الجمعة، 12 يوليو 2019

كاتبة مصابة باضطراب القلق المرضي! .... (24)

رغم كل الطرق المغلقة تبقى عينك معلقة على طريق واحد يبحث قلبك فيه عن مخرج!

تلك الاضطرابات الكبرى التي تحدث فتحملك إلى حيث كان مقدرًا لك، ولا تقاوم

أحيانًا تفقد سبل المقاومة

أحيانًا تتمسك بقشة الغريق!

هل أخبرتك يا (أنا) أنك كنت قشة الغريق؟
أن حضورك كان يمنحني كل السبل للمقاومة وكل السبل للحياة؟
أن الأمان الذي تحمله بقلبك وتنشره حولي وتنعمني به كان يجعلني أخلع بحرية كل أقنعتي؟
كنت معك أنا، التي رأيتها والتي أعرفها ولا أعرفها
كنت معك أنا التي رأيتَها وأخبرتني عنها
كنت معك تلك الحنون المرحة الذكية التي تبرق وتشع من عيونها الحياة
كيف وجدت كل هذا وحدك؟ وكيف وصلت إلى قلب الحضيض؟
كيف كنت أبكي بحضنك، أضحك بحضنك، أنام بحضنك قريرة العين مطمئنة؟
كيف بعد كل هذا الصخب كنت تحملني للهدوء الساكن بقلبك؟
كيف وثورات البركان في عقلي متتابعة كنت تحملني إلى شاطيء البحر الأزرق والسماء الفسيحة والموج الناعم الذي يداعب شعري ولا يتعدى، ولا يغرقني، ولا يخيفني، ولا يرعبني، كان قلبك أرجوحة ومهد طفل يهدهدني، كيف؟
كيف كنت تحجب عني كل ثوراتك، وتمتص كل نيراني وبراكيني الهائجة دوما الثائرة بلا انقطاع؟
كيف أنه لا أحد يحمل ذات الأخضر بقلبه ويجعلني ألهو بجنته مثلما فعلت!
لا أحد يحبني مثلما فعلتَ أنتَ .....

أغلق الباب، منذ أن طلبت مني أن أغلقه، منذ أن أعطيتني كل قسوة تجبرني أن أغلقه.... أحاول .... أقاوم ... أسقط ... أدور في دوائر .... أنعزل ... أتكور ... أكتب ... أبحث عنك في كل شيء .... أجدك في قلبي دومًا ... أشعر بابتعادك ... أشعر برفضك ... أتمنى ألا تكون كراهية .... أتمنى أن أجد الجنة ثانية .... أتمنى ولو يومًا واحدًا على شطآن زرقة بحرك ... أطفيء فيه نيراني التي لا تخمد ... أنام في حضنه قريرة العين ثانية ... ولو لمرة واحدة!

أنا قوية بما يكفي ... أعرف
أغلق الباب خلفي وأمضي ... أعرف
أقطع الذراع الذي يؤلمني ... أعرف

لم تكن ذراعًا ... لم تكن بابًا ... لم تكن ندًّا أكرهه ... كي أمضي

لا أحد يقتلع قلبه من مكانه، ولا يقفأ عينيه بيديه، ولا يسحب روحه إلى الخارج بإرادته، ولا ينسلب حياته بخنوع ورضا

لا أحد يطرد نفسه من الجنة .... ولا أحد يقصد أن يُطرد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق