السبت، 13 يوليو 2013

سياسات السكون والصمت !










والصمت عند الدمى ليس قهرا وليس مطلوبا دائما ، الصمت في عالمهم غير موجود ، مثل عالمنا تماما لكن من الممكن جدا أن تجد دمية خرساء ، أو دمية تصارع الصراخ بداخلها لتصمت ، لتحيا في مكان مميز باحترام مميز بين باقي الدمى !






فتجدها تجاري الكذب بكذب جديد ملون ، وتجدها قد تحتمل المهانة وقلة القيمة ، وتجدها تقول في دمية أكثر ضخامة وقدما ما ليس فيها اتقاء شرها ، وتجدها تبيع من صفات صنعتها حتى تكسب رضا الآخرين ....... لا تستمر كثيرا لتصبح شائهة ، لتصبح مسخا مثل عشرات الدمى حولها ، تفقد بريقها بسرعة شديدة ، تفقد سحرها وهويتها ، تفقد ما يميزها .

وبعد ساعات قليلة ، تتحول حقا لدمية وسط الدمى !


تتحول حقا لشيء لا قيمة له ولا جمال فيه !

تتحول لشيء مريح جدا للدمية الحاكمة والمسيطرة ، وشيء مريح أيضا لدمى شوهها الكذب والمسخ فصارت كخرقة قماش ، فترتاح إذا وجدت كل تلك المسوخ حولها ... وتبدأ في المقارنة في نسبة المسخ بداخلها بينها وبين الدمى الأخرى !


تماما ........... كعالمنا .......... تماما كأولئك البشر الذين يستسيغون الصمت والذل والقهر والمهانة


يرتضون الاستنساخ .

يحبون القولبة .

يستمتعون بالتشوهات الأخلاقية التي يضعهم فيها الآخرون .


هم يختارون الصمت .

هم يفضلون الأماكن الهادئة حتى وإن كانت خرابة أو مقلب للقمامة .

هم لا يحبون الصخب


حتى وإن كان الصخب مبدعا


حتى وإن كان الصخب كالبحر الهادر تولد منه حياة العالم !


برودة الأماكن تحيطهم ......... الموت ضيفهم وحليفهم ............. يغشاهم ........ ويغشى تلك القلوب الساكتة !





قلوب الأحياء تشتعل نبضا ............... والسكون قاتلها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق