السبت، 22 فبراير 2014

بعثرة ........... :)

دع الشمس تشرق ......... افتح لها الشباك وانتظر أن تلامسك أشعتها الناعمة .............. ابتسم للزرع ......... ابتهج لصورة من تحب التي تزين قلبك بهجة وبهاء ....... أصوات الأصدقاء تلوم عزلتك .......... طبطبات من بعضهم بلا سابق إنذار أو معرفة بحالك ........ بسمة كوب الشاي .......... أشياء تجعلك رغم أنفك تبتهج :)


صباح الخير يا عزيزي ,,,,,,,,

في جريدة الصباح صور عن مجموعات البشر تقاتل .......... للحرية ... للخبز ... لبعض الكرامة ! شيء يوجع القلب .

امرأة تقف في كمين شرطي .... يعتدون عليها بالألفاظ .... إهانة .... وقاحة السلطة تتجلى في مصر بقوة .

من بعيد .... ما زالت امرأة يمنية تظن أنها دافعت من أجل الحريات ، رغم أن سلطة اليمن اليوم في يد أتباع الرئيس المثار عليه !

على جانب آخر من عالمنا ............. خطفتني صورة القس الذي يحمل الصليب ويحارب القمع .... فليباركك الإله !

بين صخب المشجعين .... كان يجلس .... يتابع الكرة ... يصرخ معهم .... أحرزنا هدفا ... أخذنا الكأس ... وقف يرقص معهم ابتهاجا ... بدأت أغانيهم لشهداء الكرة ... لبراءة انس ... وشهامة محمد .... 74 شابا كالورد .... راحو في نفس الشهر منذ عامين ... بلا  سبب بلا جريرة ... بلا قصاص .... يا غراب ومعشش .... حرية ... التالتة شمال .... الشرطة هي الشمال .... المجلس ابن الحرام ... خافي منا يا حكومة ... بدأ الجنون بالسباب .... بدأت الطلقات ... الغاز ... بدأ يشتعل الأمر ... لم يفهم ... أين ذهبت حياة المعتقلين والشهداء .. ماعاد يملك لهم سوى أغنيات .. ربما بعض السباب .. ربما هتاف ضد السلطة الغاشمة .... ليتلقى هو الآخر خرطوش أو طلقة قد تودي بحياته ! بين الصخب ... يحلو هدوء الروح ... إلى الحق ... إلى الحرية ... إلى القوة المطلقة ضد الظلم ..... لن يفهمها الظالم أبدا .

في عالم مواز ..... يضعون الأوشحة ... والمعاطف على أكتاف التماثيل لمن يحتاجها من الفقراء واللاجئين !

في عالم مواز ... يرسلون فرقة إنقاذ لقط علق في منزل مشتعل !

في عالم مواز ..... شرطة النجدة تتصل بالأب لتخبره أن ابنه ضرب أخته ضربا شديدا وعليه أن يحمي البنت أو يرسلون له متخصص يساعده بناء على شكوى الطفلة المسكينة !


في عالمي .......... صباحك سكر يا عزيزي ........ فرشات الأمل تزين الصور ........ دفء صوتك يؤنس وحشتي ... قلبي مليء بك ... الشمس تشرق ... لأن دعواتي تذهب إلى بقعة من الأرض تحمل ... تنشد رفقها عليك ... عصفور الصباح ... أسمع زقزقاته ... تحمل صورتك .. أطمئن .. رائحة عطرك في يدي ...... :)



الخميس، 20 فبراير 2014

جنون الأمل ..... 2

الكهوف ليست سيئة هكذا ، هي قاتمة بحق وموحشة ، لا فيها حياة ولا لون ولكنها آمنة تماما ضد تفاعلات الحياة المريبة والزائفة والمخيفة في آن واحد .

بالنسبة لصغيرة لا تعرف سوى النهر والغابة ولون الفراشات فإن الكهف مكان مفزع ومخيف ... هو قبر جديد فوق الأرض ، كان لابد منه كي تحافظ على باقي الأشياء بداخلها بلا تكسير .

حيث طفل ممزق من الخوف والألم بالخارج ، حيث أنها لا تستطيع عبور النهر ولا تعرف طريقا إليه ، حيث أن الطفل نفسه بدأ يجمع قوته ويجر الصخرة المقيد بها بعيدا عن محل نظرها لم يبقى شيئا يبعث على حياة بالخارج .

أخذت بواقي أشلاء نفسها وسكنت هناك .... من فتحة صغيرة في السقف .... كانت تعرف تعاقب الأيام ، كانت ترى نجمة هنا أو كوكب هناك .... كانت أحيانا تبتسم ... وتتعجب أنها مازالت تبتسم ....

تسمع صوت أقدام كل ليال طوال ... تنظر ... لعل القادم هو ..... كلا ... إنها الرياح تعدل موضع الأشياء وفقط .

في أول ليالي الكهف كانت تبكي .... كانت لا تعرف سوى البكاء ... حاولت إنارته .. لكنها فشلت .. اعتادت ظلمته ... حتى أنها صارت تعرف في الظلام مواضع الأشياء بلا تعثر .

مع الشروق تخرج .... إلى عبثها اليومي ... تعود مع تمايل الشمس ... وأحيانا يأخذها العمل والانشغال إلى المساء .... في طريق العودة ... تتذكر كل شيء .... كانت تبكي ... اعتادت ... صارت تختنق بالبكاء ... ثم تعلم القلب كيف يبكي بهدوء لأن الكائنات الأخرى لم تعد تفهم الدمع .

الأيام ........ متى تنتهي الأيام ؟ متى تستبدل الكهف في الغابة المقفرة بكهف آخر لربما أكثر كآبة في بقعة أخرى على الأرض ! بقعة لا تحمل صورته ولا يتناثر فوقها عبق عطره !

تمر الأيام ... كشريط سينمائي يحمل نفس الصور ... لا تبديل ..... تكرار مقيت .... والموت ... لماذا يختطف الناس من حولها ويتركها؟ وبعد ؟ ترى ماذا ستفعل بالموت ؟ .... حتما ستفعل الكثير .... على الأقل ستنتهي من دائرة الأيام المتكررة منذ عام مضى !


خطوات حثيثة .... إنه هو .... تفرح بشدة .... تختبيء خلف الصخرة ... يبحث عنها ... تظهر له طرف فستانها ... يبدأ بتوجيه الكلام نحو الكهف ... تخرج رأسها من خلف الصخرة ... إنه بالفعل يقصدها ... يداعبها ... ويغضبها ... فتغضب ... تدير ظهرها ... يضحك .. يناديها من جديد ... يداعبها .. ويحنو .. ويقترب ... فتنظر ثانية إليه ... يجلسان على باب الكهف ... يتحدثان .... يضحكان ... يقول لها سأحضر شيئا ... تنام منتظرة .... في الصباح .... تجده رحل !

تدخل الكهف .. تلعن نفسها ألف مرة أن خاطبته ... شهور تمر ... يأتي ثانية .... بوجه خجول ..... يؤلم قلبها ألا تجيبه أو لا تعرف ماذا بخلده ..... يقترب ويقف ... آسف .... تبكي ! .... تتكلم قليلا ... يشتبكان بالكلام .... يهدآن .... ثم كعادته يرحل !

لعنته تلك المرة ألف مرة !
خرجت تصرخ في الغابة وتركل الأشياء لأول مرة .... خرجت تصرخ أمام النهر وأمام الصخرة وأمام الأشجار المحترقة ... أمام مكان النبتة الأولى .... أعلنت بأعلى صوتها في القفير أنها لن تبحث عن أي برعم يظهر ... إن ظهر الأخضر في الغابة سأقتله ... كلكم كاذبون .

بدأت تشحب ....... الموت يحاوط المكان .......... تنتظره ............ تريده بشدة ......... لا يأتي ......... تبكي ......... شهور مرت ... حياتها استقرت ... اعتادت الوجع والوحدة وأنفاس الموت القميئة .... رائحة الجثث ..... لا فراشات تلوح في عتمة الشتاء رغم أنها أشد فصول الحر ..... يقترب .... يحاول إضحاكها ... تطرده ... تغلق الصخرة ... تجلس باكية

كيف صارا هكذا !

كيف صارت قوية ؟ كيف ماتت الطفلة ؟ كيف استأنست الوحدة والكهف وهي تخاف من الظلام ؟

شيئا قويا يرتل باسمه في الأرجاء القريبة ، صوت يشبه الأنين والغناء مزيج بين منتحب ومنتشي بالحب !

شيء عجيب !

اقامت شبه مأتم وشبه حداد وشبه عزاء لشبه ميت !

الصبح تشرق في يوم عجيب

لها رائحة مختلفة

لها لون

عبقى الزهر يملأ المكان

زهر خجول

يمتد لفتحات الكهف على استحياء

دعاها للخروج ثانية

خافت

ارتعبت

ألم يمت !

لماذا يشرق مع نور الشمس فيكسوها ضياءه !

منبهرة بلون الزهر

أي برعم تركته يا فتاة فأنبت كل هذا دون أن تدري ؟

ألم يحرق الحديقة قبل خروجه ؟

ألم يعد كل مرة ويذهب فتقتلين كل برعم يشرق بنور وجهه الباسم !

كيف هربت كل هذه البراعم ؟

لا نهر ولا بذر ولا شمس تدعمها فتنمو !

زهور اصطناعية !

تدير ظهرها للباب

للصخرة

طرقات متناغمة

هو هو !

لماذا ؟ وكيف ؟ قد أقمت مأتما ... أبنتك بقصيدة رثائية ..... بكيتك حتى صار الدمع لي أقرب الأصدقاء ... انتحب قلبي وسكن به الحزن كساكن أبدي ... من أنت !


هل هي حقا ورودا اصطناعية ؟

من أين يفوح العبق إذن ؟

كيف تلمس وجه أناس افتراضيين !

هل كان هناك !
.........................................> 

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

جنون الأمل !

كانت تجلس وحدها على شطآنه المقفرة ، تتأمل بقايا الأشياء وكأنها ترى الحياة فيها بعد .

الساحة تبدو خربة كأنها إثر حرب ضارية ، أو كأنه انفجار آخر ضرب الأرض ، كل شيء يخلو من حياة .... حتى مياة النهر صارت عكرة .
كانت تجلس وفقط ، لا شيء يدعو للجلوس والتأمل بعد نزول الغربان ساحة العراك ، بعد الدمار ، بعد ما يجر كل من الخاسر والخاسر أذياله ويرحل .

شهدت الحرب ، لم تكن طرفا فيها ، شهدتها وبكت في قلبها ، حاولت أن تلمس الأشياء المبعثرة ، أن تجمعها ، ظنت أن هناك فارسا سيعود ، حتما سيعود ، سيجمع أشلاء قلبه الممزق ألف قطعة بين الشظايا .
من بعيد ، لاحت لها فراشة ، سكنت على يدها قليلا ... ابتسمت كطفلة ... هل قلت كـــ ؟ إنها بالفعل طفلة ، لم تنضج لساحات العراك بعد .
جلست أياما تنظر إلى اللاشيء ، الذي يجمع بين دماره كل شيء ، تنظر القطع الصغيرة ، تقول ستنمو ... أي جنون هذا .... إنما تنمو البذور ... تكبر البراعم ... تزدهر النبتات ... أي حياة في تلك الأشياء المتشحة بالسواد رغم أنفها !

المياه عكرة ، أي حياة الآن إنما هي محض زيف ... لم تصدق ... ظلت تترقب ظهور شيء ... من الجنون والعبث أن تفعل ... لا فارس يجمع أشلاء قلبه .... ولا حياة يمكن أن تخرج بعد ألف يوم من هنا ولا ألف شهر ... مكان موحش .. لماذا تجلس هكذا ، والعجيب أنها .... بين كل حين وآخر ترفع رأسها عن صورة المياة العكرة .... وتبتسم .

على الجانب الآخر من النهر
طفل صغير ... يبدو عليه التعب والمرض ..... كأنه شبح إنسان ... مخطوط بقلم حاد النصل ، خيوط رفيعة تربطه ببعضه وتشكل هيكله ، عندما يقوى على فعل شيء .. يستجمع طاقة اليوم كله ... كي ينظر إليها فقط ويبتسم ...!
فراشة تلوح من بعيد ......... لا تستطيع المرور إلى الجانب الآخر ........ تقف تهلل لها .... تناديه .... يستجمع كل طاقة الشمس الحزينة التي استمدها طيلة نهار ونصف .... يرفع عينيه ببطء لها .... تشير إلى الفراشة وتضحك ... تضحك بشدة .... ببطء كأنه صخرة تتدحرج على باب كهف عتيق يحرك رأسه تجاه إصبعها ، يبتسم ... وكأن التبسم يوشك أن يقتله .... تتراقص ... تحثه على لمس الفراشة .... تنظر آسفة لأثر الجسر المدمر .. تحاول من جديد أن تحثه تجاهها ... تنتظر بلهفة عبور الفراشة ... تدور حول نفسها ... تتقافز ... إنه الفرح ... هناك حياة مازالت هنا .

برعم أخضر .... يعكس نور الشمس على وجهه .... يضيء كثيرا ... يمنحه الأخضر حياة جديدة ... يقف الآن شبه منتصب ... يتكيء على بعض الحطام .. يزيح صخرة صغيرة وأشياء بالية .... يشير إلى الجالسة بعيون ناعسة على الجانب الآخر ... لتدرك وجود النبتة ... تصرخ .... لا تصدق .... فراشة بالأمس ونبتة تداعب اليوم نور الشمس الخجول؟

يبتسمان ..... ما زال هناك أمل .... سيعود ليحمل أشلاء قلبه ... سيأخذنا معه .... سيحفظ النبتة .... ويداعب الفراشة ... إنه الموعد .... وبالفعل أتى .... ضحك للفراشة ... أخذ أشياء تخصه ... وترك قلبه ... وترك الطفل ... وترك أشياء كثيرة .... جذبت قميصه لتريه النبتة ... دعنا نعمر تلك الأرض .... دعنا نقيم الجنة هنا كما كانت .... ابتسم لها ابتسامة سريعة .. التفت لشيء من الذكرة بجانب النبتة .... هرع إليه ... نادت الطفل وضحكت ... لقد وجدا جسرا من بقايا الحطام .. لم يلتفت للطفل أصلا .... انتزع حاجته .. ودعس النبتة في تسرعه .... تجاوز النهر بساقيه الطويلين ... يسب عكارته طول الطريق ... ربت على كتفها ... بسمة صفراء باردة ... تركها ورحل !

وفقت تنظر للطفل .... مذهولة .... تسيل الدموع منها على غير قصد ... تحاول التماسك ... وقعت ... صرخت بأعلى ما تملك ... انتحبت .... نظرت للطفل ... وجدته مطأطيء الرأس خجلان .... كان صاحبه الأمل له ولها ...

ظلت شهورا تدور في الغابة الموحشة وحدها بلا حياة .. كل شيء أسود هنا ... أسود قاتم ... رائحة الدخان تخنقها ... تثير الغثيان .... تبحث كالمجنونة نهارا عن نبتة أخرى .... لعله لم يقصد دعس الأولى ..... وفي الليل .... تقف أمام نفسها وتصرخ هيا ارحلي ... ما عاد لك شيئا هنا .

يمر العام

تمر شهور

تمر ساعات أثقل من الدهر

تعتاد الدخان

تجد مكانا قليل الأثر الشاحب لها .... تختبيء فيه .... تغلق الباب على نفسها ... في باديء الأمر ... كانت تخرج كل ليلة أو ضحى تتفقد المسكين على الجانب الآخر ... حتى عادت في يوم لتجده مقيد بالسلاسل ... يحذرها الاقتراب كي لا تموت .... عندما عاد المخضرم .... قيد ابنه الأوحد ... قيد ما بقي من روحه ... في جذع شجرة نتنة الرائحة ... مكان قفير .
دخلت الغار الضيق ... تعرف منه فتحة السقف طلوع النهار ونزول الليل .... تعد الأيام ... تتخطاها ... إلى اللاشيء .

ترى هل يعود ؟

ترى هل تكون النبتة هناك ؟

ترى هل يعيش الطفل الصغير !