الأحد، 23 أغسطس 2015

على الهامش !

كيف أخبرك أني لربما أقع في فخ حبك قريباً ؟

كيف لامرأة تركل الحجر الصغير بطريقها أن تنضج فجأة وتقع في حبك كأنثى راشدة ؟

كيف لضفائر شعرها المتعبة من الجدل والتصفيف أن تتخلى على النسيم الذي يطيرها كأغصان الزيتون وتعدك أنها سترفع شعرها خلف رأسها كالنساء الواثقات ؟

أو تفك شعرها بغجريته كالنساء الماكرات ؟

أو تتخلى عن تضارب خصلاته للتأنق بعينيك كالنساء الحالمات ؟

كيف لامرأة تحررت من وثاق الحب أن تلف الوثاق حول عنقها ؟

أن تخبرك أنها تضع جيدها بين يديك راغمة وراغبة ؟

كيف لامرأة تبلغ من العمر خمسين أو يزيد أن تصبح بين يديك شابة في الثامنة عشر من العمر تداعبك وتغازلك وتستحي منك ؟

كيف لامرأة تتعثر في أثواب الطفولة أن تخبرك أنها تحبك ؟ لم يتكور قلبها كثمرة الكمثرى بعد !

أو تكور ، وتآكل ، وسقط في الطين ، وهي تجلس القرفصاء بجواره تنتظر أن ينبت من جديد !

كيف لها أن تبتعد عن عطرك

وكيف لها أن تحترق بجنتك ؟

وكيف لها أن تراوغ براكينك الثائرة ؟

وكيف لها أن تثير أنهارك العذبة السهلة المنيعة ؟

وكيف لها أن تتعداك ؟ أو تتعدى إليك ؟

كيف لامرأة لا تشعر بأنها امرأة ولا ترى بأنها طفلة أن تشعر بك ؟ وكيف لها ألا تفعل ؟

ثم

أخبرني

كيف هي إن مشت في طريق مقمر وحدها أن تشعر ؟ سوى بالهرب ؟ سوى بالغربة ؟ سوى بضرورة اللجوء إلى وسائد صدرك الوثيرة ؟

وكيف هي إن وقفت تقتنص حقوق صديقتها من مخدع رجل أرضي يتحول في الليل إلى ذئب أن تصبح بحضورك نعجة ؟ أن تصبح بحضورك بجعة ؟ أن ترقص حولك طول الليل ؟


أخبرني

كيف هي إن دللها الأحمر ، واشتهى بسمتها الأبيض ، واختار القرمز المجنون أن يصبح تابعها ، واحتار في زهرتها الأخضر ، أن تطلب صيفاُ يحرقها بدلا من ألوان الطيف ؟

أنت الصيف !!!

وأنت بكل طيوف الصيف

وأنت تحــيّــر قلب صبية ، يتيه بكل دروب البلدة ، قل خبرني ، كيف لتلك المرأة أن تصبح يوما مفتاحاً لقفص صدرك المتهالك والمتعالي ؟

كيف لها أن تدخل فيه ؟

وكيف لها أن تترك فرشاة تلوينه ؟ وقد أثارها التراب ، ولمعان الشمس ؟

كيف لها أن تقترب وهي تطلب البعد ؟

أن تحبس قلبها عندك وهي تسعى للحرية ؟ للتو تفك ضفائرها !!

أخبرني

هل تصبح ألوان الطيف ؟

هل تتحمل عبثيتها حينما تركل الأحجار ؟ كما الأطفال؟ وحينما تتحداك ؟ وحينما تحاربك ؟ وحينما تنام بصدرك هائمة كسحابة صيف ؟ وحينما تحملك مثل حمامة حب ؟ وحينما تهبش قلبك ثائرة ؟ أو غاضبة ؟ أو خائفة ؟ وحينما تكون أنت الأبيض وتخشاك فتنام ليلها في حضن القِرْمِـز ؟

هل تتحمل ؟ أن تصرخ وتضحك وتتكلم ثم يحين الصمت فيحيلها إلى نسمة ريح ؟ أو ورقة شجر ؟ أو ثرياً ترى لها أثراً ولا تسمع لها صوتاً ؟

هل تتحمل أن تصمت فجأة وتطلب منك الصمت التام ؟

امرأة حرة ومجنونة ! لن تجبرها ولن تشعر معها بالإكراه !!!!

هل تتحمل رقص البجعة ؟ وهديل حمامة ؟ وأظافر قطة ؟


هل تتحمل امرأة لا تعرف الطريق ؟ ولا تنتمي إلى وطن ؟

هل تتحمل أن تصبح وطنا وتصبح يوما أرضا بوراً لا تطأها ؟

هل تصبح شمساً ؟ ومطراً ؟ وقوس قزح ؟ ولا تنتظر البسمة ولا القبلة ولا كلمات الحب ؟ ثم تراها تكون سراباً بعد الحب ؟

هل تصبح ورداً جورياً ؟ وتحمل ورداً جورياً ؟ وتصبح فجأة كناساً يحمل أشلاء زهورك المقتولة ؟

أخبرني

كيف لامرأة لا تنتمي أن تنتمي إليك ؟

وكيف لامرأة لا تنتمي أن ترفض وطنك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق