الخميس، 3 أكتوبر 2013

ندون لتبقى هويتنا ..

لماذا ندون !
لا ندون أبدا لن نملك الكثير من العلم ولا الأفكار ، لربما كثيرا نقف عاجزين أمام القلم والورق ولهفات الحبر ! نقف لا نملك فكرا جديدا ولا أطروحة جيدة لمن يقرأ

لكنا نشعر بشوق دوما بنهم شديد للكتابة للحديث عبر الكلمات المكتوبة المطبوعة المخطوطة لا يهم .
نحن لا نكتب لأنا مميزون ولا لأنا نعرف وننقل المعارف نحن نكتب فقط حفاظا على هويتنا أن تضمحل !

الخوف الشديد من التحول للمسوخ يجعلنا نهرع للقلم ، للوحة المفاتيح ، يجعلنا نكتب بسرعة بتوتر بخوف بهلع أحيانا !

نكتب فقط لندون من نحن كيف كنا كيف نحن الآن وكيف سنصبح ، ندون حتى نعود كل عدة أشهر لما كتبناه في السابق أولا نعود وتغمرنا الحياة فنسقط ونبكي ونحزن ونحبط ونكتئب ثم نعبث كالعادة بأشيائنا القديمة كاطفال حيرى فقدوا الأم والأب في زخم الحياة فنجد قصاصة ورق أو ملحوظة بجانب شاشة الحاسوب تذكرنا بجملة في الماضي كتبناها ببيت شعر بحكمةٍ بخاطرة قرأنها لكاتب سرق من عمرنا أياما في كتاب أعجبنا وقتها ، في قصة جرفتنا إلى جميع تفاصيلها فعشنا بداخلها وكتبنا عنها وكتبنا وقتها عن أنفسنا بأساليب الكبار ! لمقطوعة موسيقى ألهبتنا فرحنا نهيم على أحرف العشاق فنكتب كما لم يكتب قيس ولم تسمع ليلى !

نكتب فقط ، لأننا نصرخ جل ما نصرخ فوق الورق ونبكي ونضحك فوق الورق ، نقابل كل فرسان القصص فوق الورق ، نعاتب كل أشرار الحياة فوق الورق ، نناجي الملك فوق الورق ، ونهمس باسم طفل صغير رافق دربنا فوق الورق ، ونضحك بشدة لجنون الحياة فوق الورق ونعشق ونهب العمر زهورا فوق الورق ، علاقة المدون بالورق علاقة أسر وعشق وعشرة علاقة حياة !

نعيش ثلث العمر لربما الربع في أرض الواقع ونقضي بقية حياتنا الحقة بين وفوق وحول الورق !

نحن يا سادة لا ندون لكم ! كعازف الموسيقى يعزف أمام جمهور عريض كما يعزف وحيدا لربما العزف منفردا بمكان ناء بعيد أروع ما قد يسمع من هذا العازف وأرق ما قد يدرك بحس موسيقيٍّ مرهف !

نحن اعتدنا حين تؤلمنا الحياة أن نهرع لحضن الورق فنصرخ ونبكي ........ وحين نعرف شيئا أن نزينه ونكتب ، وحين يحين العبث طريقا للحياة أن نعود إلى جذور الكتابة فنعيد اكتشاف أنفسنا جديدا !

وأنتم ........ انتم تقرأون معنا الحياة مرة أخرى ، أنتم أيضا تفتشون في الكلمات عن هوياتنا ، ولكنا نفتش في الكلام عن هوية الحياة دائما ....... وأنتم تجدون صوركم معنا في الكلمات .... فتبكون ...... تضحكون ............. تصرخون أن نبوح بالألم الكامن بكم !

صديقي المدوِّن والمدوَّنة  أكملوا التمسك بهوية قلمكم ...... دعونا ندون عن أشياء عظيمة وأخرى تافهة
دعونا نكتب عن ما نراه في الحياة جميلا وآخر مزعجا
دعونا ننظر كما نحن دوما كطفل يصارع عظام الأمور ...... أو كـشيخ هانت عليه الدهور !
دعونا ندون لتبقى القضية ....... إذا ما تلت أغادير الحياة تراتيل النسيان يبقى الكلام هاهنا واقفا على عهده حتى النهاية !

دعونا ندون ........... ندون وفقط .......... لننا نتنفس روح الكلمات حين ندون .......... ولأنها وحدها الكلمات تهتف بنا تصرخ بنا تشرق بثغر باسم لنا ....... وحدها الكلمات ...... تحفظ روحنا ...... وتنبيء دواخل أنفسنا الغريبة بأصل الحكاية فتبقى الهوية ضد المسوخ وضد العبث . 

هناك تعليقان (2):

  1. أنا أكتب لآعيش
    لاني لا استطيع العيش ف الواقع المؤلم
    انا ادون لاني لا استطيع أن اصرخ بوجه من احب واقول له ذلك
    ادون لاني لا استطيع العيش بدون أن اكتب مشاعري التي لا استطيع البوح بها
    سلمت يداك

    ردحذف