الأحد، 22 ديسمبر 2013

شقيق أصغر ......... ابن بِــكْـر :)

عندما يكن لك شقيق أصغر ...... ويكن الفرق بينكما ليس كبيرا بالمرة ...... تعيشان نفس الطفولة والصحبة والمخاطر !

بعد سنوات قلائل يصبح طفلا كابني البكري .... أكن أما في طفولة رائعة ..... يصبح لدي ابنا كبيرا بوقت قصير يفوقني طولا وعرضا وارتفاعا ويظل ابني .

ليصبح في النهاية الصديق الصدوق ....

شقيقي وابني :)

أتذكر عندما كنت في دار الحضانة ما زلت بالروضة كنت في الصف الأول الإبتدائي كانت المدرسة قريبا جدا كنت تصرخ وتبكي حين خروجي من الحضانة للإمتحان في المدرسة المجاورة ! كنت أقول لك ( هخلص الامتحان يا أحمد وهاجي متعيطش ) ترد بطفولة مبهرة (خديني معاكي ) أرد بهدوء ( ده إمتحان يا أحمد هخلص بسرعة وآجي أقولك بص عليا من السور :) ) وكان يجلس بمكان مفتوح له سور حديدي مرسوم بشكل الورد يطل على الطريق :)

كان ينظر إلي كطفل يودع أمه .... ثم تلقاني بعدها بلهفة غريب :)

كان العقل المدبر وكنت المنفذ لكل مصائبنا في البيت وخارج البيت .... كان صغير الجسم سوسة يهرب بسرعة وأتلقى أنا العلقة الساخنة من وراء خططه الشريرة :D

كم تسلقنا الشجرة قبالة بيتنا ... كان لنا أعداء مشتركون ... كم تقاسمنا الملابس ... كم اشترينا نفس ( التي شيرت ) ولكن بلون مختلف !

كنا ولدين ..... وبنتين :D
كان يلبس عباءة أمي ويضع الخمار فوق رأسه ويقول أنا بنت جميلة :D كنا نضحك حد الوقوع من الضحك .. كان وسيما بحق .

أذكر مرة كنت يا عزيزي تأخذ صورة للمدرسة كنت تلعب بحواجبك وعينيك للرجل ! ماذا دهاك كنا نضحك بشدة :)

أتذكر يا ولدي عندما كسر لك أحدهم المسطرة وكنت كالفتوة أدخل الشجار بدلا عنك ! وعدت تقول لماذا قسوت عليه يا سارة أيمن صاحبي !

أتذكر عندما كنا نجلس في الكهف ... في تلك الخيمة التي نصنعها بالبطاطين وفرش السرير ؟
أتذكر عندما كانت أمي تقول لا تلعبوا بالدراجة بداخل البيت وكنا نفعل ؟

أتذكر عندما ... سقط إصيص الزرع من الشرفة أحدث ضجة كبيرة صوت هائل فقلت لي قولي لماما أحمد وقع من البلكونة وفعلت فعلا وجاءت تجري ووقفت أنت ترقص وتقول ضحكت عليكي ! أخذت أنت قلما وأنا أكملت العلقة وحدي لأنك فررت !

تحت الكراسي والكنبة ! في الدولاب ... تحت السرير ! قرد في بيتنا :D

أتذكر جارنا الذي ضربك ... عركلك ... كسر لك سنك اللولي .... ثم وبعدها انتقمت لك منه وقمت بعضه !! كنت تقول لي عضاضة أتذكر ؟ :D


وعندما كان يهمني شيء .... ونجلس سويا في الشرفة ملتحفين غطاء شتويا ونقضي ساعات نتكلم في أي شيء وفي كل شيء !

وعندما تعجبك فتاة ؟ وعندما يشغلك شيء ! وعندما كنا نذاكر سويا وتقول لي سارة أنا مش فاهم ... أبدأ الشرح ... تقف لحظة أسألك !! تقول لا أذكر ؟ بحق الحجيم ماذا كنت تفعل في الفصل ؟ لا شيء يا سارة انتي هتذاكريلي ولا هتحاسبيني ما انا جايلك عشان مش فاهم ... الإمتحان الصبح يا أحمد وانا المفروض أفهمك الكتاب !!! .. يا سيتي أي حاجة بصي اقري كده وشوفي اللي هييج في الامتحان واشرحي :D ...... في اليوم التالي ... أحمد ركز على كزا وكزا احتمال كبير ييجوا في الامتحان !! .... يا سلام ! يا ابني اسمع الكلام بقى ! طاه هبقى ابص عليهم سلام بقى .... وكانوا بييجوا في الامتحان ... وتعود تقول بشيء من الانبهار بركاتك :D


وظللت هكذا ........... طويلا طويلا ما بين أخي الأصغر وابني

حتى أتيت لتحكي لي عن قصة حب لعبت برأسك !!! فجأة انتبهت ! لقد صرت حقا كبيرا يا صغيري ! تحب وتنكسر وتبكي وتضيق الدنيا كلها أمامك ويسعك حضني :) لقد صرت فعلا رجلا يفكر كيف يفي بالعهود لمن أحبها وإن ظلت تلك العهود بقلبك وحدك وبقلبي معك !!!!

لقد صرت رجلا يعمل نهارا ويعود منهكا من الأفكار في الليل .... نلتقي سريعا تجلس جواري ربما ترقد أمامي على السرير أريد أن أقول لك شيئا مهما ..... وتحكي وتحكي ويغرقك الفكر والهم سريعا ونهتم سويا ونحكي سويا ونتمتم سويا ما الحل في تلك المعضلة !

لقد صرت حقا كيانا بذاته له بعض تلك النجاحات ... التي أقول لك أحسنت فعلا ..... ونناقش سويا أمورا كبيرة !

عريس تقدم حبيب هرب فتاة جميلة ، فتاة طيبة ، عمل ثقيل دراسة متعبة ، أمور العقيدة ، أمور الموسيقى .... رسم كتاب .. أو بيت شعر !

وصرنا نناقش أمور الدول ... ونجلس سويا ترى ماذا سنفعل ؟ سنهرب ؟ نواجه نعود أدراجنا .....

وصرنا يا حبيبي كبيرين حقا ولنا ذكريات ! أقول أتذكر وتقول انت صارت لنا سنوات !

فلان خطب ..... فلان ذاك الذي كان يشبه كتكوتا أو قلم رصاص كانت لديه عثرة في حرف كذا !

تقلد وكم كنت تقلد أدوار المعلمين ... تقول أتذكرين !!!!

طفولة بهاا الكثير الكثير لنذكره الآن ونضحك كثيرا

شباب به الكثير أيضا لنتشاركه ونمرح معه :)
ولا شيء يبهجني سوى حضنك ليلا عندما تعود وتقول وحشتيني :) ابن ضخم الجثة طول بالكاد أصل إلى مرفقه ! :)

جعلتني اما صغيرة .... تحمل هم الدعاء لأجلك أن يحفظك الإله بعينه ... وأن يسعدك :) 

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

أثقل مني !


 
أثقل منى وأعتى
أشياء تبدو من بعيد محتملة

تثقلتا أوجاع الخلق
تؤلمنا الأسرار بشدة عندما تلمس سرائرنا وتشابهها

وكم أثقلوني وكم تشابهت الحكايا بين الكتب وبين القصص
وكم تشابه وجعي بأكثر من عزيز!

وكم حاولت عبثا كمن يحارب طواحين الهواء أن أوقف المأساة

فصرت لا أحب الحكايا على وعيي بها
وصرت لا أهادن الأسرار على علمي بها

وصرت أثقل من نفسي علي

فبدأت التخلص منك من سري وحبي في الحكايا
يحكون عن جروحهم وانا الكتوم على حبك فأحكي بأريحية شديدة بين ضحك ودمع!
وأقول إنما أقتل حبي بإفشاء الأسرار

كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال

هم يغضبون إذا عنفتهم أن القلوب ثمينة لا تشترى أن أوعية الهوى لا تقتنى
لا تكسروها

افزع اذا ما رايت صديقا او عزيزا يقتل حبه ولا يصمد فيه
او يكسر قلبا ولا يرثي له
فأصبح قاسية! أصرخ بهم أ ن لا تفعلوا
يصيبني الهلع
يتحطم قلبي امامي من جديد عشرات المرات
هم لا يرون أشلاء قلبي ممزقة تحت أحذيتهم تحمل صور أشباح أحبتهم!
يمتقعون!
ترى ما أصابها؟ إن الأمر بسيط..... قلب انكسر... أين العجب!!!!

وآه لقلبي مع تلك القلوب ابكيهم معه الا يحق لي الشفقة بهن وبهم!

فصارت اسرارهم ثقيلة علي
ما عدت أحملها ما عدت أحميها ولا أطيق العبق القائم فيها

وبت وأسرار القلب كالمظلوم والجلاد
أكسر سوطه ويقصم ظهري
بت كامرأة عجوز أخرها الزمن وأسقطها سهوا من بطن الكتاب!
فلا الزمان هو الزمن
ولا القلوب تعي الهوى
ولا الأناس هم الذين تراهم في مرتع أيام الورق!

ماذا دهاها وهالهم حتى يصيروا حولها مثل الدمى!

24-11-2013 

السبت، 16 نوفمبر 2013

حرية الاعتزال !

أحيانا نشعر بالرغبة العارمة في الوجود ............... بعيدا عن الناس

الاعتزال ولو بداخلنا

رغبة في التنقية ............. أو الهدوء


أن نمتلك حرية الغضب والصراخ والبكاء دون فضول أحدهم

حرية البوح دون التفاصيل

وحرية التفاصيل دون الأسف على البوح أصلا !!!!


حرية التوقف كما نملك تماما حرية البدء !

حرية قول لا كحرية قول نعم !


أن نملك القوة أمام أنفسنا للاعتراف بالخطيئة والنقيصة

أن نقف عرايا نخطيء عقولنا وقلوبنا ونعترف بلا خجل

أن نملك القوة والشجاعة لنعترف بضعفنا وحاجتنا وصغرنا وعجزنا كما نتباهى بقوتنا وثقافتنا ومهارتنا تماما !!!

أن نمتلك الشجاعة والقوة لمواجهة أنفسنا ............... هو أن نمتلك زمام الأمور في التحرر منها ومن نواقصها .......... هو أن نمتلك القوة على المواجهة والاختيار ................. والحرية في قول نعم ولا والفعل والترك على حد سواء



الجمعة، 1 نوفمبر 2013

التوهان أفضل !

التيه والضياع

إحساسنا دائما أن هناك شيئا خطأَ فنبحث ونهرع حيث الخرائط الدالة على الطريق ، حيث خبير نثق فيه أو صديق اختبرنا صدقه ، نسأله ونميل عليه ، هل نحن على ما يرام أم أنا تغيرنا ؟

أن نخبط في الطريق ، ونقف فجأة في المنتصف وننظر حولنا .... هل هذا ما قصدنا إليه سبيلا ؟ أم أننا ضللنا طرق الوصول ثانية ؟

نسقط .... جميل أن نسقط .... لنأخذ استراحة محارب ونعد العدة من جديد

جميل أن نتخبط وتسقط من حولنا أقنعة البشر

من قال أن اكتشاف الخونة والزائفين ليس ممتعا ولا رائعا ؟

أن نجد أنفسنا فجأة مشدوهين لجنازة أحد الرفاق ...... نعلم كيف مات ولماذا  .... نقف لحظة نتأمل كيف بعنا مبادئنا ونسينا هويتنا ؟

كيف أنا تركنا الكنز خلفنا وسرنا نركض في الحقول فقط وراء الذبابات ولم نعي كيف تكون الفراشات زينة الطريق حينما يتزين ؟

كيف أنا نردد دائما حتى ملت ألسنتنا الكلمات ، أننا نعرف واجبنا ، أننا ننجح في الحياة لأجل القضية والمبدأ والهوية والوطن

والحقيقة أننا لا نفعل سوى أن نأكل ونتتبع خطوط الموضات العالمية كلها في اأكل واللباس والحلي وطريقة العيش لا لشيء سوى لفراغ كنا كثقب أسود في القلب أخذ في الاتساع حتى ملأنا !

أن نكتشف بعد أن كان نطمئن أنفسنا أننا على الطريق واقتربنا أخيرا لم يعد سوى بضع خطوات نخطوها سريعا ونستريح أننا لم نتعب بعد في الطريق لنستحق الراحة ، لم نعمل لنستحق المكافأة لم نزرع لننال حصادا مع نهاية الربيع ! لم نفعل شيئا يذكر .

لقد أصبح التموه والزيف والتمسخ موضة عصرنا ... صرنا نقلد وفقط .... نقلد الذي يسير ألف ميل وسط الغابات لشد بطنه ويقوي ظهره بأن نحرك أرجلنا في مواضعنا .

نقلد ونتمسخ من الذي اخترع الكهرباء والحاسوب بأن نشتري أكثرهم غلاء وأشدهم نفعا !!

نقلد الرجل المكافح في فيلم غربي والذي بدأ من المبيت في المزابل حتى صار صاحب شركة وله شأن بأن نشرب القهوة في الصباح !! وأن نتعلم بعض اللغات الجديدة علينا !!

سحقا !

أين ضعنا منا ؟

أين ضاعت بطاقة هويتنا التي كانت تشبهنا وتشبه ملامحنا ؟

أين ضاعت رائحة فطائر أمي في الصباح ؟ بين سكاكر المحلات المتراصة على الطريق !

أين ذهبت جمعة الجيل الثالث من العائلة فنتكلم كما كنا عن شيء مفيد !!
ذهبت إلى حيث فيلم نقضي نصفه سخرية من بعضنا البعض ! ونضحك

لكنا ننسى أن نبصق على أنفسنا في الصباح !!

تكرار دورة التاريخ السوداء ليس مؤسفة دائما

تكرارها يذكرنا أن هناك هوية تندثر تحت بطش القوى المهيمنة فنصير كائنات مائهة ممسوخة عفنة الرائحة قبيحة المنظر .

يذكرنا أن بلادنا لم تعد تطلب أكثر من أن تدفن بثوب الجدود وهي مزكرشة بحضارة أضاعتها كروش تطلب الشهوات ليل نهار فأكلت وتخمت ونامت وغطت في نومها .

يذكرنا .... حيث كنا أمة واحدة .... تألم لنفس الجرح ..... كيف تفرقت بنا الركبان أولاد العم والخالة !

يذكرنا ..... أن الأمم المستهلكة والجاهلة ... تندثر شيئا فشيئا لا بين يوم وليلة .... تندثر حين تكثر فيها الدماء ويشتعل القمع ويقل الرزق وتكثر الشهوات ويقل الانتاج ويخفت العمل ووهج الكتب ولمعان الثقافة وتحرق الهوية وتنطمس بتقاليد مستوردة ليس بالأفضل دائما ولكن لحداثتها تبدو لامعة فقط يأخذها الجهال بلا تفكر ، فيفرحون ويلبسون ويتحدثون ويعيشون ويتتطبعون مثل الأغراب عن الطين والدور ولا يلتفتون لغيوم العقبان التي بدت تظهر جلية لكل رائي وناظر في السماء وليس تحت قدمية ... فتنقض شيئا فشيئا وتتخاطف تلك الأمة وهي مترنحة كالسكاري من تخمة الحداثة الكاذبة !!!

بعد أن كانت صامدة بحضارتها كما الجبال الراسخة .

والبشر كالأمم

فلهذا

التيه أفضل لنا

أن نسقط وترتطم أسناننا بالأرض خير

أن تنكسر عكاكيزنا

أن تظلم الشمعة

أن نجد أنفسنا فجأة في مكان مسدود

أن ندرك أننا لسنا على الدرب الصحيح فنعاود الأدراج ونمتليء من الزاد ونغامر من جديد !

السبت، 19 أكتوبر 2013

غدا زهور الأرض ممشاكِ

أول يوم عندما رأيتك ........ أذكره جيدا كأنه الأمس ........ كنت واقفة بعيدا عني ببضع درجات .... وسط الفتيات وقفتي بقوة ... تحدثتي بلباقة وثقة .... نظارتك ..... حركات يديك .... انفعال بالفكرة يملأ تجاعيد وجهك الصبي ... شيء يلتمع في عينيكِ :)

وقتها قلت يجب أن أتعرف إلى تلك الفتاة .... يجب أن تكون صديقتي .... كنت وقتها أشعر بغربة شديدة ، كنت أشعر أني وسط قوم لا أعرفهم كأنهم من المريخ أو زحل !!! عدا فتاة واحدة تعرفت عليها أول يوم لي في العام الدراسي وكانت وقتها تجلس بجانبي كانت الوحيدة التي أعرف .... وأردت أن أتحدى القدر وأعرفك ! لربما صارت لي صداقة في مكان لم أرد أن أكون فيه .

انتهت المحاضرة ...... فن المقال د\ عزة الشاعر :) ........ وسط الجموع كنت أبحث عنك ...... تلك الفتاة التي كانت تجلس بجانبي وجدتها سبقتني إليكِ !!! اغتظت جدا وتملكتني غيرة الفتيات .... هي أيض تريد أن تسرق صديقة محتملة !!!

لم أعرف أن القدر وقتها كان يخبيء لي أكثر صديقات عمري التصاقا بشبابي :) أنت وهي ! <3 يا فرحة قلبي بكما :)

تقاربنا ..... تكلمنا .... عدنا في هذا اليوم سعيدتين باللقاء .... في الغد التقينا ونحن ننوي صداقة أقوى ... جلسنا في نفس المقعد ... تحادثنا تناقشنا ... كشفنا أمام أعين بعضنا كل الأوراق ... تقاربنا أكثر وأكثر .... ثم صرنا حتى وصلنا لما نحن فيه الآن ... يقولون أنا أصدقاء :)

كم عشقنا أشياء كثيرة ... كم قابلنا أقدارا متشابهة :) كم كتبنا على حبات الندى وبالدموع أمنيات وذكريات !
كم جلسنا بجانب النافذة نرقب الطريق المظلم عائدين من حدود البحر نتكلم وحده الطريق يشاهدنا ويسمعنا ويضحك لنا أو يدمع معنا :)

كم قلت لك ... ( فصصيلي الفراخ ... قطعيلي اللحمة :D ) لن آكل هذا ... لا أحب هذا ... كأم كنت تعتنين بي :)

كم سقط الحزن أرضا عندما كنت أرتمي بحضنك أبكي ... كم ابتسمتي ... كم وقف وقلت أنك فخورة بي ! تحبينني ... كم دفعتني ثانية للطريق بعد أن فقدت الأمل !

غدا يا أميرتي :) زهور الأرض ممشاكِ :)

غدا ........ تتسابق الزهور تحت قدميك إلى عرش الأميرة :) 

يستعدون معك لنسج إكليل التتويج كملكة :)

غدا ....... قطرات الندى .... نسيم الصباح ....... زهور الخريف البرية ......... سيصبح لها شكل جديد في العيون ... عبق مميز ... همس خاص .

غدا ....... ترتدين فستانا بلون الزهر ........ تكون كما أنت يا هيفاء الحقول ...... واثقة كما كنت دوما ........ بلباس الزهور ...... أجملهن على الإطلاق :)

وغدا ..... سأرى ارتباكا خاصا في عينيكِ ... حمرة خجل خاصة ....... لمعة عين أعشقها ........ وتصاعد أنفاس سيجعلك ترتمين فجأة على الكرسي وتقولين أما انتهينا !! :)

غدا ....... ما أقرب غدنا وأبعده ! :)

سأراك خجولا بين الزهر .... لمعة عينك تخبرني .... أنك يا عمري وشبابي ......... كبرتي أخيرا لتكوني سيدة البيت ! ... لتكوني بحق مع فارس يختطف النظرة في عينيك !

سأراك .......... بعمر صبية .... حين رأيتك أول مرة ! وتمر علينا شرائط الذكرى .... من أول همسة .... من أول حب جئت إليك أحكي عنه ! .... وأول قصة أكتبها وأول شعر ! ....

أول مادة وأخر بحث ... أول سفر ... وآخر حفلة ... أول وردة حمراء :) وآخر قصة <3

ويمر العمر أمامي ! ثمان سنوات من الصحبة :)

صرنا امرأتين :) وغدا ينثرون الزهر حولك يا عروس ! :)

وغدا أراك مكللة بالياسامين :)

وغدا أراك تصرخين من لهو الصغار :)

وغدا أقابلك متأخرة بضع دقائق على غير العادة ... فتقولين عفوا ... كنت أطعم الصغيرة والصغير :)

وغدا نتكيء سويا على نفس العصا .... نجلس بجوار المدفأة ..... نلتحف العمر ... ونتسامر عن ليلتنا ... وندعوها كما الأزمان ... ليلة أمس :) 

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

المرأة الشرقية ......... وجبران !

** بداية هذا رأي كونته خلال قرائتي له ! قد أكون مخطئة تماما :) وقد أصيب :) إنه مجرد رأي !

المرأة لها طابع خاص ! هي مثل البلورة سهلة الكسر وهي أيضا لا تدع الكاسر يفلت .. يجب أن تجرحه !
تختلف سبل الجرح والانتقام لدى المرأة بحسب تأثيرات المجتمع والبيئة والمعتقد والتعليم والعصر عليها !

لكن المرأة فيما قرأت لجبران .... شفافة فقط ومأسوف على حالها في المجتمع الشرقي الظالم !

المرأة جعلها جبران إلها للجمال والرقة ، وجعل من المجتمع أباطرة لدين آخر أكثر شهوانية وسادية يحطم هذا الإله العظيم !
فالمجتمع بعاداته الرجعية والمتخلفة يكسر كل جميل في المرأة ! يحطمها لأجل رغبات الرجل ، ولأجل أطماعه المتعددة .

المرأة من حقها أن تعشق ، أن تموت حبا ، أن تهرب بعشقها كهروب مهاجر بدينه ، والحب لديه متفاوت في المعنى والملمس !

مرة رأيت حبا يشتاق قبلة الحياة ، ومضاجعة الأماني ، ومرة أخرى وجدت روحا تطوف في ملكوت الحبيب أو الحبيبة ، روحا وفقط تعشق وتخلص وتتألم بلا صوت أو منازعة توجع .

الحب لديه حق في الحياة ! وتعجبت من دفاع جبران عن الحب كثيرا ! كيف يدافع بهذا القدر عن شيئ هو بديهي في طبائع البشر وحقوقهم المجبولين خلقة على أخذها ؟
لماذا الحب في بيروت دائما تحت سيف الجلاد ؟ لماذا المرأة أضعف ضحايا الحب وأكثر الضحايا الذين يفتك بهم سوط الأباطرة ؟ وألسنة العادات ؟
كما الحب في بلدي تمام في نفس ذات التوقيت ! إنه الخطيئة الكبرى والجرم الأعظم .
وفي قصص جبران .... المرأة غالبا تعشق .... وحبيبها غالبا يقدر هذا العشق ولكن تأتي يد العادات الآثمة تقتل حلمهم البريء !

مأساة جبران كانت بين عقول متحجرة لا تفهم الحب وتحاربه ، وبين شرائع يراها لا تهتم لقلوب المحبين !

ولكنه لم يعرف بعد مأساة زماننا في قلوب صارت تتصنع الحب في عصر الحريات !

اليوم يا جبران لا امرأة شرقية تخجل من بوح الحب لوليفها ، ولكنها تظل باقي العمر تضمد جرحا غائرا سببه السارق الذي أخذ قلبها ولاذ بالفرار !

اليوم يا جبران ... المرأة الشرقية تستطيع أن تعشق من تريد ، تتغنى بحبه علنا ... لكنها لم تعد تجد من يمتطي جواده ليعلنها حبيبته امام العالم أجمع !

اليوم يا جبران .... تكسر تلك المرأة جميع القيود التي آلمتك ! فهي تخلع بعلها إن سئمت عيشته ، وهي تطلق نفسها إن وجدتها أسيرة عنده مسلوبة من حقها ، وهي تقف أمام العالم تقول له لا أريدك ولا يقف المجتمع بوجهها لأنها صارت صاحبة مخالب محترفة تدافع بشراسة عن حقها ، ولكنها ... ما زالت في اوقات عدة تفضل العشيق .... مازالت تفضل المظهر الإجتماعي على سعادة الروح بالحبيب منفردا ومتفردا بالعشق بلا شريك !

اليوم يا جبران ........ لا يوجد للمرأة الشرقية عذر في الخيانة كما كانت وردة الهاني ضحية وكما روت حكايا البغايا عليك ! ولم يعد للرجل الشرقي حجة لسرقة الحب ليلا لا إذاعته للكل في وضح النهار ! ولكنهما مازالا يسرقان ويختبئان أو يطلبنا العهر بالشريك !

اليوم يا جبران ...... حرية مسلوبة في عهدك مباحة عندنا ............ وحب وإخلاص في عهدك مفقود لدينا !

صدقني .......... الأمر ليس مؤلما حين تعشق صادقا قدر ماهو مؤلم حين تصدق كاذبا !

الحب يا جبران علمنا التحليق والسباحة فوق سحاب الكون بلا خجل بلا يأس 

ولكن هوان الأحبة وضعفهم ......... كذب الأحبة وخيانة عزيمتهم وصدقهم ......... جعل الحب صفعة الزمن على وجوهنا 

جعلنا ......... نعيش الحب في أزمان غير أزمنتنا ، مع أناس لم نقابلهم سوى في كلماتك ولم نعرفهم سوى من همسات العشق بينهم في نور الكتاب ! 

السبت، 12 أكتوبر 2013

القتل المباح !

يقول فاروق جويدة : كلماتنا في الحب تقتل حبنا *** إن الحروف تموت حين تقال

ولأن الحروف كالأسهم المخزية في قلوب مجروحة عليلة / تقتلها وتنهش فيها ما بقي من أنفاس الروح

قررت الكتابة !!

كلما اختنقت وعاثت الأفكار في رأسي فسادا وجورا !! هربت للكتابة !

هربت للقلم ... للورق حيث رائحة الحبر تنشيء لدي شعور آخر غير ملوحة الدموع التي أفتقدها منذ شهر ولا أدري لماذا !

والآن قررت خنق آخر أحرفي ! خنق آخر نبضاتي المتعثرة ، والعابثة !!!!

بت أتسائل كل فراغ ..... ترى هل يجتمع الحب والكراهية في قلب واحد ؟

ترى هل ما زلت أحبك ؟؟؟ أم عبثا يحاول القلب العليل العودة أو على الأقل الوقوف في نفس النقطة لا التقدم نحو شيء آخر !

لأني وضعت فيك جل ثقتي ومحبتي .... بت لا أثق في أحد ! بت أخشى أرتعب من المجهول !!

أتدري !!

لقد وافقت لسبب قدري أحلامي وأفكاري كل آرائي وتفكيري ، حبي ومودتي ، حتى لحظات ضعفي شابهتني فيها وقابلتني !
لربما كان القدر يلعب دورا كبيرا في هذا .... لدرجة أني كنت أحيانا كثيرا أكتم أشياء كيلا تظن أني لشدة حبي أحاول التشبه بك !!!

تقول وتهمس بأفكار كم كانت تراودني قبلها بليال أو أسابيع أو شهور !!!

وكم اختلفنا !

وكم الآن عظم التخالف !

وكم الآن صرنا أبعد من سماء وأرض !

من محور مجرة وأبعد نجم في مجرة أخرى !

ما زلت أرى فيك مثلما كنت أرى .......... وللأسف ........... اجتماع أضادِ ما كنت أحسب أنها تتجمع !

ثم انك بت توغل في رغبتي بقتلك وتحطيم هيكلك داخلي !

الآن .............. وبعد ألف قرار بيني وبين قلبي ألا أكتب شيئا عنك !

ألا أحدث الناس بك !!!

بدأت أكتب

عل الكلمات تقتلك في داخلي وتغلق في وجهي كل سبل العودة إلى محراب طفلك !


بدأت أستل سيف القلم

وأقتل كل شيء لك في قلبي !

ولكني أندهش !!

لماذا بين كل ألف حين وحين تنغز قلبي بشيء ما !

وقد أقسم لي ألف ألفٍ ألا يحبك !

وقد أدمع لي ألف ألفٍ أنك انتهيت !

وقد راقه العزل .......... وأحبته الوحدة !

ما عاد يستوحش

ما عاد يتألم !!

يقف الآن بين يدي كالمتهم المؤمن ببرائته ودليل تهمته أمامه !

يخشع ويركع ويقبل التراب تحت قدمي سامحيني .......... والله ثم والله مازلت أخرج كل أمتعته أمامك !

ما أدري كيف بقيت تلك الصورة ؟ وكيف هربت تلك الضحكة ؟

ما بالها تلك الهمسة تختبيء تحت أنقاض الكلمات !!!

وما زال يبكي

وإني أشفق عليه البكاء لكنه مجرم !

فأصبح يخرج كل دليل على الكراهية !!!

وينفر بشدة من ذكر اسمك !!

ويأتي الدليل المضاد ....... لقد كنت أيها القلب تهمس باسمه وقت الصلاة ! أتنكر هذا !!

فيصرخ هلعا كالمسحور أنا ؟ والله يا سيدتي إنه فقط بحكم العادة وأنت تعلمين ! ألست من علمتني الدعاء بجوف الليل لعل الله يصلح قلبه يصلحه وكفى !! ألم تصرخي في غياهب الدجى إلتجاء إلى الله أن يحفظه ! أن يسلمه ! أن يرده إلى الله ردا جميلا !!!

ما بالك اليوم وقد عودتني ... حتى كانت الدعوة باسمه تسبق دعائك اللهم اغفر لي ذنبي وقت الأفطار في رمضان !
فاعتدت أن أدعو بالمثل !!

ما عساي أخالف أمر الأميرة ! ما عساي أخالف دعاء محبب لنفس الأميرة !!!

لأقف أما القلب عارية عن أي إدانة !

لأعود لنفسي مخذولة !

أيها القلب المرتعد أمامي كقطاة سقطت بأيدي جارح ! عفونا عنك ولكن بشرط

دعنا نقتله سويا بنفس السيف

دعني أتكلم بشيء يسوئني أن أذكره إذا جمعنا القدر ثانية !

دعني أكره اجتماعنا سوية !

دعني أسير بكل طريق موحش وعر لا يؤدي إليه

وسأدعك تنمي الكراهية لأول مرة !!!

وسأدعك تصبح لأول مرة انفصاميا تماما ! تخالف ما انتهجته دوما معي !

فما عادت الطيبة

وما عادت المحبة

تصلح ما أفسده الألم !

دمت طيبا !
كلا أقصد

دمت قاتلا !

الخميس، 10 أكتوبر 2013

لا نريد الجواب !

عندما يشغلنا شيء في الطب نسأل طبيباً

وفي المعمار نسأل مهندساً

وفي الرسم نسأل فناناً

ولكن .......... أحيانا تأخذنا عظمة الأسئلة فنظل نسأل وفقط ، نسأل ونحن أحوج الناس للإجابة .... نسأل ونحن نعرف الإجابة حقا حدسنا يحدثنا أن هذا صواب أنها تستقيم هكذا لكننا نشك في أنفسنا من عظمة وقع الأسئلة وغرابتها على آذاننا .

لكنا ....... وقت الإجابة التي توافق حدثنا شخصان ! أحدهما يريد حق معرفة الحقيقة واتباعها ، معرفة الإجابة والتأكد منها فقد أعياه البحث / هو حقا يريد أن يريح قلبه وضميره ، يريد أن يشعر عميقا بالسعادة ، على استعداد للتضحية في سبيل المعرفة لنشفي مرض صدورنا بترياق المعرفة المحضة من داء جهل محض . وبين شخص لا يريد حقا أن يعرف يريد أن يشبع غريزة التظاهر ، غريزة التحلي بالحكمة ... التظاهر بها ... العجب !! يا إلهي !!
فنختار ألا نسمع ، أو نسمع فنختار أن نكثر الأسئلة ليتحول الأمر من طلب معرفة إلى سفسطة نحن ندرك من عمقنا أنه لا طائل من ورائها ولكن نظل نقسم أننا نريد التعلم !!!!!!!

كيف أنا عابثون !

كيف أن حياة المرء تنتهي غفلة وفجأة دون أن يعرف ودون أن يدرك ما يريد !!
لو أنا ندرك الوقت ، لبحثنا عن ذواتنا في دواخل أنفسنا وأخرجنا تلك الجواهر وهرعنا إلى خالقها نسأله عن كيفية إصلاحها فهو بها أعلم !!!


كيف وصل بنا الكذب أن ينكر بعضنا أن ذاته الضعيفة هي موجَدَة وليست هنا عبثا !!!!

يتبع .......... 

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

عن اليأس الجميل :)

وقالوا الصبر الجميل صبر بلا شكوى !

ترى ماذا يكون في اليأس الذي بلا شكوى والصبر الذي تعتريه الشكاوى !!!

تترى ماذا يكون في شكس تحاول كل يوم أن تتوارى خلف السحب وتوحي لنا أنها تنتهي ونحن لا زال بداخلنا الأمل ؟


ترى ماذا يكون اسم أمل يموت وفي سكرات الروح العليلة يبقى محافظا على التبسم ؟

أمل يموت ........... ولكن كل يوم تتسلل أشعة الشمس الحبيبة بدون درايتها ... لتشي لدينا أن الحب يبقى وأن الأمل هو أنفاس الريبع !

ويبقى وطني مكللا باليأس ........ اليأس الجميل

اليأس الذي يخنقنا كل ليلة ببزوغ القمر العتيق ............. وظلال الشمس تصبح بنية حوله فما يبقى شعاع

اليأس الذي علمنا كيف نقاوم وجع الليالي ونكتم بالقلب حزن عميق ............. لنستبشر بعد ساعات قليلة بأن اليأس خيانة كل شيء !

اليأس الذي ما أتى يوما إلا ومعه ظل الأمل .......... وظليل الحلم !

ما أجمله !

عندما تراه يلوح بقلب فارس أمين ! ويظهر في عينيه !

ما أروعه !

عندما يخرج في ثنيات كلماته وضجيج صراخه أن لا أمل !

ثم يسقط ......... ثم يهب واقفا .......... لا استسلام ........ لا موت للفارس خارج الميدان !!

اليأس ............ هو ساعي بريد الحلم والأمل والتفاؤل ............ هو الذي نجعله دميتنا لنقاوم الحياة ! أو يجعلنا دميته ويقتلنا بالحياة !

الأحد، 6 أكتوبر 2013

ربع قرن مضى !

ومازالت الفراشات تأسرني !

وأشعر بفرحة شديدة عندما يهديني أحدهم مصاصة أو وردة أو عسلية أو شيكولاتة !

أبتهج كثيرا حيث المفاجآت كالأطفال !

لازلت أجري مثلهم أضحك بصوت عال وأصرخ ويجن جنوني .............. وأعود بين لحظات العالم المؤلمة أتذكر أني تخطيت العشرين !!!

تتسارع وتتصارع الأفكار حينما أكتب عن عمري أنا ! ترى ماقدمت لحياتي !!!

أحلام كثيرة كنت أنويها وأحلمها

حققت أشياء ولكن الكثير الكثير لم يحقق بعد !

الحمد لله ! علمتنا المصاعب أكثر من أوقات الراحة .... ومازلت أتعلم ...

كيف يروق لك أن تكتب عن ماضيك وما تدري ما الله صانع فيه ! تنظر إليه وكأنه شيء بلا عمل !

الآن الآن لا أرى في عمري الفائت سوى لحظات الطفولة بين تلاميذي !

وكأنها لحظات حياتي التي عشتها بحق ! لا يدور شريط عمري أمامي الآن ! أبدا !

لا أفتعل لنفسي لوما ككل عام !

أشعر بسلام نوعا ما ! لا أدري لماذا ؟ وكأن كل الأحلام قيد التحقق وكأنه لا مبالاة بتحقيق شيء !

وكأني حققت حياتي بين براءة الأطفال وفقط ! وكأنها غاية المتعة أن أكون بينهم ! أنقي قلبي بين قلوبهم البريئة النقية !!!

لا يزال أجمل لحظاتي حضن طفل .............. ضحكة وشقهة عالية من روعة المفاجأة ! .... صحبة مع صديقاتي إلى مسجد قديم :)



لا تزال صحبتي أمتع ما في الحياة :) أحبكن وأحبكم جميعا :) تملؤون حياتي مرحا وعشقا وطفولة :)

وما أدري ما يصح أن يقال في يومي هذا !

حسرة ؟ أم فرحة ! مرح أم حساب ! لكني أشعر بالرضا وهو أفضل من تلك الحيرة

لكني تعلمت ............... تعلمت كثيرا ............ أكثر مما ينبغي لربما ........... أو أكثر مما توقعت أن أتعلم !

تعلمت جواهر بعض الأشياء .... وقشرة سطح الكثير الكثير

وما زلت حيث الجهل قابعة !

ولا ندون لحظاتنا لشيء !
سوى لأن التدوين وطن :) سوى لأنا ندون لتبقى هويتنا كما هي :) أو أقرب

ومازلت ........... والحمد لله .......... أحب الزهور والفراشات وأبكي مثل الأطفال !

تعلمت اتكيت البشر قليلا ........ أن أحبس دمعي بعض الشيء وأتماسك ! لكن غير مرتاحة ......... :)

ومازلت .......... أقول لأ :) ومازلت أخاطب الأشخاص كما كنت أحدث الدمى ! بلا تكلفة !

أريد أن أحسب يوما انهم ليسوا كما الدمى !
أريد أن أتعلم الدرس يوما أنهم ليسوا كالزهور ولا الأشجار !!

أنهم فيهم ماذبون وغادرون وخادعون وأن فيهم المتأنق والمتأفف والمتعالي ... والوقور !

أريد أن أقاوم حركتي بتقليد بعض المتأنقين بعد حديثي معهم كالأطفال :D

لعل الأيام القادمة تفيد في .............. استمرار الطفولة

لعلها تحملنا حيث الرحيق حيث الورد حيث تموت الفراشات في سكون !

حيث رائحة المطر !

وهدوء المكان :)

5 أكتوبر2013

ليلة ميلادي !


الجمعة، 4 أكتوبر 2013

ملائكة البشر :)



وللأطفال روح أخرى تتلخص في كلمتين ........ روح ومشاعر

هم يعيشون حرفيا بهذين المصطلحين ....... كل شيء حولهم له روحه الحية التي تنبض وتتكلم وتغضب وتفرح وتضحك وتشاركهم المغامرة !

هم لا يدركون أبدا أنهم اصطدموا بالكرسي فوجعهم ، سيرضيهم تماما أن تعاتب الكرسي وتقول له لماذا لم تحذر وجودهم !


هم لن يرضوا أبدا أن تكسر اللعبه أو يقطع شيء من أثوابها ! لكنهم سيقوموت بترميميها بكثير من الكلام والاعتذار والتثبيت والتشجيع تماما كما نفعل الآن معهم حينما تنجرح قدمهم !

يشاركون طعامهم القطط والكلاب والدمى ! ... يستمتعون بذلك جدا ........... لا يرون اختلافا بينهم .

هؤلاء هم الكائنات التي تبث روحها في الضحك ! ........

الضحك ليس فعلا شعوريا لديهم ...... الضحك فعل روحي ........ تشع أرواحهم في نور الضحكة ، وتملأ أرواحنا نحن فرحا !

كل شيء عندهم محسوب تمام ، بكم السعادة والألم !

اذا قلت أن هناك ملائكة ... يجلسون حولكم ... سوف يبتسمون .... سوف تجد منهم من يفسح مكانا بجواره لأحدهم ... وآخر يلوح لهم بيده في الخفاء ... ومن تغمز لهم ... إنت شايفني ؟ :)

إذا قلت أن الأزهار تبكي إذا قطعتها .... مثلما تبكي أنت .... ستجد من يسير بجوار زهرة يربت عليها ويقول لا تحزني ... أو يكلف نفسه مهمة حراستها :) اليوم سأحميك من الأشرار .


هم الأطفال :)
هم الملائكة والأزهار :)
هم نسمات الروح الجميلة بيننا :) 

الخميس، 3 أكتوبر 2013

ندون لتبقى هويتنا ..

لماذا ندون !
لا ندون أبدا لن نملك الكثير من العلم ولا الأفكار ، لربما كثيرا نقف عاجزين أمام القلم والورق ولهفات الحبر ! نقف لا نملك فكرا جديدا ولا أطروحة جيدة لمن يقرأ

لكنا نشعر بشوق دوما بنهم شديد للكتابة للحديث عبر الكلمات المكتوبة المطبوعة المخطوطة لا يهم .
نحن لا نكتب لأنا مميزون ولا لأنا نعرف وننقل المعارف نحن نكتب فقط حفاظا على هويتنا أن تضمحل !

الخوف الشديد من التحول للمسوخ يجعلنا نهرع للقلم ، للوحة المفاتيح ، يجعلنا نكتب بسرعة بتوتر بخوف بهلع أحيانا !

نكتب فقط لندون من نحن كيف كنا كيف نحن الآن وكيف سنصبح ، ندون حتى نعود كل عدة أشهر لما كتبناه في السابق أولا نعود وتغمرنا الحياة فنسقط ونبكي ونحزن ونحبط ونكتئب ثم نعبث كالعادة بأشيائنا القديمة كاطفال حيرى فقدوا الأم والأب في زخم الحياة فنجد قصاصة ورق أو ملحوظة بجانب شاشة الحاسوب تذكرنا بجملة في الماضي كتبناها ببيت شعر بحكمةٍ بخاطرة قرأنها لكاتب سرق من عمرنا أياما في كتاب أعجبنا وقتها ، في قصة جرفتنا إلى جميع تفاصيلها فعشنا بداخلها وكتبنا عنها وكتبنا وقتها عن أنفسنا بأساليب الكبار ! لمقطوعة موسيقى ألهبتنا فرحنا نهيم على أحرف العشاق فنكتب كما لم يكتب قيس ولم تسمع ليلى !

نكتب فقط ، لأننا نصرخ جل ما نصرخ فوق الورق ونبكي ونضحك فوق الورق ، نقابل كل فرسان القصص فوق الورق ، نعاتب كل أشرار الحياة فوق الورق ، نناجي الملك فوق الورق ، ونهمس باسم طفل صغير رافق دربنا فوق الورق ، ونضحك بشدة لجنون الحياة فوق الورق ونعشق ونهب العمر زهورا فوق الورق ، علاقة المدون بالورق علاقة أسر وعشق وعشرة علاقة حياة !

نعيش ثلث العمر لربما الربع في أرض الواقع ونقضي بقية حياتنا الحقة بين وفوق وحول الورق !

نحن يا سادة لا ندون لكم ! كعازف الموسيقى يعزف أمام جمهور عريض كما يعزف وحيدا لربما العزف منفردا بمكان ناء بعيد أروع ما قد يسمع من هذا العازف وأرق ما قد يدرك بحس موسيقيٍّ مرهف !

نحن اعتدنا حين تؤلمنا الحياة أن نهرع لحضن الورق فنصرخ ونبكي ........ وحين نعرف شيئا أن نزينه ونكتب ، وحين يحين العبث طريقا للحياة أن نعود إلى جذور الكتابة فنعيد اكتشاف أنفسنا جديدا !

وأنتم ........ انتم تقرأون معنا الحياة مرة أخرى ، أنتم أيضا تفتشون في الكلمات عن هوياتنا ، ولكنا نفتش في الكلام عن هوية الحياة دائما ....... وأنتم تجدون صوركم معنا في الكلمات .... فتبكون ...... تضحكون ............. تصرخون أن نبوح بالألم الكامن بكم !

صديقي المدوِّن والمدوَّنة  أكملوا التمسك بهوية قلمكم ...... دعونا ندون عن أشياء عظيمة وأخرى تافهة
دعونا نكتب عن ما نراه في الحياة جميلا وآخر مزعجا
دعونا ننظر كما نحن دوما كطفل يصارع عظام الأمور ...... أو كـشيخ هانت عليه الدهور !
دعونا ندون لتبقى القضية ....... إذا ما تلت أغادير الحياة تراتيل النسيان يبقى الكلام هاهنا واقفا على عهده حتى النهاية !

دعونا ندون ........... ندون وفقط .......... لننا نتنفس روح الكلمات حين ندون .......... ولأنها وحدها الكلمات تهتف بنا تصرخ بنا تشرق بثغر باسم لنا ....... وحدها الكلمات ...... تحفظ روحنا ...... وتنبيء دواخل أنفسنا الغريبة بأصل الحكاية فتبقى الهوية ضد المسوخ وضد العبث . 

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

فرح القلوب !

الصحبة الصالحة :)

لكم مرة يجب أن أكتب عنهم حتى أشعر أني وفيت !

حتى أشعر على الأقل أني أشبعت رغبتي ولهفتي ومودتي وحبي لهم !وللكلام عنهم !

عندما يلتمس أصدقائي ما أحب !

عندما يقولون أحلامك أوامر !

عندما يدللونني ........... يعاملونني حقا كالأميرة !

هل تسألون بعد هذا عن الحب !

الحب في دفء المودة ........... في دفء الصحبة

أتعرفون أيضا عن الحب ؟


في قصيدة شعر ثورية نطير بها سويا في خلسة من الليل .......... في نغم أغنية نسرح معه صدفة في نفس الوقت !
في تعليق يخرج من شفاهننا بنفس اللحظة ليتحول لربما من الجدية إلى الضحك !

في كتاب ........... تقرأ بين سطوره أصحابك

في كلمة أحبك ........... التي تسطر باليوم عدة مرات تقال وتكتب وترسل في رسائل صغيرة !

عن العشاق ! .............. تعالوا اسمعوا عن صحبتي :) أصحاب المودة

عن القلوب ! ........... وهل بعد ما يفعلونه بقلبي من كلام أو حديث !

أكلمها أني اشعر بختناق النفس فتقول ... سارة هل تصلين قيام الليل ؟
أقول لها ........ لا أعرف كيف أبدأ دراستي ؟ تقول هل نويتي صدقا لتلك الدراسة ؟

أريد أن أسافر فقد مللت البلاد .......... فترد سارة لا تهربي واجهي أمورك

أضعف ......... أبكي ........... يحن صوتها فجأة .......... يحضنني كلامها ........... وتربت على كتفي بصوت عبر الأثير !

حين أراها ........ لا تعانقني فقط ......... هي تأخذني بحنانها ليمتزج قلبي وروحي بها ........ كأم تضم طفلا صغيرا من شر الدنيا !

درس للشيخ ........ تعالي معنا
كتاب جديد ..... فلتقرأيه
مطعم شامي عراقي لبناني أي جنسية فلنجربه !
أنت تبذرين ...... سارة اتلمي :)

مالك تضعفين هكذا ! ؟ لا تستسلمي ....... قفي يا بنية !

سارة عاوزة أشوفك ! لكم سمعت تلك الكلمة ! وقل اللقاء وحين التقينا لكم يا صديقتي أسعدتني !
كل واحدة منكن لها طعم مختلف صحبة مختلفة روعة خاصة !

كل واحدة منكن كم قدمت لي ... كم عانقتني بوقت كنت كطفلة صغيرة في تيه الحياة أسير !
كم بكيت وحيدة ........ فأجد واحدة منكن تتصل ......... هل أنت بخير ؟ أو ترسل رسالة ... أو تقول أشعر أنك لست بخير !
كم قاومت الضعف في صوتي والحزن أن يظهر في شدتي ........ وكم كشفتموه ....... وكم وقفت لا أدري كيف أسير فهرعت إليكن !

كيف الحياة بدون ضحككن ؟ أنتن بهجة الحياة

أنتن فرح القلوب :)

اللهم اجعل لهن من الحب والود نصيبا يملأ قلوبهن بنور ملائكي كما ملأته بمودة كمودة البشر :)

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

العيد الخامس والعشرون !

من المفترض أن يكتب المتكلمون عن الأعياد بشيء يمت للأحياء ... عيد ميلاد أو زواج أو ذكرى لشيء بهيج !

اليوم أدون لأجلك !

اليوم ........... لأول مرة ..... أكتب لك أنت وحدك دون أي شيء حولك !!

اليوم شارفت الخامس والعشرين من عمرك .... ربما شهور أكثر أو أيام أقل ! 

اليوم يا عزيزي صرت شابا يافعا ............ تراك ماذا تفعل هنالك ؟

اليوم ........... لو كنت بيننا .......... لكان بين يديك حجر من صخور القدس تدفع بها مر العدوان كالعادة ، لربما كان بين يديك بندقية !

كيف صار شكلك !

بالطبع صار لك شارب ولحية ! .... بالطبع لم تزل نعومة وجهك الصغير محفوظة بقلبك !

تراك تذكرنا ؟

تذكر ذعرنا ؟ لم تكن هنا عندما فزعنا أمام الشاشة ! لم تكن هنا !

ليلتها .. نعم ... أذكر ليلتها جيدا ... كنا متجمعين أمام التلفاز ... كان هناك صخب حول الأقصى ، تحذيرات من الجانبين ... تحذير بالاقتحام وتحذير بالرد !
ذهبنا للمدرسة ..... كان الشتاء قارس يا صديقي .... وأنت ذهبت إلى الأقصى ، كنت مع المرابطين هناك !
دخل الخنزير يدنس مسجدنا .... قبلتنا ... دخل بالسلاح بيت الإله ... بيت السلام بمدينة السلام ... وأنت هناك !

وقف الجميع يفدون المدينة ، يفدون الزيتون بصدور عارية ، وقفت كالشبل بين الأسود !
اشتد الضرب ... مازلت تركض خلف والدك ، ونحن نركض خلف الصورة !

يجلس بحضن الأب ! .... يصوَّب المدفع الرشاش إليه ! ... ونحن نصرخ ... اختبيء يا صديق ... اختبيء ... كلا لاتطل بوجهك هناك ... اختبيء


نصرخ بجزع في الأب أن يحميه ! نصرخ بهلع نحو الجندي .. نظن أن الجندي واقف خلف التلفاز لأنه ليس في كادر الكاميرا !
لماذا تقتله توقف إنه طفل يا غبي لماذا توقف توقف ... المذيعة تعلق ... المصور يصرخ ... الجميع كأنه يصور مشهدا مأساويا خياليا في فيلم سينما معروض للأوسكار !
لا أحد يصدق هذا الهراء ! 

وفجأة وبعد مزيج الصراخ ... الرعب .... أجساد صغيرة أمام الكاميرا وأمام الشاشة يجمعها الرعب والارتعاد والصراخ !
توقف الأب عن التلويح بالكف عن الضرب ........... وهوى !

نظرت بلهفة صرخت ... هل مات ؟ مات الأب ؟ قال أبي : بل مات الطفل !

وقفت مذهولة يا عزيزي عندما رأيت جسدك الصغير وقتها ... عندما كنت وقت تماما مثلي في الثانية عشر بالصف السادس لن أتعجب إن كنت تدرس نفس القصص باللغة العربية ... عن عقلة الإصبع وأماني !

ما دريت كيف أفعل ! دخلت غرفتي في هلع شديد ... أريد أن أصرخ .. أن أملأ الدنيا صراخا .. وبت أسأل كيف يقتل في حضن والده ؟ بالله قولوا !

كنت في تلك الأيام إذا خفت من منام مزعج أتسلل لغرفة أمي .. أدس نفسي بين أبوي .. أمسك يد أمي جيدا وهكذا أنام !
ليلتها كل ما رأيت على التلفاز دار برأسي ... بين الخوف وبين الغضب ولأول مرة أفهم ما معنى الثأر !

الثأر أن تحرم من حرمك الحياة حياته !
من أخذ لعبتك ... من قتل شمسك ... من وأد حلمك ... الثأر هو نار تحرق صدرك  غضبا لا يطفيئا إلا القصاص من الظالم !

كبرنا يا محمد ............... كبرنا لدرجة كئيبة علمتنا أن التار حتى لا يعيد الأرض ولا يرأب الصدع ولا يطهر العرض عن الخطايا !

كبرنا وعرفنا ...... أن ذاك الثأر لن يعيدك للحياة ثانية ... لن يعيد قفزاتك ولا ضحكاتك ثانية
أدركنا هذا يا محمد عندما جاوزنا العشرين ! 

عندما عرفنا أن الموت لا يعني الرجوع إلى الله وفقط ! لا يعني ملذات الجنة الجميلة وفقط ! تلك الكلمات التي كانوا ينيموننا بها صغارا كي لا نبكي عليك ! ولا على أحد !

عرفنا أن الموت يقطع منا جزءا جديدا كل يوم ، أننا لا نموت فجأة ولكنا نموت على مراحل موت أصدقائنا وأحبابنا كل يوم !

مت يا محمد .... وتركت فينا عهدا قويا أن نستعيد القدس لأجلك .... مت ... مرض العهد مرضا عضالا لم يستفق منه حتى اليوم !

مت ............. ونحن ثرنا على الظالم وسجناه سنة لنعطي مفاتح السجن للجلاد !

مت ........ وبدلا من الحرب على الصهاينة القتلة .... خرجنا نهتف أننا مازلنا نريد حرية ... قتلنا الخوف .... لكننا جلبنا كل العنف واللاإنسانية .
أحيينا الشجاعة لكننا قتلنا القضية ... اليوم يا محمد يقولون عنك وعن القدس وعن فلسطين وعن كل شيء برائحة الزيتون أجنبيا !

منذ متى يا عزيزي كنت أجنبيا ؟

منذ متى وعيونك تشابه رسم عيوني ، وشعرك مثل شعر أخي ، وكنا بنفس الطول ونفس الحجم !

منذ متى ؟ وكنا نتقاسم أغنية الجدة كل مساء بنفس اللحن ؟

منذ متى ؟ وقد كنا نمرر القمر كل ليلة بين النجوم يحمل باقي الحكاية !

منذ متى ؟ ونحن نتقاسم خبز الصباح واستراحة الظهيرة وكلمات النجوم في المساء ؟

يقولون عنك أجنبيا !

وكان ملابسك تشبه تماما ملابسنا ، ونظرة الأمل تطل من عيونك لأعيننا تقول اكبروا بأمان وصبر !

والله يا صديقي ماعدت أدري هل كنت أجنبيا حقا فخرجت من غربة الأرض ! أم صرنا بعدك غرباء مثلك بقضية مقتولة !

#في_ذكرى_محمد_الدرة

الأحد، 29 سبتمبر 2013

عن الحوانيت !

هذه التدوينة كتبت في صباح الجمعة 27 سبتمبر 2013
من داخل مسجد بيبرس الكاشنجار #شارع_المعز #الجمالية #القاهرة


وما صباح الجمعة إلا رائحة قاهرة المعز ، تراب ندي بماء استفتاح الباعة والصنايعية طالبي الرزق الباكر ،
شارع ظليل ، سورة الكهف تصدح بها أصوات الإذاعة والتسجيل ، هدوء وسكينة . . .  دفي الحوانيت الصغيرة ، أشياء دقيقة لكنها مبهجة على الأقل لبعض الوقت .
لكنها تبعث في نفسك إحساس خاص ، إحساس بدفء الخلق كلهم .
إحساس يجعل الأمر يبدو سهلا جدا ، يبدو طفوليا ، طفل في أحد الحوانيت . . . دراجته الصغيرة على الجانب الآخر من المكان ، يلعب أحدهم في الجرس متصابيا فيصرخ الولد ما بين إدراك المرح وبين اعتراض على الفعل . . . الزمارة يا عم ... شيء بهيج :)

في دكان ضيق .... يكتظ بألوان الأقمشة الرائعة ، أشكال تراثية ومصرية أصيلة ، بها نقوش بين الأزهار وبين الفن الإسلامي ، مرقط ومشجر ، صوت الإذاعة فيه متهالك لكنه واضح ، ضيق المكان به فسحة الروح ، يشعرك دفئه بروعة قدم الأشياء ، تمتزج بروحك رائحة البخور الذي يرقص دخانه في حزن وتؤده ، ليضفي بعض الوقار على المكان ... رجل عجوز يرتعش المقص في يده ، ترسم التجاعيد فيها خرائط أخرى للزمن ! 
الأمر ليس صاخب ، لكنه فخم وبسيط ... بسيط لدرجة الفخامة ... يشعرك بسكون الروح وبهجة الحوانيت الصغيرة .. وحسب ! 

دكــــاكــــين <3 

الصورة حية من شارع المعز تصوير مخيمر 
المصدر https://www.facebook.com/photo.php?fbid=585180988187705&set=a.107872519251890.5054.107663462606129&type=3&theater

الخميس، 26 سبتمبر 2013

وكلام الروح يبقى !

بعيدا عن المنطق البحت ، عن السفسطة ، عن كلام الماريونيت ، ع تلقين المسارح لحوار لا يحيد المؤدي عنه !

بعيدا ع ذاك التفكير الممل لحال القلب ، إن للأرواح شرع مختلف ، دستورها الخاص ... الروح لن تخضع لترهات الكثيرين هنا على الأرض .


إن للأرواح منطقها المجرد ع كل قوانين الطبيعة الفيزيقية المجردة .... عن تحليلات العقل العبقرية .... للعقل تحليلاته وللأرواح تجلياتها الخاصة !

كنت أعجب عندما أسمع أن احدا واصلا .... درويشا .... مكشوف عنه حجاب الرؤى !!! حجاب ماذا أيها المجنون ؟ ! وهل يصدق درويشا في عالم العلم واكتشاف الكون؟ 

عندما تبدأ الانحدار سريعا في عالم الشهوة .... السلطة .... المال ... النجاح المادي وفقط ... عندما تبحث عن تحقيق ذاتك وأنت بالأصل مهملها تماما !!!!


كنت أبحث مثلما يبحث عنها الناس .... في الطريق الخاطيء تماما !!!

مالذي يجعل الروح مميزة ؟ مالذي يجعلها تملك الحدس ؟ مالذي يجعل الحدس صحيحا ؟ مالذي يجعل البعض مؤمنا به حد اليقين والكثير يحاول قتل الفكرة ؟


هذه الأفكار ذاتيه !!! إن خرجت جملة في ظاهرها التعميم فإنني أعمم على عالمي المحدود جدا الذي وبشكل واضح قد لا تكون أنت جزءا منه أصلا !!! لذا اعتبرني طفلة تحدث الأشجار عن مغامراتها في عالم الدمى والنجوم !! 


كثيرا ما حاولت أن أتحدث وأفكر مثل أولئك الناس الذيت يتكلمون بالعقل وفقط !! كنت دوما أشعر شيئا عميقا بقلبي أن هناك شيء خلف المحدود ... هناك شيء واسع بحق .... هناك حقاعالم اللانهاية !!!

كنت أصدق الأشياء المرتبطة بالدين .... أصدق ما قاله الرسول من عميق القلب ! هو الرسول لماذا يكذب !! لكني وبصدق أقف عند ما دون ذلك !

وعندما بدأت القراءة في أشكال متعددة ... بدأت أفهم أن الروح لها حال خاص لها حال آخر غذاء الروح !

قراءة كتاب .... مقطوعة موسيقى .... وابتهال موشح في جوف الليل يحكي في أشعاره ما يدور ببالنا ... مقرنا كلمات الفرج بكلمات الله الواحد الفرد العلي ... بكلمات الودود ... بكلمات الرحيم ,,, بنور وجه الحبيب النبي !!!

هناك نشوة خاصة تحل عليك !! لا تدري لماذا ... هناك حالة خاصة تحب السباحة في الفضاء !

في مسجد ............. في سجود القيام ............ في حضن صديقتي وهي تهمس أنا أحبك في الله ! أحبك للاشيء !

هناك روح ........ هناك شيء آخر ! 

عندما تجلس وحيدا تفكر في أمر أهمك ! .... عندما تجلس طوال ليال طويلة تقول يا الله هل أنت حقا حق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل أنت بسابع سماء تسمع آهات قلبي اللحظة ؟ 

ترى ماذا فعلت كي تقهرني هكذا ؟ ماذا فعلت بك كي ينكسر قلبي ! ..... حزينة أنا !
إنها تضيق ......... قل لي ماذا أفعل ؟ وأين أنت ؟ هل أنت هنا حقا ؟ أنا أعرف أنك هنا أتدري لماذا ؟

ليس لأجل الأشياء التي يقولون عنها ... ليس لأنك خلقتني ولأنه كل موجود لابد له من موجد ولأننا كبشر رفضنا فكرة الصدفة في جميع النظريات العلمية وقلنا إن التفكير بالصدفة فكرة بلهاء لا مجال لها ها لكل شيء سبب !

لا لأجل هذا .......... لكن لأني يوما كنت ضائعة حقا ..... لا سبب ينقذني ... حقا كم انقطعت الأسباب فوقفت وقلت يا الله ! 
فوجدتك هناك ........ وجدتك من حيث لا أدري ... تحمل الهم عني وتفرج الكرب تسخر لي من لا أطيق ومن لم أظن يوما أنه سيخدمني بأريحية شديدة رغم كل شيء !

لأني .... كنت حقا كغريق .... كنت مؤمنة بك ... قلت وقتها يارب في جوف قلبي ... كنت أنت !!!

لأني يوما رأيتك !! إن قلت لأحدهم أني رأيتك سوف يقول مجنونة أو كافرة !

أنا أعلم بحق أنك هنا ......... لكني لم أعد أدري ....... كيف أنت ....... انت كثير في عيونهم !!! أنت متناقض تماما في عقولهم !

وكلما ........ حاولت قراءة الله عقلا لم تتسع الدنيا أمامي كاتساعها باللامحدود واللانهاية عندما تسبح الروح ! 

ورأيت أن الروح لا تسبح بالطقوس ! ....... الروح تسبح بالصفاء ......... فكلما شابتها الشوائب صارت معتمة ! وكأنها في قعر بيت مظلم الأركان .

ورأيت أن كلاما لا يمر ..... لا يجاوز حد البصر ........ رغم ترتيبه ومنطقيته ...... لماذا أقرأ فيه شيئا من كذب ؟

هو نفسه الذي يجعلك تقرأ في احدهم شيئا من كذب !

كلام تلك الروح علمني ............. أن شيئا لن يستقيم لها من طينة الأرض والعقل طين ! أنا لا أقلل شأنه ... العقل هو مساعد للروح وخادم لكنه محدود كثيرا ..... فهي عندما تطوف وحدها ........ تخبر العقل بأشياء لم يكن ليدركها ويصدقها لولا ثقته بملازمة الروح له !

لا أعرف

ربما أخفقت هذه المرة في الحديث ع الروح ........... كلام وأفكار مبعثرة ......... مازلت أسبح معها ......... وأعود أياما لطين الأرض .... ليس شوقا ... لكنه غباء تقدير الأمور !
ما أردت قوله

اسبحوا في ملكوت الروح .......... اسبحوا معها وفقط ........ صدقوها في العميق !!! صدقوها فهي والله لن تخدع ولن تخدعكم

تلك التي أسموها فطرة وهي أكبر
وسموها ضميرا وهي أعمق 
تلك التي عجزوا عن وصفها ! 
وهي تسبح لا تبالي 

لا تكبحوها ......... دعوها تميل إلى جوهر الملكوت من أصل السما ! 
حتى وإن كان في باديء الأمر لا يعد منطقيا ولا يعد عقلانيا 

وبدأت تترسخ أكثر كلمات الإله ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) لأني .......... عشتها حقا ! 

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

كلام مختنق !

عندما يكون الكلام عن الوطن والحلم والأهداف والأمل كلها في نفس الشبكة

كلها خيوط تتصل ببعضها لتشكل الحياة !

عندما نفقد الأمل ...... ويجاهد فينا الحلم كي يبقى

عندما نخبو

عندما نتيه ونحن نبحث عن ذواتنا ... طفل يمسك دميته الصغيرة التي هي كل ما يملك ...

يتشبث بها أكثر لأنها كل ما دليه في زحام كبير بين مسوخ .... بين أشباء مخلوقات !!

يشعر بالرعب ليس منهم ولكن أن تضيع دميته !

عندما يرى أن العبودية كفيروس يحول الإنس إلى أشباه كائنات كأنها فضائية مسوخ كأنها هاربة مما قبل التاريخ

كائنات لزجة .... مشوهون ....... قميئون ......... إنهم مقززون بصورة مرعبة !

يتشبث الطفل أكثر كلما وحد إنسانا سويا أصابه الفيورس أمام عينيه فأخذ يتلوى في رقصة شاذة وهو يتحول إلى مسخ جديد !

تسيل من ألسنتهم وأنوفهم سوائل كريهة الرائحة ........ عراة إلا من ملمس مقرف لزج !

لديهم أسنان تشبه أسنان الوحوش ......... لكنها قذرة كأسنان الشياطين !

تفوح منهم رائحة ضحاياهم من البشر الآخرين !

من سقط أرضا تهافتوا عليه وأكلوه حيا أو ميتاً !

يخبيء الطفل وجهه في الدمية مرة ........ ويحميها بذراعية مرة أخرى !

الدمية هي آخر شيء يميزه أنه من البشر لا المسوخ !

يتحسس خطواته .......... لا يدري هل يتكلم ويصرخ ويبكي ويفيض بمشاعره الجريحة والغاضبة ؟

أم يكتم كل ما به حتى يعبر ويجنو ؟

ثم إذا عبر ...... تراه هل يكون للكلام والصراخ قيمة ؟

ثم إذا جاع وضاقت الدنيا هل يشاركهم جيفة أخيه ؟

هل يستسلم للعابهم وأصواتهم القميئة ويده جسده النحيل عرضة الفيروس فيتحول مثلهم ؟

هل يلتصق بأحدهم ليتحول مثلهم فقط لأنه فقط التعايش مع هذا المسخ ! وأفضل له أن يتشبه بهم ؟

حتى متى سيظل يعاني كل هذا القبح والسوء ؟

حتى متى سيظل يكتم أنفاسه بينهم كي لا يشتم رائحتهم ويصم أذنه حى يحافظ على مابقي من إنسانيته ؟

إنه يقاوم مقاومة الحلم في جسد أعياه اليأس وتآمر عليه الواقع والألم !

حتى دميته ! هويته الوحيدة .... يردون أن يطبعوا عليها شعار مدينتهم ! مدينة الموتى !

متى يعبر ؟

متى يصرخ دون أن يبالي إن كانو سيلتهمون لحمه حيا !

ترى إن فعل سينتبه أحد الإنسانيون الذين لم يتحولوا ويفيقوا من تأثير نتانة الرائحة وصفير الصوت عليهم ؟

ترى هي سينظرون إليه ويدركون أنه مات لأجل إفاقتهم ؟

أم سيبادرون كالبقية التهام أجزائه الغضة ؟

يصرخ الصغير ........... لكن في أذن الدمية

يبكي بقهر ......... تحت قدميها

يشعر بالبرد فيحضنها

يلملم نفسه

ويبكي قهرا وكمدا

ورغم الألم ................. يشعر أن النجاة من مدينة الموتى وحيدا هي أعظم خيانة للأحياء !

السبت، 21 سبتمبر 2013

وتـــبقـى الــروح !

منذ فترة ، بدأت صور كثيرة تنكسر أضواء تنطفيء نجوم تطمس ، أشخاص يموتون أحياء !

بدأت شخصيات كثيرة تسقط عنها أقنعة متنوعة

قناع الحرية
قناع الثورة
قناع الأخلاق
قناع العفة
قناع العقل
قناع الرجولة
قناع الدين
قناع الأخلاق
قناع وقناع وقناع حتى صاروا مسوخا كلهم ، أسبه ما يكونوا بالأموات ( الزومبي ) يسيرون على الأرض بلا روح ، ويتكلمون بلا كلمات ، حروف ورموز تفتقد الذوق لأنها تفتقد الصدق .

منذ فترة بدأت تكسير تماثيلهم التي بينتها تخليدا لأدوارهم في معبد القيم وهيكل الاحترام والقدوة ، حتى تحول المعبد إلى ساحة أشبه بخرابة في منطقة عشوائية .

وتسقط الوجوه والأشخاص وتعلو القيم ... للقيم رجال .

لكن العجيب في الأمر .. أن هذا ليس من فراغ ... إنها عيون الروح التي تطل ، فتختار وتنتشل وتبقي وتطيح .

لتجبرك على تقبل شيئا لم يكن في الحسبان أصلا .

والنفور من أحب الأشخاص لقلبك !!

وتبقى الروح ............... تناضل وحدها في جنبات أجسادنا ، لتبقى كما هي طاهرة بريئة ، نخادعها ونقتلها كل يوم ألف مرة رغم أنها أصدق ما فينا .

وتبقى الروح ...... هي الطبيب وهي العشق ، وهي البصر لمن أراد استبصار الأمور حقا ، وتبقى هي المعلم والأستاذ والتلميذ .

لها طرب كما تطرب الآذان ولها فرح كما تفرح القلوب ، لكنها ليس كالقلوب مجنونة متقلبة ، وليس كالعقول يابسة قاسية متحجرة ، وليست كالجسد يثقله كثرة الغذاء ويخمده طول السهر !

وتبقى الروح ... علاماتنا المميزة مطبوعة بها ، ينعتنا الناس بخفيف الروح ، وثقيل الروح !

كل شيء ينبض بروحه حتى بعد الموت وبعد وقوف النبض ، هناك وجوه تطل منها أرواحها حية نضرة .

وتبقى أصنام الأجساد عابثة في البرية ، تائهة في الملك لا تدرك عالم المكوت وحدها تتعصب لطموحها الأرضي وتغتر بمعرفة العقل الصميم ، ولا تدرك أنها سجن لذات البصر وذات الأجنحة وذات السفر !

وتبقى الروح .... إما أبية تنطلق وتظل تحارب حتى ترفع معها العقل وتتسامى بالجسد والقلب تباعا .

أو كسيرة ..... مالت إلى الأرض أو انطوت على نفسها وخارت قواها مع هذا الصنم الذي يحبسها أسيرة !

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

تبقى قصص صغيرة ..

من وحي أغنية ( شو بيبقى .. )

عندما تفقد أشياء كثيرة مثل التواصل مع باقي أصناف البشر حولك

وتصبح الأشياء قصص صغيرة ، والكارثة أن يصبح الأشخاص شخوص وقصص صغيرة جداا ، وأن تنثر أوراق حكاياهم في مهب الريح تحمل روائهم دمائهم الزكية .

وكأن العمر كان مجرد سطور يكتبها البعض عنهم ، أو كان ورقة ميلاد ومستخرج وفاة .

جاء الوقت الذي صار فيه الإنسان الذي سخر له الخالق كل الكون طوعا  مجرد حكايا منسية ، لا قيمة له ولا ثمن .

مجرد قصاصات ورق تنثر فوق قبره ، تأخذها الريح فتذهب وكأنه لم يكن !

وكأنه لم تظله سماء ولم تسمع دبته الأرض !

وكأنه ليس نورا في القلوب تنبض بحبه

وكأنه ليس روحا تهب أنفاسا للحياة وتأخذ منها

وكأنه ليس أكثر من قصاصات ورق مبعثرة

ليس روحا

ليس عمرا

ليس تاريخا

ليس علما

ليس متفاعلا على أقل تقدير مع الكون

تفتقده الحيوانات ، وتشتاقه الأزهار ، وتحمل بقاياه داخلها شخصيات وأرواح وأفئدة أخر !!!

هانوا على الأشخاص فصاروا شخوصا .

ورخصت شخصوهم فصاروا حروفا في قصاصات ورق صغيرة

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

ولسوف يبتسم الزهر ... :-)

يمر الربيع في بلادنا سريعا ... لحظات صفائه أقل كثيرا من لحظات الأعاصير ... فما عدنا ندري في تلك البلاد هل نفرح بوجوده وتفتح الأزهار ؟ أم نختفي من الحقول والبساتين لشدة العواصف الترابية التي تمر بنا !!

ويمر الربيع سريعا لتلهبنا شمس الصيف المشرقة ... التي وكأنها للتو خرجت تتنشق الحياة من بيات شتوي عميق لا يليق بجلالتها ولا بتاجها الذهبي ! تتثائب وتمد أذرع أشعتها بطول الأرض وما حولها غير مويلة تلك الكائنات التي تحترق أية اهتمام فهي الملكة !

لا شيء يقدر على ترويضها مثل الخريف ..... الذي دوما ما يغازلها ولكن لدخول العش مرة أخرة ..... للتلحف بفراء السحاب والتمنع ثانية عن الظهور إذا ما حل الشتاء وبدأ أفعاله القاسية من أعاصير وبرد وصراخ برعد وبكاء بمطر

الشتاء فصل مجنون حقا ! لا يغازل الشمس حبا ... ولكنه يخدعها كل يوم .... يحبسها ليالي وأيام ... فتشتاق المسكينة لرؤية البشر .. تشتاق لتطل على هؤلاء الرعية من أزهار ونحل وطيور تملأ السماء فرحا بها وزقزقة ! فيفرج عن نورها ساعة ... ثم يحجبها ثانية بجبال من السحاب والغيم !

الخريف يحب الشمس ... لكنه يكره قسوتها ... يكره قسوة أشعتها على المخلوقات المسكينة .... يحب حنانها وجمالها حين تشرق ساعة الصباح فيصاحبها هو بنسمات رقيقة وناعمة ... نسمات باردة تخفف قسوة الإشراق ! الخريف يروضها ويضحكها ويبتسم ... لكن تبسمه هذا وحنانه مع الشمس يسقط الأزهار سريعا ... يجعل الشجر يتكشف لعراء الشتاء القادم !

وكل أعمارنا .......... بها خريف .......... وبها شتاء تابع ............ يجعلنا نظن لطول المدة أن الشمس لن تأتي ... وإن روضها الخريف قليلا فإن الشجر لن يزهر ثانية ... وإن أزهر فلماذا عساه يبتسم ؟

كلنا ........... نحب تبسم الزهر في باكورة الربيع ......... لكننا لا نحتمل أعاصيره ... ولا نبذل القوة والجلد إلا بكثرة الشوق إلى أنوار الشمس وشروقها !

إن طالت ظلمة أيام الشتاء من الغيوم ......... إن رعدت تلك الليالي طويلا حتى أرهقتنا ........ إن ظلت الشمس حبيسة الغيم والظلام ........ إن أصبح الدمع مطرا يغرق أرضنا .... فلا شك ...... سيأتي قريبا جدا هذا الربيع !

سيأتي .......... وتعود الزهرات إلى أحضان الشجر ......... ويكتسي العالم بالأخضر ........ ولسوف يبتسم الزهر ...... ولسوف تشرق الشمس متثائبة بعد سبات طويل ........ تفتح ذراعيها للحياة كامرأة مدللة رخيم .... حتى وإن مر الربيع سعيدا

فإنه سيأتي .......... ولسوف يبتسم الزهر :)

الأحد، 8 سبتمبر 2013

أخي :)

أخي .....
أتذكر ...... تلك الأشياء التي لا تعد ... ولا توصف !

لهونا وضحكنا ... عندما نقف فجأة وننظر للشمس ... حينما نطارد حشرة غريبة ونحن لا نعرف توصيفها ... حينما تقف أنت فجأة وتتحدث كخبير مبجل .. تدور حول الحفرة ... تقول ربما حقا تخرج منا ثعابين .... لا أعلم لماذا يحرقون البلاستك !

أتذكر ... في الفناء الخلفي لبيت جدي ... حينما كنا نلعب طبيب وممرضة أو بالأحرى صيدلي ومساعد ... حينما كنا نقضي نصف النهار في جمع الزجاجات الفارغة ... جمع أشرطة الدواء من الارجاء ... جمع الحقن ... ثم نبدأ في صفهم .. نملأ القارورات الصغيرة بالتراب حينا وبالرمل حينا ... نصفها مرة .... وجميعها مرة .....نجمع بعض الحصا ! لدينا مرضى كثر ! نصف لهم الدواء ... نفرغ الزجاجات قليلا ... لقد أعطيناهم كثيرا من الأدوية اليوم !
أمسك شيئا فأسألك يا طبيب هل هذا يصلح للمغامرة القادمة ؟ فتقول لأ .. لا تصلح دعيها اكتفينا اليوم ... حين أتعثر بشيء .. فأجد زجاجة مكسورة جرحت قدمي لا أستطيع السير .. أقفز بقدم واحدة ... انت تحملني ببساطة .. نتقافز سويا حتى نصل إلى باب البيت .... ونحن مليئون بالتراب والعرق واللهو .. والدم .. وحزن في عينيك :)


أتذكر ......... حينما وقعت يوما في الحب ؟ حينما أخبرتك ؟ ... حينما تركت كل شيء وضحكت عاليا .... حمرة الخجل التي تكسو وجهك لا تقاوم !!! حينها أخجلتني كثيرا ... لم أدري أتذمر أم أخجل أم أختفي أكثر من مطاردات عينيك الضاحكة ! حينما تضع يدك على كتفي .... كم أنت جميلة !

أتذكر ؟ .... حينما كنت تمر علي بعد دروسي في الجامعة ؟ .... حينما كنت أقول لك كالطفلة أريد السير ! وكنا نسير طويلا طويلا .... حين مررت بجانب أحد العمالقة :) نعم كان عملاقا !!!! ثم ابتعدت انت سريعا ووقفت من بعيد غارق في الضحك وتقول انظري لنفسك مقارنة به !!!! اللعنة ! أنت تقارنني بأحد الهاربين من أدغال إفريقيا ! :):) أتذكر يوما .... سرنا طويلا .. قلت لي .. : سارة .. على الله تيجي في النص وتقولي رجلي وجعتني ... أنا .. لا مش هقول مش هقول والله ...

أتذكر ... حينما خرجنا من الجامعة ذات يوم ... وقلت لك .. أنا جاااااااائعة ... قدر السماء .... جاااااااائعة جدا ... قلت لنأكل إذا وصلنا رمسيس ! .. ماذا تأكلين .. طعمية :D

أتذكر بعد كل غداء حينما تتلصص إلى المطبخ فتجدني في الفرن ! أدس رأسي وآكل أشياء عجيبة وقد تكون غير مترابطة ؟ :D
أتذكر نظرتي وشعور المتهم المتلبس !! فمي مكتظ بلا مبالغة بالطعام !! صمتنا لحظات ثم انفجرنا ضاحكين :D
أتذكر ؟؟؟
حين ركبنا (الميكروباص ) من أمام جامعتي يوما .... وجلسنا في آخر مقعد ... وجلسنا نتحدث ونضحك ... أخذنا الحديث جدا .... أخذنا المرح .... وفجأة .. السائق ( فيه اتنين مدفعوش الأجرة ) لحظتها تذكرنا فيلم أحمد السقا وأحمد عيد أفريكانو .. أخذنا نضحك أكثر .... التفتت سيدة عجوز بجانبي إلينا ... بغمزة ذات معنى .... ( أصلهم بيضحكو مش فاضيين :D ) وأنت بسخرية وضحك وغيظ وكل شيء في وقت واحد اخوات يا حاجة اخوات والله :) اشتقت أيامنا يا أخي :)

دائما ما كانت عينيك الخضراوين تفضح أمرنا ... تجعلنا في حاجة أن نقول دائما أننا إخوات والله إخوات والمصحف :)

دائما ... كانت نظرة الحنان من عينيك كأب حريص على فتاته الوحيدة تسحر الناس ... لست أخاها ! لست جافا معها ... أنت تمسك يدها بحرص شديد .. أنت تطوق كتفها بذراعك وأنت تعبر الطريق .... أنت تخشى عليها من نظرات الناس حتى ... أنت تجعلها تضحك وترقص كالفراشة ... أنت تجمع الزهور لها وتقول حلقي ... وتقف تنظر وتدور حولها .... أنت الوحيد في هذا العالم الذي يشاركها الجنون

أنت الوحيد الذي أصرخ فيقول أكملي الصراخ .. أنت الوحيد الذي يضحك على أثر صخب ضحكتي العالية ... الذي إذا ما قلت سأقفز وأرقص وأطير وأدور وأعاند الفراشات يقول في أي يوم تريدين ... أنت إن كنت هنا ... كنت ستجري خلفي كما كنا ... كنت ستأتي حيث البستان ... كنت ستحلق وتسوق الفراشات ناحيتي
أنت تسمع صوتي في الكتابة ... ترى انفعالات وجهي عبر الأثير .... أنت الذي لا تخدعه ضحكة مصطنعة مهما كانت عالية ورنانة ... أنت الذي لا يحتمل فكرة دمعتي !
عندما كنت أتزين بالكحل .... بأحمر الشفاة ... أنت وحدك تقول ... أنت أجمل بهما أو بدون ... أنا لا أرى المكياج في وجهك أراك .. أرى الطفلة التي حملتها يوما
أنت مازلت تعرف خبايا تلك النفس ... جريحة أو سعيدة ... أنت أكثر خلق الله أخشى الحديث إليهم لحظة ضعفي ... وأنا أحاول التستر ... تكشفني ... حتى لو لم ترى سوى كلمات بحبر إليكتروني !

أنت وحدك تحفظ تفاصيلي ... عندما أقص شعري !! لم يعجبك كثيرا .. قلت أنت جميلة على أية حال ... عندما أدعه يطول تصرخ حذاري أن تقصيه قبل أن أراه :) حذاري أن تفعل كذا ... لونك شاحب ... فقدتي وزنا ... لون شعري الذي لست متيقنة منه تماما ! ... شكل أصابعي :) للعجب لازلت تذكر أصابع قدمي !! كيف أنت ؟ كأب يعرف تفاصيل طفلة تربت على يديه :) أبي لا يلحظ كل هذه الأشياء عني !

لا امرأة في العالم ستحظى بهذا الحب ... ولا طفلة .... سأظل أنا وحدي وفقط على هذا العرش :) أعلم هذا بيقين ثابت كيقني بمكان عينيّ
لا امرأة ستراك مجنونا ولا شعثا ولا حزينا ولا مهموما ولا فرحا ولا أخرقا مثلي !
لا أحد سيتحمل مني الصراخ في وجهه مثلك !
الصورة التي تمسك فيها الفتاة وجه الفتى ! هي أنا تمام عندما تحين دورة جنوني في الحياة فأنطلق كمهر بلا قيود ! تلهث وتتعب وتقول يا لها من مجنونة ... لكن الحب يغلب :)

من الذي لا يعرف الأخ الأكبر :) لم يعرف أخوة ولا حبا في الحياة :)

أسرفت في تدليلي :) 

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

وتبقى الدمى !

وتبقى الدمى
تتحدث عنا كما لو كانت بيننا

تحكي بقوة ما نخجل عن الحديث عنه او التلويح به !
تروي تاريخنا وتراثنا بأريحية شديدة !
تتكلم عن أمراض مجتمعنا ونحن نضحك ساخرين من الدمى !


الدمى مرآة لنا !

عندما أصابنا العور .... صارت الدمى عوراء ! تعجبنا .. لكنا اعتدنا الأمر ...
عندما صارت الدمى دموية ... انزعجنا ... لكننا تعودنا الأمر

حتى صارت دماء الدمى أقوى تأثيرا في القلوب من دماء البشر !

الدمى تتحدث ليللا ... تحكي لسامعيها عن مآسينا .... تبوح ليلا بأسرارنا للرفوف المغبرة .... تحكي مآسينا ... وتتعجب لأمراضنا
لكنها بلا شك ... تحمد الله ألف مرة أنها ليست آدمية بالمرة ! أنها ليست مصابة بكل تلك الأمراض والانفصامات الشخصية !
أنها غير مضطرة أبدا ولا تكون في هذا الموضع إلا في حال استخدام البشر لها في قتل أخيها !!

ماذا دهانا ؟ لا أدري ... نجسد في الدمى تلك الأحلام الوردية والقيم السامية التي عجزنا عن تمثيلها في الحياة !
نجعل لهم أسماء مثلنا وأصواتا منا ونقول على لسانهم ما عجزنا عن قوله لأحبائنا فكسرناهم
ولأبنائنا فأضعناهم ...
ولشعوبنا ففي الوهم أغرقناهم
ولأعدائنا فأحنينا لهم الرؤوس ورفعناهم !

تلك الدمى ... تمثلنا ... تلك الدمى تلعننا ... تلعن الكلمات كل يوم .. تلعن تشبيهنا لهم بنا .. هم ليسوا نحن ... هم فقط صامتون .. هم يسعدوننا ولا يقتلون .. نحن القتلة ... نحن المرضى .. نحن المصابون بالانفصام والعته والعجز ... نحن نسلب أنفسنا الحيلة لنتمثل بأدورا الدمى ... والدمى علينا حانقة .. تود لو لها ربع إرادتنا أو نصف عزمنا ! 

الأحد، 25 أغسطس 2013

إلى المجهول .. !

حيث الطيف يشاغلني ... حيث رائحتك التي لم أعد أعرف هل أعرفها ؟

حيث أشتاق ولا أبالي !!

حيث أعشق كون العشق بستان أنت أجمل أزهاره

حيث يقودني الجنون كل ليلة كل مساء .......... حيث أعاتب نفسي عندما أنساك وعندما أذكرك على حد سواء

حيث أكرهك بشدة ......... كراهية تجعلني أشتاق أن ألقي كل همومي بين ذراعيك كطفلة !

حيث مازلت أستاء من خدوش في صفحتك !

حيث مازلت أراك كما أنت ............. طفلا يحمل الزهرات .

حيث جعلتني أحتار أكثر وأكثر وأكثر

حيث يعود الزمن ألف مرة ............... ولا أجد إلا اختيارك !

حيث لا مقارنة ............... حيث الأعماق تحنو إلى إنسان واحد فقط !

حيث ننتمي إلى وطن واحد فقط ............ مهما تنقلنا بين الأوطان !

حيث أشعر بهذا .......... حيث لا أثق في هذا ........... حيث أحب هذا الإحساس .......... وأكره نفسي لأجله

حيث أنك ............. لا أنت هنا .......... ولا أنت العدم !

ما عاد يزعجني الفراق ........ ما عادت تزعجني الخدوش ........ ما عاد يزعجني الألم

المهم أنك يا مجهولي ............. لازلت أنت بكل أشياء المبعثرة :)

لازلت تشبه الأحلام :)

الجمعة، 23 أغسطس 2013

العنصرية ....... العنف ........ العفونة



سأبدأ بالعنصرية والعنف الطائفي ( المذهبي ) أولا ...

العنصرية والعنف الطائفي ليس أصلا في السلوك المصري .... ضمن مشاهداتي البحتة كلامي ليس علميا ولا بناء على إحصائيات ولكن بناء على المجتمع الذي نشأت فيه بأطيافه .

نشأت في أسرة مصرية عادية ... لدي جيران من المسيحيين ( النصارى ) وكلمة النصارى معناها الذين نصروا السيد المسيح عندما تخاذل عنه الآخرون فهي ليست سبة ولا شتمة .... كان أبي يتركني معهم ... لم تقل لي أمي يوما لا تأكلي عندهم ... ولا من أكلهم أبدا !!! لم تحتقر فاكهة معينة فتقدمها لهم ! وتقول متمتمة ( التفاحة الوحشة دي للولية المسيحية جارتنا ) على الإطلاق لم يحدث .... التعليق الوحيد على الأكل كان في رمضان وأنا صغيرة ( إوعي يا سارة حد يضحك عليكي ويقولك على حاجة مش بتفطر كل الأكل بيفطر خلي بالك ) هذا النوع من التنبيه كان عام على كل الناس ولن أنس يوما مشاغبات عم فانوس ( سارة اليوستفندي مبيفطرش :D )
 يا سلاام ؟ لأ طبعا كله بيفطر ماما قالتلي كده .... فين كوكو ؟ ( وأدخل كالعادة ألعب مع بغبغائي العزيز ... هو بتاعهم بس صاحبي ...

بدأت أشهد العنف والعنصرية الطائفية بشكل محتلف ينقله بشكل برييء الأطفال عندما نجلس سويا ونتناقل الكلمات البسيطة التي كان يعتبرها البعض عجيبة لأنهم لم يتعاملوا أبدا مع أم نجوى ولا عم فانوس !

تعلمت يوما فيوما أن لي ديني ولهم دينهم وهذه كانت أشهر كلمات أمي عن الأمر ... لم أشعر يوما بهذا العنف سوى من أناس عنيفين أصلا ضد شركاء الدين

العنصرية ...... إن وجدت ضد المسيحيين بشكل واحد فهي مورست قبلك تجاه مسلم وملحد ويهودي بشكل أكبر منك مليون مرة ! اهمد

اليوم ... وبعد 24 عاما ... وجدت أن العنف الطائفي ليس مقتصرا على النصارى وفقط ... وإنما امتدت من المتشددين من كل دين تجاه الآخرين
اسمحولي ... قرأت كلاما طائفيا على مواقع مسيحية يشكك في القرآن بلا دليل .. بل يقص من كلمات المفسرين ويلصقها ويدعي زورا على ديني ! #متشدد ... متعصب ... عنصري
قرأت كلاما على موقع إلحادي ضد ديني وضد المسيحية وطلبت من المشرفين الكلام بصورة جدية في الأمر بدلا من السباب ومناقشة أصحاب العقائد !! لم أجد لا أنا ولا المسيحي رد منهم !!!
سمعت مناقشات من زملاء مسلمين ضد عقائد أخرى بصورة فجة ومستفزة وبلا فائدة وعندما عارضتهم ظنوا أني أميل للإلحاد !!!

العنصرية يا سادة هي عنف ... يخرج بصورة سلمية أحيانا ... كلمات صاخبة وجارحة وكذابة .... تجنب إنسان .. النظر إليه بصورة شاذة .... التحدث معه بأسلوب قميء العنصرية هي تعميم الفكر السلبي عن متطرف لتشمل كل جماعته ... تعميم العنف ضد مسيحي عنيف لتشمل كل المسيحيين تعميم العنف ضد مسلم متطرف لتشمل كل المسلمين ... وتعميم المظهر المصاحب للجماعة

يبدأ الأمر .... بالشعور الداخلي بالأفضلية والتميز ... التميز السلبي الذي يجعل كل من دونه يفقد جميع الحقوق !

العنف .....

هو ممارسة العنصرية علنا .... يخرج الأمر عن نطاق التفكير .... يبدأ الأمر بالشعور القهري ... أو الشعور بالأفضلية ومن دوني عبيد ... يبدأ العنف يرتكز على التمييز السلبي على العنصرية ... كبداية وأساس له ... العنف وليد التفكير العنصري الطبقي أنا أفضل ! أنا أقدر .. أنا أقوى .. أنا أغنى .. أنا أشرف ... ثم .. أنا أقهر ! وتبدأ ممارسات القهر .. عنف

بدأت موجة من العنف تنتسب للإخوان المسلمين ... أنا لست بصدد الحقائق حتى توافق أو تدافع
أنا بصدد ردود أفعال الناس على هذه الحملة !! لم يكن التصدي للعنف بسلمية .. ولكن التصدي للعنف بموجة أكثر عنفا !! أتدرون لماذا ؟ لأن العنف بداخلهم تولد من ضياع الحق .. إنها العدالة المفقودة .. إنها العنصرية التي جعلت فلان ابن فلان ياخد حقه تالت ومتلت وجعلت فلان الفلاني يدور كعب داير في المحاكم بحثا عن حقه فلا يجده

الناس أصبحوا يريدون أي طرف ضعيف يمارسون عليه تفريغ حالة القهر السياسي والمجتمعي والطائفي ( الطائفي الديني والسياسي معا )

العفونة ....... وهي حالة متأخرة

وصل إليها الشعب المصري .......... (عامته وليس الكل )
والعفونة هي الحالة الفكرية المتعفنة المليئة بأفكار شاذة من عنصرية وطائفية وعنف ، هي تلك المرحلة التي يستبيح فيها الإنسان قتل أخيه بدم بارد
هي تلك المرحلة التي يصير صاحبها مغيبا تماما غن الوعي ، لا يرى الحقائق مهما أثبتها له ولا يدافع عن الحق مادام هذا الحق لا يوافق هواه ،
هي حالة من التعفن الفكري التي يكون على رأسها حالة تعميمية للفكر القذر يتبعها تعميم السلوك العنيف بشكل فج

فيبدأ في الحكم على المحجة أنها إخوانية ، ويبدأ الحكم على الملتحي أنه إرهابي ، وعلى غير المحجبة على انها كافرة وأن جميعهم يستحق القتل لمجرد أنهم مختلفون عنه !!!

هنا في هذه المرحلة لا داعي للنقاش حيث لا فائدة ولا يجدي نفعا ، حيث إلغاء جميع البديهيات الإنسانية في التعامل مع الأمر ، حيث لا حقوق ولا واجبات ، حيث التعصب سمة واضحة ، حيث لا تثنيه شهادة الحق ولا كلمة الحق ولا العدالة عن موقفه ، حيث تصبح العدالة والمظلمة كلماد مجردة من معانيها لديه ولا قيمة لها

حيث يقف أحدهم عندما أقول له هذه عربية سيدات فقط فيرد ساخطا (كإني أنا اللي حرقتله الكنيسة ) هو عشان انتي لابسة حجاب بقى هتتكلمي ولا إيه ؟ في موقف المدافع عن نفسه بشكل طائفي رغم أن كلامي لم يعتمد على ديانته بالأصل لكن هو يراني كذلك ! مسلمة إرهابية  #حدث_بالفعل في مصر معي شخصيا !

حيث إحدى المدافعات المحترمات عن حقوق الأقباط في مصر تصرخ وتشكو لليوم الذي نسيت رقمه من كثرة ما قرأت كلماتها من حرق الكنائس وكل يوم لا ترسل سوى إحصائيات القتل والحرق وتقول أن هذا عنف طائفي
وعندما حاولت إيضاح الصورة لها أن سلوك العنف في مصر لم يعد طائفي على أساس اختلاف ديني ولكنه أصبح أعمق وأخطر من ذلك لم يعجبها كلامي رأت أن كلامي مستفز ... وعندما برهنت لها أن هناك حرق لممتلكات الإخوان وأن هذه الموجة من العنف لم نشهدها من قبل وسيصبح أقرب شيء لمعارضة الآخر هو العنف ضده ، سواء كانت المعارضة سياسية أخلاقية دينية أن الدائرة العنيفة تتستع لتشمل الجميع .. أن العنف بدأ يأخذ منحى أكثر خطورة ... اتهمتني أني ادافع عن الإخوان !!!!!!!! يا للعار أيتها المناضلة المتسترة بالحقوق وأنتي لا تعرفين سوى حقوقك وفقط !
وأكملت أني ضد حرق الكنائس وأني كتبت فور سماعي الخبر أن حرق الكنيسة والجامع والدير والصومعة حرام !
قلت لها القضية ليست كذلك .... القضية أن أخاك لو كان ملتحيا ولا يعلق صليبا ولم يدق صليبا على يده سوف يتعرض للعنف الشديد لمجرد كونه ملتحي ! بالنهاية ! السيدة المحترمة لم تأخذ من كلامي إلا الحديث عن حرق ممتلكات الإخوان ! والحديث عن أن دائرة العنف تتسع ولم تعد قضية الأقباط وحدهم !

قلت لها وسأقولها بالحرف ثانية ..... تولع الكنيسة ويولع الجامع في سبيل حياة بني ادم ! يارب نفهم يارب نفهم يارب نفهم !

كان لي أن أقبل بهذا التعصب من أي إنسان مسيحي عادي باع عقله للتليفزيون .. نسي صداقاته مع المسلمين .. نسي تاريخه في هذا البلد ... نسي حادثة القديسين وماسبيرو التي كانت إنتاج وأخراج الدولة ! لكن من سيدة تعتبر نفسها حقوقية وتدافع عن الحقوق جميعا ! عفوا أيتها المتعصبة ! ليست هذه هي القيمة التي تدعينها ! سقطتي ..

العفونة أصبحت تتوغل بشكل قذر في عقول الجميع

كلنا بلا استثناء لدينا رواسب عنصرية .. وعنف .. وعفونة

ولكن القضية إلى أي مدى تؤثر هذه الأشياء !
التقيت بعض المتعصبين النصارى
والتقيت بعض المتشددين المسلمين
وبعض العصبيين الملحدين
ولكني مازلت أجاهد نفسي حتى الرمق الأخير أني لن أمد يدي لأساعد أحدا وأنا أنظر ليده هل بها صليب فأقبض يدي أم لا فأستمر في مساعدته
ولن أبتسم لطفل فأجد أمه متقبه وأباه ملتحيا فأقضب جبهتي
ولن أقد مساعدة لإنسان فأجده ملحدا فأندم أني ساعدته !

أختلف عقائديا عنهم .... لكن عقيدتي تأمرني باحترام الإنسان أولا !

إن كنت لا تدرك هذا اذهب وراجع إنسانيتك ... ثم بعدها تكون مؤهلا لاعتناق دينا !  

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

هاخد المخدة وانام !

هاخد المخدة فحضني
وهنام ومحلمشي
وأتمنى قبل ما أنام
روحي مترجعشي
فرق الحياة مالموت
كلمة وصرخة حق
قالها شهيد محروق
قالها السجين ونطق
قام اتخنق بالغدر

هاخد المخدة وأنام
من غير ضجيج أحلام
أصل الحلوم في يومين
ملت أسامي الناس
تعبت من المشاوير
عند الشهيد بتمام
وأهو طول الليل رايحة
تجري بقلب حزين
تنبش قبور الظلم
يمكن تلاقي مكان
تزرع ورود عالقبر
تزرع كمان يسامين
يقتلها قال سجان
كان ماشي عالصبحية
يحمي بليله كمين
شاف الورود طلة
قال زرعة الشياطين !

هاخد المخدة وألالي
بين النجوم مووايل
تحكي قصص لصغار
بين الكفن نايمين
وردة سبعتاشر
ياسمينة العشرين
شاب في حمار خده
شامة وزغب شريد
طالل على دقنه
وسماره لون النيل

هاخد المخدة وأغني
خد الطلقة واسكت
خد الطلقة ونام
وأحلم بسجن فسيح
ضيق كأنه القبر
فيه الأمين بيصيح
قوموا يلمكو جبر
فيه نقطة المية
تروي جنون الروح
نامت في حضن الليل
جالها أوان تسهر
فيه كلمة الجلاد
قرآن بليغ وفصيح
فيه زعقة الظباط
رعد في صبيحة صيف
قاتل ضياها القيد
في ايدين صبي مليح

هاخد المخدة وأنام
هاخدها وأغمض غصب
وأقول عشر مرات
قتلوا بلادي غصب
وأقول كمان عشرة
أخدوا جناحي غصب
وأقول لعشرة أخيرة
بعد الصحاب ماتموت
العيش بيصبح غصب

#قهر #مصر #وجع  هلوسة موجوعة

السبت، 17 أغسطس 2013

عندما نكتب الصمت في أحرف !

لاحظت نفسي كثيرا 

لاحظت أني عندما أكتب طويلا تكون أفكاري مبعثرة ... أكون في عجلة من أمري أريد أن اخرج أشياء كثيرة متزاحمة في رأسي .
تكون الكتابة وقتها مملة وطويلة ومشتتة .

لاحظت أني أتحدث كثيرا كثيرا كثير في أوقات .......... وتأتي أوقات أخرى أصمت طويلا فأكتب .. أو أدخل على شبكات التواصل أتحدث في أي شيء بعيد عن المشكلة .... لاحظت أني عندما أعجز عن الحكاية ... أكتب بألم ووجع .... أكتب كلاما منمقا جميلا ومؤلما وأقرأه بعد عدة أيام ولا أدري كيف كان في خاطري كل هذا الكلام ؟ كيف نظمته هكذا ؟ كيف أحسنته وكأني أقصد تماما !!!

غالبا أجمل كتاباتي هي كلماتي الخاصة جدا التي لم يقرأها أحد ........... كلماتي لحبيبي مثلا التي لم يقرأها هو نفسه ! 

لاحظت أني عندما أعجز عن الكتابة ..... أبكي ....... أبكي بحرقة ........ أبكي بقهر .

في أيام متتابعة كنت أتكلم وأكتب وأبكي ، كنت أحيانا أشعر أن الكتابة عبئا فكنت أبكي وأصرخ بداخلي صراخ مبحوح !

أخجل أحيانا أن أبكي ... أحيانا أشعر أني أبكي كطفلة .... حيث لا ينبغي لامرأة في عمري أن تتصرف كالأطفال ... أبكي وأقول كلمات طفولية ... غضب طفولي .... حزن طفولي .... بكاء وضجيج وألم وقهر ونحيب بلا حل ... فأنا أشعر أن المشكلة اقتحمت هي عالمي لم أتسبب فيها أنا لماذا علي حلها ! 
وبعد موجة البكاء أبدأ في التفكير في حل !

لاحظت أن الكثيرين مثلي ... بالنسبة لكوني واحد فهم كثيرون ... بالنسبة لعوالكم أنا لا أعرف نسبتهم ! 

لاحظت أننا نكتب صمتنا في الأحرف المبعثرة ... لاحظت أن الألم غالبا ما يربط الكلمات .... فعند الفرح لا نحتاج للصمت لا نحتاج سوى للضحك والصراح فرحا والضجيج .... وكأننا نوقظ الكون على صوت أحلامنا وأفراحنا .

في الأيام القليلة الماضية ... كانت هناك نوعية خاصة من حروف الصمت تنسج في كلام جارح وموجع

حروف كل من ودع حبيبا أو قريبا أو صديقا او معلما !

قرأت حروفهم المبعثرة

وقرأت كلماتهم المنمقة لشدة الألم 

أوجعني صمتهم

أوجعني أكثر ما تخيلته مازال مكتوما في الأعماق 

فنحن لا نطلع العالم على جبال الحزن بداخلنا ولكن على قممها فقط .......... وتبقى في القلب الرواسخ مؤلمة موحشة حزينة .

الخميس، 15 أغسطس 2013

عن سلام الأفعى ...

اليوم .... أقصد لربما الغد أو بعد الغد ، لربما بعد عدة قرون أو سنوات من الآن ,,,, سوف يدرك البعض أن قلة قليلة كانت صادقة في حب هذا الوطن ، هذه القلة تختنق كل يوم تموت كل يوم بالصدمة والأمراض العصبية والنفسية .... وفي سجون وبرصاص العسكر وبلا شك !
سيدركون بعد فوات الأوان أنهم أرادوا لأنفسهم أن يعيشوا كالبشر لا كالعبيد ... أرادوا لأوطانهم سلاما حقيقيا ينبع من الأرض ، يشرق مع الشمس ، سلاما ينمو بضحكات البشر لا فوق دمائهم !
العالم اليوم أصبح أكثر وحشية إطلاقا ، العالم أصبح يتغذى على دماء الشعوب وصرخات الأيتام والثكالى ، العالم اليوم أصبح يضع مفهوما جديدا للسلام ، مفهوما يرسخ في الأذهان فقط مع بقايا الدم ورائحة الأشلاء المحترقة ، مفهوما جديدا يرتدي ثوبا حريريا لامعا مثل جلد الأفعى ، هذا بالضبط هو سلام العالم !
هذا هو السلام الذي تمارسه إسرائيل منذ سنوات مع الشعب الفلسطيني الأعزل هذا هو السلام الذي كان يقتل الأطفال في بحر البقر ويقصف البيوت في السويس وبورسعيد والعباسية هذا هو السلام الذي قتل الشيوخ في حيفا ويافا وعكا والخليل وبيت حانون ونابلس وجينين ، هذا هو السلام الذي انتشى من رائحة دماء من ادعوا أنهم إرهابيون في صبرا وشتيلا ، هذا بالضبط نفس السلام الذي شعر بالزهو في مذابح جنوب لبنان على صرخات اختناق الأطفال تحت أنقاض البيوت ، هو نفس السلام الذي ترعرع مع عويل نساء المقطم على أطفالهم وأبنائهم ، هو السلام الذي ازدهر وأينع عن دخان أشلاء العزل في غزة ، نفس السلام الذي مسح على وجه أحد البلطجية وجعله رمزا وطنيا ، وبصق على وجه عملاق الجاسوسية المصرية الذي أنقذ البلاد بأعماله البطولية قبيل حرب 73 وتركه يموت في حجرة ضيقة عفنة كالفئران تحت الأرض ، هو السلام الذي يمسك الطبلة للراقصة التي تسحر العيون كالحية عن حقيقة مايجري خارج الملهى الليلي القذر ، السلام الذي ترك الفقراء في بلادنا يموتون بهدوء خارج المصحة لأنه لا أسرة تحتمل قذارة ملابسهم الفقيرة الممزقة ، هو السلام الذي يحرق أصحاب العقيدة الواحدة فقط لأنهم قلة ، هو السلام الذي يرفع أصحاب الشذوذ الإنساني فوق بسمات القمر زهوا وفخرا بهم ويطالب بحريتهم في ممارسة شذوذهم بأسماء كثيرة مستعارة لا يستطيع بريقها إخفاء قذارتهم ووقاحتهم ، هو السلام الذي جعل الإرهاب في بلادنا يظهر فجأة ويختفي فجأة وكأنه يظهر تحت الطلب ، هو السلام الذي جعلنا نتمنى أن تزهق أرواحنا في أحضان العذاب والقهر ، لأننا لا نريد أن نتلوث في آخر لحظاتنا ونتلطخ بالدماء التي في يد هذا السلام المزيف .... لأن سلامنا الحقيقي في محاربة القهر ... لأن سلامنا أصبح حيث يكمن ألم العالم ويصرخ .... أصبح حيث نشاركهم الألم بعد أن عجزنا عن هبتهم الفرحة .