الأربعاء، 14 يناير 2015

وجدي ما زال الحب !

يمرون من هنا ...... يقرؤون الحنين جدي والحنان أيضا ... !

ويذكرون قلبي بجدي الحبيب !

..........................................................................................

من أين يشترون رائحة عرقك في الثياب ؟

رائحة جلدك ؟

رائحة أنفاسك ؟

من أين تأتي عباءتك برائحة جديدة لك ؟ .... غسلوها ... غسلوها من رائحتك ... وعطرك ؟ هل لعطرك معنى بدون رائحتك أنت ؟

ودفئك ؟ هل للصوف قيمة بدون دفء جسدك به ؟

كئيب صار منزلنا

مررت بقبرك سريعاً

أريد الاقتراب والخلوة بك هناك ..... أن أقص عليك أخباري وأحكي !

أتدري ؟ عندما خفق قلبي لأول مرة فيم فكرت ؟ فيك :) فكرت لو كنت هنا ما كنت لأحكي لأمي شيئا كنت سأهرع إليك أقص عليك نبأ قلبي وأنتظر ........ كنت لن أطلب منه أن يخبر أخي أو أبي كما فعلت ... كنت لأقول له تحدث إلى جدي أولا ............ كنت لتقرأ أفكاره في عينيه ...... كنت لتعلم صدقه من رائحة كلماته ........ كنت لتبارك هذا الحب أو تجادلني فيه ..... سأجادلك ....... وستناقش ....... وستقول ........ وستترك الأمر لي بالنهاية ....... وسأرى ترحيبا في عينيك فأفرح ...... أو أرى خوفا وقلقاً فأبيع عالمي وأشتري رضاك !

وكنت ستضحك ...... وكنت ستنظر لي بعيون ماكرة ضاحكة وتقول والله وكبرتي يا سارة توجا وبقى ليكي حبيب ........ وكنت يا جدي سأرمي هموم قلبي بحضنك !

أشتاق حضنك بشكل مخيف .......... لو أنك هنا !


لو أني ألقي ثقل قلبي بحضنك ؟

لو أني أجادلك في الخلق والوجود ؟. لو أني أقول لك خوفي وشكي فتحيله بالحب إلى يقين ؟
لو أني أتردد فتقف بي إماما في الصلاة وتقرأ ....... لو أنك تضع يدك على رأسي وصدري وتقرأ آيات الحفظ والرقية ؟

لو أني أحكي لك أصناف البشر الذين لم تخبرني عنهم

لو أني أقول لك فلانة قالت فتقول لكلمة واحدة منها ... ابتعدي او اقتربي ...

لو أني أخبرك الآن أني لم أحب ابن الجيران الذي رسمته لك يوماً لكنه كان صديقي الوحيد هناك ؟

لو أني أخبرك بأحلامي ودراستي ........ كنت ستدعمني وتقف إلى جانبي ....... كنت ستتردد في سفري لكنك ستوافق بالنهاية ....... كنت ستدعم رغبتي أمام أمي وأبي ........ كنت ستمنحني تأشيرة خاصة جدا :)

لو أن حضنك هنا يا جدي ؟

بعمري لن يمنحني احد دفئه ولا قوته ولا رائحته ولا رجولته ولا عطفه ولا أبوته ولا حنانه

لو أن بعض عرقك هنا حتى ! لو أنه هنا ممتزج كما كان برائحة عطرك فأحتمي بعبائتك الصوفية من برد البشر ؟

لو أنك هنا لتخبرني كيف أزرع الورد ؟

وأي أنواع البخرو أفضل ؟

لو أنك هنا وأخبرك عن عملي وتفاهاتي الصغيرة ؟ فترسل لي كلماتك الضاحكة أو نصيحتك المرشدة ؟

لو أنك هنا يا جدي تمنحني مباركتك لفكرة ودعمك لأخرى ومعارضتك لثالثة ؟

حتى معارضتك أشتاقها

ترى كيف نكون إن بقيت معنا ؟

كنا سنتعارض كثيراً ........ كنت لتفقد صبرك وكنت لأغضب منك ...... وكنت لأصمت لأن الكلام لا يعجبني ...... وكنت لتضرب بعبوسي عرض الحائط ........ ثم !

ترانا لا نحتمل هذا الصمت ....... تناكفني من جديد أو أبدأ مشاغباتي معك ...... ( غلاستي المفرطة ومحاولاتك الرد بمناكفة جديدة وشتيمة مصحوبة بضحك ) ثم يعود النقاش أو نتراضى بحل وسيط ! ثم أحبك !

ثم يا أبي أحبك

ثم إني أفتقدك

ثم إني أحتاجك حينما أفقد الرجال وأخلاقهم حولي وأشعر وقتها يا جدي باغتراب شديد وأشعر أن كل ما هاهنا زيف محض....... لم يعرفوك !

تراك كنت تقول كيف أن الزمن تغير وكيف ان هؤلاء الصبية في الثلاثين لا يتعدون طفلا يتبول في سرواله بين الأزقة يعامل الدنيا كقطعة حجر يلعب بها مع قرائنه كرة القدم !

كنت لترى كيف أني قوية وكيف أني ضعيفة في آن واحد

كنت لترى كيف أني أحب وأشتاق وأغضب وأنقم وألقى حلماً وراء ظهري وأحلم من جديد :)

كنت لأقضي إجازتي على أريكتك ألتصق بك وأملأ روحي برائحتك وأتمتع بوجودك الدافيء :)

أحبك يا أبي ...... 

هناك تعليق واحد:

  1. ربنا يرحم جدك ويسكنه الفردوس الأعلى، ويرزقك في حياتك من يروي حنينك إليه ومن يكون لك بمثل حضنه العاطفي والفكري الذي طالما ضمك وأمنك وأسكن روحك.

    ردحذف