السبت، 29 نوفمبر 2014

غــبــيـة !

لماذا لا أبدو براقة أمامك ؟ تحبس أنفاسك عندما تحادثها ؟

لماذا عودتك أن تجلس كما أنت في أي اتجاه وبأي طريقة تحكي وفقط ؟

لماذا نبدو أغبياء جدا عندما نكون بحضرة الأحباب ؟ لا نبدو لامعين أمامهم كما نحن في عيون الآخرين ؟

لأني أردت الوقوف أمامك عارية عن كل شيء إلا أنا .... أنا التي لا يراها أحد ... فتاة بلا خيوط تزينها شعثاء حافيةً ... تدور في المكان كغجرية تطأ قدماها مدن أحلامك الحضرية لأول مرة !

تعبث بالأشياء وكأنها في عيونك لا تبالي ... كانت تكتشف اختلاف المدن المهندمة عن غاباتها الغوغاء !

تأكل بكلتها يديها ... تضحك بصوت عالٍ مجنون ... تمص أصابعها وتتجشأ ! ماذا يضيرها إن فعلت ؟ ألست تحب طبيعة ربنا ؟

كلنا يعرف حدوده في التصنع ....

حتى اليوم لا تعرف كيف ترسم ذاك الخط المموج فوق جفنها الأعلى لتبدو عيونها أكثر جرأة وعمقا .

لا تقضي الوقت أمام المرآة ترعى تفاصيل زينتها .

ترعى كلماتها الصاخبة عندما تتحدث ولو كتابة !

تحدثك كثيرا بألفااظ رديئة .... تستخدم كلمات سوقية ... ألفاظ الشارع التي يعرفها كل شخص لكنه يحافظ جدا على تأنقه أمام الآخر

عندما لا تجعلك آخر .... تجعلك نفسها ... تبدو غبية جدا !

سترته الثمينة

حذاؤه اللامع الذي يعكر صفحة وجهه ذرة غبار عابثة .

سيارته

أناقة عطره الفواح

كلماته المتلاعبة الذكية التي ينتقيها بحذر شديد .

كنجوم السينما يبدو

أو

كعبقري صغير يلملم شعث أفكاره المبعثرة دائما !

يبدو كرجل أتباهى به أما صديقات عدة

أو يبدو كرجل يحقق لي مجدا سريعا .

لا وقت عندي لترهات حكاياه الصغيرة .

اليوم ... وقع في الحب ... تنازل عن بريقه المحفوف بالحذر ... يتثائب كالخلق .... يعلو شخيره ليلا !

تمويجات الدهون على جسمه تزيد ....... أو .... تلك النحافة الأنيقة ليست جميلة خارج البِــزَّة الأنيقة !

يبدو كئيبا جدا ... مجنونا وصاخبا ... خجولا ويتعثر بالكلمات عندما يعلوه التوتر ؟

يبدو .... شرقِـيَّــاً أكثر مما توهمت .... يبدو متملكا أكثر مما أحتمل ؟ لماذا لا يظن أنيقا طول الوقت ؟ هو بداخل البزات أفضل !



لماذا تبدو مجموعات من البشر غبية جدا عندما تعشق ؟

ببساطة لأن هؤلاء قرروا \ قررن التخلي عن المرآة اللامعة

التخلي عن الاتكيت المصطنع .

قرروا الجلوس أمام أجسادهم الأخرى عرايا بلا خيوط ولا ألوان أخرى غير تلك الطبيعية الرائعة .

قرروا أن يجعلوا تلك الطبائع تتحدث عن نفسها ، لأنها تلك الأشياء التي تدوم .

شعرها الأشعث وصوتها الصاخب وجنون فكرها ،

شخيره بالليل وطباعه الشرقية وتلعثم أفكاره عندما يتوتر .

لماذا يبدو الأمر للبعض أن الحب بحث عن شريك يناسب حجم حياتنا ؟ مستوانا الاجتماعي ، تأنقنا أمام الناس ؟ كفستان غالٍ وكبزة فريدة (سينييه ) نكمل بهما ذاك الزيف الذي نعيش !

لماذا لا نتحمل عفوية الآخر ؟ ونغمض عيوننا عن تلك التي خرجت منه بلا قصد تكشف جزءا فريدا منه ، لأنها أشياء لا تناسب ألوان تبرجنا اليوم !

أن تبدو غبياً أمام حبيبك لأنك كنت أنت بلا بريق كالذي يراه الغرباء طول الوقت فيك ، ليس عيباً .

أن تظل تحاول أن تكون مبهراً لهذا الحبيب فقط لتحافظ على وجوده هناك في مساحة القرب ، بالزيف والضغط على نفسك ، عيبا كبيراً .

هناك .... في النصف الآخر من الأرض ... ذاك النصف الذي أدرت له ظهرك وقررت عدم البحث فيه ... عدم النظر له حتى ... لأنه على الجهة الأخرى من حبيبك المزيف .... أزهار جذابة ... بعطور حقيقية جدا .... إن تركتها لأجل بريق اصطناعي ..... وقتها تصبح\ين غبي\ـة حقاً !

الحلم ليس أن تبقى مع تحبه بجنون ربما .... الحلم عندما تبقى مع من يصدُقك ... ومن يراك عاريا عن كل شيء ويظل مبتسما بوجهك ... ويراك بائساً وحزينا فيرسل وردات تفاؤله لـتـنـير صباحك .... ويراك ضعيفاً فيقف بحذر شديد في ظهرك ... يقيم عودك .... ويخشى أن يؤلمك الرفق ... ويراك كما أنت ... شعثاً ومتوتراً ... ويراك متردداً جداً ويبتسم .. كل شيء سيكون بخير ... يعرف اتجاهات الريح ... كي يبعث لك بعض الشذا ... ويرى أشيائك المتكسرة ... فيشاركك وجع مكتوم ... تعرفه عندما يجنّ عليك ويصرخ مكتوما في وجهك أن أفق ... لا تخسر كل الأشياء ... يدير وجهه عنك ويهم بالرحيل ... لكن لسبب ما لا تعرفه ... يبقى هنا !

إن وجدت الحلم لا تقف .... ألق أحلامك بالنهر ... وعش معه حلماً جديدا ...... تحرَّك ..... إنت مش شجرة ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق