الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

بائعة الورد :)

بائعة الورد أم بائعة الحب ؟

تلك الوردية بقوس قزح ؟

تلك التي تنثر البتلات أينما مرت ؟

تحب الخريف ويحبها الخريف، تمطرنا في الخريف بأوراق الشجر الملونة ، وتزهر كما الوردات الحلوة في الربيع مشرقة من جديد !!

تحب الشتاء ، تحب كما الشمس دفء أغنيات المطر ، تحب دفء الشاي وجنون القهوة !!

تلك التي تنثر النور وقلبها يعاند الظلمة المتسربة إليه بعنف من كل الزوايا

تنثر الورد تحارب برائحته فتوة  عفن الدماء المحيطة بكل مكان .

ترسل الحب ، والبسمات ، والضحك ، ترسل الدفء ولا أحد يعلم شيئاً عما تخابر ؟ حبا بحب؟ أم صخباً وألم ؟

بائعة الألوان ........

الألوان تحبك يا شيماء .... الألوان تحبك وتسير في ركبك فرحانة :)

والورد يحبك ، يحبك جدا ، يليق بجمال قلبك ، يليق برقته ، كما تليق البندقية به !

والثورة تحبك ، والجنون والصخب ....

تسير في الميادين تحمل بين ضلوعها قلب يثور لألف عام قادمٍ ، قلب يحمل ضي الحب ، ونار الثورة .

عجيبة أنت يا بائعة الورد .... يا رقية .... يا مريم .... يا جميلة ..... هل  تذكرين ؟ :)

عجيبة أنت كإحدى المدن العتيقة الجميلة ، تفوح منها رائحة العطارة والبخور ، راقية كوجه المدينة العريقة بقصورها الفارهة الراقية المنعمة المستقلة ، وبسيطة كبيوت الريف الدافئة .
جامع هندي يحتل ناصية شارعك يطل عليه قصر فارسي مزركش بحدائق غنّاء أندلسية الطابع والعطر ، يسري عبر القصر نهر الأردن ، ونهاية الشارع تنحني إلى اليسار بعطفة مقدسية ، ساحة تطلع من بعيد برائحة الغاز المسيل للدموع ، عجيب هذا الأمر يقسم الزمن إلى نصفين ، ما قبل الحلم وما بعده ، سحب سماءك من جزر اليونان تتكون ، وتمطر بزاوية الشارع الجنوبية ، حيث تعود رائحة العود والصندل ، حيث تفوح روائح الكعك ، من بيت يخبز كعك القدس ، يجاوره رجل حلبي يصنع بعض النابلسية ، جميلة حلب في عينيك :) وجميلة جدا جدا جدا دروب القدس حين تطل

عجيبة أنت ، كصفحات كتاب ، فيه تعاريج الجغرافيا ، وفيه قصص التتار والمغول ، وفيه الورد ، وفيه الفن ، وفيه قطعة موسيقى تسري بالدم كما السكر ، وفيه نقوش عربية ، وفيه ... أتدرين ما فيه أيضا ؟ ثوب امرأة قدسية ... وفيه المغزل والطابون ، وفيه النرجس ونوارات اللوز ، وفيه رسوم زرقاء تعرج على غرناطة ، وتحمل نقشا أندلسيا ! ، فيه الشعر يا سيدتي ...... الشعر لكِ .... كل كلام الحب لكِ .... وكل كلام الحرب لكِ .... وكل كلام الثورة لكِ .... وكل كلام النور لكِ


بائعة الورد ، وورد كلامك أغنية ، تحملنا من أنفسنا ، من أوجاع قلوبنا ، من صخبنا وحيرتنا ، من جنون أفكارنا ، إلى ..... كلا ليس هدوءا أبدا ، لكن ، مسرح .... أكثر دفئا أكثر صخبا أكثر ضحكا :)

تنثرين الورد ..... تنثرينه كالجنية الطيبة مع سندريللا :)

تنثرين الدعاء ..... كتراب الجنيات السحري .. :)

وتحملين في قلبك دعوات حرة .... توزعينها كلقمات الزاد في أفواهنا نحن الصغار :)

بائعة الورد

أيتها المدينة العتيقة

أيتها الرواية المنسية

أيتها الوردة العبقة

كل عام وقلبنا بخير في صحبتك :)

كل عام وقلوبنا دافئة في حضنك :)

كل عام وأغاني الشتاء ليست حزينة ، بل فيروزية وناعمة :)

كل عام وحلمنا أنا وأنت كما هو ، أنساه يوما فتذكرينني به ، أسقط يوما فتعيدينني إلى طريقه من جديد

كل عام ونحن نقرأ أرواح بعضنا :) وأنت تشعرين بنبضات قلبي على البعد ، وأنا أستشعر عبق السحر ورائحة الحزن

كل عام وأنت .... جميلة يا جميلة ;) قلب مليء بالحب وعقل مليء بالحب أيضا :)

كل عام وأنت عقلي .... عقلي حينما يطيش قلبي كثيرا .... وقلبي حينما ينجرح قلبي كثيرا أيضا :)

كل عام وأنت الرفيقة والصديقة والأخت والروح :)

كل عام وأنت تتمثلين السيدة راء ولكن بنطق الشين :)