الخميس، 25 يونيو 2015

بعثراتي وأفكاري المشعثة !

لا أعرف متى ينتهي هذا الشعور ، أني لا أنتمي إلى هذا العالم ، لا أعرفه ولا أنتمي له ولا أريده !!

أني سقطت سهواً من أحداث رواية ، رواية فقدت ملامحها في مقاتلاتي الهزلية في عالم الواقع ، كتاب لا أعرف عنوانه ولا أدري بأي رف قد وُضِـع !

متى أتيت ؟ ومتى أذهب من هنا ؟ لا أعرف 

اختناق يكتنف روحي وقلبي ، لا شيء هنا يشعرني بالدفء ، بالوطن !

أحمل غربتي بين ضلوعي يضيق صدري بي وبها ، متى أعود للوطن ؟ ثم ما هو الوطن ؟ لا أعرف تحديداً !! 
في صباحٍ ما ، استيقظت وبداخلي غربة شديدة !!

ثم باتت تكبر كل مساء ، وتتعملق كل صباح ، حتى جعلتني مفصولة تماما عن هذا العالم !

لم يعد هناك أية شغف لأي شيء ،  حلم ولا مستقبل ولا حاضر !

أذكر الماضي بشيء من تعب ، تعثر ، صعوبة ألم في أسفل رأسي ، كأني أذكر شيئا لم أعشه ، أو عشته في عالم آخر !

ملامح جدي باتت تهرب وتختفي ، صدى ضحكته صار بعيداً جداً على غير العادة منذ سنوات !

لا أدرك عدد سنوات عمري كأن الزمن توقف بلحظة وأنا واقفة هناك لا أتحرك قيد أنملة .

اليوم رأيت صورة لنبات الصبار ، كوجع في رأسي أتت ذكرى أني كنت أزرع الصبار ، بدا لي الأمر كأنه من قديم الأزل ، مشهد من فيلم تراكم عليه التراب في أرشيف سينما عفنة ! 

كنت أزرع الصبار وأحبه كثيرا ، كان لدي ثلاثة أنواع على الأقل من الصبار في الشرفة ، كان لدي نوع يزهر في الربيع ، كانت فرحتي وبهجتي للأمر كفرحتي بطفل وليد ، زهرة مخملية رائعة ودافئة ، لونها وردي فاتح مختلط بالأبيض ، رقيقة وناعمة ودافئة جدا ، كان لي صديقة من الصبار أو صديق ، كان صباراً اعتيادياً ، كبرت وكبرت وكبرت ، وصارت أوراقها أعرض ، الآن أذكر أنني كنت بمنديل ورقي أمسح أوراقها بهدوء وطيبة ، كأني أمسح أطراف طفلة صغيرة ، كانت ناعمة وحنون جداً ، كانت تلمع عندما أفعل ، كانت تميل على يدي أو أني كنت أظن ذلك أو أصوره لنفسي لكني كنت أشعر بشيء من الحب المتبادل بيننا ، كنت أقبلها بين الشوك ، وكانت ترد القبلة ، كنت أحبها جداً ، ماتت !
وكان لدي نوع آخر ، لاأذكر اسمه ، كان يقف منتصبا مثل الإنسان ، رافعاً أذرعه تجاه السماء ، كان شامخاً بحق ، كان أخضره جميل جداً ، داكن وقوي ، وبين الأخضر تعريجات أفتح قليلا تميل للصفرة كنهر يسري بين ضفتين خضراوين قويين ، تتزينان بالشوك القوي ، تعريجات الأخضر الفاتح تسري طولا وارتفاعاً وتميل في خطوط مستقيمة متعرجة الجوانب تماما كالنهر ، وكل ذراعين يقفان بزاوية قائمة فوق الذراعين السابقين لهما ، عندما كان ينبت لهما برعما جدياً ، كان يبدو صغيراً جدا كوليد تأسرك براءة عيناه ، وريقات صغيره وناعمة لا أثر للقوة والصرامة والانتصاب ولا شوك بعد ، لهما درجة ناضرة من الأخضر الجذاب تجعلك تتأملها ولا تمل ، كانت جميلة جدا ، بحذر كنت أمرر يدي بمنديل أو قماش نظيف وأحيانا مبلل فوق النهر الساري بين الشوك ، أمسح التراب عن وجهه اللامع فيبدو زاهياً جدا ... كان يشيكني .. وكنت أعانده ، ويعاندني وأصرخ فيه ويتذمر في وجهي أخرج له لساني وأمضي ، ويجذبني الأخضر الزاهي بين الدكنة ، فأعود وأبتسم !
أما القبة ، لم نكن أصدقاء ، كنت أخاف منه ، في أول مرة نقله أبي إلى الشرفة شاكني ، كانت شوكته قاتلة ، بالنسبة لطفلة كانت قاتلة ، شوكته كانت تحدث ألماً أشبه بالتنميل ، كأن أنملك أصابه الشلل المؤقت ، كان مزعجاً جداً لي ، كنت غاضبة منه وحذرة ، لعله لم يعرفني بعد ، هو ليس من أصدقائي لعله لهذا السبب شاكني ؟ كلا .. أنا المخطئة لم أكن حذرة بما يكفي وقد حذرني أبي ، 
كان مثل القُـبَّـة ، يتعرج فيه وبين أشواكه درجة الأخضر المحبب إليّ ، كان وجهه بشوشاً رغم ذلك ، شعرت أنه لطيفاً رغم شراسته الأولى ، بدأ يكبر ويكبر ويتكور ويزداد جمالا كلما تكور ، كان أبي يقول إنه يختزن الماء بداخله ، كنت أحب الفكرة ، كانت أشواكه تثير فضولي للمسها ، كنت ألمسها وأتحسسها برفق ، كانت تقف على شيء أشبه بالإسفنج أو القطن شيء مخملي ناعم جداً ، تحديت الشوك ، ثم صادقت الشوك ، ثم صرت أشيك نفسي به كي أتعود ألمه ، ثم صرت أسقيه بانتظام وأتابعه ، ثم صرت أداعب شوكاته ويبتسم ، ثم رأيت يوما بروزاً فيه أخبرني أبي أنها " خلفة " صبارة صغيرة يمكن نقلها بعد بعض الوقت في إصيص آخر ، كانت صغيرة تتسلل من تحت أمها ، تكبر وتكبر وتكبر ثم ينبت لها جذر وتنفصل ، كنت سعيدةً جداً ، بدأت ثانية وثالثة بالظهور على مدار الأيام والشهور ، صار سلوكا معتادا من تلك الصبارة بالتحديد جعلني أحبها أكثر وأبتهج بها أكثر وأكثر ، كانت كشجرة التفاح بالنسبة إلي ترمي طرحها في حجري وأنا سعيدة بالثمر ، كانت الورد كالزهر كالعبير ، كنت حقاً سعيدا باللآليء الصغيرة التي تخرج كل فترة بجانبها فننقلها في وعاء آخر ، ثم ذات ربيع ، بدأت بإخراج أحد البراعم ، كان غريباً جدا ، كنت متشوقة لأعرف ما هذا يوم وآخر بدأ يتكون له شكل ، كان البرعم زهرة مغلقة ، كبر البرعم وطال ، إلى حد معين ثم توقف عن النمو ، وفي يوم " شم النسيم" تحديداً استيقظت صباحاً باكراً فتحت الشرفة أتنسم الهواء البكر ، وجدتها تفتحت ! تقافزت فرحاً صرخت ، ركضت إلى غرفة أبي أخبرته الأمر ، أخذته ليرى الزهرة الجميلة ، تبعته أمي ، كان الأمر أشبه بهدية رائعة منها ، كانت زهرتها جميلة جدا جدا جدا ، كانت رقيقة كطفلة ناعمة ، وكان يافعة كامرأة حرة ، كانت باسقة تنظر للسماء في عزة ، ورقة وجمال آسر ، كان لها عطر خفيف جداً أذكره الآن ، كان لونها جميل بحق ، كانت تشبه الخيال ، تشبه الرسم الوردي المتشعب في الأبيض ، كانت ببساطة جميلة ! 

ظلت تفعل ذات الأمر كل ربيع ، كل " شم نسيم " تفاجئني بوردة حرة ، حتى .... أكلها فأر عابر ، يا للخيبة ! ماتت الصبارة ! لم نحضر غيرها ، لسبب غبي قررت ضم مساحة الشرفة إلى الاستقبال ، ألححت في طلبي ، دبرت نفقاته ، قاتلت ، ضممت الشرفة إلى الاستقبال بعد أن ماتت زرعاتي تباعاً ، نقلت البقية إلى الحديقة بدم بارد ، أقفرت أُصُـص الزرع ، لم أحاول أن أزرع ثانية ، وقتها فقدت جزءاً آخر من روحي ! 

وهكذا ترحل الروح قبلنا !  

الاثنين، 15 يونيو 2015

يا بياعين الفرح :)

معلش ... المرة دي عامية يمكن يتخللها فصحى ! #الغزالة

كانت السيدة رضوى عاشور تقول إنها يوميا تحمل سلتين من الأمل ... كنت بشوفها زي ذات الرداء الأحمر ومعاها سلال التفاح :)

تمشي توزع بين الورد والتفاح عالبئسانين والزعلانين ... يمكن تنور في قلوبهم وعنيهم شمعة !

وسط سنة من الشغل ... مرت عليا أيام ملونة ... وأيام غامقة ... وأيام كانت الغيوم فيها رمادية أوي ومخيفة أوي ... كان الليل فيها أشد سواداً من أي وقت مضى !

السنة دي أنا كبرت فيها أكتر من 10 سنين فعلا ! الحزن والهم والوجع والألم اللي كان عميق بشكل لا يحتمل ... بستغرب نفسي إني اتحملت !

بستغرب إني لسة عايشة ... إني مستسلمتش لفكرة إني أقطع شراييني وأراقب الدم لحد دلوقتي ... إن فيه صوت كنت بسميه غبي جوايا بيقول إنه يمكن الشمس تطلع تاني وقوس قزح ينور !

الحقيقة أنا مش عارفة قوس قزح فعلا ظهر ولا لأ ؟ إن الشمس منورة ولا لسة الغيوم كاسية سما قدري وحظي ... أنا مش عارفة غير إن فيه بصيصص نور ظهر ماشية عليه خطوة بخطوة !

اكتشفت أصدقائي من جديد :) ... اكتشفت أمي وأبويا وأخويا من جديد ... اكتشفت الحب من جديد .. اكتشفت لهفة عينيهم وخوفهم وحنانهم وحبهم ودفاهم من جديد  ... اكتشفت أصدقاء جداد ... وزاد حبي على الحب لهم ... عينين بتطل بالحب والرحمة ... الود .. مش نظرات شفقة ولا عطف ولا استخفاف بالوجع ... نظرات احترام وإجلال لحجم الحزن ... كإن للحزن عظمة ومكانة !!

اكتشفت الحضن من جديد :)

صحيح كوني مدرسة أطفال ومراهقين وأطفال أكتر الحقيقة .. بيعلمني إن الحضن ده بيختصر الكلام لكائنات ملائكية بريئة مش عارفة تعبر فتجري تحضنك ... تحضن وسطك .. دراعك .. رجليك ... لكن السنة دي اكتشفت معاني أكتر للحضن ده :)

يمكن اتعلمت لأول مرة أتكلم بيه .. وأعبر عن الحاجات اللي أحيانا بعجز أو أتكسف أقولها !! :)

اكتشفت إن الحضن ده لو مهم للأطفال عشان يكبروا بحالة سوية نفسياً فإحنا محتاجينه عشان نحاول نحافظ على طفولتنا جوانا !

اكتشفت إن فيه أحضان بالصوت ... وبالكلام ... فيه أحضان برسالة الصبح تفاجئك ... فيه أحضان بدعوة حد يدعيهالك فتلاقيها فرجت كده من وسع وان مش عارف :)

يمكن اتعلمت السنة وعملت كده ... إني أدي للناس أحضان كتير ... إني أروح لحد زعلان وأديله الحضن ده من غير ما يطلبه

أصل إحنا لما كبرنا فاكرينا نفسنا كبار على إننا نقول لحد يحضنا ... يحضنا عشان خايفين أو مرهقين أو خلاص تعبنا وفقدنا كمية طاقة كبيرة ومحتاجين حضن شحن !

مواقف كتير حصلت معايا ... زميلات حلوت زي الفراشات ألاقيهم بيدوني حضن ... واحدة حضنتني جامد أوي قالتلي حسيتك محتاجاه :) متزعليش واضحكي لسة الحياة فيها :) العجيب مسكت دموعي وضحكت .. العجيب إني كملت اليوم بضغط وتوتر أقل :)

أطفال ... عينيهم بتشع من الحب والنور والبراءة .. أحضان كتير وسع السما مع إن الايدين صغيرة والدراع قصير ... بس أد السما :)

كانت عينيها مطفية .... حسيتها ... رحت وحضنتها جامد ... أنا بحاول أردلها يومي الوحش اللي هي خلته حلو بضحكتها ... وهي كانت بتتأمل ضحكتي مع الأطفال ... بتتأمل كلامي معاهم وأحضان السما والحب الطاير ... كل اللي فكرت فيه هي إزاي بتديني قوة وأمل بضحكتها كل يوم الصبح أنا لازم أكون شخص أفضل ... وهي بتفكر إزاي هي مش شايفة نعمة الأطفال دول وحبهم وأنا قادرة أشوفه .. وإنه أكيد هي الغلطانة ولازم تغير نظرتها !! مع إنها هي اللي خليتني أغير نظرتي :) بسمات الصباح حلوة أوي متحرموش الناس منها :)

حد يفاجئك بحاجة حلوة ... شيكولاتة .. مصاصة ... جيلي كولا .. ياااه اليوم المغيم في عيوني على الأقل بيتغير :)

الهم مكانه والحزن قابع في الركن الأخير من روحي بيقتل فيها ويغتصب النور ..

لكن ... بضحك :)

بياعين الفرح في حياتي ... طول السنة يبعتولي ورد وشيكولاتة وكتب :) وأحضان وكلام حلو أوي ومزيكا

طول السنة قاعدين يشحنوني طاقة وأنا بطاريتي كانت مخرومة تقريبا ... كنت بقول مفيش فايدة .. بس طلع فيه :) وخلو أيامي السيئة تكون أخف وأرحم كتير :)

بياعين الفرحة كانو بيشتروا دموعي الحزينة والغير مبررة والغير مفهومة ... كانو بيستحملوا كلامي المكرر وعنيا المطفية وجنوني المفاجيء وضحكتي العالية لما تطل :)

بياعين الفرحة كانو حواليا في كل مكان .... هم دايما موجودين .. بيتبادلوا الأدوار مش أكتر ... كل الفكرة إني عمري ما كنت هشوفهم لو كانت الغيوم فضلت واقفة على عنيا !!

بياعين الفرحة كانو في مكان شغلي ... لما حد يقابلك الصبح بابتسامة .. ولما حد يحطلك شيكولاتة .. ولما حد يتعب نفسه ويجيب كب كيك .. ولما حد يقولك الله شكلك حلو النهاردة ... ولما حد يلاقيك طهقان يطبطب ويقولك كبر مخك .. طظ .. مش قضية ... هتعدي يا بنتي حارقة نفسك ليه !!

بياعين الفرحة طول الوقت بيعلموني .. طول الوقت بيجبروني أصحى الصبح أمسك سلة أمل وأوزع منها

بياعين الأمل في شغل ... شغلوا دماغي أوي ... حسيت إني عاوزة مرة أخد طرف الخيط .. أخد الدور واللعبة ..

قررت أعمل حاجة صغيرة أوي جنب اللي كل واحدة فيهم بتعمله طول السنة

قررت أجيب شيكولاتة صغيرة خالص وورق ملون وأكتب أساميهم ... أسامي كل أصحاب الحب والأمل والضحك والفرحة :) حتى الشوية دول اللي كان بينا بس موقف صامت عبارة عن بسمة :)

العجيب إنهم فرحوا أوي ... والأعجب إنهم ادوني طاقة أمل أكبر وطاقة حب أكبر ... وكمية أحضان تكفيني شوية في غيابهم :)

أحضان مفاجئة وأحضان دافية وأحضان بتضحك ... تخيل لما حضن يكون بيضحك ^_^

النهاردة ... حضنت ولادي ... حضنت كل اللي هيوحشوني في الأجازة :) ... عرفت أمسك دموعي امبارح لما حضنت إيهاب الولد الجميل اللي أول سنة ليه في مصر من خمس سينين والعربي بتاعه مكسر .. عرفت أمسك دموعي لما حضنت أشرف قبله .. أشرف هرب بعينيه مني امبارح ... هرب عشان دموعه متنزلش ... وداع مكنش متخيل إنه هيكون دافي كده بعد سنة كلها شقاوة ومد وجذر
مكنتش متخيله إني بحبه كده وإنه كمان بيحبني ومتأثر إنه راجع أمريكا تاني !
النهاردة ضحكت مع إيهاب اللي أخد تحذير شديد اللهجة إمبارح إنه لو عيطت هعيط !
النهاردة ضحكنا

النهاردة مشيت بضحك

النهاردة خرجت من باب شغلي وأنا مش فاكرة حاجة وحشة شخصية لحد :)

النهاردة حسيت إني ممكن أكمل ... بشوية خوف وحزن وهم ووجع موجودين في مكانهم متغيرش ... بس مش واقفين ادامي .. واقفين ورايا ...

حاولوا تشوفوا بياعين الفرحة حواليهم :) وحاولوا تاخدوا الدور منهم في يوم :)

أنا محكيتش عن كل الناس ... يمكن قلت أكتر عن شغلي ... بس فيه أكتر لو بصيت بعين الحب لكل واحد حواليا ... حتى الأشرار ! :)

انا محظوظة ... بس مش محظوظة أكتر منكم :) .... أنا كنت شايفة الدنيا أسود مما تتخيلوا ... أنا كنت بفكر في الموت أكتر ما بفكر في الأكل :D أيوة بحب الأكل ... أنا كنت بفكر في المرض والانتحار والقتل والدم والقبور والأكفان أكتر ما بفكر الربيع هتكون ريحته إيه السنة دي !

فتحوا عينيكم بس ... هتلاقوا حواليكم البياعين كتير .. حاولوا تستمتعوا بوجودهم

عارفين ايه خلاني أستمتع ؟ إحساس قاتل إن بكرة مش هكون هنا :) ببساطة !
الاكتئاب مر وقاتل ... ولحد اللحظة دي مش عارفة هكون موجودة أشوف ردودكم عليا ؟ ولا هموت قبلها وهموت إزاي !

افتحوا عينيكم ... اسمحولهم يقربوا

وانتم .. لما حد يبعد خلوكم مصرين تقربوا ... لما حد يقفل الباب على نفسه افضلوا واقفين عالباب ... متيأسوش ... ممكن في لحظة يأسكم منه يكون خارج يلاقي الكون حواليه فاضي يرجع يموت لوحده !!

اتقووا ببعض ... اسندوا واتسندوا على بعض ... دفوا بعض زي الكتاكيت في الشتا ... وزعوا أحضان وحب وشيكولاتة ^_^ 

السبت، 13 يونيو 2015

عاداتي القديمة ...

لا أستطيع التوقف عن عاداتي القديمة التي شبت معي !

الكسل ... النوم ..... ركل الأحجار الصغيرة ... والضحك بصوت عال جدا !

لكن ، مالم أستطع التخلص منه كليا ولا جزئياً ولا يفهمه أحد حولي !

الطعام والكتب ! ، أصابعي تعمل وفمي يعمل ومعدتي تعمل وقولوني يعمل أيضا ونهكة الطعام الشهية لا توقف الأفكار المتصارعة في رأسي !!

أمنع نفسي عنوة أن أوقف الطعام وأفز هاربة إلى حيث القلم أو الجوال أو الحاسوب أنقر عليه تلك الأفكار التي تسبب لي صداعاً نصفيا أحيانا إن لم تخرج للورق
أتحرج من أمي التي تنظر لي في ذهول ! أو أبي الذي يتمتم أني مجنونة لربما يقصد ملبوسة ... أو صرخة من أمي مدوية " خلصي أكلك "

إنهم لا يعانون ذات الصداع الذي ينغص عليك شهية الطعام ...

عندما آكل وحدي ... يصبح الأمر أفضل ... لسنوات مضت اعتدت أن أضع حاسوبي أمامي على الطاولة ... أحضر فطوري بشيء خفيف ربما بعض الكعك وقهوتي الأصيلة .... أو لربما بعض الطعام الذي أعده ساخنا وأضع كل الأشياء في صحن واحد ... كسرة خبز ... قهوتي ... صينية تحمل كل شيء .. ويجلسان متجاورين بلا صراخ ولا صراع ... حاسوبي والفطور !

كثيرا ما جعلني القولون الذي يتفاعل بشراسة مع جنون الفِكَر أن أتوقف عن طعامي عنوة وفجأة ! .. يسري المغص في أمعائي ودمائي ورأسي ربما ... أهمس له ... ارتحت الآن ؟ لم أنه طعاماً لذيذاً ... أرجو أن تكون " اتبسطت"
أنقر وأنقر وأنقر .... أفرغ رأسي ... وأملأ معدتي بالقهوة ... قد تبرد القهوة بجواري لكنها على عكس الجميع .. تجلس في أدب وخشوع ... تتأملني بهدوء المحب العاشق ... أبتسم لها بين فينة وأخرى ... تحثني على الإكمال بصمت وجودها ... تداعب أنفي بروائحها الزكية .. كأم تربت على كتف عقلك الثائر ... تلفه بحب .... تدفئه ... تجعله يتسرب كالماء بعد اختلاجه كالموج العظيم !

أنته .... أبتسم لها ... أرشفها عن آخرها ... أثني عليها صبرها عليَّ ... تكتنفني ... تحضنني ... تحملني ... تسري بكل خلايا جسمي ... أنتشي ... وتسعد هي بمهمة كاملة وقلب راض !

في تلك الصباحات التي تكون لي .... يظل مكانها محفوظاً .. في الركن الأعلى من طاولتي ... تقبع بحكمة السنون التي عاشتها على الأرض .. تُرضي الشارب .. وترضى برضاه !


ويعود الأمر كلما تجاهلته بشراسة " الطعام والكتابة أو القراءة " نعم ! لا أعرف السبب غير أن تلك الأشياء أحب إلى من طعامي ! لربما الأمر كذلك !

عندما كنت صغيرة ... لا أحد كان يساعد أمي بتنظيف الطاولة ... كانت تفترش أوراق الجرائد القديمة فوقها ليسهل حملها بعد الانتهاء ... كنت ألتهي بقراءة موضوعات الصحف القديمة ... كانت تسألني أمي أن أضع زوج من الورق فوق السفرة ... أضعهما .. ثم ألتهي بقراءة مقال قديم جدا لجريدة قارب ورقها على الاصفرار !!!
تأتيني صرختها من المطبخ .. ماذا تفعلين ؟ قامة ... أسرعي ... أكمل المقال وأنا أخطيء مكان فمي بالطعام ... عيناي وفمي وقلبي وعقلي وكلي يقرأ ... أثير أمي ... تثور في وجهي ... تطلب مني وضعه جانباً .. تنزعه أحياناً إن وضعته على مقربةٍ .. تريد أن أكمل طعامي وأستمتع به ... عقلي الآن مشتت جداً ... مثل لدغات البراغيث ... أريد أن اكمل قرائتي ...

ألتهم طعامي بسرعة .. لا أمضغ كما يجب .. أبتلعه .. أقرأ الكلام معكوساً وأرتبه في رأسي ... أقفز بعد الانتهاء على الأريكة القريبة .. انتهيت ... أمسك الجريدة بشغف مجنون ... ألتهمها بشراهة ... ثم أطويها بلا اهتمام !!!!

وكأنني لم اوقف طعامي لأجل قرائتها !

كبرت


لم تنقطع عاداتي ... صرت فقط أحاول التحكم بها .. احاول مجرد محاولة بائسة !

مثلما فعلت الآن .... أفرغت رأسي .. قولوني يعمل معي ... أصابعي تنقر بسرعة ... قهوتي بردت ... وطعامي أيضاً ! :)

السبت، 6 يونيو 2015

جذوة الحب !


إن أكثر ما سمعت عن اتقاد الجذوة أو برودتها وانطفاءها !

لكنني لا أعلم من أين يعلمون الأمر ؟ من قال أن الحب جذوة ؟ أو للحب جذوة ؟ لا أعرف ... لربما شبه أحدهم النيران المشتعلة بداخله يوما بالجذوة .. فصارت مثلا ؟ .. وصار السامعين يظنون أن الحب هكذا في ذاته ؟ ربما ..

لكن ... ما عملته عن الحب كان غير كل ذلك .. غير كل هذه الحكايا والأحاديث ... علمت الحب كالبحر .. تملأ ماؤه السحاب ثم تفيض غيثا في البحر ... فلا ينفد ولا يعذب ! ولا يتحول

الحب

الحب لا يشتعل ولا ينطفيء ... يثور ربما ... ويهدأ قليلا ربما .. لا يتولد ولا يفني من العدم ... الحب طاقة كبرى نولد بها .. نولد هكذا .. يدور بقلوبنا مثل البرق في السماء .. فنشتعل ... ويمر بضلوعنا مثل نسيم الصيف فنهدأ ونركن ونغط في حلم رائع ...

ليس للحب جذوة ، يغيرها الفراق والمسافات ، وليس للحب جذوة يشعلها القرب والوصل !

" كم من بعيد عن العين في القلب مسكنه ! "

يختلط بالحب لربما أشياء كثيرة مثل الغضب والحزن والألم والوحشة والقلق .. يختلط به مشاعر أخرى كثيرة لا نتحكم بها ولا نعرفها .. لكنه لا يهرب من بين الضلوع ، ولا يتحول .

الحب الصادق لا يتحول ... لا يصبح كراهية بيوم من الأيام .. لا يصبح سوى ثورة عنادا وغضباً عارماً لكنه لا يصبح كراهية أبدأً .

الحب .. مثلما عرفنا الحب .. لا يخطيء .. :)

يتعرف روحه المثلى ويركن لها ويسكن بها ... لا تخدعه الوجوه ، ولا تخونه العيون مهما كان سحرها ، يتعرف الروح من عميق روحه .. ويقول هي هي .. ثم لا يهدأ إلا معها ، ولا يسعد إلا بها ، ولا يشعر بالحياة إلا وقد سكنت بروحه روحه الأخرى .

ويظل إيماني بأنه ، الحب لا ينطفيء ولا يموت ولا يخفت ، الحب لا يتغير .. فإن حدث فلم يكن حباً من البداية .

ثم إنا لا نعرف الحب بالوصل ، كما لا يقاس الشوق بالفرقة !!

من قال أن الشوق حصري على الابتعاد ؟
لربما نلتصق بمن نحب قربا ، ويكون القلب لهيب ، كبركان من شدة اللوعة والشوق !
من قال أن الشوق لا يأتي سوى بالبعد ؟ الشوق كالنيران والقرب كالحطب والبعد كالخشب ، لا شيء يتغير ، لا الوصل يكفي ولا البعد يشفي ... من قال إن الحب يتغير ؟

الحب لا يفنى ، لا يتلاشي إلى اللاشيء

ولهذا لم أكن مؤمنة أبداً بالنسيان ، أنصح به من خابر علاقة عابرة ، أنصح به من طرأ الأمر في حياته ولم يكن قد ثبت ، أنصح به من ظن نفسه عاشقاً ، لكن ... من رأيت الحب في عينيه وأنفاسه وصوته ... لا أقول له شيئاً .. أبكيه في صمت .. وأدعو له من بعيد أن يطيب الله خاطره !

الحب لا يبلى !

ثم أني على ذات الفكر .. حتى رأيت جملة لابن عربي "وكلُّ حبٍّ يزولُ ليس بحبّ .. وكلُّ حبٍّ يتغيّرُ فليسَ بحبّ .. إنّما الحُّب ما ثَبَت "


إنما الحب ما ثبت !

لا الشوق يهدأ ، ولا الوصل يجدي ، ولا الحب يزول !