الاثنين، 1 ديسمبر 2014

لماذا .... الحب ... الوطن ... وأشياء أخر !

لماذا نكتب كثيراً عن الحب ؟

عن أشباهنا على هذه الأرض ؟

نبحث مطولا بين السطور عن حلم ضائع أو شغف خائن ؟

لماذا يشتد بنا الألم عندما يصبح التيه مسكنا ؟

لأنا ربما فقدنا الوطن ؟

فبتنا نبحث عن أوطاننا الأخرى في أرواح البشر ؟ لربما !

ولربما لأن أحلامنا كانت سكنا يعلو على السلطة والسلطان ... كانت ملكنا وحدنا ... كانت الشيء الوحيد الذي يملكنا بإرادتنا والشيء الوحيد الذي نملكه بإرادتنا أيضا وباختيارنا .... ربما لأنا مارسنا هذا الاختيار لأول مرة في الحب ... الهوى ... يختار .... لا يجبرنا أهل على تقبل إخوة  ... أو أصدقاء معينين ... لا يجبرنا أن نعشق تلك الروح لأننا ملزمون بإنهاء مشروعٍ ما معهم ! ... لا يحسرنا في مقاعد وعلب .... لا حدود لذاك الهوى الذي يجتاح تلك المدن .... ولا شيء يقيدنا عندما نعشق لأول مرة ونبوح ... لا الأرض تسعنا ولا السماء تحبسنا ... نطير وفقط ... ربما نحلق فوق كل الممكن ... نرى المستحيل ونلمسه ... يزداد شغفنا أكثر وجموحنا أكثر ... الأدرينالين يكون غذاؤنا الأكبر نحو ... نحو ماذا ؟ ... لا شيء محدد ربما نحو كل شيء بنفس الوقت ... تلك النشوة التي لا تنسى ولا تتكرر .... شعور ساحر ... يخلب الألباب .... ويخطف الروح بعيدا بعيدا ... حيث الدوران حول اللاشيء ... حيث المتعة المطلقة .... شيء لا يحد .... شيء لا تطاله رصاصات الشرطة ... ولا تقيده حواجز الجيش ... ما الذي يمنعني عن المبيت بحضن صوتك الليلة ؟ لا شيء ..... ما الذي يحبس حلمنا بالموسيقى والنغم الحنون ؟ .... أصوات العالم لا تصلنا هناك .... أحلامنا بالهرب من هنا ... أحلامنا بالزرع بالورد بالمحيط بكل شيء .... لا محاكم تفتيش في العشق ... ولا جلاد يقرأ بطاقات الهوية جيدا ويفتري عليك أنك لست من مدن الهوى ........... لأنا وجدنا في العشق وطننا المسلوب حقيقة وحقا ! ......... لأنا وجدنا أحضان الأحبة وطن رائع القسمات ..... يضمنا ونضمه ونمتزج حتى نصير روحاً واحدة !

في الحب ....... لا تداول للسلطة .......... لا حزب يعلو ولا حزب يخبو ..... كل شيء بدا مستحيلا يجعلنا الحلم به ضرب من تحدٍّ
لا ثورات سوى على أزقة الفشل .... ودروب العنكبوت ؟

لربما لأنه لا شرطة سوف تبحث ورائنا عن أحبتنا الذين هجروا والذين خانوا والذين عبثوا بأشيائنا ؟
ولن تهتم بأولئك الذين يزينون ثغرنا بقبلة في الصباح تنبيء عن ظهور شمس جديدة ، ترسل شذاها لباقة ورد يحملونها فوق مائدة الإفطار الشهية بالأمل والسكن والراحة العميقة حتى سواد الروح الداخلي ؟

لربما لأن الحب ...... متاح قليلا في تلك الأوطان البئيسة ؟

لكن ......... قبلة عاشقين في الصباح ستجرهم إلى زنزانة مظلمة !
ومسحة ورد على الشرفات قد تعكر صفو أحدهم الكاكي !

لكن ........ قيود المجتمع تكبل الأحباب بشدة ، فيتراجعون عن الحب أو المبدأ أو أنهم ... يهربون بالحب ويهجرون الوطن !

لماذا مازلنا ننكسر من ذاك الوطن ونثور نثور لأجل الوطن ؟

ولا شيء في الوطن يحيا لنا ؟ لماذا نردد يحيا الوطن ؟

ولا شيء في الوطن راقٍ لنا ؟ لماذا نبحث به عن سكن ؟

وهذا الوطن ....... فيه تكسر آخر حلم ......... كنا نربط بالحلم سحابة بيضاء تغيم بالسماء إذا اشتدت الشمس فوق رؤسنا ... وكنا نلوح لها كما الأطفال صباحاً وندعها مساء بمأمن عن كل عاصفة أو شر .. وكانت تحمل باقي الأشياء فيها ... كبالون أبيض رائق الوجه !

قال لي وطني يوما ....... دعيني أنظف بالونتك ....... دعيني أراها ......... هل تحبني ؟ ...... أحبك جداً ... أنت السكنى بأرضي المقدسة ........ كطفلة حملت بالونتي لذاك الوطن ...... ويا للعجب ... بنصل إبرة كان الوطن يمزق سحابتي !

وقال الوطن يوما لشاب صغير الملامح ........ جميل الطلعة ........ دعنى أحمل عنك شيئا من ذاك الثِقَل ........ فقال الشاب لماذا ؟ دعني أحفظ أحلامي بعيدة عن تلك الذئاب ..... أحفظها لك .... تعدني يا وطن ؟ ...... أعدك جداً ........ فرح البائس الصغير وهرع ...... بفرح الصغير مد بيده بطرف الخيط لذاك الوطن ........ أمسك طرف الخيط بيد وكانت الأخرى تلوح بإشارة مفهومة جدا لذئاب الوطن ..... فأرداه ذاك الحلم قتيلا !

لماذا يا ترى نهرب بالكتابة ؟ حتى جعلنا الكتابة حبا لذاته وطنا لذاته وطنا آخر لا يعرف سوى ملامحنا نحن وفقط ؟
أنانيون جدا صرنا .... وباتت الكتابة رفيقة أولئك البائسون ! وبات الورق وبات القلم وباتت تلك المدونات الصاخبة تحفظ كل سر أفشاه على ألسنتنا ذاك المسخ المسمى وطن !

وبات الورق يعرف كثيراً من تشوهاتنا !

لماذا لم نمت أجنة في رحم الأرض ؟

لماذا ولدنا أجنة شائهة برحم الحلم المريض ؟

لماذا زينوا لنا كل شيء وكل الذئاب ذئاب الأرض تمسك خيوط الماريونيت منذ القِــدَم ؟

وإما أن تصبح وطنا أنت الآخر وتموت بنهاية المطاف بئيسا لأن الثورة تموت دائما في مراحل العدم

وإما أن تصبح مسخا قميئا ... يقوم أحد الشائهون بعضه ... كذئب .. أو مستذئب ... ويسرق سحابة حلمه الجميلة ويذهب ... فيصير بعد مخاض عسير ..... ذئباً صغيرا !

أو

تظل تكتب

تكتب وفقط

تكتب ولا تنتظر من يقرأ ومن لا يقرأ

تكتب ولا تعرف ملامح وجه قارئيك

تكتب ولا تبالي بمن صار وطنا ومن سرق حلما ومن بات مثلك مكسور جريح ينتظر الموت ويقاوم الموت في آن واحد عسير

تكتب ولا تبالي بمن عرف ماذا ومن قال ماذا

تكتب ولا تتذكر ماذا كتبت !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق