السبت، 23 مايو 2015

استراحات المحارب !

نعم

لم تعد استراحة واحدة ..... لم يعد يكفيه استراحة واحدة أبداً .... فهو يحارب في استراحته ضعفه ووخمه وانكسارات روحه وجروحه العميقة !!!

في لحظات عدة كنت اظن أني وصلت نهاية العالم ... لا شيء يحدث ... لا شيء مستجد .. كل شيء صار يوخز كالإبر والسم !!

كنت أظن أني وصلت نهاية الألم النفسي ... او على الأقل اقتربت منها ... أسقط .. أجلس بمكاني ... أبكي كثيراً ... أرفع كل الأشياء البيضاء في استسلام .... تعبت !

أجد أحد الأصدقاء ... يقف بجواري ... يقول بهدوء ... لم تنهزمي بعد .. إنها استراحة محارب فقط ...
أرفع عيني بثقل شديد .. كلا .. إنه استسلام محض ... لا أريد التكملة ... تعبت !

ثم .. ويا للعجب ... قوة صغيرة .. رشفة طاقة تحملني على الوقوف من جديد .. إحداهن تسقط .. أقف بجوارها .. استريحي .. ستقومين .. إنها استراحة محارب فقط ... علينا إكمال الطريق ولو فرادى !

ونظل هكذا دواليك ... نتبادل الأدوار والكلمات والأقنعة والألم والسقوط والوقوف

لا أحد منا يقف وقفة كاملة

ولا أحد منا يسقط سقطة تامة

لا أحد منا يحارب حربا ضروسا تشفيه

ولا أحد منا يجلس مسترخيا في استراحته كي يستريح

ثم فجأة

نجد أنا لا نحارب سوى طواحين الهواء ... لا مكان ولا مجال للهرب ...

نجد فجأة أن الأشياء التي تنكسر منا لا تنصلح ... لا تنصلح أصلا حتى عندما نرضة بالندوب الناتجة ... لا تنصلح !

نجد فجأة أن المفقود لا يعود ... ليس هناك صندوق المفقودات نبحث فيه عن أشياءنا فنجدها فنفرح كالأطفال ونعود راضين بما بذلنا !

لا شيء يعود

لا قيمة ... لا شخص ... لا ذواتنا القديمة البريئة ... الثوب ما عاد ينصع بياضاً عندما نغسله ... ما عاد لدينا ماء للغسيل !


عندما يتداعى البيت

نقف بجوار عمود الرأس

نقف بجوار الرامي

أو نجلس

أو نتأوه في ألم

عزيزي الفارس ..... لا بأس باستراحة المحارب ....... سقوطك عن الفرس لا يعني نهايتك ... لا يعني فشلك ..... لا يعني نهاية العالم .......... سقوطك عن الفرس لا يعني أن تقف سريعاً لتملك الزمام ثانية وتقاتل في معارك مختلفة الأرجاء دون أن تلهث وتتعب ..... سقوطك عن الفرس لا يعني هزيمتك ...... وكثرة السيوف حولك لن تلقيك بالضرورة حتفك ......
اجلس مكانك
اجلس ....... استرح .... تنفس بهدوء ....... لن يسلبك الهدوء حقيقة أنك فارس شجاع ........ لن تسلبك الراحة تلك الطريقة الوعرة ...... لن يؤخر الوصول ...... كل شيء بقدر .........
اسقط عن الفرس ..... لن يعرف الفرس الطريق بدونك ....... أنت الذي يقود الفرس ... أنت الذي يعرف الطريق .....

وكل من سار على الدرب وصل !

" هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة ، مادمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا ... "

رضوى عاشور .. أثقل من رضوى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق