الأحد، 5 يوليو 2020

الفزع

أستيقظ بعد منتصف الليل بساعتين تقريبًا فزعة!

قلبي ينبض

أتأمل الغرفة وأسأل أين أنا؟ ثم فجأة ومن العدم يأتي سؤال مرعب لعقلي .... هل خلقني الله؟ متى!

لا أفهم السؤال .... لا أفهم أين أنا ..... هل أنا ميتة؟ .... هذه غرفة النوم أنت تعرفينها .... هذا أخوك أنت تعرفينه .... كنت تحلمين ربما! 

متى تسلل النوم لعيني كي أحلم؟ لقد دخلت فراشي بعد تجاوز الوقت منتصف الليل بما يقارب الساعة!

أجبر نفسي على النوم

أعرق .... أشعر بالحر والعطش والبرد كل في آن واحد، ألتحف الغطاء، أقول نوبة فزع لا تقلقي .... استسلمي للنوم ولا تفكري .....

أراك في منامي صدفة .... تبتسم لي وتحاول الكلام معي ..... أقول لك أنت تعرف أنه لم يعد سبيل! 

تسكت

وأنا قلبي يعتصر وأبلع كمدي في صمت وأظهر بأسًا أكرهه! لكني صرت أخاف منك كثيرًا .... أخاف أن أراك، أخاف أن أكلمك، أخاف أن أسقط فيك مرة ثانية .... لإنك ستتركني وراء ظهرك من جديد .... صدقني ..... أنا أعرفك .... إن أردتني يومًا معك لم تكن لتتخل عني هكذا!
أصبحت أخاف أن أراك، قلبي يفزع ويضطرب عندما أرى اسمك ... مجرد اسمك أمامي .... يصيبني المغص ... مغص شديد .... أنا لا أكرهك ... أنا لم أكرهك .... لكنك تعرف كل شيء ... كل شيء!

أنسحب من المجلس (في منامي) وأمشي ... أبكي وحدي في الطريق .... حتى منامي يحكي واقعي .... كيف أني بالنهاية وحدي!

متى ظهر خاتم خطبة في يدك؟ مطبوع عليه اسم فتاة! فتاة جميلة ورقيقة ..... وأنت أمامها ملاك طاهر بريء كأنك لم تعرف غيرها!

تصيبني نوبات الفزع من جديد في منامي!

أراك ... أرى أمك ... أرى اخوتك ..... أغضب وأفزع ... أتقلب في فراشي بحثًا عن الهواء ..... أفزع من نومي لإني أعجز عن التنفس ..... ضربات قلبي متسارعة .... غصة في قلبي ...... تشنجات المريء والحلق تضغط على مجرى التنفس من شدة القلق والخوف ...... هل حقًا أرى ما لا تخبرني به؟ أم أني فقط أرى خوفي وغضبي! 

أشعر بالندم .... لأشياء كثيرة ... لكهفي المنتهك على يديك .... لجزيرتي التي استبحت خصوصيتها ثم هجرتها أسوأ مما كانت .... كأنك أخبرتني أين الشمس ... أن هناك شمس .... أشعرتني بدفئها المشتهى .... ثم ألقيت بي في بئر سحيق مظلم وبارد وهربت!

في كل مرة أسأل ..... ماذا جنيت؟