الاثنين، 9 سبتمبر 2013

ولسوف يبتسم الزهر ... :-)

يمر الربيع في بلادنا سريعا ... لحظات صفائه أقل كثيرا من لحظات الأعاصير ... فما عدنا ندري في تلك البلاد هل نفرح بوجوده وتفتح الأزهار ؟ أم نختفي من الحقول والبساتين لشدة العواصف الترابية التي تمر بنا !!

ويمر الربيع سريعا لتلهبنا شمس الصيف المشرقة ... التي وكأنها للتو خرجت تتنشق الحياة من بيات شتوي عميق لا يليق بجلالتها ولا بتاجها الذهبي ! تتثائب وتمد أذرع أشعتها بطول الأرض وما حولها غير مويلة تلك الكائنات التي تحترق أية اهتمام فهي الملكة !

لا شيء يقدر على ترويضها مثل الخريف ..... الذي دوما ما يغازلها ولكن لدخول العش مرة أخرة ..... للتلحف بفراء السحاب والتمنع ثانية عن الظهور إذا ما حل الشتاء وبدأ أفعاله القاسية من أعاصير وبرد وصراخ برعد وبكاء بمطر

الشتاء فصل مجنون حقا ! لا يغازل الشمس حبا ... ولكنه يخدعها كل يوم .... يحبسها ليالي وأيام ... فتشتاق المسكينة لرؤية البشر .. تشتاق لتطل على هؤلاء الرعية من أزهار ونحل وطيور تملأ السماء فرحا بها وزقزقة ! فيفرج عن نورها ساعة ... ثم يحجبها ثانية بجبال من السحاب والغيم !

الخريف يحب الشمس ... لكنه يكره قسوتها ... يكره قسوة أشعتها على المخلوقات المسكينة .... يحب حنانها وجمالها حين تشرق ساعة الصباح فيصاحبها هو بنسمات رقيقة وناعمة ... نسمات باردة تخفف قسوة الإشراق ! الخريف يروضها ويضحكها ويبتسم ... لكن تبسمه هذا وحنانه مع الشمس يسقط الأزهار سريعا ... يجعل الشجر يتكشف لعراء الشتاء القادم !

وكل أعمارنا .......... بها خريف .......... وبها شتاء تابع ............ يجعلنا نظن لطول المدة أن الشمس لن تأتي ... وإن روضها الخريف قليلا فإن الشجر لن يزهر ثانية ... وإن أزهر فلماذا عساه يبتسم ؟

كلنا ........... نحب تبسم الزهر في باكورة الربيع ......... لكننا لا نحتمل أعاصيره ... ولا نبذل القوة والجلد إلا بكثرة الشوق إلى أنوار الشمس وشروقها !

إن طالت ظلمة أيام الشتاء من الغيوم ......... إن رعدت تلك الليالي طويلا حتى أرهقتنا ........ إن ظلت الشمس حبيسة الغيم والظلام ........ إن أصبح الدمع مطرا يغرق أرضنا .... فلا شك ...... سيأتي قريبا جدا هذا الربيع !

سيأتي .......... وتعود الزهرات إلى أحضان الشجر ......... ويكتسي العالم بالأخضر ........ ولسوف يبتسم الزهر ...... ولسوف تشرق الشمس متثائبة بعد سبات طويل ........ تفتح ذراعيها للحياة كامرأة مدللة رخيم .... حتى وإن مر الربيع سعيدا

فإنه سيأتي .......... ولسوف يبتسم الزهر :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق