الأحد، 28 يوليو 2013

شوية وجع ......

أول مرة أسمع قصة موسى تاني في الصلاة للمرة المش عارف كام في حياتي وأبكي بحرقة !
أول مرة أحس إحساس اللي ملوش حيلة ودايرة الموت بتضيق وتخنق !
أول مرة أقف جنب واحدة سورية في الصلاة هي ثابتة وأنا منهارة وخايفة أحسن تطبطب عليا وتقولي معلش اللي بيحصل في مصر !
معظم المسجد كان سوريات اللي حواليا على الأقل كانو كلهم كده !
الدعاء كان لوقف الدم !
الــ.. آمين ... كانت تهز المسجد .. الإمام معرفش يتماسك .. مع ان الدعاء كان قصير !

قالتلي ممكن منديل ؟ اديتها ... خفت أبص في عنيها ..... وكأني كنت بشمت في دمهم ! معرفش ليه الكسرة دي صابتني ! مع اني كنت مكسورة وموجوعة من كل قتيل بيموت في سوريا !

حسيت بالذنب الضئيل إني لفترة كنت تعبت قررت مبصش على صورة الناس اللي اتقتل ... قررت أوقف تعاطف او مساندة ... قررت أوقف وخلاص بلا أي نوايا حسنة أو شريرة !قررت إني لازم آخد هدنة ... سوريا كانت بالنسبة ليا قتلى ! جوايا قناعة إنها خلاص اتلعبكت وبقت طوائف ومحدش هيسمع لحد والكل معاه سلاح ..

لما السلاح بيتكلم ............ محدش بيرد عليه غير صريخ الدم ............. والسلاح أطرش !

امبارح جت في دماغي كأنه شريط وأنا بصلي صورة الناس اللي تجاهلت أشوفها........... كلام النشطاء السوريين اللي قررت مش هقراه ........... صورة وكلام كل واحد محروق .............. مش عاوزة أعرف لأني ببساطة فاقدة لكل الحلول الممكنة والخيالية !

امبارح ........... كانت صور الموت كلها بتلاحقني ............ كنت ببكي بحرقة ............ كنت عاوزة أصرخ ......... كنت بس بقول رحمتك يارب ............ يارب يكونوا ماتو على حق ........... يارب يكونو ماتو وبينهم وبينك حق وحاجة كويسة ......... يارب يكونوا ماتوا وهم فاكرينك .......... يارب ارحمهم واقبلهم أرجوك ... اقبلهم وسامحهم ووسع قبرهم !

بس اتحرقت أكتر لما فكرت في اللي قتلهم ......... لما فكرت في ناس مصرة تكون قاتلة وكدابة ومضللة

انهم لسة مصرين يسخروا من عقولنا .......... يتاجروا بدم الناس ......... يضحوا بالأبرياء وكأنهم كباش أو فراخ !

إن مصر بقت في حالة وحشة جدا ............ إن لو حد سألني ليه بتعيطي بحرقة وقلتله فيه اكتر من 120 ( ده الرقم لحد امبارح زاد النهاردة ) اتقتلوا غدر وظلم ......... هلاقيه بيبرر لقتلهم .......... او بيقول يستاهلو .......... او بيقول كانو ارهابيين ........ او بيقولي بعد مصمصة شفايفه اه بقى انتي اخوان ... ولو عارف اني لأ هيقولي بس بتحترميهم !

120 واحد اتقتل ........ ومفيش شارة حداد سودة !
120 واحد اتقتل ......... وانا راجعة بعد التراويح صوت الراديو أغاني وطنية !

مش هم اللي ماتو
إنسانيتنا ماتت ........... احترامنا للبني ادم هو اللي مات ............. ضمايرنا بتموت !

فلاش باك

كنت نازلة من بيتي وأنا بقول لنفسي ........... أنا بقيت خايفة عليكي أوي ....... يحصل مع المصريين زي ما حصل مع سوريا .... يحصل لقلبك تطبيع مع الدم ........ ويبقى القتل عندك طبيعي ............ سارة ......... إحنا لازم نفكر نعمل ايه معاكي عشان تفضلي إنسانة تتنفضي لقتل واحد زي ما تتنفضي لقتل 100 ؟؟ أنا حقيقي مش عارفة ممكن نعمل ايه ؟ يمكن البكا ؟ التضامن ؟ هتتعبي ومش هتتحملي ... أو هترجعي لحالة التجاهل والزهايمر !! خلي بالك ... اوعي يحصلك تطبيع ... اتوجعي لكل نقطة دم 

هناك 4 تعليقات:

  1. رائعه يا ساره ! ... عبرتي عن الواقع بأيجاز و إن كان فيه ... شويه وجع !! ...

    ردحذف
  2. مش هم اللي ماتو
    إنسانيتنا ماتت ........... احترامنا للبني ادم هو اللي مات ............. ضمايرنا بتموت !


    هو دااللى حصل فعلا
    إحنا بقينا برديين معادش عندنا حرارة الدم
    مبسوطه أوى بالتعرف على حرفك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا إلهام
      نورتيني :)
      احنا بقينا بنتحول لمسوخ مش فارق معاهم حاجة
      بقينا أسوأ من الوحوش !

      حذف