السبت، 14 مارس 2015

الشريدة . . .

تبدو في داخلها غريبة

تلك الغربة التي تأكلها وتنهش بقاياها الحية التي تحاول الصمود

حتى متى تصمد ؟ لا تدري

تلك الغربة التي طالما شكتها لك ، هؤلاء المتحولون التي طالما حدثتك عنهم وبكت ، هؤلاء المسوخ الذين يخيفونها ، وكنت تراها في كل أمرها طفلة .

أحيانا تجتنفك قوة فتهدهدها كطفلتك

وأحيانا تكون سهام الواقع نافذة فيك فتنزف بجوارها في صمت .

كيف كانت تلك الراحة التي تجدها في داخلك

بك تستريح كأنضر واحاتها وأينعها ، كطفلة هاربة من عويل الذئاب كانت تبحث عنك لتحتمي

منذ متى قررت التخلي ؟

فباتت شريدة

تعرف أنها لن تموت بدونك

وأنت تعرف أنها لن تموت

أنت تعرف أنها أقوى من ضعف أجنحتها المتكسرة ، أنها إن لم تعد تطير فلن تجلس ... ستتحامل وتتقافز

أنت تعرف أن الفراشات لا تموت في هدوء ... بل يمتن في أحضان النور دوما مقاتلات

أنت تعرف أنها كانت تود أن تحترق فيك

تلك الأغنيات

تلك الكلمات المسافرة عبر الزمن والألم

تلك الأشياء التي تغير مساراتها في اضطراب غير مفهوم لها

لا تعيدها للوراء ولا تدفعها ، إنها فقط تحكم وجودها في قوقعتها ... ذلك الحلزون الذي توحد مع جسمها الصغير

تساءلت كطفلة عن طيف ما عاد هنا ولا عاد هناك شيء من أثره ولا حتى في خيالاتها الصغير

أين هو ؟

هل اشتاقته ؟

نشتاق للموتى فكيف بربك نشتاق للعدم ؟ وكان طيف خيالاتها عدم

تلك الحكاية التي رسمتها .... والتي تركت لك بعض تفاصيلها ... والتي لعب القدر فيها أن تشابهت فصول حكاويكم ... كيف راحت؟

كيف ذهبت كأنها يوما لم تكن ؟

كيف تصبح اليوم شريدة حتى في ذكراها ؟

لا تذكرها ولا تتفاعل معها أيما تفاعل ؟

كيف تصبح غريبة عن قصتها


عن حياتها

عن نفسها

عنك أكثر وأكثر وأكثر كأنها فقدت ذاكرتها

وفقدت صوتك

وفقدت عطرك

وفقدت كلماتها

وفقدت حتى تلك النبضات

كيف انها لا تذكر إن كان قلبها نبض ؟

كيف ينبض القلب أصلا ؟

لا تذكر كيف تصبح بدايات الحكايا ؟

كيف تبدأ من جديد

كيف أخذها نور شعاع جديد عن نفسها

صارت تتبعه .... تلتمسه .... ترتاح له ... ثم تقف فجأة

تخاف

تعود للوراء ألف خطوة

ثم هو دافيء

ثم يصبح كالصقيع !!

ثم

طيفها الذي خطفها

مقلم الألوان أشعث

ثم

امرأة لا تعرفها

وطفلة باتت غريبة عنها جدا

حتى  بات من ياقبلها في الطرقات أعرف إليها من تلك المسكينة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق