الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

كلام مختنق !

عندما يكون الكلام عن الوطن والحلم والأهداف والأمل كلها في نفس الشبكة

كلها خيوط تتصل ببعضها لتشكل الحياة !

عندما نفقد الأمل ...... ويجاهد فينا الحلم كي يبقى

عندما نخبو

عندما نتيه ونحن نبحث عن ذواتنا ... طفل يمسك دميته الصغيرة التي هي كل ما يملك ...

يتشبث بها أكثر لأنها كل ما دليه في زحام كبير بين مسوخ .... بين أشباء مخلوقات !!

يشعر بالرعب ليس منهم ولكن أن تضيع دميته !

عندما يرى أن العبودية كفيروس يحول الإنس إلى أشباه كائنات كأنها فضائية مسوخ كأنها هاربة مما قبل التاريخ

كائنات لزجة .... مشوهون ....... قميئون ......... إنهم مقززون بصورة مرعبة !

يتشبث الطفل أكثر كلما وحد إنسانا سويا أصابه الفيورس أمام عينيه فأخذ يتلوى في رقصة شاذة وهو يتحول إلى مسخ جديد !

تسيل من ألسنتهم وأنوفهم سوائل كريهة الرائحة ........ عراة إلا من ملمس مقرف لزج !

لديهم أسنان تشبه أسنان الوحوش ......... لكنها قذرة كأسنان الشياطين !

تفوح منهم رائحة ضحاياهم من البشر الآخرين !

من سقط أرضا تهافتوا عليه وأكلوه حيا أو ميتاً !

يخبيء الطفل وجهه في الدمية مرة ........ ويحميها بذراعية مرة أخرى !

الدمية هي آخر شيء يميزه أنه من البشر لا المسوخ !

يتحسس خطواته .......... لا يدري هل يتكلم ويصرخ ويبكي ويفيض بمشاعره الجريحة والغاضبة ؟

أم يكتم كل ما به حتى يعبر ويجنو ؟

ثم إذا عبر ...... تراه هل يكون للكلام والصراخ قيمة ؟

ثم إذا جاع وضاقت الدنيا هل يشاركهم جيفة أخيه ؟

هل يستسلم للعابهم وأصواتهم القميئة ويده جسده النحيل عرضة الفيروس فيتحول مثلهم ؟

هل يلتصق بأحدهم ليتحول مثلهم فقط لأنه فقط التعايش مع هذا المسخ ! وأفضل له أن يتشبه بهم ؟

حتى متى سيظل يعاني كل هذا القبح والسوء ؟

حتى متى سيظل يكتم أنفاسه بينهم كي لا يشتم رائحتهم ويصم أذنه حى يحافظ على مابقي من إنسانيته ؟

إنه يقاوم مقاومة الحلم في جسد أعياه اليأس وتآمر عليه الواقع والألم !

حتى دميته ! هويته الوحيدة .... يردون أن يطبعوا عليها شعار مدينتهم ! مدينة الموتى !

متى يعبر ؟

متى يصرخ دون أن يبالي إن كانو سيلتهمون لحمه حيا !

ترى إن فعل سينتبه أحد الإنسانيون الذين لم يتحولوا ويفيقوا من تأثير نتانة الرائحة وصفير الصوت عليهم ؟

ترى هي سينظرون إليه ويدركون أنه مات لأجل إفاقتهم ؟

أم سيبادرون كالبقية التهام أجزائه الغضة ؟

يصرخ الصغير ........... لكن في أذن الدمية

يبكي بقهر ......... تحت قدميها

يشعر بالبرد فيحضنها

يلملم نفسه

ويبكي قهرا وكمدا

ورغم الألم ................. يشعر أن النجاة من مدينة الموتى وحيدا هي أعظم خيانة للأحياء !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق