السبت، 3 مايو 2014

ذاك العمق !

هل تعرفون ذاك العمق ؟ هذا المكان السحيق بدواخلنا ؟ الذي لا نشعر فيه بنبض بل نشعر فيه بالغوص أو الغرق ؟

ذاك المكان في عمق الدواخل والحشا ؟ حيث هوة سحيقة هناك ؟ حيث ندفن هناك أحزاننا أو فرحنا بعيدا عن الكلمات والتعبير ؟

ذاك المكان الذي نعجز عن شرحه ووصفه بسهولة ؟ نحفظ فيه جواهرنا ونختلي بها !

هناك فقط ........ صندوق صغير ... مرصع بالبراءة ... ومزين بالصدق ... هناك صندوق خشبي .... يخلو من التبرج والتلون والزينة ... يشي بما نحاول تجاهله بوعينا !

هناك ......... يسكن الحب إن صدق بعد دوامات القلب القلوب ! 

هناك ........ يصل الحب إلى أبعد ما يمكن أن نصفه أو نختزله في الكلمات ... هناك وقتها .... نجد الصمت يلازمنا أكثر .... نجد تنهيدات القلب هي المتحدث الرسمي ... نجد أن النبض تلاشى ... أصبح كالكلمات ... أصبح لا شيء !

هناك ...... نغوص ونغرق ...... ونسبح ونطير .... هناك نجمات السماء ... وفراشات الربيع ... هناك رائحة الملح ورذاذ المحيط ... هناك نسيم الربيع وندى الصباح على ورق الزهور ! 


إن أصاب الحب هناك ... وهناك فقط .... تستطيع أن تقول أنك .... واقع في الحب ... هل عرفتم الآن لماذا في الحب نقع ؟ لا نصعد ولا نسير ؟ 
لأن الحب ............ هناك .......... في العمق العميق من الفؤاد ! :)  


الآن ....... هل تشعرون به ؟ 

بذاك الذي يشبه السقوط ؟ بتلك الهوة الرائعة ؟ بذاك الذي يعجز النبض عن وصفه ؟ 

نعم نعم هناك .......... أرسلوا من تحبون إلى هناك ........ هناك أصدق .... هناك لا يدخل إلا من تعارفت هوية أعماقهم .... إن شعرتم الصدق فيهم ... أرسلوا كل الكلمات والصور إلى ذاك الصندوق الرائع ... اسقطوا فيه معهم .... اغرقوا وغوصوا هناك 


هناك .............. شيء أقوى من الحب والغرام وما يتناقله الشعراء ... هناك قوة عجيبة ... قوة كالشمس تمنح التسامح بقدر ما تبث الحب .... تمنح الرحمة بقدر ما تولد القوة .... تمنح الشجاعة ..... تمنح البراءة .... تمنح الحياة كل يوم من جديد ! 

هناك شعور مختلف ... أعمق .... وأصدق .... وأقوى بلا شك !

هناك حيث نتحمل ملا يطيقه الجبل ! هناك حيث نصبر رغم تسرعنا وقلة صبرنا ..

هناك حيث ... عندما يسأل أحدهم لماذا تتحمل ؟ تجد نفسك بين اختلاط مشاعر كل منها أقوى من الآخر !

حيث تشعرين أنك عاشقة .. فإن استفز فيك الأنثى ... هبت لأجله الأم المختبئة هناك ... وإن عابته أمه ... وقفت الصديقة تقول بل يقصد ويقصد ! وإن رحلوا ... وفقت الأخت مشفقة ! 

هناك ... حيث تتعدد شخوصنا رعاية وحماية للحب في العمق ....... حيث لا نفهم أنفسنا .... حيث لا تأخذ الصراعات أكثر من الكلمات التي تطلق وقتها .... لا كراهية تثبت ساعةً ولا ضيق يصمد أمام صلابة الأشياء ونقائها في العمق ... هناك حيث تسامح لا ينضب وحب متوغل الجذور !

هناك حيث لآليء الأشياء ... حيث قيمة الجوهر هي كل شيء ! 

هناك لا شيء يعادل الرحمة ! المودة ! التي هي تولد الحب وتولد التسامح وتبدو كالشمس لا تغيب ولا تنتهي !

هو ذاك العمق الذي إذا سقطت فيه لـفترة ! تغضب ويجن جنونك للظواهر ... وتعود جواهر الأشياء تضحكك كأن لا شيء حدث ... هو ذاك العمق الذي لا أفقدك فيه مهما ابتعدت ... فيصبح القرب والبعد مستويان !

اغرقوا قليلا .... غوصوا هناك بأحبابكم .... غوصوا قليلا فقط ! 

ستدركون أن العمق أعمق من توافه الأشياء التي تمسكون بها وتصطرخون !

ستدركون أن كلمة الحب ... ليست أقوى الأشياء .. ولا أروعها ... أن النبرات الكاشفة عن الهوة العميقة تبدو أقوى كثيرا تزلزل كياناتكم كقطرة ماء فلقت حجرا صلدا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق