الجمعة، 31 أكتوبر 2014

رقصات الموت ......

تتقافز

تدور

تذهب عشوائيةً في كل اتجاه ....

تقفز ثانية كأنما تعانق شيئاً هناك بالسماء

صرخات لا تميزها

لا تشبه البكاء

لا تشبه الضحك

تسكن وتتحرك

تنطفيء وتشتعل

تبرق وتخفت

كل في آن واحد

دوران بلوري كرقصات البالية

كفراشة نور تؤدي طقوس الاحتراق الأخيرة .

تفسر الأمر أنه بالنهاية رقص !

رقص لا يشبه شيئا إلا الرقص وفقط

لا شيء واضح به

لا حزن ولا سرور يثير تأكيد الأمر

تقافز

نغمات أغنية

صريخ

نشوة مجنونة

تهاوي

ثم إيماء نحو القمة

ثم تحليق غريب

هدوء

تسكن

ثم تدور

كبجعات بحيرة تعاند تعريجات الماء المستديرة

في وجه الجميع ... ترتسم ابتسامة انبهار

بوادر الثغر تفصح عن ما يشبه التبسم

التقافز يشي بالحياة

الدوران ينشر النشوة

كم هو مفعم هذا القلب

بالجنون

والتعب

كم هو مفعم بالموت في آخر الرقصات !

لتحترق الفراشة في هدوء

بجانب إحدى شجيرات الضفة الأخرى

حيث بجعات النهار السوداء في البحيرة

حيث كان يتألم كثيرا

حيث لم يعد الوجع يطاق

حيث أن صدره بات سجنا

حيث أن الجلد يضيق بنا أحيانا

يتلوى

بدا كأنه خصلة شعره تائهة في مهب رياح على رأس أشعث

تعلو وتهبط

تنطوي

وتفرد جناحيها للريح

كاد يخرج قلبه من بين الضلوع ليقذفه

كان يجري بين الشجر يصرخ من شدة الألم

يبكي لا شيء يخرج بالدموع

يجري بلا اتجاه كالممسوس

يقف

يلتقط أنفاسه

يركع

يضرب بقبضتيه على صدره

متى يتوقف هذا الوجع

كل تلك الأصنام تسمع ألمه ولا تعيه

كل تلك الرؤس تتربص مقتله وهي الأحق بالقطع

كالثور الهائج

ينطح جذوع الأشجار ويزأر

يصرخ

ثم ينتهي بالعواء

يفرد ذراعيه

يتخبط بها في الأشجار

عاريا يجري المجنون

ينطوي

ويمتد للسماء

يجلس كالمحار في القوقع

ويتمدد كالحلزون خارجه

لا شيء يسعه

لا أرض ولا سماء

يدور حول نفسه

الأصنام كأنه نقطة ارتكاز بلا وعي منه

يهرب منها فتواجهه في كل ناحية

يزداد ضعفه وعجزه

وتزداد بهما نوبات جنونه أكثر

من بعيد

قفزات بهلوانية تسبق تداخله من حالة لأخرى

يشتعل وينطفيء

يبرق ويخفت

يمتد وينطوي

يمتشق وينكسر

يرقد ويقفز

يجري ويرقد كالسيف

يصرخ في السماء ويغني وسط الدمع

كراقص محترف

كأمير البجعات

من بعيد

هكذا بدا

من بعيد

في دوائر كثيرة

يدور كل حول مركزها

يزأرون ويصمتون

يضحكون بجنون ويبكون بقهر

يتقافزون كالفراشات وكالبهلوان

يدورون

يرقصون

يزأرون

ينشدون بأصوات يخالطها البكاء ويغلب

يتمايلون

وفجأة يقفون كأعمدة مشدودة كالسيف

الأرض كما السماء مسرحهم

يدورون عليها ويتدحرجون

يتقافزون ويصرخون

يجرون

يقطع الأمر نوبة من صراخ أو نشيد بشجن

ينامون كالمحار

يقفزون

لكنهم دائما في حدود دوائرهم

يدورون كقوم أصابهم المس

من بعيد

بَـــدَو كرقصة استثنائية

بَـــــدَو كحلقات ذكر

بدت كلوحة سيريالية مجردة

بدت كالخيال

بدوا كأنهم أشياء كثيرة

وكأنهم معنى واحد

بدت كل الأشياء حولهم تشاركهم رقصهم المجنون

حتى تلك الأصنام التي يزأرون فيها

بدت تبادلهم

رقصات الموت !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق