الجمعة، 9 يناير 2015

صقيع الروح !

البستان الأخضر الذي تلهو فيه فراشات الصباح

يغرد العصفو منتظرا ظهور وليفته البيضاء على غصن يتموج فيه الأخضر كأمواج بحر مخضرم في الحب ، مد وجذر ، تنحسر الصورة عن هدهد آسر الطلعة ، زقزقات طيور الجنة السوداء المشربة بالأزرق الزهري ، تلك اليرقات البيضاء تنبيء عن فراشات بألوان الطيف ، صوت هاديء يشبه خرير الماء ، رذاذ ينعش وجنات الزهور فكأنها تبتسم برقة عذراء في ريعان عشرينها أو أقل ، وريقات الزهر تنتعش فترسل تيجانها شذا رائعاً يملأ نسيم البستان عبيراً يافعاً قوياً ، كأنه في فتوته في الخامس والعشرين !


أصوات خطىً على العشب الأخضر النضر كطفل في مقتبل العمر يتقافز مع أقل نسمة ريح ، نعومة في كل شيءٍ حتى منقار الهدهد يبدو غضاً !

في الليل

لا ظلام يدمس المكان ،

نجوم تتلألأ في السماء الصافية ، السحابات تشرق كأنها نهار آخر ، لا غيوم مخيفة تثير الاضطراب !

مسك الليل ......... يضفي عبيره على المكان دفئاً خاصاً.

ثم فجأةً

يضحي القلب كمكان حزين للغاية

يضحي كأنه واحة مقفرة أشد عواء من الصحراء المحيطة

وفي الليل

تبرد جوانب الروح جدا

تبرد ويشتد بجوانبها الصقيع !

ما بين عجب ، وبين نفاق ، وبين أشراك تتهادى بينها !

ما بين شك ، وبين كبر ، وبين أفكار تدور في فلكها ولا تأخذك ثانية للنور الذي كنت تنعم به !

تصبح الروح باردة جدا

لا جسد آخر سيدفئها

لا صوت آخر سيؤنسها

لا كلمة أخرى ستحييها

لربما محاولة الوصول للنور من جديد بمفردها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق