الأحد، 10 يناير 2021

هذا النعيم ...

 منذ سنوات أبحث عن شيء


أدور في دوائر متشابكة

دائما تبدو لي النوايا الطيبة هي الأقرب إلى القلب، وهي الأولى بالتصديق

الحياة ليست هكذا 

البشر ليسوا هكذا

لكن الله هنا!

يمر المرء بنيران الشك بحثًا عن جنة اليقين، فإذا ما وصل وجد الماء ماءًا لأول مرة!

ووجد النعيم مقيمًا لأول مرة!

ووجد الله هناك ... للمرة اللامعدودة، وللمرة اللامحدودة!

أدور في دوائر متداخلة

أبحث عنه وأبحث عن نفسي

من أنا ومن هو؟ وهل يراني كما أراني أو يراني شيئًا مختلفًا وغرضًا حقيرًا!

الكون عظيم ... كوكب الأرض باتساعه، وفضاءه المحيط، وقمره التابع، حقير جدا إذا ما قورن بتلك المجرات، واللامكتشفات المتوقع لها أن تكون أعظم مما عرفه الإنسان .. وأنا؟ بالنسبة للكون أقل من ذرة رمل وحبة ملح ذائبة في المحيط

كيف يراني؟

كان السؤال الأهم .. كيف أراه؟ وكيف أرى نفسي!

أدور في دوائر لا متناهية

أبحث عن كل إجابة وأتساءل في كل لحظة، أمر بعثرات من البشر، أُخدع وأُصدم وأتعثر، أسقط على الأرض، أجلس، أقعد، أبكي، أذوب فلا يكون لي ظل ولا خطو! ثم يبعث في الروح، فأقف من جديد وأعود للبحث، وأتعثر من جديد وأذوب وأتلاشي، وأتبعثر، وفي كل مرة يد الله تصلح كل شيء!

عندما أتعب أتساءل هل كان يمكن أن يكون الأمر أيسر؟ تيسر على غيري.. ثم أسأل هل حقا تيسر؟ وهل حقا من أظنه قد وصل .. وصل؟

أنظر اليوم إلى الوراء ... إلى كل الدوائر التي تهت فيها، إلى كل العثرات التي بعثرتني وتلاشيت فيها، إلى الحريق الذي أذابني، وإلى الزلازل التي ضرب فؤادي فتساقط كدرر العقد روحًا وراء أخرى!

رحلة شاقة جدا، جدا، لكنها ممتعة، ما كنت أصل اليوم إلى أولى علامات الإرشاد التي تنبيء قلبي بالنعيم الموعود، قلب مرتجف ووحيد لكنه آنس! قلب مرتعب لكنه مستسلم، قلب تعب لكنه راضٍ وكثيرًا سعيد!

أنظر إلى الوراء، أقول الحمدلله في كل نفس، الحمدلله على كل نفس، الحمدلله على عثراتي، على النيران التي صهرتني، على كل التمزق الذي أنشأني نشأة أخرى!

أنظر إلى الوراء، إلى الفتاة الغضة الطرية، إلى الزهرة الجميلة البريئة والبرية، إلى عفويتها وجمالها وبراءتها، كنت بالأمس القريب أبكيها، أقول ما كان لها كل ما حدث! لم تكن لتنجو، أنظر إلى المرأة التي هي أمامي في المرآة، أعشقها، أوقرها، وأحترمها، أقول للطفلة التي خلفتها ورائي صارخة تنحب كل أمرها، مسكينة، لو حقًا تصبر! سترى!


كيف الله يرى؟

كيف في كل تلك الأمور مد يده وحده بكل العون وكل المحبة وكل النعيم!

الحمدلله ... كنت سامعني يارب؟ كنت شايف قلبي؟ كنت حاسس بيا؟ 

أبحث عنك ... وأبحث عني، أتعثر في طريقك، وأتعثر في ظلي، لكني بعد كل تلك السنوات أعرف كيف تراني وأتمنى لو أنك تراني بأرحم وأحن وأرأف مما أظن!

في تلك البقعة من الفكر، تدرك أن الله هو الله، يحبك حيث تغتال نفسك، ويرحمك حيث تجلدها، ويراك حيث لا تعرف من هي!

أنظر إلى محنة الأمس ومنحة اليوم، أذوب يا مولاي وسيدي .... في كل أمر كنت في مفارقه وتثني لي الطريق التي أظنها الأصعب، ولكنها كانت الأأمن، والأفضل!

أتساءل، لماذا كل تلك العناية؟

أشكر ربي على كل الضعف الذي أصابني، الضعف يستجلب رحمة القوي

أشكره على النيران التي اشتعلت بقلبي

ما بين القهر

ما بين الخوف

ما بين الفقد

ما بين التيه

ما بين الألم

ما بين المرض

ما بين أشياء كثيرة ثقيلة!

لم يكن قلبي ليعرف ما بإمكانه أن يعرف أو يفعل!

كل يوم هو في شأن سبحانه، وكل يوم نحن في نعمة منه سبحانه

أنظر للأمس بالتبسم، أنظر لليوم بالحمد والثناء والرضا التام، أنظر للغد بكثير من الرجاء


يا صاحب الملكوت ... يا صاحب الملكوت ❤️



*ملحوظة: أنا معرفش أكتر من الوقعة والطبطبة! حقيقي معرفش كتير ويمكن معرفش خالص، كل اللي أعرفه إن ربنا كان دايما هنا، ومازال والأكيد هيفضل، أعرف إن كل أمر صعب ربنا عداه، وكل طلب ربنا يسره باللي فيه صالحي، وكل ألم ربنا عرفني خلال شقوق الروح والقلب نور، أنا مش بعمل كويس في حياتي، أنا مش بصلي كويس، وطول الوقت مقصرة، وكل يوم بخاف أموت، وبخاف ملحقش أعمل كويس قبل ما أموت، وبخاف أفكر في فكرة إني أقابله، أحسن حد يقرا الكلام ده ويفتكر إني ياما هنا ولا حاجة، بالعكس ربنا بيسترني كتير، وبقول ربنا يفضل بيسترني يارب، ومعنديش أي سبب أقوله لنفسي "هو ليه ربنا بيعمل معايا كده؟ رغم كل اللي بعمله ده ؟" غير إن ربنا هو ربنا، هو مش أنا، وهو مش البشر، بس ربنا أكتر واحد وثقت فيه ومخذلنيش، وأكتر واحد وقف معايا ومسابنيش في النص، وأكتر واحد بيحبني بحالي، بيحبني بجد، بيحبني زي ما أنا كده، بيحبني حتى لو معرفتش أكون صالحة وكويسة ١٠٠٪ يمكن ربنا بيحبنا عشان إحنا ضعيفين وعبط وبنخاف بسرعة؟ يمكن بيلطف بينا عشان هو اللي قدر الوجع وعارف اد ايه بيوجع؟ يمكن بيدينا عشان من كرمه بيحب يشوفنا مبسوطين؟ يمكن كل ده، بس الأكيد إني رغم كل نوبات الشك اللي أصابتني في يوم من الأيام، مكنش فيه أجمل ولا أحلى من لما عرفت حقيقة إنه هنا، وإنه تحديدا سامعني، سامعني أنا .. التافهة الهلفوتة القصيرة الصغيرة دي، سامع كل الهبل اللي بتقوله، سامعه وعارفه وبيرد عليه ومبيغضبش (ويارب أبدا ما تغضبش) منه أو مني! مفيش أوسع من ربنا، ولا من رحمته، ولا من محبته، كل يوم كل ثانية فيه لطف كبير ورزق ونعمة وود، حتى وأنا مبصليش حلو وحتى وأنا ملهية وغافلة، دول كلمتين كده عشان القوالب بس والصور ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق