الاثنين، 3 أغسطس 2020

خاطرة


" كتب صديق "على الأرجح أن محاولات اقترابنا من الاشخاص الذين نحبهم حبا صادقا لا تفشل إلا إذا قررنا نحن ذلك 


ولكن .... ! 

على الأرجح أنا نخاف! نخاف من الرفض، من الوهم، نخاف من الفقد والبعد، نخاف من الحلم الذي قد يتحول لكابوس، نخاف من الزبادي الذي احترقنا من نفس كأسه مرارًا حينما كان يحوي المرق الملتهب، نخاف يا صديقي كثيرًا، نود أن نقترب، نلقي كلمة، بسمة، همسة خافتة جدًا تكاد لا تسمع، ثم نقضي الليالي عبثًا في لوم أنفسنا، لا القرب يجدي، ولا البعد يجدي، وكل الأشياء الجميلة الناعمة تصير مخيفة جدًا في الليل!

نظن القرب يثبت خفقان القرب المضطرب والمرتعد لوتيرة وحيدة متناسقة، لا ترتفع فجأة فتخطف منك أنفس الحياة، بل تمنحك لحن الحب، نقترب، ويصير مرور اللعاب من البلعوم أصعب من مرور الخيط في يد نبيل الحلفاوي من إصبع العسلية! حقًا لا أمزح، هل تذكر ذات المشهد بكل اضطرابه وعرقه المنهمر على وجه الضابط المرتعد؟ نصير كذلك! هل تبدأ بمساء الخير؟ هل تسكت؟ هل تنظر لصورة أحدهم وتقول لو؟ تضع كل الفرضيات، تود لو تصح خطوتك، تقترب، ثم تتظاهر بالعبثية، تتظاهر بأنك لا تقترب، بأنك قريب للجميع، بأن ما يحدث محض أي شيء، غير اقتراب!

رغم أن تلك الكلمات المتفرقة المرتعشة، تلك الكلمات العبثية جدًا في ظاهرها والخائفة تمامًا من العبث، توازن خفقان قلبك المرتعش، وتسير بنبضاته لخط متراقص بسيط، وتشعرك بسكون يهدأ مع بسمة أو طرفة متبادلة، تود لو ينكشف ما بقلبك، لكنك ترتعب من أن ينكشف ما بقلبك!

تعود صفر اليدين، بلا خف لحنين، بلا نعل وبلا قدم، تقول في الليل الساكن الموحش الوحيد، هل تعمل المعجزات في أزماننا؟ تود لو أنها تعمل، بدعوة صادقة، أو بتعويذة متقنة، لا تعرف بأي شيء تعمل، المهم أن تعمل، لو أن لك مع الجنيات الطيبات سبيل! أو لك مع صاحب الوصل طريق! أي حجة تجعل المعجزة تعمل ...... يا ليتها تعمل!