الأربعاء، 10 يوليو 2013

حياة الدمى !



ومنذ الصغر كانت تستهويني حياة الدمى بشدة !

أشعر أن لها كلام مثلنا لها حياة !

لكنها وللأسف بلا حراك دائما لا تملك من أمرها شيء ، مثل روائة قصة دمية ! فإن الأمر كل الأمر كل العبث يبدأ عندما نرحل نحن .

لربما كل المرح واللعب بين الدمى يبدأ حقا بعد إطفاء الأنوار ، في الظلمة الموحشة حياة لهم .

تلك الدمى ...... لعلها تفكر ... بالطبع ليس مثلنا .. لعلها تكتسب شيئا من روحنا


من كلامنا معها تستمد تلك الأطياف الطيبة أو الشريرة !

أو لعلها تحاول إضفاء بعض الطيبة منها على طباعنا أو بعض الشر ........ ربما !


ولا شيء كان يزعجني مثل عرائس الماريونيت ! تلك التي تحمل كل شيء ولا تحمل شيئا !

تحمل صفاتها الشخصية الخاصة ، تحمل قصتها المطوية بداخلها ، لكنها لا تقوى الحراك بنفسها ، كل مفصل فيها بعيد عن الآخر كل تفصيله فيها لها ما يحركها ، أظنها أكثر العرائس معاناة ، فهي تحمل القصة كاملة ، لكنها عاجزة تماما عن البوح إلا عندما يريد محركها من البشر لها ذلك !


حتى عند خلوتها ، فهي مليئة بالكلام ، مليئة بالسكون أيضا ، تعجز عن الحراك رغم قدرتها العظيمة على الحلم والتخيل !

هي أكثر العرائس خبرة بما يحدث في عالم البشر ، فهي غالبا ما تلازم الكبار ، وهي أكثر من يرى لمعة الأعين في عيون الصغار ، فتراها تشتهي الحلم والخيال وتراها أيضا تحمل في صدرها كآبة الحقد البشري ، وظلمات الكبار .


فرغم كل القصص داخلها ، رغم مغامراتها حول العالم كل يوم بقصة وحكاية وضحكة ودمعة وقصيدة شعر ، وطرفة أدب ، تراها ساكنة ساكنة حتى في عالم الدمى ، ضعيفة لا تقوى على حمل نفسها وأشيائها ، هي بين الدممى عاجزة كسيرة ، كأنها لا شيء كأنها لا تعرف ما تعرف ولم تخبر يوما كل خبرات البشر !


مثل تلك الدمى يريد التحرر بقوة ، مثل تلك الدمى يخيف البشر ، مثل تلك الدمى يجب أن يظل هكذا مفصول القطع ، عاجز عن الحركة ، مربوط المفاصل دائما ومقيد ، فهو أقدر الدمى على التحرر ، هو أقدر الدمى على التفكير ، هو أقدر الدمى على الخروج من الصمت إن استطاع إمساك الزمام ، أو لم يخش من بعثرة الأجزاء .


وهذا يزعجني ، يجعلني أكره الماريونيت ، أكره جولاته بين حكايا الظل ! وبين كلام الواقع وبين تراثنا وبين أفكارنا بين السخرية وبين الصراع والتحرر ................... لأنها ببساطة تشبهنا كثيرا ، هي نحن بقوة ، هي نحن دائما ، هي نحن عندما نضع كل خيوطنا في يد الحاكم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق