الأربعاء، 11 يونيو 2014

من وحي البجع ........... في الرقص يتلاشى كلانا بصاحبه !

في عتمة الليل دخلت
بثوب كلون الليل ملتمع بشيء أشبع بالنجوم

كفراشة تدور بخفة ظلها ..... كامرأة غجرية تتمايل بشغب في عينيها
كمحترفة تدري متى تبدأ متى تتوقف !

كظلام الليل دخلت في وهج النهار

تحمل النجمات في لمعات فستانها الصغير المتمرد

تحمل النسيم الهاديء المجنون في شغبه

وكظلام الليل فجأة رحلت

كسحابة صيف انقشعت عن لون آخر

لون لم يكن إلا ليخطف كل ناظر إليه

إلا هو !

كان يدور بين عصفورات النهار

بين الفراشات الملونة المبتهجة بنور الملكة

مثل بعجة سمراء كاحلة وسط ريش كالسحاب في الأفق البعيد ظهرت

تدور بتمرد شديد

باختلاف

بجاذبية مميتة !

تدور بثقة امرأة

وعطر عاشقة تدري أنها فتنت معشوقها وأهلكته

زهوره البيضاء لم تغريها

دارت حول نفسها وحول الحاضرين

فتنتهم شجاعتها وجرأتها

فتنتهم ثقتها المجنونة

بساطتها

ثقل خطواتها وخفة تنقلها كأنها تطير


كنجوم الليل ذهبت

وتركته حائرا بين زهرات الصباح !

كالحلم

ظهرت له بين الحاضرين ثانية

يتراقصان على معزوفة القلب الشغوف

يتمايلان برقة وجنون

يثيران ألف شك ألف حيرة ألف سؤال

كيف يكون للأمير نعجة سمراء !

يتنحى عن كل المراسم

يترك وراءه جميع التقاليد

يتحرر من تاجه الأكبر

يرقص !

كنسمة وموج

كفراشة وزهر

كبرق ... وسحابة صيف

كنسيم وعطر

كل شيء حولهما يذوب مع التحليق والدوران

كأن الأرض لهما

كل شيء بدا عكس ما كان

بدا متناغما معهما تماما

بدأ كل شيء بالتسامي ... والتحليق والدوران

كمراسم ميلاد النور

نتاغم واتساق

سيمفونية أخرى

بدت فيها فراشة وفقط

عندما طافت بروحه تخلت روحها عن الشغب

ذابا سويا

بدا كأنهما ينصهران بقطعة موسيقى كلحن آخذ في الإندماج

بدا كموجات نغم تتصاعد مع الرقص واهتزازات القلوب الصاخبة

كشيء واحدٍ

تحولا والكون إلى راقص

إلى موجة في وسع المحيط

إلى نسمة تطل بالربيع بين طيات عطرها

تحولا إلى روح تطوف

إلى فراشة واحدة

إلى نعجة تحمل كل الألوان

تحولا إلى سحابة

إلى شرارة برق تنير الأجواء

كشيء واحد

كروح مدمجة يسبحان في وسع الكون

يتلاشى أحدهما بالآخر

كأنه حلم تمتزج فيه كل المعاني الطيبة

لم يستفيقا سوى على صرخات الطبول بوجود الشيطان وأوان الرحيل !

كل منهما صار يحمل الآخر كيف ينفصلان لأمر التقاليد والمراسم !

تموها !

صارت نصفه الأيمن وصار نصفها الايسر

ارتبكا

اندمجا

رفعا أجنحتهما وهربا

ترك كل شيء خلفه ورحل

لم تبال بنجمات الليل التي كانت تزين فستانها قبل بزوغ أجنحة الفراشة

لم يبال لتاج كان يزين رأسه كمتوج منتظر وولي للعرش

وجدا أنفسهما وفقط

فتركا كل شيء ما عداها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق