السبت، 3 مايو 2014

مــاتـت !

ولأن الحياة سريعة والعمر كذلك ...  و لأني عندما كتبت لأنه لا يتنظر ! كنت أعنيها حرفيا !

كتبت يومها تعليقا على الأمر على صفحتي على (فيس بوك ) ما نصه :-

" العمر أقصر من الإنتظار !
أقصر من ألا تغمض عينيك وأنت تذوب مع قطعة شيكولاتة !
أقصر من ألا يسري الحب في جسمك مع كلمات قصيدة أو معزوفة رائعة !
أقصر من ألا تبتسم لمهجة طفل يلهو فتلاقت أعينكم !
العمر أقصر من أن تؤجل كل شيء للغد !
الغد قد لا يأتي .... الغد قد لا ينتظر ..... الغد قد لا يحمل اسمك بين العابرين !
العمر أقصر من موعد انتهاء العمل وانتهاء السفر !
أقصر من أن تخصص وقتا لمعرفة رائحة أحبابك وأنت تحضنهم !
من أن ترتب لقاءً منمقا كي لا تنس ملامح أصدقائك !
إن قابلتهم في الشوارع ...... إن تعانقتم ............ دس أنفك فيهم ......... رائحة الأحضان تبقى طويلا بعد أن يسرقهم الزمن ‫#‏إسألني‬ 
" لا شيء ينعش قلبي مثل تذكر رائحة جدي عندما كنت أنام بحضنه ! "
العمر أقصر من ألا تبتسم في وجه الحياة ... من أن تتكتم دمعتك ... من أن تتحفظ على دخول نسمات الهواء لتنفض عن ضلوعك الوهن !
العمر أقصر من الفرص
العمر أقصر من تكرار الفرصة ......... ومن الاحتفاظ بالحب ....... ومن التفكير في السعادة أو التعاسة أو التمهل !
أقصر من الإنتظار !
ابتهج باليوم ....... ولا تنتظر الغد ......... ببساطة .......... قد لا يأتي الغد ! "

جائت تخبرني بأن صديقتها ترقد على فراش الموت .... لعلها أسابيع قبل أن تقضي .... لعلها أيام

سألتها باهتمام : هل زرتها ؟ هل ذهبتم لرؤيتها ؟ قالت : كلا ، لا نريد ، كيف لنا أن نراها هذا ؟
منذ متى كانت آخر زيارة ؟
كانت منذ فترة ليست بالقصيرة ! لا أذكر .. حالتها  تسوء كل يوم عن ذي قبل ... كما يقول الطبيب .. لعلها أياما معدودات !

بصرامة ... : ما لقلوبكم ... اذهبوا لها ... زوريها ضروري ... غدا أو بعد غد ... لاتنتظري خبر وفاتها لتذهبي في مجلس العزاء 
( إلحقي شوفيها قبل ما تموت ... إلحقي سلمي عليها واحضنيها ... إلحقي يا **** قبل ما تندمي إنها ماتت من غير ما تودعيها فاهماني ؟

ردت : ( لأ ... مش هروح ... لا مش هقدر ... مش هنسى شكلها ... مش عاوزة أشوفها وهي كده ! )

بحال يوشك على الجنون : ( يعني ايه ؟ مش يمكن هي عاوزة تشوفكم وتودعكم ؟ ليه محطيتوش نفسيتها في اعتباركم ؟ ما يمكن هي كمان مشتاقة ؟ حرام عليكم والله ... تحرموها من شوفتكم قبل ما تموت .. أنا فعلا مش فاهمة المنطق اللي بتفكروا بيه ! أنا لحد النهاردة بندم إني مقعدتش آخر يوم مع جدي طول اليوم جنبه ... بلعن نفسي إني مشبعتش منه ! ) 

بهدوء وشرود : ( اللي عاوزه ربنا يكون ..... امتى آخر مرة شوفتيه فيها لما كان في أنهي غرفة ؟ )

وانتقل الحديث إلى جدي

ولم ألبث أفكر في الأمر ..... إن كنت مكانها ..... كيف سأفكر في آخر لحظات عمري .... سأفكر أن أموت في أحضان أهلي وأصحابي وأحبابي .... سأفكر أن أموت وآخر ما أغلق عليه عيني هي وجوههم .... سأوصيهم أن يبتسموا في وجهي وأنا أفارق تلك الحياة .... أن يتعطروا بعطورهم المميزة .... أريد أن أرحل ورائحتهم في أنفسي وشكل بسمتهم يرتسم في عيني ..... ما أجمل الموت على كتوف أصحابك

اليوم .... جاءها اتصال مفاجيء ... تغير وجهها .... لا حول ولا قوة إلا بالله ... بشيء من القهر سألتها : ماتت ؟ !!

قالت : نعم ... ماتت !

قلت لكـِ زوريها ... انظري في وجهها قبل أن تموت ! .... دعيها تراك !

سأذهب إليها الآن في المشفى الذي ترقد فيه !

في عقلي رددت : الآن ؟ لا فائدة يا سيدتي الآن

الموت لا ينتظر كلمات الحب منا حتى تخرج ... لا ينتظر حضنا نمنح فيه أحبابنا جزءا من أرواحنا .... لا ينتظر بسمة كنا نؤجلها لأن اليوم مليء بالمنغصات

الموت لا ينتظر حتى نعدل هندامنا ... ونحمل باقة مزهرة ... ونقف بأبهى الصور ... لنقول لأول مرة ... كم نحبكم
الموت لن ينتظر تعقيدات أفكارنا ... لن ينتظر سواد قلوبنا حتى نصفو تجاه من أوجعونا ... حتى نمنح الحياة معنى جديد
الموت لن ينتظر أن نسبح مع الأمنيات وفقط !

لن ينتظر شيئا منمقا 

إن أحببت ..... دس أنفك في حضن من تحب .... تعرف رائحته جيدا ... هي ما سيبقى معك بعد الرحيل ... أيكما ذهب أولا :) 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق