الاثنين، 15 يوليو 2019

كاتبة مصابة باضطراب القلق المرضي! .... (25)

أتساءل كل يوم، كيف يمر الوقت هكذا؟

متى مرت تلك السنون؟ متى كسرت حواجز الوقت؟ ومتى تغيرت ملامح هذا القلب الذي لم تعد له هوية؟

قابلني منذ أيام، يقول عني مشرقة، يبحث عن سر انطفاءاتي، يقترب حثيثًا من حصوني المقنعة، يقول لي لا تقنعيني أنك شخص آخر، لك لون مثل نور الشمس، لماذا تدارينه؟ لماذا تصرين على عدم وجوده؟ ماذا حدث؟ وكيف انطفأ ...

أخبره بالدليل القاطع أنه مخطيء، أن هذا الأصفر المشرق الزاهي ليس لوني من الأساس، لقد اعتنقت ألوانًا كثيرة كلها ليلاء، الكحلي أفتحها .... صدقني .... الحواسيب لا تخطيء، راجع نظريتك!

يفتح عينيه عن آخرهما، يقول بل تخطيء، كل شيء يخطيء، يقول كيف أقاوم هذا البهاء وتلك الطلعة؟ إنها تظهر رغما عنك، ماذا حدث؟ ولماذا تخفينها بقوة .... هل تسمحين؟ أسأله بم؟ يقول بالاقتراب؟ هل تسمحين بالحديث؟ هل تسمحين بأن أوضح لك بعض الأشياء الكامنة في قلبك؟ هل تسمحين أن أكشف بعض أطراف لعبتك العقلية عليّ وعلى نفسك؟
هل تسمحين؟ أنت ترين كل تلك الأشياء، أنت تخافين من الانكشاف والظهور، أنت تخفين شيئًا لك كامل الحرية والإجلال في إخفاءه، لكنه عظيم!
لماذا ينحن كأنه يجلّ عملا عظيما لا يد لي فيه؟ لماذا يوزع انحناءاته أمامي! يتوسل، يستسمح، يضم يديه في أدبٍ شديد!

أقول له: لقد انتهيت، أنت تخبرني بقصة خيالية!
يسترسل أكثر، يكشف المستور، أضحك، يخبرني أشياء كثيرة عن نفسي، لا يلاحظها إلا مدقق في أحوالي، أتراجع خطوة للوراء، يلاحظ انزعاجي، يعتذر، الفضول يأكلني، لم يقرأني أحد من قبل هكذا، حبيبي فقط قرأني، حبيبي فقط كان ينكشف له كل المستور، حبيبي فقط رأى ما أخفيه عن الكل حتى عن نفسي، رأى كل العقل ورأى كل الجنون!!!
يتراجع، يطلب المغفرة، يقرأ الفضول في عيني، يتكلم أكثر، يخبرني أكثر، يفسر خروقاتي أكثر وأكثر ... وأنا؟

مندهشة! 

كيف كنت بكل هذا الغباء، يتحدث مع الحاضرين، يتكلم عن أنواع البشر بشغف، يأخذ كامل أذني وحبيبي وحده يأخذ كامل قلبي .... أراه يتجسد في الكلمات، أرى العمر الذي انتابني فيه الجنون يمر أمامي مثل قصة غريبين عني!

أحمل في حقيبتي في اليوم التالي آلاف الأسئلة، لا يتسع الوقت لي .... لا أسأل مرتين! هكذا عنادي وجنون عظمتي!

أحمل إجابات مرهقة، أحمل أسئلة جديدة كل يوم .... أسير في مفارق الطرق، أقف ... أي طريق يجب أن تسلكيه يا ذات الرداء الأحمر؟ أي طريق يجب أن تسكله أليس أيها الأرنب؟

أنضغط، أحمل الغضب شعلة لا تنطفيء في قلبي، أحمل القلق والخوف، أحمل التناقضات والجنون .... لا أحد يسمع صوته ويعطيك صدره كي تستريح ... بلا مقابل .... هكذا ....!

أنهي بعض الأوراق ... لماذا كل الطرق لا تجيب أي شيء، تتشابه ولا تتقاطع ....

أستيقظ في بعض الأيام وأنا أعرف من أنا، أو أني كنت أظن أني أعرف

اليوم أشعر أني لا أعرفني .... لا أعرف من أكون حقًّا

أحيانًا ... أحيانًا أرجو ألا تكون كثيرة .... ولا تكون مزعجة لك على البعد ... وكأن ما قدر يدور فقط في قلبي قد يصلك ,, قد يزعجك ... فأتراجع حتى عن الخاطرة
أحيانًا ... أتمنى لو يعود الزمن .... لو أسألك من أنا؟ أنت الوحيد الذي كنت أصدقه ... أنت الوحيد الذي مازلت أصدقه .... محدش حبِّك ولا هيحبِك أدي! صدقت!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق