اعتاد جدي رحمه الله على هذا الأمر! أن يفتح طرف العباءة وأن أتكور بداخلها، يقوم بالأمر بشكل تلقائي، وأنا آخذه كحق مكتسب، يمسك جهاز التحكم ويقلب قنوات التلفاز كلها، وأنا أشاهد وانتظر أن يستقر على قناة، قد يعجبني فيلم، أقول له "ارجع كده يا جدو" فيرد " لا ده فيلم بايخ خليني أشوف حاجة تانية"
الأحد، 27 ديسمبر 2020
عباءة جدي
الغربة والوطن وأشياء أخرى!
الخميس، 10 ديسمبر 2020
عندما نستوطن ..
عجيب أمر الإنسان يستوطن اليوم ما كان بالأمس القريب غربة ووحشة، يعتاد الوحدة وتصبح أحب إليه من الصخب والأضواء والزحام والأشياء اللامعة، يأنس بالصمت، ويحادث الهدوء، ويسمع من النسيم أصواتًا وحكايا، وتصبح الموسيقى كعادتها الوليف الأكثر ألفة، والصديق الأخف روحًا!
في خطواتي الليلية، أخرج من بيتي الصغير البعيد عن كندا، بعد منتصف الليل بقليل، أتنسم الهواء العليل، أضم سترتي، وأجرّ السحَّاب ليلملم عظيماتي وأحشائي، ويمنحني بعض الاستعداد للسعات البرد الشتوية المحببة، أبدأ المسير، وصوت الست أم كلثوم يرن في أذني ليذهب مباشرة لقلبي يهدهده كأم حنون، تعيد على مسامعي وصفولي الصبر، وتشرق في نهاية الأغنية ب وهل الفجر بعد الهجر، يرتفع الطريق بي إلى تبة متوسطة الارتفاع، بديع ما يفعله الإنسان أحيانًا حينما يتماشي مع سلوك الطبيعة ولا يعانده، السير في مرتفع عكس الجاذبية يذكرك بسلوك المقاومة الذي صار جزءًا لا يتجزأ من روحك، في السابق كنت لألعن اللحظة التي قررت فيها السير ليلًا، كنت لأتراجع، كنت لأغش في عدد الخطوات، كنت لأبكي أحزاني جميعًا وأسترجع كل العثرات فقط لإنني سأخطو عدة أمتارٍ في عكس اتجاه الجاذبية، لكني اليوم امرأة أخرى، أسعد بتلك الخطوات التي تشد عزم ساقي الضعيفين، وأشجع تلك الصغيرة بداخلي على المضي، وتنظر المرأة التي أكتشفها فيّ إلى السماء والنجوم وتنعم بالنسيم، والشابة المرحة تتلفت حولها تسترق الأنوار، وتلك الانطوائية تنطلق مثل الفراشة، وتلك الحازمة تتخذ القرار بهدوء تجاه المضي، الجميع بداخل راضٍ عن تلك الخطوات المرتفعة، الجميع بداخل متعاون وسعيد، كل يركض وراء أمرٍ مشوّقٍ لطيف وجميل، مازالت عبلة كامل حياتي تستمع في ركن بعيد إلى أم كلثوم، تصبح تلك العجوز ظلا واهنًا جدًا كوهن الذكرى التي تستدعيها الأغنيات، تبتسم المرأة التي أعرفها اليوم عن نفسي ولا تندم لحماقات الأمس، تتذكر جملة من الأغنية (يامسهرني) عندما أرسلتها تلك الانطوائية الساذجة لأكثر رجل أحبته في العالم تمازحه بها على خجل ومهل! أذكر هذا اليوم، أذكر ثورته فيها، أذكر فزعها الذي لم أعهده في نفسي، أذكر أنها بكت فجأة لأنها لأول مرة تشعر أن أملها لم يعد يفهمها، أذكر كيف تولت المرأة الحكيمة الزمام في هذا اليوم، أذكر أن الفتاة الانطوائية بداخلي أرضت نفسها بكلماته بنهاية اليوم التي كانت "بلا طعمة" لكن الشابة التي تحاول اقتناص الفرح كانت تضخم كل الكلم المعسول!
نكون غرباء جدًا، ليس فقط في العالم، وليس فقط على الأرض، وليس فقط تجاه الحدود، ولكن بدواخل أنفسنا، حينما لا يصبح "ما يجب علينا فعله" شبيها لـ "ما نود فعله حقًا"، وحينما يتملكنا الخوف، فيتولى غيرنا زمام الأمور!
أتعجب حينما نخرج من أوطاننا، نستوطن الظلام، ويتوطن العفن والخوف والبرد، ونعتاد الوحشة والخوف، ونعتاد الموت الذي يشبه الحياة، ونظن أننا بألفة الأشياء نجونا، أو بالغربة عن المألوف سنهلك، ثم من حيث لا ندري نستوطن أمورًا جديدة، ونستوطن الشطآن المريحة، ونسبح في المياة الصافية، ونعرف الشمس، ونتذوق حلاوة القمر، ونراقب النجوم كل ليلة في شغف، حتى أننا نشتاق لأرض لم تكن يومًا بلادنا، ونألف السماء وتألفنا، وتشعل لنا كل ليلة نجمًا تواقًا لكل الحب الذي نمنحه بمراقبته على طول الطريق!
تلك المرأة الطيبة التي تسكنني كانت مرتاحة الليلة، رغم كل اضطرابات النوم التي لم تختفي، ورغم كل الفزع الذي يقض مضجعها ومضجعي كل ليلة وحتى لو حاولت النوم ساعات النهار، ورغم الوحدة الحميمة، ورغم الغربة التي لم تعد غربة، ورغم الليل الذي صار أليفًا وليفًا، كانت تسير مع الجماعة، كان الجميع في قلبي يهنأ ... بالنجوم ... بالنسمات ... بصوت الست ... بعتاب الصبر الذي له حدود .... بتحدي الجاذبية الطفولي .... بجسمي الذي صار صديقي ... رغم اضطرابات الأكل والنهم ... رغم زيادة الوزن المقلقة ... رغم هبّات الحساسية التي لا تحمل تفسيرًا طبيًا منطقيًا .... رغم الاختناق الذي يصيبه في عز النوم فيقتل الدقائق التي يغفل فيها بحق .... لكنه سعيد وراض عني ... وأنا أحبه وراضية عنه ... ومسيراتي الليلية تمنحني الجميل والجميل لأعده .. ولأحتمل الحياة قليلًا أكثر وسط البشر !
الاثنين، 30 نوفمبر 2020
Dear Santa!
Yes, I started as dear Santa, but for some reason, I will write my wishes in Arabic. Isn't it true that you read all the languages and even the ugly handwriting? I will make it easier for you, no ugly handwriting here, only Arabic!
عزيزي ساتنا: عندي أمنيات كثيرة ... لكني لا أستطيع صياغتها كالعادة، ليس في وقت الحدث المهم، هل تعلم سانتا أنني رأيت لأكثر من مرة شهابا في السماء؟ أردت أن أتمنى أمنية، تقافزت جذلا بجمال الشهاب وصفاء السماء، قلت (للا أحد) هل رأيت الشهاب؟ إنه ... يا إلهي انظر إنه شهاب آخر الآن! يا إلهي لما أقل أي أمنية! يا إلهي السماء جميلة ... ولكن كما تعرف اللا أحد لا يرد لإنه غير موجود! أحمد الله أن أمورًا مثل هذه تحدث لي في ساعات الليل، في مكان فضاء ليس فيه أحد غيري ولا عابر سبيل قد يرى اندهاشي الطفولي فيسخر مني، أو يتحرش بسعادتي!
منذ زمن طويل لا أمنيات حقيقية، كقائمة، وطويلة عندي، أفزع من الليل فأنظر لسقف الغرفة وأقول يارب: أريد كذا أو احميني من كذا أو جنبني كذا! في مرات أنظر عبر النافذة وأنا ملقاة على السرير في وضع حلزوني يحاول التقاط تراب جنية النوم لأنام، أيأس، أقول: يارب أنام، شوية نوم يارب!
لكني هذا العام المجيد، أشعر بأجواء العيد، أشعر بالفرحة لميلاد المسيح، أشعر بالسعادة لرؤية المتاجر تعرض مخبوزات الزنجبيل المزينة بشجرة الميلاد، أنوي شراء كوب جديد عليه صورتك عزيزي سانتا لإن أحدهم (أنا طبعا) أضاع الكوب الذي اشتريته لك العام الماضي، لا بأس لا بأس ... مازال عندي كوب عليه غزال الرنة ... أعتقد لدينا فرصة للاحتفال على أية حال!
هذا العام، سوف أنظم أمنيات كثيرة، مشعثة وغير مترابطة، سوف أهدي الكثير والكثير من الأمنيات لصديقاتي، صدقًا عندي أمنيات لنفسي، وهدايا كثيرة، أريد الكثير من الأموال وسأتولى زمام الأمور كما تعلم، لكني لا أعرف هدية معينة يمكن تغليفها بصندوق بني مزين بأوراق الزينة الحمراء وعليه قصاصات خضراء وذهبية! هل يمكن أن تضع لي بعض الهدوء وسكينة القلب في صندوق؟ بعض السلام في كيس ألعاب؟ هل يمكن أن تأتي وأنا مستيقظة وتمنحني حضنًا دافئًا يحمل قلبي شهور الشتاء؟ أمنياتي لا تصلح لأوراقك اللامعة الملونة الجميلة، وصناديق الهدايا، ولكني سوف أنحيها جانبًا إن استطعت أن تهدي صديقات مثل هذا الحب الذي أطلبه لنفسي!
أعتقد أن خديجة الصغيرة النابهة الجميلة ستحب أن تحصل على جرو ذهبي في العيد، وأعتقد أن نهال ستفرح جدًا بشال صوفي عليه نمنمات ملونة كألوان الربيع كي يشعر قلبها بالدفء! وأعتقد أن نجلا سوف تطلب حبوبًا جديدة من القهوة لهذا العام أيضا، وأعتقد أن الشيماء ستحب أريكة مريحة وأطباق من الحلوى والطعام، وصحبة طيبة تمضي معها عشية العيد، وتجعل من كل عشية ليلة عيد، أعتقد أن ريم ستود لو تحصل على دراجة بخارية تسافر بها وحدها حتى تلمس آخر الدنيا وتعود سعيدة بهذا الاكتشاف، وأعتقد أن أخي يريد محفظة جديدة بحجم متوسط وجودة عالية، وأعتقد أن يسرا تريد آلة الزمن لا شيء يسعنا فعله لها حاليا! وأعتقد أن مكمك سيفرح جدًا بالمزيد من أدوات البناء أو الألغاز، وأعتقد أن لا أحد يجرؤ أن يقرر لخديجة بنت عمرو، خديجة ستقرر لي ولك وللجميع يمكنها أن تنحيك وتستقل هي بالمهمة كلها!
أعتقد أن كل أطفال هذا العالم يستحقون قطعة الحلوى عزيزي سانتا، وأعتقد أن كل كبار هذا العالم يتمنون قطعة الحلوى ولكنهم يخلجون من شواربهم وأثدائهن أن يطلبوها! وأعتقد أن هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل الكبار يفسدون فرحة العيد على الصغار ويرددون جملا سخيفة مثل .... سانتا غير حقيقي وغير موجود ... إنها الغيرة عزيزي سانتا!
سوف أنتظرك .... سوف أنتظر قطعة الحلوى .... وسوف أصنع لك كوبا من السحلب، أنت لا تعرفه، معروف في بلادنا، أبيض كالحليب، به الكثير من المكسرات، دافيء وطيب ولذيذ جدا!
السبت، 14 نوفمبر 2020
هل يصلح الوقت الأشياء حقًا؟
يا الله، أعتقد أننا بلغنا العشر سنوات ربما أقل قليلا، حقًا لا أذكرّ
لكنه كان بمثابة الأخ الأكبر لي، صديق مخلص وناصح أمين، هل تعرف أولئك الذين يهدونك عصارة قلوبهم بهدوء وصفاء ورضا؟ إنه من هؤلاء، يقرأ روحك على البعد، تقول له الكلمات المتلعثمة والمختلطة، أتعثر بأفكاري وأسقط وأقوم ألف مرة في جملة واحدة لم تكتمل، لكنه يسمع ويبتسم! على الجانب الآخر يبتسم،، أقول له : هل تفهم قصدي يا مينا؟ يقول: تماما يا عزيزتي..تماما!
في مكالمة طويلة، امتدت لساعات طويلة أيضا، قال لي: وجدتها، وجدت ما كنت أبحث عنه، أقول له أني وجدت قلبي التائه، ووجدت وليف روحي الذي أهدأ فقط لكونه هنا، هل تعرف كيف تسكن روح حائرة في سجن الضلوع يا مينا بعدما كان الموت خلاصها الوحيد؟ يبتسم: هو كذلك يا عزيزتي، هو كذلك، سكون وسكينة وهدوء ... أبادره: هل تذكر طواف أصحاب المولوية؟ يهزّ رأسه، يضحك ضحكته الرزينة الجميلة المحببة، أقول له: إني تائهة في كلماتي ووصفي، يدركني: أفهم تمامًا ما تشعرين به وما يدور بقبلبك يا عزيزتي! أفهمه جدًا، يصيب الداخل، الباطن، كلمات الروح التي لا يفهمها إلا من ذاقها، من ذاق عرف يا عزيزتي من ذاق عرف!
قلبه صوفي، هكذا أراه، عقله حر، هكذا يرى نفسه!
يحكي عنها، كيف أنها تأسر روحه تماما، أقول له: أشعر أني التقيته في الغيب يا مينا، كأنني كنت أعرفه قبل أو أوجد هنا! يقول لي: في سكون الروح بجانبها طعم جميل، كأنه حلم، لا أريد منه أن أفيق!
ماذا هناك يا عراقي؟ .. أمازحه
يحكي كيف أنه غارق، يسبح، يجول كالمسيح الأرض والسماء، أنه وجد ضالته المنشودة أخيرًا وقد كان شبه مضرب عن الزواج!
كيف أنها "كل شيء" يخالف مجتمعه ويعارضه، كيف أنا مثلا على غير ديانته، وغير طبقته الاجتماعية، كيف أنها تعول أطفالًا، كيف أنها مطلقة وربما كانت أكبر سنًا قليلا، كيف أنه لا يرى ولم ير سواها بالنهاية، كيف أنها يسبحان في ملكوت خاص!
هو مسيحي النشأة، مع أفكار عقدية متحررة، يميل إلى اللادينية، يؤمن بالكل ولا يعتقد في أحد بعينه، يفر من القيود فراره من النار، يعارض الكنيسة ولا يكره شعبها، سوف يأتي معك احتفال ديني إن كان له روح توافق روحه، ولن يذهب لأبعد من هذا، ولن يجتنب التبسم في وجهك حتى إن سمعك تلعن أسلافه بأذنيه!
وهي، كما يصفها، امرأة حرة مع تحفظ شديد، روحها صوفية طوافة، تود لو تفر معه لآخر العالم، لكن روحها في ولديها معلقة، تقول له لن يسمحوا لنا بالزواج وأنت على دينك، كان ليغير دينه لأجلها، كان ليقف أمام مجتمعه المحافظ الأرثوذكسي لأجلها، كان سيدع كل شيء يدور حولها ويتمحور، هذا العنيد الحكيم الرزين الطيب، كان يهرب من الزواج حتى وجدها، ووجدته!
في تفاصيل كثيرة، في معركة أخيرة، تخلت هي بشكل أو بآخر، وكان هو على أعتاب وحدة موحشة، كانت تنسحب من المعركة التي كانت خسائر كل منهما فيها جوهرية، خسائر حقيقية موجعة، قد تخسر أطفالها للأبد، قد يخسر عائلته للأبد، قد تخسر حياتها وتعيش اضطهاد من أهلها إن علموا بتغييره لدينه، قد يخسر روحه لتغيير دينه في مجتمع قاس لا يعرف الرحمة، ولا يعترف بالحب ولا بالتغيير ولا بأن الجورب اليمين يجب أن يلبس في اليمين حتى لو قرر الناس جميعا أن يلبسوه في أيديهم اليسرى! مجتمع لا يعرف الصحيح حتى يصح، لكنه يسير بعوار كامل ويتنمر على الأصحاء كأنهم هم العوج والعور والعوز!
تمر الأيام، ويقابل فتاة أخرى، معادلة أسهل كثيرًا من التي قبلها، يفاجئني بأنه يفكر في الزواج بها!
يفاجئني أكثر بغزلياته لها!
تفاجني ضحكته في كل صورة تجمعهما!
شابة عنيدة، شقية، ضحكتها عريضة، ملامحها تبدو صغيرة ولطيفة وبريئة لشخصية قوية ومصرة ومتحدة!
أراه، أتذكر أحاديثنا المطولة، أتذكر جنوني وأفكاري، وتلك الكلمات المبعثرة والمتداخلة التي كان وحده يفهمها، من ذاق عرف، وإن المصائب يجمعن المصابينا، وإن ما أصابني في مقتل أصابه في قلبه!
هل محظوظ أن هناك من يملأ تلك الهوة؟
هل يندم بين حين وآخر أنه رحل!
قال لي: إنه استنفذ كل الحلول، وقدم كل العروض الممكنة والغير ممكنة!
يقول لي دوما: أنه حقا سعيد، ولم يكن يعرف أنه سيكون بمثل تلك السعادة، يقول سأقولها لك بلغتك يا عزيزتي: الله لطيف وله تدبير..
هل أصلح الوقت ما بقلبه الندي؟ اللكمة التي تلقاها فؤاده؟ الصدمة التي شربها عقله بمرارة الرضا؟ هل يصلح الوقت الأشياء حقا؟
بين كل ما كنت أشعر به
بين كل ما أراه حولي
بين ما أريد
وما كنت أتمنى
بيني هنا وأنا في الماضي
بين كل ما حدث ويحدث
أضيع كثيرا
أشعر بالفراغ، بالهوة، بالهاوية، بالخوف
لا أفتقد، ولا أشتاق، ولا أحلم، ولا أنام، ولا أقلق، ولا أرتاح!
شيء بلا شعور
لكني، كنت ومازلت، في كل وقت، أريد البكاء..
هل كان كل ما مر كابوس أو سراب؟
هل كل ما شعرت به ورأيت كان وهم؟ لعبة عقلية؟
كيف شكل الحلم؟ كيف يكون؟ ماذا أريد!
كثيرا ما أتمنى الموت، أقول لنفسي في لحظات الوعي انتبهي لأمنياتك، وفي أحلامي أفقد من أحب، كل يوم يموت شخص من جديد، استيقظت اليوم وأنا أحمل أمي ميتة بين يدين، وأنا أصرخ وأقول لها لا، متموتيش دلوقتي، متموتيش والنبي!
يقول لي أخي: ما شكل الحلم الذي تحلمين؟
لا أعرف
ما شكل وظيفتك؟
لا أعرف
ما شكل حبيبك؟
طويل؟ قصير؟ أبيض، أسمر، أشقر؟
لا أعرف
فكري
ليس عندي أفكار، أريد الخروج من هنا
إلى أين؟
إلى اللاشيء، لا أعرف أين، إلى مكان لا أحد فيه ولا أشعر فيه بالوحشة
هل تعرف؟ أريد أن أنام ... أريد النوم بشدة!
الاثنين، 21 سبتمبر 2020
حد يسيب قلبه وراه؟
دائما يدور في قلبي سؤال، من الذي يترك قلبه خلفه ويمضي وكأن شيئًا لا يعتمل في قلبه بالمحبة والود والشوق العميق!
أقول لنفسي مجنون!
ثم أقف بذات الموقف، أسير بعينين مندهشتين إلى مصير لا أعرفه جيدًا لكني على يقين أني أريد أن أفر من مكاني هذا إلى مكان آخر، لا أعرف وجهته، ولا أعرف حقيقته، ولا أعرف كيف يكون قلبي به! لكني كنت أصلي، كنت أقول لربي أني تعبت ... قلبي تعب!
أسير بخطى واسعة وثابتة، في ذاك الطريق الذي لا أدرك أنه يترك قلبي خلفه إذ أقصد مسلكه!
بشئ كبير من المشيئة تنتهي حياتي هناك لتبدأ هنا، أسير إلى قلبي وجلة، أقول لا أعرف يا قلبي أنت هنا وأنا هناك!
أسير إلى بيت المشيرة، أقف على عتبتها، كطفلة صغير مع لعبة جديدة، أو مع فستان بورقه المفضض المزركش، لا تعرف هل تسعد بالفستان أم تحزن لإنه ليس العيد، وليس فرحة العيد، وليس مكان العيد، ولا عيد بلا حبيب! أقول لها يا أمي هاك! باركي سيري ومسيرتي!
أخرج... قلبي مرتبك، لا شعور غالب، أنظر إليها بشوق حاضر.. أكمل زيارتي لأحبابي.. أسير إلى بلد آخر أو بالأحرى أطير، ماذا يحدث؟ لا أعرف!
في أول زيارة بعد فرقة ..... في شوارع الغربة، في البعد أقول لنفسي، مجنونة أنت؟ حد يمشي ويسيب قلبه وراه؟
حد يمشي ويسيب قلبه وراه؟
قلبي فيك ... ظله في صدري وحقيقته عندك ..... لإنه يا أمي" مفيش محب إلا انكرم ولا ينظلم ولا ينحرم!"
في كل شوق وشوقي دائم، أسأل ذات السؤال ..... حد يمشي ويسيب قلبه وراه؟
الاثنين، 3 أغسطس 2020
خاطرة
" كتب صديق "على الأرجح أن محاولات اقترابنا من الاشخاص الذين نحبهم حبا صادقا لا تفشل إلا إذا قررنا نحن ذلك
ولكن .... !
على الأرجح أنا نخاف! نخاف من الرفض، من الوهم، نخاف من الفقد والبعد، نخاف من الحلم الذي قد يتحول لكابوس، نخاف من الزبادي الذي احترقنا من نفس كأسه مرارًا حينما كان يحوي المرق الملتهب، نخاف يا صديقي كثيرًا، نود أن نقترب، نلقي كلمة، بسمة، همسة خافتة جدًا تكاد لا تسمع، ثم نقضي الليالي عبثًا في لوم أنفسنا، لا القرب يجدي، ولا البعد يجدي، وكل الأشياء الجميلة الناعمة تصير مخيفة جدًا في الليل!
نظن القرب يثبت خفقان القرب المضطرب والمرتعد لوتيرة وحيدة متناسقة، لا ترتفع فجأة فتخطف منك أنفس الحياة، بل تمنحك لحن الحب، نقترب، ويصير مرور اللعاب من البلعوم أصعب من مرور الخيط في يد نبيل الحلفاوي من إصبع العسلية! حقًا لا أمزح، هل تذكر ذات المشهد بكل اضطرابه وعرقه المنهمر على وجه الضابط المرتعد؟ نصير كذلك! هل تبدأ بمساء الخير؟ هل تسكت؟ هل تنظر لصورة أحدهم وتقول لو؟ تضع كل الفرضيات، تود لو تصح خطوتك، تقترب، ثم تتظاهر بالعبثية، تتظاهر بأنك لا تقترب، بأنك قريب للجميع، بأن ما يحدث محض أي شيء، غير اقتراب!
رغم أن تلك الكلمات المتفرقة المرتعشة، تلك الكلمات العبثية جدًا في ظاهرها والخائفة تمامًا من العبث، توازن خفقان قلبك المرتعش، وتسير بنبضاته لخط متراقص بسيط، وتشعرك بسكون يهدأ مع بسمة أو طرفة متبادلة، تود لو ينكشف ما بقلبك، لكنك ترتعب من أن ينكشف ما بقلبك!
تعود صفر اليدين، بلا خف لحنين، بلا نعل وبلا قدم، تقول في الليل الساكن الموحش الوحيد، هل تعمل المعجزات في أزماننا؟ تود لو أنها تعمل، بدعوة صادقة، أو بتعويذة متقنة، لا تعرف بأي شيء تعمل، المهم أن تعمل، لو أن لك مع الجنيات الطيبات سبيل! أو لك مع صاحب الوصل طريق! أي حجة تجعل المعجزة تعمل ...... يا ليتها تعمل!
الأحد، 5 يوليو 2020
الفزع
الثلاثاء، 30 يونيو 2020
الروائح! .... أشياء مبعثرة
الثلاثاء، 23 يونيو 2020
الاثنين، 22 يونيو 2020
الجمعة، 19 يونيو 2020
الخميس، 18 يونيو 2020
في محاولاتي للسيطرة على النوبات بتصنيفاتها التي جعلتني أتيه فيها!
الخذلان والجبر ...... أشياء مبعثرة!
ثم توقفت عن الكتابة لسبب ما، لفت فيه صديق انتباهي ببيت شعر، أكملت ببيت، أكمل وأكملت وصارت قصيدة! ومر الأمس وكتبت اليوم .....
صديق أول يوم تقابلنا فيه منذ ثلاث سنوات تقريبًا قمت بتوبيخه، لإنني كنت أُقل صديقه وزوج صديقتي لبيت أقاربهم، انتظرته في مكان غير مخصص للانتظار، هذا أمر يوترني، لا أحب أن يتحامق علي أحد من رجال المرور، ركب خلفي مباشرة، ظللت طوال الطريق أؤنبه، وأسخر منه، من برجه السماوي، من مهنته، من مواعيده، من كل شيء، الرجل مهذب، دمه حامي لكن مهذب، يكظم غيظه بمعجزة!
وصلنا وجهتنا، كان لطيفًا ومهندمًا تحدثنا جميعًا في أشياء كثيرة، كان زوج صديقتي يرسل له بعضًا من كتاباتي، كان يتصور أني امرأة رقيقة ولطيفة يخاف علي المرء من نسيم الهواء حتى لا يجرحني، لا امرأة إن قررت أن تسخر من أحد فلها دعابة لاذعة، خفيفة ومضحكة ولاذعة جدًا... كانت الصدمة .... وبدأت الصداقة! كنت أعرفه قبلها لكن لم نتكلم من قبل!
بالأمس كنت أكمل ما أحكيه عن صداقات العمر، عن الحبيبة التي كنت ألقبها بالأم الثانية والأخت الكبرى، التي كان معها سري وكنت أظن أن معي سرها ...
أصف نفسي دومًا بصفات بين السذاجة والغباء، حتى وجدت مقطعًا صوتيًا يقول إياك أن تفعل ذلك مع نفسك، لم يؤثر في حكمي على نفسي الحقيقة!
أرى أمام عيني الكثير من الأمارات، لكن أوثر الفرص، الأولى والمائة والألف والمليون وحتى الأخيرة، ألتمس الأعذار لإني مريضة بالفقد، أخاف فقد الناس والأشياء، ما بالك بالأصدقاء .... أتجاوز وأتجاوز حتى إذا حدث مني فعل واحد لم تجد لي تلك الصديقة عذرًا واحدًا، لم تكلمني، حدث موقف واحد لم أخطيء فيه لكني لم أكن على هواها!
هناك نوع من البشر يريد أن يأكلك وفقط! أن يأخذ لحمك فإذا نقص وزنك قليلًا صرت بلا نفع!
يقول المنشور أنهم يحيطون نفسهم بالناس السذج، أقول لنفسي أني سذج وأضحك!
لشهور قاربت العام، بدأت مؤخرًا أتصالح مع كون صديقتي لقرابة العشر سنوات، من التعامل اليومي، مشاركة الطعام، حكاية الأسرار، بث ما في الفؤاد، المساعدة، التشارك، هانت ... هانت حتى أنها لم تحسن الوداع :)
الأربعاء، 17 يونيو 2020
السبت، 16 مايو 2020
قبل نهاية العالم بدقائق!
الخميس، 23 أبريل 2020
امرأة بلا طريق هي أسوأ أحلامك!
السبت، 8 فبراير 2020
الخوف .... الشجاعة ... وأشياء أخرى!
كلانا صار يعرف قدر الآخر، كلانا يخاف الآخر، وكلانا يحترم الآخر!
هل يمكن للمرء أن يصادق الخوف؟ وأن تصبح أشباح الظلام هم أصدقاء الأنس بالليل؟
أمسكت نفسي مرة من ليلة، أشعر بأرق شديد، صورة التنين الكارتوني على كوب جديد اشتريته تنير بالليل وتزعجني، أشعر كأن روحًا تسير في الغرفة، أقول لها بثقة، أريد أن أنام لإن عندي يوم شاق غدًا، أجعل وجه التنين في مواجهة الحائط، أعود حافية أتلمس الطريق للفراش في الظلام، أنام!
أومن بالأشباح، التي نحتل بيوتهم بدعوى تعمير الأرض، والذين يحتلون أرواحنا بدعوى فراغها!
أحترمهم، ويحترموني، غير أن الخوف عاركني فصرعته، وعاركني فصرعته، وعاركني فصرعني ثم عاركته!
فرضت احترامي على الخوف، وتقبلت عنفوانه الكاذب، وبلونته الملأى بالهواء، تصادمنا، وتصادقنا، وصار الخوف يخبرني بالخطر في عظامي، وصار يصدقني القول تلك المرة، منذ تصادقنا، لم تكذب مخاوفي!
وتخبرني صديقتي كل يوم ...... كم أني شجاعة!! هه!
الأحد، ١٩ يناير ٢٠٢٠ أبوظبي