الجمعة، 15 مارس 2019

كاتبة مصابة باضطراب القلق المرضي! .... (9)

إذا سألني أحدهم ما الذي أكرهه كالعمى أقول الغباء!

الحياة لا تحتمل المزيد من الغباء، لا أطيق الأغبياء وأضيق بهم ذرعًا ..... أتعجب كيف يأتيني صبر عظيم في بعض المواقف، ولا أتعجب أبدًا من رغبتي في إحراقهم أو دهسهم والمرور فوقهم عدة مرات!!!!!

Mariam, common sense is not common, you have to know this!
Me: But! they are stupid, you know the most thing I hate is stupidity.
But this is the only thing they can do, the only thing they know.
Me: No, they don't even use their minds .. they don't even think, the sense of keeping life in not exist. Animal think Doctor they DON'T!
Do not be harsh! If they know better definitely they will do better.

منذ سنوات لا أسير في الشارع على قدمي إلا فيما قلّ وندر، أكره الناس، وأخاف الناس، أرى وجوههم مثل وحوش مستذئبة تنتظر الفرصة، الرجل والمرأة والعجوز والمراهق، كلهم ينتهزون الفرصة كي يأخذوا منك قطعة أو يدمروا لديك شيء، تقول لي الدكتورة أنهم سوف يبقون هكذا إذا ظللت أنظر لهم هذه النظرة، مرتين من التحرش والناس ساكتون أحدهم يبصق على وجهي، والآخر يشتمني بشرفي الذي لا يعرف عنه شيء، أخي في مدينة أخرى حيث يعمل وصديقي الأقرب لا يرد على هاتفه، لم يكن يومًا جيدًا لي إطلاقًا ..... 
تقول لي: لقد تعرضوا لاعتداء ما، إنه سلوك وراءه دافع!
هل أتحمل كل هذا الخراء لأن لكل واحد دافع وراء خراءه؟ هل أحتمل هذا الغباء لإنه مطلوب مني المزيد من التفهم؟ 

أصبحت ألوم نفسي أكثر مما سبق، أشعر بأنني بشيء ما لا أستحق أن أغضب أو أثور أو أعترض على كل تلك الغباءات والاعتدااءت!!!!

من لم يملكون الحس لم تتم ترتبيتهم، لم يتعلموا ولم يكتسبوا أي نوع من الأخلاق أو القيم، هذه هي خلاصة الأمر
رزقهم الله عقلا وقلبًا، ما ذنبي أنا إن لم يستخدمهم غيري؟

لماذا وضع الله الشريعة؟ لماذا لم يقل لنا عند كل اعتداء أو خطأ ابحثوا فقط عن الدوافع؟ لماذا وضع القصاص والتعزير ولماذا كان من حق القاضي أن يؤدب فيما لم يرد فيه نصًا بما رأى فيه مصلحة الناس؟
ولماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن حسن الخلق في كل موضع؟ ولماذا وضع الإنسان القانون؟

لا يمكن أن أحتمل كل تلك الغباءات في الشارع مثلا لإن كل واحد منهم وراءه دافع!!!!
هم ليسوا عائلتي ولا أصدقائي ولا يتصرفون خارج ما أعرفه عنهم حتى أحتمل كل هذا

ثم يهرب بعض الأصدقاء والأقارب إلى دول أخرى، أفكر في الهروب وأسعى له، ولكني أقف كثيرًا متسائلة، هل هذا معقول؟ أن نهرب جميعًا؟ أن نختبر غربةً جديدة فوق غربتنا؟ لا أعرف!

الأفكار المتضاربة، اللامنطق أحيانًا، الخوف والقلق، التردد والحيرة، ثم التكور والانغلاق على الذات، أشياء لا تستطيع التحكم فيها أحيانًا

أكتشف الآن أني اختبرت القلق في سن صغيرة جدًا، وأني وقعت ضحية الخوف مبكرًا أيضًا، وأن الاكتئاب جاء تابع لا سابق ..... أحاول التذكر متى بدأت الخوف من الناس والأشياء؟ ومتى كنت أفزع من الطرق الطويلة، ومن خيالات الزرع، ومن صوت الرياح؟ ومتى كنت أتكور في سريري خائفة من كل شيء بالخارج؟ ومتى كنت طيبة ومنفتحة على هذا العالم أشارك دميتي الجميع ولا يشاركني أحد، وأحافظ على أي لعبة أمسكها ولا يحافظ أحد على لعبتي! أحفظ خصوصية من حولي ويتم انتهاك أدق أسراري بشكل فجّ
تستغرب أمي منذ زمن لماذا لا أحب أن يفتح أحد أدراج مكتبي؟ ولماذا لا أحب أن يفتش أحد في كتبي أو دفاتري، رغم أني أحافظ على الكتب بشدة، لا أكتب على هوامشها، أعتبر هوامش الكتب حرم مقدس، ورغم هذا أكره هذه الأفعال .....
لإن الناس تكسر لعبتي، ولإن الناس لا يحافظون على أوراق الكتب إذ يقرأونها، ولأن الناس يسخرون من الاختلاف إن كان أفضل منهم ولإنك الوحيد الذي تمت تربيتك زيادة عن اللزوم وسط هذا الهرج! لهذا وعدت نفسي، وعدت أبنائي الذين لا أملك أية فكرة إن كنت سأحصل عليهم يومًا أني لن أربيهم في هذا الهرج.

ولأنه لا أحد يترك الخيط خيطًا بدون أن يشاكله، كنت أهوى أن ألف بكر الخيط بحرص، وكنت أرتبهم، وكنت أخشى أن يكون هناك أي عركلة في مسيره إذ أبدأ بالغزل، انتقل سلوك الخيط إلى حياتي، لا أحب المشكلات، لا أحب الصراخ، ويومًا بعد يوم صارت أذني تؤلمني في بداية المعركة، فإذا ما بدأتُ الصراخ فاعلم أني لم أعد أحتمل ولم أعد أقوى على السمع أكثر! وأن ما تقوله يؤلمني ويزعجني ويقيدني ولا يحل المشكلة ولا يساعد بأي شكل.
أصبحت أبحث عن بداية المشكلة، أرتبها، وأنقد نفسي، أراجع ما قلت وما فعلت، أود انتهاء هذه ( الكعبلة) حتى لو لم أغزل بالخيط شيئا جديدًا، حتى لو لم يكن لدي خطة لاستخدامه أو الاحتفاظ به، أريد حل تلك العثرات التي توقفت عُقَدًا في قلبي توجع وتؤلم وفقط ..... أصل في نهاية المطاف إلى قانون خاص، يقضي بحل العقد واغلاق تلك الصفحات التي تعرقلها العقد عن الانغلاق!

أحيانًا كثيرة أرتاح بعدها، أرضى بالخسارة جدًا، أنسحب من الحياة في سلام، أو ..... أفتح صفحات جديدة وأحاول الاستمتاع بما تقدمه الحياة لي من مفاجآت .... أنا بلا شك أستحق المزيد والمزيد من جمال الحياة ومفاجآتها السارّة لتكتنفني وتعوضني ما قد قاساه هذا القلب الصغير لوقت طويل جدًا ... أستحق بسمة لا تنسحق وحب لا يخفت وبطلٌ يثق بي يثق بمقدار حبي له يظل هنا بجانبي رغم حماقاتي التي (لا تنتهي) إلى النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق