الأحد، 12 أبريل 2015

رجل شرقي أنت !

إن الرجال الشرقيين يا ابنتي لديهم مشكلة مع الحب

فهم لا يتزوجون حبيباتهم ولا يحبون زوجاتهم !

وهكذا كنت !!

هذا الرجل الذي كنا نتحدث عنه مساءً تثيرك حماقاته وتشمئز من تكبره وغروره وعناده ، يثير حنقك تخاذله عن حبيبته ، أو خنقها أو كسرها أو أنه السبب في انطفاءة النور في عينها حينما قابلتها آخر مرة !

تحكي لي بأسى وحزن .... كيف لرجل أن يفعل ذاك بمحبوبته ؟

ثم .... ماذا فعلت ؟ سرقت النور !

كنت تقول : أن على الرجل أن يجعله محبوبته ملكة ، كانت تثيرك سخريتي " معاملة الخدامين \ الجواري " كنت تغضب علي ... كنت تنفعل ... كنت تقول لا تنعتي نفسك بتلك النعوت لا أحبها لا أقبلها ..... ثم ؟ ... هل عاملت قلبي كقلب امرأة حرة أن وهبت هي بكامل إرادتها لك قلبها ورداً في باحاتك المقفرة الشوكية ؟

رجل شرقي في كتابات المتحررين ، في كتابات المدافعين عن المرأة .... لا يقدر حب امرأته ولا خوفها ولا غيرتها ، يعاملها بنرجسية ظاهرة ، تظل أناه العليا هي الأعلى .... بربك .... هل كان غير أناكَ تدير قصتنا الفقيرة ؟

الرجل الشرقي نذل ، لا يقدِّر المرأة ، لا يعاملها كما تستحق ، لا يلمس جوهرها ، لا يكن لها كنسيم يداعب خدها في الصباح ....

عدا صباحاتك التي كانت تصالحني عليك ، عدا مساءاتك التي كنت فيها راضياً عن وجودي ... خبرني عن جفاف هواءك ... خبرني عن قسوة عواصفك حينما تعتمل بالخوف والشك والغضب .... خبرني عن صوتك الذي يصبح فجأة جارح جداً كأشواك الليمون !

الرجل الشرقي لا يعد ولا يفي !

الرجل الشرقي لا يحب بكل قلبه ، ولا يحب كل البهجة لمحبوبته ، لا يذوب ولا يلقي بكامل قلبه في أحضان قلبها ، لا يضعف أمامها وإن ضعف فإنه يتوارى عنها أو ................ يتخلص منها ! جنون كبرياؤه لا يضاهيه شيء .

الرجل الشرقي المثير لشفقاتك المتلاحقة .......... لا يناقش حبيبته ، ولا يقرأ شيء في عينيها ، يستبد بقرارات الاقتراب أو البعد ، يستبد بقرارات الوجود والعدم ، يعامل نفسه وكأنه الله الآخر على الأرض ... كل شيء بأمره ونهيه ........  قل لي .... كم مرة اخترتُ فيها اقترابك وبقيت .... بقيت قليلا حتى أملأ أنفي من عطرك قبل الرحيل ؟ كم مرة قلت فيها أنك ستبقى ورحلت ، كم مرة قلت فيها لن يحدث وحدث ، كم مرة اخترت قلبي قبل أن تختار قلبك ؟ كم مرة رأيت قلبك فيها مدلالا ، وتركت قلبي مخذولا خلفك ؟


الرجل الشرقي المستبد ........ يخشى الطعن في رجولته ، ثم ... قد يفي عهداً لا يلائمه فقط لأنه مربوط من لسانه ، ليكمل نرجسيته ، احتراماً لذاته الإلهيه المصغرة ، لكنك حتى لم تفعل ... لكنك ... لم تكمل بذاتية الإله المستبد ، ولم تتعايش مع المخلوق الإنساني الضعيف ، أخذت من كلٍ شرّ صفاته وأدناها ... وأكملت وحدك !

أعود ببصري للوراء .... تموت ذاكرتي ... لا شيء يختلج بقلبي حينما أذكرك ... أكره فيك كل الرجال ... أكرههم زيادة على كراهيتي الأولى لهم ... أكره الرجل الشرقي أكثر بعدما وقعتَ معي معاهدة سلام بيننا ... معاهدة حب ووثيقة احترام .. أكرهه ..... وأعمل كل قوى ذاكرتي لتتفهم ... كيف كنت أحبك ؟ لا أعرف
القرط الفيروزي الرائع ..

أحب حجر الفيروز ، أيام سابقة كنت أسأل زميلتي من أيت تأتي بحجر فيروز أصيل ... ثم وجدتك تدس في حقيبتي ذاك القرط الجميل
قرط مدلى بزرقة الفيروز الحانية ... أحبه بشدة ... أشعر أن هناك فاصل بيننا ... فاصل لا أعرفه ... كأن عقلي الباطن لن يصدق أنه قرطي إلا أن تلبسه لي ؟ لا أعرف ... لم ألبسه ...
وقع أمامي ... تأملته بهدوء ... ابتسمت لفيروزيته الجميلة ... رفعته لأنفس أتحسس عطرك مثلما كنت أفعل ... لا شيء ... العطر هائج تلك المرة كمهر فرّ من حبسه ... لا شيء ... لا نبض ... لا ذاكرة ... لا مغص ... لا حزن ولا فرح .. لا شيء تماماً ... كأنه قرطٌ لا أعرفه !

أسأل نفسي ... هل أحبني ؟ ... هل كان صادق حينما قال أحبكِ ؟
لسان اعتاد مقولة الحب ؟ هل يصدقها ؟ أم فقد يقولها ويجري ؟
هل أدرك كيف تتكون تلك الكلمة في عمق الدواخل ؟
ثم ؟ هل لم يعرفني ؟ كيف ؟ قد قرأ تعاريج مخي وقلبي .
ثم ؟ هل رآني زوجة صالحة ؟ فقط زوجة ؟
الرجال لا يحبون زوجاتهم .... لم يحبني
الرجال لا يتزوجون حبيباتهم .... لم يحبني ! 

هناك تعليقان (2):

  1. والله الرجل الشرقى مظلوم معاكم :)
    ورغم ذلك أعجبنى ذلك الفيض من المشاعر
    احسنتى

    ردحذف
    الردود
    1. أبــداً !! :)
      هو غير مظلوم أبدا ... هو مغرور لربما تصيبه الحالة النرجسية .. يتوارى عن ضعفه الذي هو مصدر قوته الإنسانية ونقائه ... ويتصرف كالثور الهائج المغرور لا أكثر

      لربما غباءاته المتكررة لا تنفعه ولا تفيد ... تكسر أجمل كريستالاته .. وتشوه أرقى جدارياته ... وقتما يُضعف قلبه ... فلا تنفعه الطيبة ولا يشفع له الحب في قلب كسير !

      حذف