الخميس، 6 يناير 2022

إلــيك!

 كل يوم أمسك حاسوبي .. أستجمع شتات ذهني، أحاول قدر المستطاع أن أكتب لك، وعنك، وفيك، لكني مزيج من كل شيء!

أعلم أن جملة "عزيزي .. اعلم أن حديثًا بيننا لا ينقطع" أصبحت أشبه بإكليشيه قديم، يجعلنا نضحك، نسخر من تلك الرومانسية المفرطة، كلانا يعلم أن لدي جانب أحمق من تلك الرومانسية المفرطة، أنني بكل الطرق أواكب العمر الذي يمر وأحاول التماسك، صحيح أنني أُمسك دامعة أثناء مشاهدتي بعض الأفلام، وأنني أحيانًا أبكي وأنا أحكي موقفًا بمنتهى الجدية، وأنني في معظم أموري أكون بين الشدة الشديدة وغاية اللطف، وأن هذا الأمر رغم أنه محيّر إلا أنك اعتدته وتسبطت معه، بل وصرت تعتبره -بشكل ضمنيّ- مزية لا تشوبها شائبة، ورغم أنني أقول الكثير -أحيانًا- إلا أن كلانا يعرف أنه -حقًّاـ تعلم أن حديثًا يدور معك بقلبي ولا ينقطع أبدًا.

ترسل لي صديقاتي بعض الرسائل المكتوبة والصوتية، وبعض الصور، يصرخن في الرسائل الصوتية أنهن يشتاقن إليّ، يقولون لي أن كل تجمع ينقصه وجودي، وصديقتنا الرابعة في البلاد الباردة جدًا، تراسلني أيضًا، وأشعر بالخجل الشديد، أقول لكم جميعًا أنني شخص مريع في التواصل، أحبكم من درة قلبي، من سويداءه، من قلب القلب، لكنني وبشكل مريع لا أراسلكم، ولا أرد على تلك الرسائل إلا متأخرًا، أو باقتضاب شديد، أو بكلمة وكلمتين ( أحبكم - أشتاق إليكم).

تقول لي صديقتي أن لديها صديقة تطعمها في كل مرة تقابلها فيها، أسألها بجدية تامة من هي؟ أريد أن اصادقها أيضا، تقول لي بلكنتها الفرنسية اللطيفة (إنها أنت يا غبية) في كل مرة أحضر الفطور، أفتقد وقوفها معي في مطبخي الصغير الضيق الذي يشبه الممر، أفتقد تلك الحكايات التي تمتزج فيها الإنجليزية بالعربية بالفرنسية، أفتقد ضحكتها اللطيفة، وحضنها الدافيء، وبسمتها المشرقة التي تخبرك أن كل شيءِ سيصبح بخير!

راسلتني الفتاتان اليوم، تقولان لي أنهما لا يتخيلان المكان بدوني، أنهم يريدون صحن البامية، هل نجري اتصالا بالفيديو لطبخ البامية؟ بالطبع!

أقول لك أني أريد أن أطبخ لك، أشياء كثيرة، كل تلك الأطعمة التي يسيل لعابنا فوقها ونحن في الغربة، صحيح أن بعض الأطعمة التي تحبها أنت لا اطيقها أنا والعكس، إلا أن لدينا العشرات بل المئات من الأصناف المشتركة، أنا مريعة في التواصل رائعة في الطبخ، هل يخبرك طاجن البامية أني أحبك كثيرًا كثيرًا؟

يثيرك حقًا أني أقص الحكايا لصديقاتي الكاتبات، أني أمزج كلماتنا مع قصصهن والعكس، تصيبك حيرة لطيفة حين تسألني، هل هذان نحن! فأضحك .. ألم تكن أمنيتك أن أكتب يومًا عنك؟ هـــاك أنا .. وهاك أنت!

تركض خلف امرأة تكتب، فلا تسأل عن الأسرار التي تبوحها للورق أكثر منك، وعن كل المحبة التي تبثها قلمها قبلك، واقبل هذا القليل الآن، فلربما يأتيك الغد بما أردت حقًا.


المهم

عزيزي ... تعلم أن حديثًا بيننا، دائر على الدوام، لا ينقطع، ولا يصاغ، ولا يخرج مع صوتي حين تهاتفني، ربما يخرج على الورق، ليس أكيدًا، لكن الأكيد أني لا أنفك أفكر بك، كل يوم، كل ساعةٍ في اليوم ... كن بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق