الجمعة، 19 ديسمبر 2014

أحيانا فقط !

نبتعد جدا عنهم لأنهم أكثر من فهم عنا !

نظن أنفسنا عرايا أمامهم

يزعجنا الأمر فنهرب

ما نلبث أن نعود ثانية .... لا نقوى على التعري أمام غيرهم .... هم صناديق قلوبنا السوداء ... مخبأ السر والحكايا ... هم السر

أحيانا ........ لأننا فهمنا جيدا ........ غصنا بداخل تلك الأعماق السحيقة ....... فهمنا الأغوار وفككنا طلاسم الطريق إلى العمق العميق هناك ..... نعرف جيدا ما يحتاج هذا المرء سماعه لا ما يريد !

يشعر الصديق بهذا بحساسية فائقة ......... نتأفف لدى سماعنا .... نهرب ....... ندعي كذبا عليه أنه لم يفهمنا .... لم يعرفنا ... رغم أننا أقسمنا عشرات المرات صدقا أن لا أحد قرأنا عرايا كالمواليد الجدد مثله !

في غمرة الألم ... لا نسمع سوى أصواتنا الداخلية العقيمة .... التي قد تصمّ آذاننا بحق ... نريد سماع كلاماً ناعما معسولا ، لا يثير التساؤلات المجنونة أكثر ولا يجيب شيئا .... يعجبنا التيه بشكل أو آخر .... ظلمة المحنة تجعلنا نخشى النور فقط لأن النور وقتها يصبح مجهولا جدا بالنسبة لنا

كأجنة أدمنت ظلمة الرحم ولا تعرف أن الحياة في الخروج من هنا ! نريد أي كلمة تظمئننا هنا .... لا تخرجنا من الظلمة بل تبرر لنا وجودنا فيها !

لأني أحبك !

أخبرك عن النور كثيراً

أخبرك أن خارج ظلمات الرحم ميلاد آخر

أخبرك ما أنت بحاجة لسماعه لا ما تريد سماعه

أخبرك ما يزعجك ... وأنا أعرف هذا تماماً ... ليس جهلا مني ولكن لأني فقط أصدقك ما تحتاج !

أخبرك ما يزيد تقلصات فكرك ليدفعك خارج كيسك الجنيني للحياة من جديد

تزعجك التقلصات ؟ الألم يزداد ؟ يتضح ؟ إذن فقد بدأ لتوه بالانتهاء !

من نحبهم ...... يسمعوننا ما نريد سماعه منهم فقط !

من يحبوننا ...... يخبروننا من نحتاج إلى سماعه كي نقف من جديد !

يصدموننا

يوجعوننا

ثم يفتحون أحضانهم كي نرتاح قليلا بعد هذا المخاض العَسِر !

#تَفَكّر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق