السبت، 13 ديسمبر 2014

الغريب

الغريب
وكيف لنا بغريب يقترب؟ بعد أن قتلت الفرقة أمانينا

سيكون غريبا في البداية

سنحذره كلما لمس أشيائنا
سنأخذ منه هذه، ونقول له أن تلك لا تخصه
سنسأم من كثرة التكرار

سيدهشنا حرصه

يوما فآخر.... سيوقعنا كلامه في براثن سرد الحكاية.. فنحكي ..... ونتيه وسط الحكي.... فنلمس معه الأشياء

ونجد أنفسنا نخرج له خوابئ النفس

ونضحك ونحزن ويربت على كتفنا فيعاودنا الابتسام

ويقترب

كالموج في ساعة المد يقترب

ويضرب شواطئنا في رفق

نهتز طربا

عشقا

بهاء وفرحة!

لا ندري

نشعر بشيء مختلط

شيء لا يشبه الأشياء التي أسعدتنا ولا التي أبكتنا بعدها

شيء في قمة جموحه..... وشدة تحفظه

شعور مليء بالراحة والاضطراب
بين السكينة والخوف
شعور مطارد بين نوازع النفس وبين اساور العقل
والقلب حائر بين الجميع كمحار يتازع رمل الشاطئ وجنون الجذر فيرتطم ويريد التخلص من قيد الرمال فيتخبط!
فلم يعد يدري أيهما أأمن! المكوث في جفاء الرمال؟
أم المغانرة في روعة الموج؟
ثم الشاطئ أكثر أمنا مقارنة بغدر الأمواج
ثم أنه اعتاد قفار الشطآن!
ثم الموج لذيذ حقا! ممتع حقا! يلف المحار بهمسه فينام هادئا في حضنه.... محار مسكين.... يفتقد الأحضان وترعبه الفرقة!
وفي هذا الخضم
الصخب
تلاطم الشعور
طلاسم الفكر في غيب مجهول
يقف غريب الأمس بجوارنا...... ممسك بجوهرة القلب وحده..... نأتمنه عليها! لا نصرح بهذا.. ولكن ما معنى أن نتركها بين يديه؟
ندور دورات كاملة
في نصف دائرة
في ربع
نروح ونجيء

ويقف هو مكانه مبتسما لا يتحرك

هو يدرك تماما مكانه من الزمن....... من إحداثيات الأرض...... لايدري أننا اخترنا كهفا مظلما لنا دون سوانا

انا سنجبره على الوقوف حسب إحداثياتنا نحن

سيرفض

سيظل مكانه

سندور

نروح ونجيء

سيدور دورة حولنا

سيعود لإحداثياته ثانية

سنغضب لصموده

لن نحتمل تسمره والأرض في أفكارنا تدور

لن يفهم

لن يغير موقفه

لن نتوقف عن الذهاب والإياب في توتر وهلع

لن يتحمل

لن تستمر بسمته

تتسمر مثله على شفتيه

تموت ببطء
تنتهي

ويتحرك باتجاه النور

سيذهب

ومعه بقايا الجوهر

ويتركنا بالكهف

نبدأ من جديد تقوقع المحار

صراع شواطئ المد والجذر

جنون القاع

وقفار الشاطئ

لم تعد لدينا أشياء متكسرة

أخذ الغرباء أشيائنا ورحلوا منذ الأزل

وكان آخرها

جوهرة بكف ذاك الغريب! 

من سنة :) أول يناير 2014 .... كيف يدور الزمن دورته ويتركنا كما نحن ؟ 

بحثت عنها صباحاً ..... لأنا لا ندرك في البداية كم يقترب منا هذا الغريب ... كم يصمد ؟ ..... وماذا يسرق في رحيله ! 

الغريب الذي ألهمني التدوينة لم يسرق شيئا .... ولم يرحل .... ولم يعد غريباً :) ..... وصار يلهمني تلك الحكايا عن كيف نصبح أصدقاء أو أحباب أو عشاق أو أرواح ممتزجة دون أن ندري ! 

صباحا ... أيقظتني رسالة صديقتي المغربية العزيزة ... تلك الفتاة التي تشبه رمال سواحل البحر وملوحة المحيط الرائعة .... نبهتني كيف بدونا غريبين في بدايتنا منذ سنوات .... كيف الآن تمتزج آلامنا سوية حتى كأنا قدر واحد وشخص واحد ! 

تلك الحدود والمسافات التي لا يدركها العقل .... ولا يفهم تتابع الإحداثيات المجنون .... تلك الأرواح المهاجرة حيث أتعبها الألم والوجع وجعها ... وصار الحزن يقويها أكثر ويقربها أكثر فتمتزج تلك الأرواح بأخرى وأخرى وتصبح روحاً جديدة جدا لها بريقها الخاص ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق