الطريق يمنة ويسرة ، وننحرف معه بلا وعي أو بلا إرادة ، نتموج معه ونصعد ونهبط

نمسك بتلك الأشياء التي تنعش ذاكرتنا أننا نحن كي لا نتموه في الآخرين

تحملنا الدنيا وتتركنا نسقط من مرتفعاتها الزائفة ، نتألم ، نتأوه ، نحاول بعد كل سقطة وعثرة ، الوقوف من جديد .

تقابلا كجروين تائهين وخايفين ، هي تنظر للماضي وتبكي وتصرخ وتتساءل وتتوه بين ما تعلمته وآمنت به وبين ما تعلمه لها الحياة !

كلاهما يحمل مخاوفه في جعبته ، يحملها بشيء من خوف وحذر ، كلاهما يحمل هموما مختلفة في ظاهرها لكنها تنبت من نفس الجذر ...

الخوف يجمعهما

الضعف الذي لا يصرحان به لأحد ، لا يقرؤه في قوتهما الظاهرة أحد ، ولا تشي به قلوبهم لأحد !

الخوف سيد الموقف ، بين الجزع من تكرار المآسي الماضية ، وبين الخوف من السقوط فيما وقعت هي فيه ، تحفهما الهلاوس ، فيبقيان متربصين لكل شيء حولهما !

كانت ترتعش

اقترب منها

سألها

كانت تقسم ألا تحادث الغرباء .... منذ متى كان غريبا وكيف صار قريبا هكذا ؟ لا تعرف ... لا تجيب !

تبكي وسط الليل ... يتلصص نحيبها ... تحكي بأريحية شديدة ... تبثه كل مخاوفه وهلاوسه في حكايتها ... يمد ذراعه ... يربت على قلبها المتعب الوجل .... يبتسم ... كأن ما يؤلمها شيئا آخر غير الذي يوجعه ... يغني لها أغنية الطيور المهاجرة ... تغني ... تلتهي بحكاياته العذبة ... تضحك ... يسرقها النوم عن تلك الدموع !

بلا وعي صارا يسيران بالطريق سوية ، ليس كرفقة سفر ، وليس كأصدقاء عمر !

بلا وعي صارا يتقاسمان الفرح والجزع ، يتبادلنا الكآبة والمرح .

بلا وعي صارا يقتسمان الخوف :)

صار يدفع مخاوفها التي هي هلاوسه ، وصارت تدفع هلاوسه التي تركت ندوبها فوق قلبها الحزين !

كيف يصير الأمر بين مخلوقين هكذا ؟ كيف يصبحان في طريق بلا وجهة ؟ كيف يتساءلان فجأة لماذا نتقاسم هذا الخوف سوية ونطمئن سوية ؟ لماذا يهرب كل منهما من هذا السؤال ؟

لماذا نحتار عندما نسميهم ؟ ولماذا نتردد ونخاف عندما نرتاح لهم ؟ ولماذا نوتاب إن أخذنا الكلام والبوح ؟ لماذا نتردد بين الثقة وبين الخوف والجزع ؟ لماذا نختبيء ؟ ولماذا إذا ابعتدنا في كهفنا أردنا أن نشاركهم بعض الصناديق ؟ ولماذا نندم إن فعلنا ؟ لأنه لا خانة محددة لهم في قائمة التصنيفات المعقدة لدينا؟ أم ؟ لماذا لا نعتبرهم غرباء ولا أصدقاء؟ لا نخشى الحديث بل نريده ، ولكن نتسائل بعد كل حديث لماذا نسير بنفس الطريق ؟ ثم هل نلتقي ؟ أم نلوح مودعين ككل زملاء الرحلة ؟