الأحد، 29 سبتمبر 2013

عن الحوانيت !

هذه التدوينة كتبت في صباح الجمعة 27 سبتمبر 2013
من داخل مسجد بيبرس الكاشنجار #شارع_المعز #الجمالية #القاهرة


وما صباح الجمعة إلا رائحة قاهرة المعز ، تراب ندي بماء استفتاح الباعة والصنايعية طالبي الرزق الباكر ،
شارع ظليل ، سورة الكهف تصدح بها أصوات الإذاعة والتسجيل ، هدوء وسكينة . . .  دفي الحوانيت الصغيرة ، أشياء دقيقة لكنها مبهجة على الأقل لبعض الوقت .
لكنها تبعث في نفسك إحساس خاص ، إحساس بدفء الخلق كلهم .
إحساس يجعل الأمر يبدو سهلا جدا ، يبدو طفوليا ، طفل في أحد الحوانيت . . . دراجته الصغيرة على الجانب الآخر من المكان ، يلعب أحدهم في الجرس متصابيا فيصرخ الولد ما بين إدراك المرح وبين اعتراض على الفعل . . . الزمارة يا عم ... شيء بهيج :)

في دكان ضيق .... يكتظ بألوان الأقمشة الرائعة ، أشكال تراثية ومصرية أصيلة ، بها نقوش بين الأزهار وبين الفن الإسلامي ، مرقط ومشجر ، صوت الإذاعة فيه متهالك لكنه واضح ، ضيق المكان به فسحة الروح ، يشعرك دفئه بروعة قدم الأشياء ، تمتزج بروحك رائحة البخور الذي يرقص دخانه في حزن وتؤده ، ليضفي بعض الوقار على المكان ... رجل عجوز يرتعش المقص في يده ، ترسم التجاعيد فيها خرائط أخرى للزمن ! 
الأمر ليس صاخب ، لكنه فخم وبسيط ... بسيط لدرجة الفخامة ... يشعرك بسكون الروح وبهجة الحوانيت الصغيرة .. وحسب ! 

دكــــاكــــين <3 

الصورة حية من شارع المعز تصوير مخيمر 
المصدر https://www.facebook.com/photo.php?fbid=585180988187705&set=a.107872519251890.5054.107663462606129&type=3&theater

الخميس، 26 سبتمبر 2013

وكلام الروح يبقى !

بعيدا عن المنطق البحت ، عن السفسطة ، عن كلام الماريونيت ، ع تلقين المسارح لحوار لا يحيد المؤدي عنه !

بعيدا ع ذاك التفكير الممل لحال القلب ، إن للأرواح شرع مختلف ، دستورها الخاص ... الروح لن تخضع لترهات الكثيرين هنا على الأرض .


إن للأرواح منطقها المجرد ع كل قوانين الطبيعة الفيزيقية المجردة .... عن تحليلات العقل العبقرية .... للعقل تحليلاته وللأرواح تجلياتها الخاصة !

كنت أعجب عندما أسمع أن احدا واصلا .... درويشا .... مكشوف عنه حجاب الرؤى !!! حجاب ماذا أيها المجنون ؟ ! وهل يصدق درويشا في عالم العلم واكتشاف الكون؟ 

عندما تبدأ الانحدار سريعا في عالم الشهوة .... السلطة .... المال ... النجاح المادي وفقط ... عندما تبحث عن تحقيق ذاتك وأنت بالأصل مهملها تماما !!!!


كنت أبحث مثلما يبحث عنها الناس .... في الطريق الخاطيء تماما !!!

مالذي يجعل الروح مميزة ؟ مالذي يجعلها تملك الحدس ؟ مالذي يجعل الحدس صحيحا ؟ مالذي يجعل البعض مؤمنا به حد اليقين والكثير يحاول قتل الفكرة ؟


هذه الأفكار ذاتيه !!! إن خرجت جملة في ظاهرها التعميم فإنني أعمم على عالمي المحدود جدا الذي وبشكل واضح قد لا تكون أنت جزءا منه أصلا !!! لذا اعتبرني طفلة تحدث الأشجار عن مغامراتها في عالم الدمى والنجوم !! 


كثيرا ما حاولت أن أتحدث وأفكر مثل أولئك الناس الذيت يتكلمون بالعقل وفقط !! كنت دوما أشعر شيئا عميقا بقلبي أن هناك شيء خلف المحدود ... هناك شيء واسع بحق .... هناك حقاعالم اللانهاية !!!

كنت أصدق الأشياء المرتبطة بالدين .... أصدق ما قاله الرسول من عميق القلب ! هو الرسول لماذا يكذب !! لكني وبصدق أقف عند ما دون ذلك !

وعندما بدأت القراءة في أشكال متعددة ... بدأت أفهم أن الروح لها حال خاص لها حال آخر غذاء الروح !

قراءة كتاب .... مقطوعة موسيقى .... وابتهال موشح في جوف الليل يحكي في أشعاره ما يدور ببالنا ... مقرنا كلمات الفرج بكلمات الله الواحد الفرد العلي ... بكلمات الودود ... بكلمات الرحيم ,,, بنور وجه الحبيب النبي !!!

هناك نشوة خاصة تحل عليك !! لا تدري لماذا ... هناك حالة خاصة تحب السباحة في الفضاء !

في مسجد ............. في سجود القيام ............ في حضن صديقتي وهي تهمس أنا أحبك في الله ! أحبك للاشيء !

هناك روح ........ هناك شيء آخر ! 

عندما تجلس وحيدا تفكر في أمر أهمك ! .... عندما تجلس طوال ليال طويلة تقول يا الله هل أنت حقا حق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل أنت بسابع سماء تسمع آهات قلبي اللحظة ؟ 

ترى ماذا فعلت كي تقهرني هكذا ؟ ماذا فعلت بك كي ينكسر قلبي ! ..... حزينة أنا !
إنها تضيق ......... قل لي ماذا أفعل ؟ وأين أنت ؟ هل أنت هنا حقا ؟ أنا أعرف أنك هنا أتدري لماذا ؟

ليس لأجل الأشياء التي يقولون عنها ... ليس لأنك خلقتني ولأنه كل موجود لابد له من موجد ولأننا كبشر رفضنا فكرة الصدفة في جميع النظريات العلمية وقلنا إن التفكير بالصدفة فكرة بلهاء لا مجال لها ها لكل شيء سبب !

لا لأجل هذا .......... لكن لأني يوما كنت ضائعة حقا ..... لا سبب ينقذني ... حقا كم انقطعت الأسباب فوقفت وقلت يا الله ! 
فوجدتك هناك ........ وجدتك من حيث لا أدري ... تحمل الهم عني وتفرج الكرب تسخر لي من لا أطيق ومن لم أظن يوما أنه سيخدمني بأريحية شديدة رغم كل شيء !

لأني .... كنت حقا كغريق .... كنت مؤمنة بك ... قلت وقتها يارب في جوف قلبي ... كنت أنت !!!

لأني يوما رأيتك !! إن قلت لأحدهم أني رأيتك سوف يقول مجنونة أو كافرة !

أنا أعلم بحق أنك هنا ......... لكني لم أعد أدري ....... كيف أنت ....... انت كثير في عيونهم !!! أنت متناقض تماما في عقولهم !

وكلما ........ حاولت قراءة الله عقلا لم تتسع الدنيا أمامي كاتساعها باللامحدود واللانهاية عندما تسبح الروح ! 

ورأيت أن الروح لا تسبح بالطقوس ! ....... الروح تسبح بالصفاء ......... فكلما شابتها الشوائب صارت معتمة ! وكأنها في قعر بيت مظلم الأركان .

ورأيت أن كلاما لا يمر ..... لا يجاوز حد البصر ........ رغم ترتيبه ومنطقيته ...... لماذا أقرأ فيه شيئا من كذب ؟

هو نفسه الذي يجعلك تقرأ في احدهم شيئا من كذب !

كلام تلك الروح علمني ............. أن شيئا لن يستقيم لها من طينة الأرض والعقل طين ! أنا لا أقلل شأنه ... العقل هو مساعد للروح وخادم لكنه محدود كثيرا ..... فهي عندما تطوف وحدها ........ تخبر العقل بأشياء لم يكن ليدركها ويصدقها لولا ثقته بملازمة الروح له !

لا أعرف

ربما أخفقت هذه المرة في الحديث ع الروح ........... كلام وأفكار مبعثرة ......... مازلت أسبح معها ......... وأعود أياما لطين الأرض .... ليس شوقا ... لكنه غباء تقدير الأمور !
ما أردت قوله

اسبحوا في ملكوت الروح .......... اسبحوا معها وفقط ........ صدقوها في العميق !!! صدقوها فهي والله لن تخدع ولن تخدعكم

تلك التي أسموها فطرة وهي أكبر
وسموها ضميرا وهي أعمق 
تلك التي عجزوا عن وصفها ! 
وهي تسبح لا تبالي 

لا تكبحوها ......... دعوها تميل إلى جوهر الملكوت من أصل السما ! 
حتى وإن كان في باديء الأمر لا يعد منطقيا ولا يعد عقلانيا 

وبدأت تترسخ أكثر كلمات الإله ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) لأني .......... عشتها حقا ! 

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

كلام مختنق !

عندما يكون الكلام عن الوطن والحلم والأهداف والأمل كلها في نفس الشبكة

كلها خيوط تتصل ببعضها لتشكل الحياة !

عندما نفقد الأمل ...... ويجاهد فينا الحلم كي يبقى

عندما نخبو

عندما نتيه ونحن نبحث عن ذواتنا ... طفل يمسك دميته الصغيرة التي هي كل ما يملك ...

يتشبث بها أكثر لأنها كل ما دليه في زحام كبير بين مسوخ .... بين أشباء مخلوقات !!

يشعر بالرعب ليس منهم ولكن أن تضيع دميته !

عندما يرى أن العبودية كفيروس يحول الإنس إلى أشباه كائنات كأنها فضائية مسوخ كأنها هاربة مما قبل التاريخ

كائنات لزجة .... مشوهون ....... قميئون ......... إنهم مقززون بصورة مرعبة !

يتشبث الطفل أكثر كلما وحد إنسانا سويا أصابه الفيورس أمام عينيه فأخذ يتلوى في رقصة شاذة وهو يتحول إلى مسخ جديد !

تسيل من ألسنتهم وأنوفهم سوائل كريهة الرائحة ........ عراة إلا من ملمس مقرف لزج !

لديهم أسنان تشبه أسنان الوحوش ......... لكنها قذرة كأسنان الشياطين !

تفوح منهم رائحة ضحاياهم من البشر الآخرين !

من سقط أرضا تهافتوا عليه وأكلوه حيا أو ميتاً !

يخبيء الطفل وجهه في الدمية مرة ........ ويحميها بذراعية مرة أخرى !

الدمية هي آخر شيء يميزه أنه من البشر لا المسوخ !

يتحسس خطواته .......... لا يدري هل يتكلم ويصرخ ويبكي ويفيض بمشاعره الجريحة والغاضبة ؟

أم يكتم كل ما به حتى يعبر ويجنو ؟

ثم إذا عبر ...... تراه هل يكون للكلام والصراخ قيمة ؟

ثم إذا جاع وضاقت الدنيا هل يشاركهم جيفة أخيه ؟

هل يستسلم للعابهم وأصواتهم القميئة ويده جسده النحيل عرضة الفيروس فيتحول مثلهم ؟

هل يلتصق بأحدهم ليتحول مثلهم فقط لأنه فقط التعايش مع هذا المسخ ! وأفضل له أن يتشبه بهم ؟

حتى متى سيظل يعاني كل هذا القبح والسوء ؟

حتى متى سيظل يكتم أنفاسه بينهم كي لا يشتم رائحتهم ويصم أذنه حى يحافظ على مابقي من إنسانيته ؟

إنه يقاوم مقاومة الحلم في جسد أعياه اليأس وتآمر عليه الواقع والألم !

حتى دميته ! هويته الوحيدة .... يردون أن يطبعوا عليها شعار مدينتهم ! مدينة الموتى !

متى يعبر ؟

متى يصرخ دون أن يبالي إن كانو سيلتهمون لحمه حيا !

ترى إن فعل سينتبه أحد الإنسانيون الذين لم يتحولوا ويفيقوا من تأثير نتانة الرائحة وصفير الصوت عليهم ؟

ترى هي سينظرون إليه ويدركون أنه مات لأجل إفاقتهم ؟

أم سيبادرون كالبقية التهام أجزائه الغضة ؟

يصرخ الصغير ........... لكن في أذن الدمية

يبكي بقهر ......... تحت قدميها

يشعر بالبرد فيحضنها

يلملم نفسه

ويبكي قهرا وكمدا

ورغم الألم ................. يشعر أن النجاة من مدينة الموتى وحيدا هي أعظم خيانة للأحياء !

السبت، 21 سبتمبر 2013

وتـــبقـى الــروح !

منذ فترة ، بدأت صور كثيرة تنكسر أضواء تنطفيء نجوم تطمس ، أشخاص يموتون أحياء !

بدأت شخصيات كثيرة تسقط عنها أقنعة متنوعة

قناع الحرية
قناع الثورة
قناع الأخلاق
قناع العفة
قناع العقل
قناع الرجولة
قناع الدين
قناع الأخلاق
قناع وقناع وقناع حتى صاروا مسوخا كلهم ، أسبه ما يكونوا بالأموات ( الزومبي ) يسيرون على الأرض بلا روح ، ويتكلمون بلا كلمات ، حروف ورموز تفتقد الذوق لأنها تفتقد الصدق .

منذ فترة بدأت تكسير تماثيلهم التي بينتها تخليدا لأدوارهم في معبد القيم وهيكل الاحترام والقدوة ، حتى تحول المعبد إلى ساحة أشبه بخرابة في منطقة عشوائية .

وتسقط الوجوه والأشخاص وتعلو القيم ... للقيم رجال .

لكن العجيب في الأمر .. أن هذا ليس من فراغ ... إنها عيون الروح التي تطل ، فتختار وتنتشل وتبقي وتطيح .

لتجبرك على تقبل شيئا لم يكن في الحسبان أصلا .

والنفور من أحب الأشخاص لقلبك !!

وتبقى الروح ............... تناضل وحدها في جنبات أجسادنا ، لتبقى كما هي طاهرة بريئة ، نخادعها ونقتلها كل يوم ألف مرة رغم أنها أصدق ما فينا .

وتبقى الروح ...... هي الطبيب وهي العشق ، وهي البصر لمن أراد استبصار الأمور حقا ، وتبقى هي المعلم والأستاذ والتلميذ .

لها طرب كما تطرب الآذان ولها فرح كما تفرح القلوب ، لكنها ليس كالقلوب مجنونة متقلبة ، وليس كالعقول يابسة قاسية متحجرة ، وليست كالجسد يثقله كثرة الغذاء ويخمده طول السهر !

وتبقى الروح ... علاماتنا المميزة مطبوعة بها ، ينعتنا الناس بخفيف الروح ، وثقيل الروح !

كل شيء ينبض بروحه حتى بعد الموت وبعد وقوف النبض ، هناك وجوه تطل منها أرواحها حية نضرة .

وتبقى أصنام الأجساد عابثة في البرية ، تائهة في الملك لا تدرك عالم المكوت وحدها تتعصب لطموحها الأرضي وتغتر بمعرفة العقل الصميم ، ولا تدرك أنها سجن لذات البصر وذات الأجنحة وذات السفر !

وتبقى الروح .... إما أبية تنطلق وتظل تحارب حتى ترفع معها العقل وتتسامى بالجسد والقلب تباعا .

أو كسيرة ..... مالت إلى الأرض أو انطوت على نفسها وخارت قواها مع هذا الصنم الذي يحبسها أسيرة !

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

تبقى قصص صغيرة ..

من وحي أغنية ( شو بيبقى .. )

عندما تفقد أشياء كثيرة مثل التواصل مع باقي أصناف البشر حولك

وتصبح الأشياء قصص صغيرة ، والكارثة أن يصبح الأشخاص شخوص وقصص صغيرة جداا ، وأن تنثر أوراق حكاياهم في مهب الريح تحمل روائهم دمائهم الزكية .

وكأن العمر كان مجرد سطور يكتبها البعض عنهم ، أو كان ورقة ميلاد ومستخرج وفاة .

جاء الوقت الذي صار فيه الإنسان الذي سخر له الخالق كل الكون طوعا  مجرد حكايا منسية ، لا قيمة له ولا ثمن .

مجرد قصاصات ورق تنثر فوق قبره ، تأخذها الريح فتذهب وكأنه لم يكن !

وكأنه لم تظله سماء ولم تسمع دبته الأرض !

وكأنه ليس نورا في القلوب تنبض بحبه

وكأنه ليس روحا تهب أنفاسا للحياة وتأخذ منها

وكأنه ليس أكثر من قصاصات ورق مبعثرة

ليس روحا

ليس عمرا

ليس تاريخا

ليس علما

ليس متفاعلا على أقل تقدير مع الكون

تفتقده الحيوانات ، وتشتاقه الأزهار ، وتحمل بقاياه داخلها شخصيات وأرواح وأفئدة أخر !!!

هانوا على الأشخاص فصاروا شخوصا .

ورخصت شخصوهم فصاروا حروفا في قصاصات ورق صغيرة

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

ولسوف يبتسم الزهر ... :-)

يمر الربيع في بلادنا سريعا ... لحظات صفائه أقل كثيرا من لحظات الأعاصير ... فما عدنا ندري في تلك البلاد هل نفرح بوجوده وتفتح الأزهار ؟ أم نختفي من الحقول والبساتين لشدة العواصف الترابية التي تمر بنا !!

ويمر الربيع سريعا لتلهبنا شمس الصيف المشرقة ... التي وكأنها للتو خرجت تتنشق الحياة من بيات شتوي عميق لا يليق بجلالتها ولا بتاجها الذهبي ! تتثائب وتمد أذرع أشعتها بطول الأرض وما حولها غير مويلة تلك الكائنات التي تحترق أية اهتمام فهي الملكة !

لا شيء يقدر على ترويضها مثل الخريف ..... الذي دوما ما يغازلها ولكن لدخول العش مرة أخرة ..... للتلحف بفراء السحاب والتمنع ثانية عن الظهور إذا ما حل الشتاء وبدأ أفعاله القاسية من أعاصير وبرد وصراخ برعد وبكاء بمطر

الشتاء فصل مجنون حقا ! لا يغازل الشمس حبا ... ولكنه يخدعها كل يوم .... يحبسها ليالي وأيام ... فتشتاق المسكينة لرؤية البشر .. تشتاق لتطل على هؤلاء الرعية من أزهار ونحل وطيور تملأ السماء فرحا بها وزقزقة ! فيفرج عن نورها ساعة ... ثم يحجبها ثانية بجبال من السحاب والغيم !

الخريف يحب الشمس ... لكنه يكره قسوتها ... يكره قسوة أشعتها على المخلوقات المسكينة .... يحب حنانها وجمالها حين تشرق ساعة الصباح فيصاحبها هو بنسمات رقيقة وناعمة ... نسمات باردة تخفف قسوة الإشراق ! الخريف يروضها ويضحكها ويبتسم ... لكن تبسمه هذا وحنانه مع الشمس يسقط الأزهار سريعا ... يجعل الشجر يتكشف لعراء الشتاء القادم !

وكل أعمارنا .......... بها خريف .......... وبها شتاء تابع ............ يجعلنا نظن لطول المدة أن الشمس لن تأتي ... وإن روضها الخريف قليلا فإن الشجر لن يزهر ثانية ... وإن أزهر فلماذا عساه يبتسم ؟

كلنا ........... نحب تبسم الزهر في باكورة الربيع ......... لكننا لا نحتمل أعاصيره ... ولا نبذل القوة والجلد إلا بكثرة الشوق إلى أنوار الشمس وشروقها !

إن طالت ظلمة أيام الشتاء من الغيوم ......... إن رعدت تلك الليالي طويلا حتى أرهقتنا ........ إن ظلت الشمس حبيسة الغيم والظلام ........ إن أصبح الدمع مطرا يغرق أرضنا .... فلا شك ...... سيأتي قريبا جدا هذا الربيع !

سيأتي .......... وتعود الزهرات إلى أحضان الشجر ......... ويكتسي العالم بالأخضر ........ ولسوف يبتسم الزهر ...... ولسوف تشرق الشمس متثائبة بعد سبات طويل ........ تفتح ذراعيها للحياة كامرأة مدللة رخيم .... حتى وإن مر الربيع سعيدا

فإنه سيأتي .......... ولسوف يبتسم الزهر :)

الأحد، 8 سبتمبر 2013

أخي :)

أخي .....
أتذكر ...... تلك الأشياء التي لا تعد ... ولا توصف !

لهونا وضحكنا ... عندما نقف فجأة وننظر للشمس ... حينما نطارد حشرة غريبة ونحن لا نعرف توصيفها ... حينما تقف أنت فجأة وتتحدث كخبير مبجل .. تدور حول الحفرة ... تقول ربما حقا تخرج منا ثعابين .... لا أعلم لماذا يحرقون البلاستك !

أتذكر ... في الفناء الخلفي لبيت جدي ... حينما كنا نلعب طبيب وممرضة أو بالأحرى صيدلي ومساعد ... حينما كنا نقضي نصف النهار في جمع الزجاجات الفارغة ... جمع أشرطة الدواء من الارجاء ... جمع الحقن ... ثم نبدأ في صفهم .. نملأ القارورات الصغيرة بالتراب حينا وبالرمل حينا ... نصفها مرة .... وجميعها مرة .....نجمع بعض الحصا ! لدينا مرضى كثر ! نصف لهم الدواء ... نفرغ الزجاجات قليلا ... لقد أعطيناهم كثيرا من الأدوية اليوم !
أمسك شيئا فأسألك يا طبيب هل هذا يصلح للمغامرة القادمة ؟ فتقول لأ .. لا تصلح دعيها اكتفينا اليوم ... حين أتعثر بشيء .. فأجد زجاجة مكسورة جرحت قدمي لا أستطيع السير .. أقفز بقدم واحدة ... انت تحملني ببساطة .. نتقافز سويا حتى نصل إلى باب البيت .... ونحن مليئون بالتراب والعرق واللهو .. والدم .. وحزن في عينيك :)


أتذكر ......... حينما وقعت يوما في الحب ؟ حينما أخبرتك ؟ ... حينما تركت كل شيء وضحكت عاليا .... حمرة الخجل التي تكسو وجهك لا تقاوم !!! حينها أخجلتني كثيرا ... لم أدري أتذمر أم أخجل أم أختفي أكثر من مطاردات عينيك الضاحكة ! حينما تضع يدك على كتفي .... كم أنت جميلة !

أتذكر ؟ .... حينما كنت تمر علي بعد دروسي في الجامعة ؟ .... حينما كنت أقول لك كالطفلة أريد السير ! وكنا نسير طويلا طويلا .... حين مررت بجانب أحد العمالقة :) نعم كان عملاقا !!!! ثم ابتعدت انت سريعا ووقفت من بعيد غارق في الضحك وتقول انظري لنفسك مقارنة به !!!! اللعنة ! أنت تقارنني بأحد الهاربين من أدغال إفريقيا ! :):) أتذكر يوما .... سرنا طويلا .. قلت لي .. : سارة .. على الله تيجي في النص وتقولي رجلي وجعتني ... أنا .. لا مش هقول مش هقول والله ...

أتذكر ... حينما خرجنا من الجامعة ذات يوم ... وقلت لك .. أنا جاااااااائعة ... قدر السماء .... جاااااااائعة جدا ... قلت لنأكل إذا وصلنا رمسيس ! .. ماذا تأكلين .. طعمية :D

أتذكر بعد كل غداء حينما تتلصص إلى المطبخ فتجدني في الفرن ! أدس رأسي وآكل أشياء عجيبة وقد تكون غير مترابطة ؟ :D
أتذكر نظرتي وشعور المتهم المتلبس !! فمي مكتظ بلا مبالغة بالطعام !! صمتنا لحظات ثم انفجرنا ضاحكين :D
أتذكر ؟؟؟
حين ركبنا (الميكروباص ) من أمام جامعتي يوما .... وجلسنا في آخر مقعد ... وجلسنا نتحدث ونضحك ... أخذنا الحديث جدا .... أخذنا المرح .... وفجأة .. السائق ( فيه اتنين مدفعوش الأجرة ) لحظتها تذكرنا فيلم أحمد السقا وأحمد عيد أفريكانو .. أخذنا نضحك أكثر .... التفتت سيدة عجوز بجانبي إلينا ... بغمزة ذات معنى .... ( أصلهم بيضحكو مش فاضيين :D ) وأنت بسخرية وضحك وغيظ وكل شيء في وقت واحد اخوات يا حاجة اخوات والله :) اشتقت أيامنا يا أخي :)

دائما ما كانت عينيك الخضراوين تفضح أمرنا ... تجعلنا في حاجة أن نقول دائما أننا إخوات والله إخوات والمصحف :)

دائما ... كانت نظرة الحنان من عينيك كأب حريص على فتاته الوحيدة تسحر الناس ... لست أخاها ! لست جافا معها ... أنت تمسك يدها بحرص شديد .. أنت تطوق كتفها بذراعك وأنت تعبر الطريق .... أنت تخشى عليها من نظرات الناس حتى ... أنت تجعلها تضحك وترقص كالفراشة ... أنت تجمع الزهور لها وتقول حلقي ... وتقف تنظر وتدور حولها .... أنت الوحيد في هذا العالم الذي يشاركها الجنون

أنت الوحيد الذي أصرخ فيقول أكملي الصراخ .. أنت الوحيد الذي يضحك على أثر صخب ضحكتي العالية ... الذي إذا ما قلت سأقفز وأرقص وأطير وأدور وأعاند الفراشات يقول في أي يوم تريدين ... أنت إن كنت هنا ... كنت ستجري خلفي كما كنا ... كنت ستأتي حيث البستان ... كنت ستحلق وتسوق الفراشات ناحيتي
أنت تسمع صوتي في الكتابة ... ترى انفعالات وجهي عبر الأثير .... أنت الذي لا تخدعه ضحكة مصطنعة مهما كانت عالية ورنانة ... أنت الذي لا يحتمل فكرة دمعتي !
عندما كنت أتزين بالكحل .... بأحمر الشفاة ... أنت وحدك تقول ... أنت أجمل بهما أو بدون ... أنا لا أرى المكياج في وجهك أراك .. أرى الطفلة التي حملتها يوما
أنت مازلت تعرف خبايا تلك النفس ... جريحة أو سعيدة ... أنت أكثر خلق الله أخشى الحديث إليهم لحظة ضعفي ... وأنا أحاول التستر ... تكشفني ... حتى لو لم ترى سوى كلمات بحبر إليكتروني !

أنت وحدك تحفظ تفاصيلي ... عندما أقص شعري !! لم يعجبك كثيرا .. قلت أنت جميلة على أية حال ... عندما أدعه يطول تصرخ حذاري أن تقصيه قبل أن أراه :) حذاري أن تفعل كذا ... لونك شاحب ... فقدتي وزنا ... لون شعري الذي لست متيقنة منه تماما ! ... شكل أصابعي :) للعجب لازلت تذكر أصابع قدمي !! كيف أنت ؟ كأب يعرف تفاصيل طفلة تربت على يديه :) أبي لا يلحظ كل هذه الأشياء عني !

لا امرأة في العالم ستحظى بهذا الحب ... ولا طفلة .... سأظل أنا وحدي وفقط على هذا العرش :) أعلم هذا بيقين ثابت كيقني بمكان عينيّ
لا امرأة ستراك مجنونا ولا شعثا ولا حزينا ولا مهموما ولا فرحا ولا أخرقا مثلي !
لا أحد سيتحمل مني الصراخ في وجهه مثلك !
الصورة التي تمسك فيها الفتاة وجه الفتى ! هي أنا تمام عندما تحين دورة جنوني في الحياة فأنطلق كمهر بلا قيود ! تلهث وتتعب وتقول يا لها من مجنونة ... لكن الحب يغلب :)

من الذي لا يعرف الأخ الأكبر :) لم يعرف أخوة ولا حبا في الحياة :)

أسرفت في تدليلي :) 

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

وتبقى الدمى !

وتبقى الدمى
تتحدث عنا كما لو كانت بيننا

تحكي بقوة ما نخجل عن الحديث عنه او التلويح به !
تروي تاريخنا وتراثنا بأريحية شديدة !
تتكلم عن أمراض مجتمعنا ونحن نضحك ساخرين من الدمى !


الدمى مرآة لنا !

عندما أصابنا العور .... صارت الدمى عوراء ! تعجبنا .. لكنا اعتدنا الأمر ...
عندما صارت الدمى دموية ... انزعجنا ... لكننا تعودنا الأمر

حتى صارت دماء الدمى أقوى تأثيرا في القلوب من دماء البشر !

الدمى تتحدث ليللا ... تحكي لسامعيها عن مآسينا .... تبوح ليلا بأسرارنا للرفوف المغبرة .... تحكي مآسينا ... وتتعجب لأمراضنا
لكنها بلا شك ... تحمد الله ألف مرة أنها ليست آدمية بالمرة ! أنها ليست مصابة بكل تلك الأمراض والانفصامات الشخصية !
أنها غير مضطرة أبدا ولا تكون في هذا الموضع إلا في حال استخدام البشر لها في قتل أخيها !!

ماذا دهانا ؟ لا أدري ... نجسد في الدمى تلك الأحلام الوردية والقيم السامية التي عجزنا عن تمثيلها في الحياة !
نجعل لهم أسماء مثلنا وأصواتا منا ونقول على لسانهم ما عجزنا عن قوله لأحبائنا فكسرناهم
ولأبنائنا فأضعناهم ...
ولشعوبنا ففي الوهم أغرقناهم
ولأعدائنا فأحنينا لهم الرؤوس ورفعناهم !

تلك الدمى ... تمثلنا ... تلك الدمى تلعننا ... تلعن الكلمات كل يوم .. تلعن تشبيهنا لهم بنا .. هم ليسوا نحن ... هم فقط صامتون .. هم يسعدوننا ولا يقتلون .. نحن القتلة ... نحن المرضى .. نحن المصابون بالانفصام والعته والعجز ... نحن نسلب أنفسنا الحيلة لنتمثل بأدورا الدمى ... والدمى علينا حانقة .. تود لو لها ربع إرادتنا أو نصف عزمنا !