السبت، 10 يناير 2015

بلا حب !

فراشة بلا حب ... هي سحابة بلا قيد

فراشة بكامل أناقتها وأجنحتها

تدور وتدور

لا تحدها البساتين ولا توجعها الأشواك ولا يراوغها الزهر

فراشة بلا حب !

هي سيدة الملكات وأميرة الأميرات ... تلهو بصورة غجرية

لا تتأنق ولا تخاف ولا تحاذر

كل النسيم صديقها

كل النسيم يداعبها ويرقص لها

وهي بين كل هذا وذاك تحلق عاليا .... بلا هدف ولا أمنية ولا خوف !

فراشة بلا حب !

هي نسمة ريح رائعة ، لا أفكار تأسرها ولا الغيرة تقتلها كل ثانية !

لا تتوقع ، ولا تحلم ، ولا تقضي بخيالاتها وقتا أطول من النوم ليلاً !

هي السيدة ، لنفسها تتأنق ، لنفسها تضع أحب العطور إليها ، لنفسها تلهث وراء زجاجة عطر تمنحها شعورا أعمق بالحرية ،

لا عطر ربيع يأسرها ، ولا تختار ما يلائم ذوق الحبيب !

هي الرائعة ، تتبرج وقتما تشاء ، وتخفي ألوان أجنحتها وقتما أحبت ، لا تخجل ولا تنزعج ولا تضع في اعتبارها أحد سواها !

فراشة بلا حب !

لوحة بها كل الألوان ،

لا خدش يزعجها ، ولا بهتان يطمس خطوطها ، ولا تموه يعكر صفوها ، ولا فرشاة حادّة تقتص من حرية الجناح !

فراشة بلا حب !

وردة دائمة النضرة ، ربيعها غير متعلق بوقت ، جمالها غير متعلق بشمس ولا قمر ولا سطوع نجم في السماء القريبة ولا البعيدة !

هي شمس البستان ، وقمره وزهراته الحيية ، وهي المشاغبة الوحيدة وهي الحسناء الحلوة وهي الزهرة الفواحة وهي الفراشة المبهجة الملونة المرحة ... وهي العالم !

تفاصيل العالم بين جناحيها فقط ! .... الزهر .. كل الزهر يتمنى أثر الفراشة فوقه !

والحب !

ذاك النور الرائع

ترغبه بشدة .... وتضع ألوان أجنحتها مقايضة بالنور

يكسر جناحاتها

يخطف منها اللون والعطر والبهجة

يحرق قلبها الذي كان منيراً بدونه !

يقيد مجال تحليقها .... وينسج حولها خيطا رقيقا كخيط العنكبوت !

تتعثر فيه ....... ولا تخرج !

هل كان الحب ؟

هل كان النور ليكذب ؟

هل كان العنكبوت ؟

هل كانت جرأة الفراشة تجاه النور ؟

هل كان صدقها مع زهرات البستان فظنت أن العناكب لا تكذب ؟

هل تحلق ثانية تجاه نور جديد ؟

هل تمنح العناكب معاهدة سلام مشروطة ؟

وهل للحرية قيد ؟

فراشة بلا حب .......... حرة !

فراشة بلا حب وبلا أجنحة .......................... ؟ لا أعلم ! 

هناك 4 تعليقات:

  1. ربما جميعنا نفضل العيش كفراشات حرة، العيش الذي وصفتيه، ولكن بعض السجن حرية، سجن النور الصادق، ويستبدل أفق العالم الخارجي الرحب، بأفق عالم خاص هو ربما أرحب للروح والقلب.
    ..
    مش بس أفكار كتاباتك وأسلوبها، لأ كمان مفرداتك رائعة وبتوظفيها بشكل جيد جدا.
    ..
    رائعة كالعادة :)

    ردحذف
    الردود
    1. لربما لآن نور الحب أحرقنا ! :)

      لربما لأن الاقتراب من ذروة كل شيؤ مميتة حقا !

      لربما لأن النور في وهجه يعمي فلا تدري هل صادق ذاك النور أم كاذب ! :)

      أسألك الله لك .. من كل قلبي ... إن قابلت وهج النور أن يكون صادقا للنهاية ... الحب حرية ... ولكن عندما لا يحمل مقصاً يقص الجناحات ويقتل الفراشات ! :)

      وليزهر قلبك يا صديقي :) آمين :)

      حذف
  2. كيف تحيا الفراشات دون حب ، مجرد إنتقالها بين الزهور دليل على شعورها بالحب ، فعلاً كما قلتي : الفراشات دون حب كفراشات دون أجنحة .. بوركتي

    ردحذف
    الردود
    1. للفراشة أن تحب كل شيء :) أن تحب نفسها أولا ... هذا العالم لا يحبنا يا عزيزي ... أحب نفسك أكثر من أي شيء آخر ... أحب داخلك ... أحب أزهارك وأحب فراشات قلبك :) لا تحب شيء أكثر ولا أحد :) الأمر يفشل في النهاية عندما تمنح كل قلبك :)

      حذف