والصمت عند الدمى ليس قهرا وليس مطلوبا دائما ، الصمت في عالمهم غير موجود ، مثل عالمنا تماما لكن من الممكن جدا أن تجد دمية خرساء ، أو دمية تصارع الصراخ بداخلها لتصمت ، لتحيا في مكان مميز باحترام مميز بين باقي الدمى !
فتجدها تجاري الكذب بكذب جديد ملون ، وتجدها قد تحتمل المهانة وقلة القيمة ، وتجدها تقول في دمية أكثر ضخامة وقدما ما ليس فيها اتقاء شرها ، وتجدها تبيع من صفات صنعتها حتى تكسب رضا الآخرين ....... لا تستمر كثيرا لتصبح شائهة ، لتصبح مسخا مثل عشرات الدمى حولها ، تفقد بريقها بسرعة شديدة ، تفقد سحرها وهويتها ، تفقد ما يميزها .
وبعد ساعات قليلة ، تتحول حقا لدمية وسط الدمى !
تتحول حقا لشيء لا قيمة له ولا جمال فيه !
تتحول لشيء مريح جدا للدمية الحاكمة والمسيطرة ، وشيء مريح أيضا لدمى شوهها الكذب والمسخ فصارت كخرقة قماش ، فترتاح إذا وجدت كل تلك المسوخ حولها ... وتبدأ في المقارنة في نسبة المسخ بداخلها بينها وبين الدمى الأخرى !
تماما ........... كعالمنا .......... تماما كأولئك البشر الذين يستسيغون الصمت والذل والقهر والمهانة
يرتضون الاستنساخ .
يحبون القولبة .
يستمتعون بالتشوهات الأخلاقية التي يضعهم فيها الآخرون .
هم يختارون الصمت .
هم يفضلون الأماكن الهادئة حتى وإن كانت خرابة أو مقلب للقمامة .
هم لا يحبون الصخب
حتى وإن كان الصخب مبدعا
حتى وإن كان الصخب كالبحر الهادر تولد منه حياة العالم !
برودة الأماكن تحيطهم ......... الموت ضيفهم وحليفهم ............. يغشاهم ........ ويغشى تلك القلوب الساكتة !
قلوب الأحياء تشتعل نبضا ............... والسكون قاتلها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق