الاثنين، 10 نوفمبر 2014

وتعرفين يا صفية ..2 ...... !

وأنت تعرفين يا ابنتي أن العمر قصير قصير .

كم من بائس يا عزيزة يطلب الموت في أتعس لحظات الوهن ثم ما إن تتراخى قواه بفعل الأدرينالين يتمسك بتراب الأرض أملا في البقاء ولو لساعة أخرى ولو ليوم آخر .

قد يكون العمر أقصر من ضمة لكِ تتحرق شوقاً ... وقد يكون أطول مما نظن فنتلاعب بالوقت كأنه أوراق الخريف !

وكيف يا ابنتي تمر سنوات الحب والفرح كنسمات عبير صافية .... استنشقيها عن آخرها ... املأي صدرك بها كلها ،
املأي صدرك بعليل الزهر الذي يفتح أوراقه بالصباح كعيون طفل يتعرف الكون ببراءة العمر .

وتعرفين يا ابنتي .... قد أموت ... وليبق لكِ مكتوبي .... للدنيا وللغيب ... وليبق الحب سبيلك وليبق الصدق وان امتلأت الدنيا حولك كذبا وزيفاً ... وليبق الحب وليبق التسامح والعفو نسمات وردتك الفواحة .. وليبق الحب يا صغيرتي .. الحب هو ورد الدنيا من بذور الجنة .. تظنين نَــفَــسُ الصبح يأتي من البحر وحده ؟ إنما هي تنهيدات الزهر وسط قذارات العالم ! ... وليبق الحب يا صغيرتي هو غيمتك ترسلين معها بسمة صباحك فتمطر الدنيا جمالا وخيرا وحقيقة :) وليبق الحب يا صغيرتي ... لأعداءك قبل صديقاتك ... فهذا العدو لم يقرأ الحب في عينيك ولا قلبك ... أرسلي له باقة ورد بالصباح .. أمطريه بدعوة حرَّة في جوف ليل بارد ... وليبق الحب يا صغيرتي ... إن التحف عمرك ثوب اليأس .. موقدا يرسل الدفء إليك رغم الخوف .... ونوراً يحمل الأمل من جحر الشتاء الكئيب .. وغيمة تمطر الدنيا بماء طيب القطرات فكأنما غسل الصباح تكلف بسمتك العفوية ... وليبق الحب يا صغيرتي .. أول رضعاتك بالمهد وآخر زوادة في الطريق .... وليبق الحب يا صغيرتي هو شمعات الطريق ونسمات الطريق وأشجار الطريق وظلك يا صغيرة على ذاك الطريق ... نهاية الأمر ... إله جعل الحب ديناً يتبع ... وجعل الود اسما من أسماءه العليا به يرجى ...  ويبق الحب يا صغيرتي .. هو ما يرفع الصديقين درجات .. وهو ما يدخل المجرمين تلك الجنات بلا صالح عمل ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق