الأحد، 31 مارس 2019

كاتبة مصابة باضطراب القلق المرضي! .... (12)

بالأمس استيقظت على كابوس مرعب

فتحت عيني لسقف الغرفة قبالتي، يدخل بعض النور من نافذتي، قلبي مضطرب، يدق بشده، ألهث، كأن الركض كان حقيقة، أبتلع ريقي، أحدق في السقف، أنا على السرير، أنا في غرفتي آمنة، أنا بخير، ما كان هذا؟ هل هذا حقيقي؟ بالطبع لا، ماذا لو كان حقيقي؟ أي شبح هذا الذي يطاردني؟ ولماذا عاد إلى أحلامي من جديد؟

عندما يصيبك القلق المرضي، من الصعب أن تصدق الحقائق، ومن الصعب أن تكذب المخاوف والوهم!!!!!

وعندما يأتيك كابوس تضطرب حواسك، أيهم حقيقي وأيهم مجرد حلم؟
وحينما تختلط لديك الأحلام بالتصديق والتحقق، يصيبك الجنون!!! صدقني إنه الجنون بعينه، وأنا تلذذت بكل تلك الأنواع!

كان عهدي معه، أني عندما أراه في حلمي، عندما يقول لي شيئًا محددًا، فإن الأسابيع والشهور قد تمر، لا شيء يصل بيننا، ثم فجأة ومن حيث لا أدري يقف قبالتي ويخبرني بذات الكلمات التي قالها في حلمي!
عندما يحلّ على رأسي مثل الصداع، أجد منه رسالة، أو نصًّا أو توددًا لا أفهم له مغزى ولا أجد له مبررًا!

منذ سنوات تراسلنا، أخبرته بما يدور في رأسي، بصراعاتي البسيطة وقتها، بربع الحقيقة وربما أقل، كنت أريد أن أعرف شيئًا محددًا، كنت كصحافيي الأخبار، وهو صحافيّ منذ زمن، لم يلتو في كلامه، كان واضحًا ومستقيما، كان مريحا جدا، محادثة قصيرة ومحددة كانت كفيلة بأن تخرج من قلبي مسمار جحا، أي شبهة بأني ظلمته، وأي تساؤل بأني ظلمت نفسي.

انتهى .... الحب كان انتهى من قبل تلك المحادثة بعام أو أكثر، كنت مثل الفراشة في حضن حلم جديد، لكن القلق والشك والوساوس والخوف، شيء سخيف يعتريني عند غموض شيء يثير فضولي وقلقي .... قد أكون غبية، لكني اعتدت الأمر!

محاولات غامضة ومريبة للرجوع، لا أعرف كيف كان توقيتًا مواتيًا لكل العته والعبث والجنون، كان حلمي الجميل يتحول إلى كابوس على طريق موازية، وكنت وحدي، كنت وسط الصحراء القاحلة وحدي، وأنا أخاف الوحدة، أعتاد وحدتي النفسية، لكني أخافها جدًّا وأكرهها، وأكره فراق من أحب، وأكره أن أخذِل أحدهم أو يخذلني من وثقت بهم!

ورغم انهاكي وضعفي، كيف استجمعت كل قوتي للرفض القوي؟ وكيف أغلقت الباب وأوصدته خلفه؟ وكيف لم أسمع لخطوة قدم أن تخطو على أرض؟ وكيف كان السور منيعًا وصاحبته هشّة؟ كان الحب في قلبي قويًّا، ما كنت لأخون من وثق بقلبي يومًا .....

محاولة بائسة، أثارت شفقتي، وعصبيتي وجنوني، أثارت شفقتي أكثر من أي شيء، أكتشف نفسي من جديد في تلك المواقف البائسة!
تراجع .... وأغلقت أبوابي بقوة .... ولم يعد يضايق مناماتي ... ولم أعد أصاب بالصداع لأني لم أكن أذق للنوم طعم معذبة بما وضعت فيه كامل قلبي وشقفة روحي!

في الصباح، يطاردني في منامي، منام لم يطل لثلاث ساعات متصلة، يطاردني بباقة ورد، وظرف أبيض يود لو يضع عليه صورتي بجانبه،يسألني إن كنت أحب أحدهم؟ إن كان هناك أسد آخر في العرين؟ أخبره أني أحببت بكامل قلبي، أني عرفت الحب حقًّا مع هذا الجميل، يسألني أين هو؟ أقول له لعله لم يحبني.
يسألني أن احضر حفلة، يصّر، لأذهب لأتخلص منه، يطاردني بنظراته، ثم يطاردني بباقة الورد والظرف الأبيض! كان يبتسم ويقترب، وأنا أصرخ وأركض، كان يقول لي اسمعيني، وأنا أقول له كفى!
كان يرجوني أن أقف، وأنا أرجوه أن يفيق، يقول أحبك، أقول له تلك نوبة هوس أصابتك ... سوف تفيق منها قريبًا، سوف تعرف أنك لا تحبني، سوف تعرف أنك لا تريد الزواج مني، سوف تفيق، أنا مررت بهذا الكابوس حقيقة من قبل!!!!
كنت أركض بكل قوتي، وكان يبتسم بكل قوته
صعدت السلالم حتى وصلت إلى الباب، أغلقته خلفي وجلست ألهث، أحكي لأبي وأمي وأخي النصف نائم، أخشى أن يرتفع صوتي فيسمعني ويستكمل المطاردة، أراه واقفًا بالأسفل يبكي، يثير شفقتي ويثير ذعري!


على سريري، قلبي يقفز، يداي باردتان، نفسي ثقيل ومتسارع في وقت واحد، وعقلي كأن خارج الوقت مصدوم لا يفهم أيهما الكابوس وأيهما الحقيقة .... السابعة ... من يستيقظ في السابعة في عظلة نهاية الأسبوع؟
أراسل أخي، صديقتي، وشخص أخر أخمن أنه مستيقظ، أفكر .... من مستيقظ الآن؟ أريد أن يقول لي أي شخص أنه حلم، أني بخير، أن هذا لن يحدث، أن الكابوس القديم لن يقفز على صدري ويخنقني ....
هل أذهب لسرير أمي أتوسد ذراعها وأبكي أو أطمئن؟ أنا حقًا خائفة!!!!


ما هذا الذي يحدث؟ متى تحول كل هذا إلى كابوس؟
من إنسان لطيف ذكي مثقف يثير إعجابي بقلمه وفكره، إلى كابوس أخشى أن ألقاه، وأخشى أن تجمعني به الطرق؟

ما الذي يحدث؟
أين الحلم الجميل الذي كنت أحياه؟ أين زهر الربيع وورد المريخ؟ أين تلك البسمات التي تنير قلبي قبل وجهي؟ وكيف حال البعد بين النسيم والزهر؟

من أنا بين كل ما يحدث؟ وهل تلك أحلامي التي كنت أعيش بها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق