الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

بشرياً أم إنــساناً ؟

بين أن تكون بشريا ... مخلوقات من تلك المخلوقات التي تنتصب واقفة على قدمين ... تأكل وتشرب وتتناسل وتعيث فسادا في أرض الله الواسعة ، يميزها كما قالوا العقل لكنها كثيرا ما تفقد حيوانيتها في التعامل مع مثيلاتها من البشر فتقتل وتسرق وتغدر وتفعل ما كانت تعيبه على وحوش الغابة ، وما لا يفعله وحوش الغابة أيضا من انحطاط !

وأن تكون إنساناً ، ذاك الذي ( من المفترض ) كرمه الله بعقله ، أرسى له الشرائع لتهذب روحه وتروض نفسه ، وهبه الخير والشر في آن واحد ، وزاد في قلبه محبة الخير ، وجعل الجزاء في كل هذه الدنيا على قدر ترويضه لنفسه ولشرور أهواءه . وعليه يكون العمل والجزاء والمساءلة .

بين ان تكون ماكينة تسمع وتنفذ ولا تعي ، وبين أن تكون إنساناً له قيمه الخاصة وتصوراته الخاصة عن تلك الدنيا قدرية أو عبثية !

بين أن تعامل أترابك كمخلوقات لها نفس الأعضاء وتشتركون أنكم بلا ذيل ، يميز الواحد فيكم عن الآخر لونه وعرقه وسلالته وثروته وقوته ونفوذه .
وأن تعاملهم أنكم جميعاً هنا لإحداث التغيير المنتظر ، وترى التفاوت شيء طبيعي لا يميز أحدا بحسن ولا بقبح ! وإنما تظهر الأشياء بأضادها ، وإنما هي اختلافات البشر التي تجعل الحياة مليئة ببهجة التعدد !

شعرة رفيعة جدا ، شعره صغيرة ،

تجعل امرأة ترفض قرينة من نفس الدين ونفس القارة ، لأنها امرأة سوداء !!!! ........ لم تنظر لمكانة تلك السيدة اجتماعياً ، لم تنظر لكون زوجها ذو منصب لا يؤخذ إلا بسمات رفيعة ، لم تنظر لشيء إلا إلى كون البشر السود يفعلون أشياء سيئة ، ولا تريد لابنتها أن تصادق طفلة سوداء ... فقط .... لأنها سوداء !

تجعل رجلا يصرخ بوجه امرأة تطالب بحقها ، حقها في جسدها ، حقها في عدم المساس بها ، لأنها محجبة ! لا ترتدي مثلما توقع سيادته من أمثالها ! فقط لأن حجابها يدخلها فئة نبذها المجتمع !

تجعل آخر ، يقف بوجه أحدهم ليمنعه صعود الحافلة ، ويقف بوجه فتاة يمنعها شراء حاجياتها من السوق بعنف ، لأن مظهرهم يوحي أنهم من غير ذات الدين الذي ينتمي إليه سيادته !

تجعل الكثيرين ينظرون لشعوب كاملة أنهم عبيد ! لا يفقهون شيئا ، لا يحيون سوى بوجودنا ، وجودنا المتخم بالكسل والعفن والتخلف !

أن تكون بشرياً شيئا ولدت به ، كونك بلا ذيل وبرأس كبير فوقه شعر أملس أو مجعد ، بعينين في واجهة الرأس أنف أسفلهما تتبعها شفتان صغيرتان أو غليظتان ، لحية أو بدون ، لا ذنب أسفل الظهر ، تسير مستويا على قدمين ـ تعرج أو لا ليست قضية ، لك شيء أحمر في العروق ، لونك ما بين حالك السواد وشديد البياض بدرجاتهم ، يجعل من يراك أسودا يظن ان دماءك سوداء أيضا ، ومن يراك شديد البياض يعتقد أن ما يسير في عروقك لبناً ، وعلى أفضل تقدير عصير فراولة ، أشياء تجعلك في فئة البشر !

أن تعرف أن كل تلك الاختلافات لا تشكل فرقا سوى إن كنت باحثا في علم الاجتماع تدرك أن البيئة هي من يشكل الإنسان لا لون بشرته ولا طول قامته ولا ثقل وزنه وامتداد كرشه أمامه من عدمه ، أشياء تجعلك تتقدم خطوة لتصبح إنسانا .

ملحوظة :

إن كان هناك من يظن أن الذي يسري في الأبيض لبنا ، فأنا أعتقد بشدة أن ما يجب أن يسري في دماء السود ....... أطيب سوائل الشيكولاتة ........... لقبلة البشرة السوداء طعم مختلف ...... طعم لذيذ :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق