الأحد، 8 سبتمبر 2013

أخي :)

أخي .....
أتذكر ...... تلك الأشياء التي لا تعد ... ولا توصف !

لهونا وضحكنا ... عندما نقف فجأة وننظر للشمس ... حينما نطارد حشرة غريبة ونحن لا نعرف توصيفها ... حينما تقف أنت فجأة وتتحدث كخبير مبجل .. تدور حول الحفرة ... تقول ربما حقا تخرج منا ثعابين .... لا أعلم لماذا يحرقون البلاستك !

أتذكر ... في الفناء الخلفي لبيت جدي ... حينما كنا نلعب طبيب وممرضة أو بالأحرى صيدلي ومساعد ... حينما كنا نقضي نصف النهار في جمع الزجاجات الفارغة ... جمع أشرطة الدواء من الارجاء ... جمع الحقن ... ثم نبدأ في صفهم .. نملأ القارورات الصغيرة بالتراب حينا وبالرمل حينا ... نصفها مرة .... وجميعها مرة .....نجمع بعض الحصا ! لدينا مرضى كثر ! نصف لهم الدواء ... نفرغ الزجاجات قليلا ... لقد أعطيناهم كثيرا من الأدوية اليوم !
أمسك شيئا فأسألك يا طبيب هل هذا يصلح للمغامرة القادمة ؟ فتقول لأ .. لا تصلح دعيها اكتفينا اليوم ... حين أتعثر بشيء .. فأجد زجاجة مكسورة جرحت قدمي لا أستطيع السير .. أقفز بقدم واحدة ... انت تحملني ببساطة .. نتقافز سويا حتى نصل إلى باب البيت .... ونحن مليئون بالتراب والعرق واللهو .. والدم .. وحزن في عينيك :)


أتذكر ......... حينما وقعت يوما في الحب ؟ حينما أخبرتك ؟ ... حينما تركت كل شيء وضحكت عاليا .... حمرة الخجل التي تكسو وجهك لا تقاوم !!! حينها أخجلتني كثيرا ... لم أدري أتذمر أم أخجل أم أختفي أكثر من مطاردات عينيك الضاحكة ! حينما تضع يدك على كتفي .... كم أنت جميلة !

أتذكر ؟ .... حينما كنت تمر علي بعد دروسي في الجامعة ؟ .... حينما كنت أقول لك كالطفلة أريد السير ! وكنا نسير طويلا طويلا .... حين مررت بجانب أحد العمالقة :) نعم كان عملاقا !!!! ثم ابتعدت انت سريعا ووقفت من بعيد غارق في الضحك وتقول انظري لنفسك مقارنة به !!!! اللعنة ! أنت تقارنني بأحد الهاربين من أدغال إفريقيا ! :):) أتذكر يوما .... سرنا طويلا .. قلت لي .. : سارة .. على الله تيجي في النص وتقولي رجلي وجعتني ... أنا .. لا مش هقول مش هقول والله ...

أتذكر ... حينما خرجنا من الجامعة ذات يوم ... وقلت لك .. أنا جاااااااائعة ... قدر السماء .... جاااااااائعة جدا ... قلت لنأكل إذا وصلنا رمسيس ! .. ماذا تأكلين .. طعمية :D

أتذكر بعد كل غداء حينما تتلصص إلى المطبخ فتجدني في الفرن ! أدس رأسي وآكل أشياء عجيبة وقد تكون غير مترابطة ؟ :D
أتذكر نظرتي وشعور المتهم المتلبس !! فمي مكتظ بلا مبالغة بالطعام !! صمتنا لحظات ثم انفجرنا ضاحكين :D
أتذكر ؟؟؟
حين ركبنا (الميكروباص ) من أمام جامعتي يوما .... وجلسنا في آخر مقعد ... وجلسنا نتحدث ونضحك ... أخذنا الحديث جدا .... أخذنا المرح .... وفجأة .. السائق ( فيه اتنين مدفعوش الأجرة ) لحظتها تذكرنا فيلم أحمد السقا وأحمد عيد أفريكانو .. أخذنا نضحك أكثر .... التفتت سيدة عجوز بجانبي إلينا ... بغمزة ذات معنى .... ( أصلهم بيضحكو مش فاضيين :D ) وأنت بسخرية وضحك وغيظ وكل شيء في وقت واحد اخوات يا حاجة اخوات والله :) اشتقت أيامنا يا أخي :)

دائما ما كانت عينيك الخضراوين تفضح أمرنا ... تجعلنا في حاجة أن نقول دائما أننا إخوات والله إخوات والمصحف :)

دائما ... كانت نظرة الحنان من عينيك كأب حريص على فتاته الوحيدة تسحر الناس ... لست أخاها ! لست جافا معها ... أنت تمسك يدها بحرص شديد .. أنت تطوق كتفها بذراعك وأنت تعبر الطريق .... أنت تخشى عليها من نظرات الناس حتى ... أنت تجعلها تضحك وترقص كالفراشة ... أنت تجمع الزهور لها وتقول حلقي ... وتقف تنظر وتدور حولها .... أنت الوحيد في هذا العالم الذي يشاركها الجنون

أنت الوحيد الذي أصرخ فيقول أكملي الصراخ .. أنت الوحيد الذي يضحك على أثر صخب ضحكتي العالية ... الذي إذا ما قلت سأقفز وأرقص وأطير وأدور وأعاند الفراشات يقول في أي يوم تريدين ... أنت إن كنت هنا ... كنت ستجري خلفي كما كنا ... كنت ستأتي حيث البستان ... كنت ستحلق وتسوق الفراشات ناحيتي
أنت تسمع صوتي في الكتابة ... ترى انفعالات وجهي عبر الأثير .... أنت الذي لا تخدعه ضحكة مصطنعة مهما كانت عالية ورنانة ... أنت الذي لا يحتمل فكرة دمعتي !
عندما كنت أتزين بالكحل .... بأحمر الشفاة ... أنت وحدك تقول ... أنت أجمل بهما أو بدون ... أنا لا أرى المكياج في وجهك أراك .. أرى الطفلة التي حملتها يوما
أنت مازلت تعرف خبايا تلك النفس ... جريحة أو سعيدة ... أنت أكثر خلق الله أخشى الحديث إليهم لحظة ضعفي ... وأنا أحاول التستر ... تكشفني ... حتى لو لم ترى سوى كلمات بحبر إليكتروني !

أنت وحدك تحفظ تفاصيلي ... عندما أقص شعري !! لم يعجبك كثيرا .. قلت أنت جميلة على أية حال ... عندما أدعه يطول تصرخ حذاري أن تقصيه قبل أن أراه :) حذاري أن تفعل كذا ... لونك شاحب ... فقدتي وزنا ... لون شعري الذي لست متيقنة منه تماما ! ... شكل أصابعي :) للعجب لازلت تذكر أصابع قدمي !! كيف أنت ؟ كأب يعرف تفاصيل طفلة تربت على يديه :) أبي لا يلحظ كل هذه الأشياء عني !

لا امرأة في العالم ستحظى بهذا الحب ... ولا طفلة .... سأظل أنا وحدي وفقط على هذا العرش :) أعلم هذا بيقين ثابت كيقني بمكان عينيّ
لا امرأة ستراك مجنونا ولا شعثا ولا حزينا ولا مهموما ولا فرحا ولا أخرقا مثلي !
لا أحد سيتحمل مني الصراخ في وجهه مثلك !
الصورة التي تمسك فيها الفتاة وجه الفتى ! هي أنا تمام عندما تحين دورة جنوني في الحياة فأنطلق كمهر بلا قيود ! تلهث وتتعب وتقول يا لها من مجنونة ... لكن الحب يغلب :)

من الذي لا يعرف الأخ الأكبر :) لم يعرف أخوة ولا حبا في الحياة :)

أسرفت في تدليلي :) 

هناك 6 تعليقات: