الاثنين، 2 سبتمبر 2013

وتبقى الدمى !

وتبقى الدمى
تتحدث عنا كما لو كانت بيننا

تحكي بقوة ما نخجل عن الحديث عنه او التلويح به !
تروي تاريخنا وتراثنا بأريحية شديدة !
تتكلم عن أمراض مجتمعنا ونحن نضحك ساخرين من الدمى !


الدمى مرآة لنا !

عندما أصابنا العور .... صارت الدمى عوراء ! تعجبنا .. لكنا اعتدنا الأمر ...
عندما صارت الدمى دموية ... انزعجنا ... لكننا تعودنا الأمر

حتى صارت دماء الدمى أقوى تأثيرا في القلوب من دماء البشر !

الدمى تتحدث ليللا ... تحكي لسامعيها عن مآسينا .... تبوح ليلا بأسرارنا للرفوف المغبرة .... تحكي مآسينا ... وتتعجب لأمراضنا
لكنها بلا شك ... تحمد الله ألف مرة أنها ليست آدمية بالمرة ! أنها ليست مصابة بكل تلك الأمراض والانفصامات الشخصية !
أنها غير مضطرة أبدا ولا تكون في هذا الموضع إلا في حال استخدام البشر لها في قتل أخيها !!

ماذا دهانا ؟ لا أدري ... نجسد في الدمى تلك الأحلام الوردية والقيم السامية التي عجزنا عن تمثيلها في الحياة !
نجعل لهم أسماء مثلنا وأصواتا منا ونقول على لسانهم ما عجزنا عن قوله لأحبائنا فكسرناهم
ولأبنائنا فأضعناهم ...
ولشعوبنا ففي الوهم أغرقناهم
ولأعدائنا فأحنينا لهم الرؤوس ورفعناهم !

تلك الدمى ... تمثلنا ... تلك الدمى تلعننا ... تلعن الكلمات كل يوم .. تلعن تشبيهنا لهم بنا .. هم ليسوا نحن ... هم فقط صامتون .. هم يسعدوننا ولا يقتلون .. نحن القتلة ... نحن المرضى .. نحن المصابون بالانفصام والعته والعجز ... نحن نسلب أنفسنا الحيلة لنتمثل بأدورا الدمى ... والدمى علينا حانقة .. تود لو لها ربع إرادتنا أو نصف عزمنا ! 

هناك تعليق واحد:

  1. أيون هيك .. ممتاز ، هلأ الواحد بيقدر يعلق براحته ..

    ردحذف