الثلاثاء، 26 يناير 2021

يناير

 هل أتجنب الكتابة هذه الأيام؟


على ما يبدو

ربما

يجوز

نعم

نعم أتجنب الكتابة، وأتجنب أن أفيض بما في داخلي، وأتجنب أن أدول في دوامة عميقة وساحقة من عشر سنوات، بكل شيء، تغيرت؟ نعم ومن منا لم يتغير، قبلها كنا، وبعدها صرنا، وبينهما الكثير والكثير والكثير!


هل سأحكي في المستقبل شيئا؟ ربما يقتلني الحنين حد الغضب، حد الصراخ، حد إفراغ ما في صدري على الورق، ما الذي يمنعني الآن؟ لا أعرف، حقا لا أعرف، صدقًا لا أعرف! لكن ما أعرفه حقًا أنني لا أريد أن أتذكر


أو لعلي غير جاهزة بعد للتذكر، للاعتراف، للتقبل، والتعايش مع أكبر هزائمنا التي كانت أفضل أحلامنا يومًا ما!


لكن الأمر عندي لا يقف عند كونه هزيمة، كانت يناير هي أول فرصة أعرف فيها أن الرصاص الذي يخرج في الحياة ليس كما يبدو على الشاشة، لن يرجع للوراء، ولن يقف في منتصف الهواء، ولن يقوم المصاب بعدها معافى، ولن يتحول البطل الذي توارى التراب إلى مزحة ثقيلة الظل، يقوم بعدها عندما يذهب العسكر كل إلى ثكنته بنفض التراب عنه ويقول "غاروا؟"

كل الذين ودعناهم إلى التراب لم يعودوا، وكل الذين سقطوا لم يقوموا بنهاية الثورة ولا بنهاية المشهد!


كان حلما، غير أن دماءه كانت حقيقة، وغير أن خدوشه كانت في أجسادنا، وغير أن أنيابه طالت قلوبنا حقًا لا مجازا!


هي يعود الزمن؟

إذن فلننكره، ولننساه، ولنتجاهله تماما كأننا لسنا هنا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق