الخميس، 27 يناير 2022

يمكن وداع ... يمكن نتلاقى

 مساء الخير


أعتقد إني ولفترة غير معروفة (يمكن للأبد) هتوقف عن الكتابة في المدونة دي


ليه؟

طبعًا حق الناس المستمرة في المتابعة والقراءة تعرف، بس الحقيقة معنديش سبب معين، غير إني مش عارفة أكتب، أو مش قادرة أكتب وأحيانًا مش فاضية أكتب


وإني الفترة الأخيرة مبقتش راضية عن مستوى كتابتي بشكل عام، لدرجة إن قصاد كل تدوينة بيتم نشرها حوالي اتنين تلاتة بيتم  تحويلهم لل درافت بدون نشر


يمكن لإني بقالي فترة اللي بحتاج أقوله وأعبر عنه بقوله بشكل مباشر للي مهتمة بيهم وبحبهم

يمكن لإن انشغالي بحياتي بقى أكبر من انشغالي بالحاجات اللي بنقلها في كتابتي

حقيقي معنديش سبب مباشر!

وحقيقي عندي تخوف معرفش أكتب تاني مع مشاغل الحياة، زي ما بطلت أكتب شعر من سنين يمكن قبل حتى ما اظبط مجموعة القصايد اللي كان نفسي أنشرهم واللي كانوا مؤهلين للفوز في اكتر من مسابقة شعر


أنا شاكرة وممتنة حقيقة لكل حد بقى بيني وبينه صلة الكتابة، ممتنة لكل اللي كان بيدخل يقرا اللي بكتبه، حتى لما تحولت كتابتي في فترة كده لكتابات كئيبة بس تقريبًا، كان فيه ناس لطيفة بتدخل وتقرا بردو

بس الحقيقة ده مش أنا، صح بقى جزء مني، لكن دايما كان ويظل الجزء الأكبر بيحب الحياة، وبيحب الحب، وبيحب البحر والورد والخضرة المزيكا والرقص والغنا والانبساط والنكتة الحلوة والأكلة الطعمة اللذيذة


فكرت من فترة إني ألغي المدونة تماما، أقفلها أو أمسحها خالص، ولكن مش هيكون فيه فايدة من قفلها، يمكن لما حد يعدي من هنا ويقرا حاجة تلمس قلبه ويتبسط، أنا كمان هتبسط

ولو لمست وجعه وبكى وسيط كتير، يعرف إني كمان بكيت، لو كانت الدموع تتحول دم كنت أقول إني بكيت دم في وقت طويل للأسف

لكن أهو، أديني أهو، الدنيا بتشيلني مرة وتحطني مرة، وكل مرة أقع واجي أعيط ألاقي بسرعة حضن جاي يواسيني ويلملمني

عزيزي القارئ عزيزتي القارئة اللي يمروا من هنا يستحملوا رغيي وكلامي

يأسك وصبرك بين إيديك وانت حر

تيأس ما تيأس الحياة راح تمر

أنا دقت من دا ودا لقيت الصبر مر

وبردو اليأس مر 

وعجبي #صلاح-جاهين


بس كله بيعدي، مش لازم ينتهي، لكن مش هيرجع يوجعك بذات الكيفية


عزيزي الموجوع اللي يمر من هنا، اعرف يا صديقي ويا صديقتي إني مريت بمحاولات انتحار، وإني مريت بأيام أسود من قرن الخروب، وإني اتعرضت لعدة صدمات عصبية ونفسية، وإني جالي في يوم من الأيام انهيار عصبي ومازلت بعاني من أثر كرب ما بعد الصدمة، وإني شفت أيام من صعوبتها كنت بقول مش هيطلع عليا نهار، ونهارا صعبة ومؤلمة قلت مش هييجي عليا المسا، لكن طلع بعدها نهار ونهار، وجه مسا وليل وطلع قمر كمان

صاحبت وفارقت وعرفت ناس وناس عرفوني، واللي حبيتهم محبونيش، واللي اتضايقت منهم وكرهوني بقوا اكتر ناس تحلف بحياتي وجدعنتي معاهم، هي الحياة كده، على كل لون، متخافوش، لو النهار مش بكرة هتبقى فل وكماننا وكده.


ادوا الحياة فرصة، وادوا نفسكم فرصة، وحبوها، وحبوا نفسكم، وحبوا اللي بيحبوك ومخلصين ليكم بجد

وأي لون رمادي لو بدأ يبقى مزعج، ابعدوا عنه، وفروا طاقتكم للحياة

ادوا من قلبكم واخلصوا، متخافوش والله، كل الحب اللي بيطلع هيرجعلكم، في صور كتير آوي، صور جميلة آوي

وكل حاجة وحد خذلكم، مش مهم، مع السلامة، هييجي الأجمل والألطف والأرق والله، تكونوا مش مصدقين اد ايه جميل ولطيف، واد ايه قلبكم يتملي من تاني بالمحبة والخير والسعادة

ولو بتفكر إن الحياة تقلت وعاوز تمشي أو تموت، صح، هي تقلت، وكتير مكنتش قادرة اشيلها، بص للسما وقول دايما يارب تقلت آوي عليا، ساعدني وارفع تقلها عني، اطلب من ربنا يشيل عنك، ويدي لراحة بالك وطيب خاطرك فرصة تانية ويديك

ساعات الصبر بيكون تقيل ومر، يوم لما يتقل بص عاللي معاك وجرب تعد الحاجات الجميلة، تتبسط آوي

وسط غربتي، وسط نوبات الأرق الصعبة، وسط الحرب اللي كانت عليا في شغلي، وأنا لوحدي، محدش معايا، بس ربنا موجود، قعدت في ليلة في نص السرير في الاوضة الواسعة والفراغ جوة بيتي وبرة، قلت لنفسي أنا هعد كام نعمة عندي الليلة 

عندي كذا، عندي كذا، عندي كذا ... لحد ما رضيت، وحسيت إن عندي حاجات كتير، بسبب وجودها فكرناها عادي، فكرناها أمر مسلم بيه، افتكرت اليوم اللي كنت بصرخ فيه من الألم، وإن الحمدلله النهاردة الألم ده مش موجود


مفيش شيء بيدوم، لا سعادة، ولا حزن ولا ألم ولا مرّ

اللي بيدوم الرضا


ربنا يرضي قلوبكم ويرضيني ويرضي قلبي كمان معاكم

تصبحوا على خير

وليلتكم سعيدة

ويا الله نقول ... إلى اللقاء 

لـربما

الخميس، 6 يناير 2022

إلــيك!

 كل يوم أمسك حاسوبي .. أستجمع شتات ذهني، أحاول قدر المستطاع أن أكتب لك، وعنك، وفيك، لكني مزيج من كل شيء!

أعلم أن جملة "عزيزي .. اعلم أن حديثًا بيننا لا ينقطع" أصبحت أشبه بإكليشيه قديم، يجعلنا نضحك، نسخر من تلك الرومانسية المفرطة، كلانا يعلم أن لدي جانب أحمق من تلك الرومانسية المفرطة، أنني بكل الطرق أواكب العمر الذي يمر وأحاول التماسك، صحيح أنني أُمسك دامعة أثناء مشاهدتي بعض الأفلام، وأنني أحيانًا أبكي وأنا أحكي موقفًا بمنتهى الجدية، وأنني في معظم أموري أكون بين الشدة الشديدة وغاية اللطف، وأن هذا الأمر رغم أنه محيّر إلا أنك اعتدته وتسبطت معه، بل وصرت تعتبره -بشكل ضمنيّ- مزية لا تشوبها شائبة، ورغم أنني أقول الكثير -أحيانًا- إلا أن كلانا يعرف أنه -حقًّاـ تعلم أن حديثًا يدور معك بقلبي ولا ينقطع أبدًا.

ترسل لي صديقاتي بعض الرسائل المكتوبة والصوتية، وبعض الصور، يصرخن في الرسائل الصوتية أنهن يشتاقن إليّ، يقولون لي أن كل تجمع ينقصه وجودي، وصديقتنا الرابعة في البلاد الباردة جدًا، تراسلني أيضًا، وأشعر بالخجل الشديد، أقول لكم جميعًا أنني شخص مريع في التواصل، أحبكم من درة قلبي، من سويداءه، من قلب القلب، لكنني وبشكل مريع لا أراسلكم، ولا أرد على تلك الرسائل إلا متأخرًا، أو باقتضاب شديد، أو بكلمة وكلمتين ( أحبكم - أشتاق إليكم).

تقول لي صديقتي أن لديها صديقة تطعمها في كل مرة تقابلها فيها، أسألها بجدية تامة من هي؟ أريد أن اصادقها أيضا، تقول لي بلكنتها الفرنسية اللطيفة (إنها أنت يا غبية) في كل مرة أحضر الفطور، أفتقد وقوفها معي في مطبخي الصغير الضيق الذي يشبه الممر، أفتقد تلك الحكايات التي تمتزج فيها الإنجليزية بالعربية بالفرنسية، أفتقد ضحكتها اللطيفة، وحضنها الدافيء، وبسمتها المشرقة التي تخبرك أن كل شيءِ سيصبح بخير!

راسلتني الفتاتان اليوم، تقولان لي أنهما لا يتخيلان المكان بدوني، أنهم يريدون صحن البامية، هل نجري اتصالا بالفيديو لطبخ البامية؟ بالطبع!

أقول لك أني أريد أن أطبخ لك، أشياء كثيرة، كل تلك الأطعمة التي يسيل لعابنا فوقها ونحن في الغربة، صحيح أن بعض الأطعمة التي تحبها أنت لا اطيقها أنا والعكس، إلا أن لدينا العشرات بل المئات من الأصناف المشتركة، أنا مريعة في التواصل رائعة في الطبخ، هل يخبرك طاجن البامية أني أحبك كثيرًا كثيرًا؟

يثيرك حقًا أني أقص الحكايا لصديقاتي الكاتبات، أني أمزج كلماتنا مع قصصهن والعكس، تصيبك حيرة لطيفة حين تسألني، هل هذان نحن! فأضحك .. ألم تكن أمنيتك أن أكتب يومًا عنك؟ هـــاك أنا .. وهاك أنت!

تركض خلف امرأة تكتب، فلا تسأل عن الأسرار التي تبوحها للورق أكثر منك، وعن كل المحبة التي تبثها قلمها قبلك، واقبل هذا القليل الآن، فلربما يأتيك الغد بما أردت حقًا.


المهم

عزيزي ... تعلم أن حديثًا بيننا، دائر على الدوام، لا ينقطع، ولا يصاغ، ولا يخرج مع صوتي حين تهاتفني، ربما يخرج على الورق، ليس أكيدًا، لكن الأكيد أني لا أنفك أفكر بك، كل يوم، كل ساعةٍ في اليوم ... كن بخير

الاثنين، 3 يناير 2022

لايفصلنا سوى حجاب قلبك

 إن الشعور الذي يسيطر دومًا هو الخوف.

مم؟ لا أعرف

لماذا؟ لا أعرف أيضًا..

أبدو لكثيرين قوية وصارمة، أبو للبعض أني غير جديرة، سريعة التخلي، ولا أنظر للوراء.

يهمني كثيرًا كيف أبدو لك تحديدًا حينما أنعزل؟ حينما ألملم حياتي في غرفة مغلقة؟

حينما تفصلنا المدن والبلاد ولا أجيب هاتفي، ولا أرد سوى بكلمات مقتضبة.

الغضب لا يفقدني الشوق إليك، لا أكون حاضرة بكلي، ولا أغيب...

أعترف بهذا الأمر بيني وبينك

يطمئنني أنك تعرف، لكني وسط كل خوفي وثباتك أرى فيك مخافة أن تفقدني، ولا أعدك بالعكس!

أتعجب، كيف لا تعرف أني أحبك! تخبرني بما يجول في قلبي تباعًا، لماذا تهرب من هذه المعرفة؟

لماذا يصيبك الخوف وأنت خيمتي الوحيدة في تلك الصحراء القاحلة؟

وكيف يصيبك الخوف وأنا أطمئن بك!

تقول لي في كل مرة أنك ستفقدني يومًا، أنك تشعر بهذا في عظامك، تقولها بمرح، تقولها كأنك تلقي نكتة تهديء من روعك.

تقول لي بين الكلمات ألا أقسو عليك!  

من قال أن خوفي قسوة؟ ومن قال أنها موجهة إليك؟ ومن قال أن أعنيك بعزلتي؟ ومن قال أني لا أخاف أضعاف خوفك أن تتيه قلوبنا وسط الجموع، أن تفلت يدي فلا أجدك أبدًا؟

تلك القوقعة التي أختبئ بها لا تحجبني عنك، أنت معي، لا يحجبني سوى ابتعاد قلبك حينما اقتربت.