الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

تلك السرابات

وسط ظلمات الروح المتتابعة

وسط تلك البؤر الأكثر ظلمة عن غيرها

تسير .... تحاول تفادي كل بؤرة ... تسقط بإحداهن ..... الأسود كاحل جدا ... المكان أكثر برودة ... الأشباح تترائى من كل اتجاه .

رائحة الرطوبة ممتزجة بعفن التربة هناك ... عفن بعض الذكريات ... وخزها .... ألمها هناك يتضاعف .. يعود كما كان لبواطن القلب لا للجدران الخارجية كما اعتاد في السبل المحيطة .

الألم

وحش آخر وسطهم .... يبدا في التحرش بنا .... بعقولنا ساعة .... وقلوبنا ألفا !

يلتمع شيء يسيرٌ هناك

تقترب ... بعد دوامة الألم المريرة ... تمد يدك ... تمدها أكثر وأكثر ... تسير بحذر ... ثم يبدأ الأمل العقيم المجنون بالتسرب إليك .... لربما هي نافذة نور ... تمد يدك بقوة ... بأقصى ما يحتمل أسير خرج لتوه من غرفة تعذيب محكمة ..... تطل برأسك ... ترتسم على وجهك بسمة بلهاء ... تسقط ... تجد نفسك في قعر بؤرة من تلك البؤر اللعينة ... كنت تظنها نور !

تلك السرابات التي تطل من كآبتنا ... تلك النفس المتعبة ... التي بدأت ترسم لنفسها النور بعد أن فقدته الروح ..... تسقط فيه من جديد .

هوة سحيقة .... تكسرنا أكثر ... تجلونا عن أنفسنا أكثر ... تجردنا أكثر ... فتصبح قلوبنا هشة جدا ... وأرواحنا شيئ من خيال !


تلك السرابات .... التي تلهمنا النور .... والتي تلهينا عن نتاج التجربة .... أن النور شيء من خيال ... أن النور هو أكذب تلك السرابات .... أن النور ليس هنا ... ليس على تلك الأرض !

نستسلم لها ........ نسلمها رقابنا ........ ماذا سنخسر أكثر من انكسار روح مشرقة ؟ لا شيء !

نستسلم لبؤر الحزن السحيقة ... ولطرقاته التي تصبح أكثر رفقا من بؤره ... نتعايش العفن .... نعتاده .... نحبه .... نجد أنفسنا أحق به من غيرنا .... العفن الذي كنا ننفر منه جدا ... لا نراه ... لأن النور كان ينسج أجنحتنا .... العفن الذي صار جزءا من الواقع بعدما سلم النور عدته للظلام واستسلم .

لماذا اقتربنا من تلك البساتين الخادعة ؟ لماذا بذلنا النور وظننا أنا سنحصد نورا ؟ لماذا لم نخف من الظلام واعتبرناه صديقا مالم نضره فكسرنا أكثر ؟ لماذا لا يمتد شيئا كثيرا مثل الألم وتبعاته وسراباته اللعينة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق