السبت، 14 مارس 2015

وردة المريخ .... :)

ولأن البشريين شريرون جداً جداً فقد منحته لقب .. " وردة من المريخ " .. :)

هذا الذي بدا غريبا جدا ومألوفا جدا منذ عدة سنوات .... طفلا لم يتجاوز المرحلة الثانوية ... غامض .... لا يتكلم ... لا يبتسم .... لا ألتفت إليه وإن طبع الوجه في ذاكرتي

وكعادتي .... أتجاهل الغرباء مهما بدو ومهما أظهروا ! أتمحور حول واجبي الذي علي القيام به وحول من يرشدني وحول صديق\ـة ألتمس من وجودهم الدفء والألفة للمكان والوقت .

تمر سنوات قليلة .... يتابعني على " فيس بوك " لا أنتبه

محاولات كتابية ... أرى بعضها جديراً بالاهتمام وبعضها يلتمس الفن .... كيف أنصب نفسي حكماً على أعماله الكتابية البسيطة ؟ لا أعرف ... لربما الغرور :D

له ميول سياسية :D بدأنا نتعرف بقى فيها سياسة :D

وقفة هنا ... ثم وقفة هناك .... يعرفني إليه صديق مقرب لإحدى صديقاتي ( أصبح زوجها فيما بعد :D ) نتحدث أنا وهذا الصديق حول السياسات الحالية .... ثم ... لو لم أكن موجوداً فهو هناك لا تقلقي !

حسناً

مضطرة لمعرفة شخص جديد .... يا للحظ :D

دوائر الأصدقاء المتداخلة .... مواقفه السياسة ... صغر سنه وجسمه وخفة حركته ... لمعان في عينيه يشي بالأمل الذي بتنا على وشك فقدانه .... ثم !

نتعرف أكثر .... يقترب أكثر ... يحاول أن يجعل تلك المعرفة صداقة .... أنزعج !

حسناً

أوقاتي وعالمي المتخم بالأشياء المتراكمة والمكسورة والمبعثرة في كل مكان

أعيش في فوضى داخلية عظيمة

أوقاتي ملأى بأشياء عدة

تائهة في اللاشيء وفي كل شيء

يقترب وفقط !

أدفعه

أقول له صراحة " بناقص تلك الصداقة " يبتسم ... يسكت ... يقول حسناً لك ما تريدين !

ثم

نتحدث بعد يومين كأن شيئا لم يكن

كيف تدور عقارب الساعة بتلك السرعة ؟ للتو تعارفنا .... كيف يصبح كل منا خزينة أسرار الآخر ؟ كيف يصبح كل منا يحمل أشياء كثيرة عن الآخر ؟ كيف يصبح كل منا يعرف تفاصيلا صغيرة جدا صارت شيئا وكأنه اعتيادي !

ثم ...

يصبح أقرب صديق من كوكب المريخ إلي ! :)

يصبح ابني .... ثم كل مناقشة قد تنتهي بجملة

" إيه اللي انت عملته ده ؟ انت عبيط حد يعمل كده ؟
وأنا مالي أنا مش تربيتك يا هانم ؟
جتها نيلة اللي عايزة خلف يا شيخ ! "

" صباح الخير ... إزيك يا ماما .... يا ست الكل ..... يا ست البنات "

" محمد .... أنا مخنوقة ... تعبانة ... بطني بتوجعني ... الدواء وحش ... الدكتور بايخ .... الشغل مقرف ..... × مزعلني .... × حشرية ..... أنا هنفجر في وش حد دلوقتي .... عاوزة آكل بيتزا .... يللا ناكل كب كيك .... مخنوقة يللا نتقابل ... حاسة بملل ... محتاسة مش عارفة أتصرف .... فيه حاجة شريرة بتحصل .... دور معايا على عربية .... هاتلي عنوان دروس سواقة ... عاوزة كمانجة ... ايه رأيك لو عملت كزا ولا كزا ولا كزا ولا ..بلابلابلابلابلا ..... " قفلتي الفيس بوك ليه ؟ " قرفانة .... عاوزة أقعد لوحدي ... هو إنت ليه هنا ؟ .... مش قلتلك مش عاوزة أعرفك تاني ؟ ..... يوووه هو انت لسة هنا ؟ .... سيبني لوحدي .... انت سايبني لوحدي من الصبح .... عاوزة أتغدا برة .... لأ مش هاكل بطني واجعاني .... سناني .... هتنزل المظاهرات ؟ متنزلش .... تولع .... لو نزلت من ورايا هقول لطنط .... هخاصمك .... هبلغ عنك ... لو حصلك حاجة ؟ ... مش مهم تستاهل .... محمد هو أنا شريرة ؟ " :D

أعتقد ... أعتقد بشدة ... أن محمد لو كان ابني الفعلي لكان أخبر الأجهزة المختصة بوجود مختلة عقليا تعيش معه بنفس البناية

ثم بعد كل هذا الجنون يقول " مبسوط إننا اتقابلنا .... ربنا يخليكي يا ماما .... أنا مش عارف كنت هعمل ايه من غيرك "

" يا أخي أنا مش عارفة انت ونهال متحملين إزاي معايا !! "

ثم !

وردتي المريخية

كل عام وأنت بخير

كل عام وأنت مثلما أنت ... مبدع .. رغم صغر سنك ... رغم صخب من هم حولك ... رغم الصعاب التي تعرقلك كل يوم ... كل عام وأنت تحاول وتصر وتحفر بالصخر كي تصل إلى ما تريد ...

كل عام وأنت تتفتح مثل زهرات مارس البهية ... وفراشاتها العذبة الجميلة .. التي تزين الجو بعد غيوم الشتاء

كل عام وانت تفكر خارج صندوق الواقع إلى صناديق الممكن ثم إلى حيث صناديق " ولم لا ؟ " الرائعة

كل عام وأنت تحاول أن تصل ... تحاول رغم كل شيء ... تنظم أشياءك بدقة ... وتعيش عالماً منظماً أسخر دائما منه في جلِّ فوضويتي التي تثير سخطك وتنظيمك الذي يثير سخريتي !


وردتي المريخية

أنت حقا وردة :)

تحملت معي الكثير ... صديق وأخ وابن ... وكثيرا كنت مثل المعلم ... تعلمت منك أشياء كثيرة .... تعلمت أن أبوح أكثر أن أخرج كل أحزاني في حين تصير أحزانك أنت في صندوق محكم الإغلاق ... تعلمت أن لكل شيء نهاية وأن نهاية الأشياء بدايات لأشياء أخر ... لعلها أكثر روعة وجمالا

تعلمت أن بنهاية الشتاء القارس يبدأ الربيع ... بفراشاته وأزهاره وشمسه الدافئة ..... أنه حتما سيظهر في سمائي قوس قزح بعد اضطراب المطر .... أنه بالنهاية سوف يسطع يوم جديد .

تعلمت أن العمر قصير ... وثمين .... أن أفيد من حولي ... أن أحاول مسح هذا الحزن الذي يكسو القلوب ... أن أضحك :)

وردتي المريخية

طول شهور أدفعك بعيدا كالغرباء

طول نوبات بكائي وعصبيتي التي كانت لا تنتهي ولا تنذر بقدومها

طوال الشهور التالية التي كانت تنابني فيها عثرات أو بسمات

كنت هناك ... تقف هناك ... ابتسمت لوجودك أم هربت منه ... وقفت إلى جوارك أم تقوقعت حول نفسي ... كنت لا تمل .. كنت تقف وفقط ... تبتسم ... وتغني ... وتقص عليا حكايا مفبركة صحيح ولكنها كانت تضحكني " بتجود يعني يا محمد مالآخر الطاطش بتاعك"

كنت إحدى نجمات سمائي عندما مر الليل غير عابيء بالظلمة !

شكرا لأنك كنت هنا :)

وشكرأ لأن مارس سيظل يذكرني بميلادك الذي يأتي مع ميلاد الربيع :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق