الجمعة، 31 أكتوبر 2014

إذا ما التقينا .........


إذا ما التقينا عزيزي القادم يتحسس الخطوات إلى مملكتي ، خلسة يحاول الدخول ، يتقدم خطوة ويعود إلى الوراء خطوتين ،تتشكك في أمر امرأة لا تعرفها ، لا تعرف عنها سوى ما تريد هي أن تبثه ، تبدو لك كثيرا ككتاب مفتوح سهل القراءة ، وأحيانا أخرى كشرك نصب لك في نصف الطريق .
ما عدت تدري هل تخوض الجنون الذي تفعله ، وتلتقيها وتتأرجح معها على شباك أفخاخ الدنيا !!! أم تهرب بما تبقى لديك من بقايا العقل المتعب الأثيم ! وتبدو كأنها زهرة فواحة وكلما اقتربت وجدت بها أشواك الصبار وعلقمه وصبره ، وجدت نزيف الدماء الذي يبدو في بقعته الكبيرة جدا كسراب عميق ، تخاف السؤال ، وتخشى أكثر ما تخشى الإجابة ، نظرتها التي تخترق حصونك عبر كلمات الكتب ، وارتجافك الذي يهز بيدها صفحات الكتاب ، ما أعجب أن نعشق شيئا ولا نلتقيه سوى بالخيال ، صعقات اللقاء لا تناسبنا ونخشى جلَّ ما نخشى روعة اللقاءات !
لأنا فقط قررنا الخوف واتخذناه طريقا صحيحا آمناً ،

ضمني إليك ...... لأنسى بتجويف صدرك كيف كان الخريف مريرا ، وكيف تساقطت أوراق عمري رغماً عني ودون الوعي ، لتمطر السماء غيثاً سعيدا لأن الجفاء صار غراب البين بأرضي الحزينة ، ليصبح الصبار أوراق ورد !
فشمس الشتاء رائعة الظهور .... كأميرة تطل بنظرة عطف بين حراس الغيوم ، كامرأة عطوف تلمس وجه المساكين بنور الحب ، فتضفي على وجهوههم البئيسة لمسة حب ، وعلى تلك القلوب الكسيرة بطيب الدواء !

وخذ بجنون خيالي إلى العقل ، ودعني أراود وحش المخاوف الذي يأكلنا بسوط جمالك ، فأنت عزيزي كغيمة صيف وردية ، وأنا أجلس وسط صحراء بثغر الهجير !

إذا ما التقينا ..... فلتكن أنت الحقيقة وسط الكذب ، وأنت النور بقلب الظلام ، وكن كبتلات زهر بين أشواك الحياة التي مزقتني ، وكن أنت عقلا وسط جنوني الذي لا ينتهي ، وكنت أنت صوتا ، صوتا يخاطب قلبي الوحيد بصوت نقي ... بصوت عذب الملامح صادق القول ، كنت أنت ذاك الجنون الذي ذهبت للبحث عنه وسط تلاطم أمواج القدر !

إذا ما التقينا ..... خذني مني قبل الغرق .... قبل أن أتيه بتلك العواصف ... قبل أن يحملني الإعصار لأشلاء ذكرى امتصت دمائي عن آخرها ...

إذا ما التقينا ............ كن لي حياة ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق